الوضع العراقي...و سياسة التخبط و النزاعات
ليس بالأمر الجديد أن نعلم بأن العراق يمر بمرحلة خطرة و حساسة في تاريخه بعد حكم نظام مستبد لأكثر من ثلاث عقود و هذا جعل من الساحة العراقية ساحة قتال بكل معنى الكلمة حيث تتضارب المصالح و الأطماع و الجهات الخارجية و دول الجوار في العراق و كل واحد منهم يسعى لهدف معين و غاية يعمل من أجلها و علينا أن نذكر بشرح مبسط الوضع العراقي الراهن
أولا الجهات الإسلامية الجهادية التي فشلت في العمل في الدول العربية و الإسلامية بعد سقوط مقرهم الرئيسي و هي أفغانستان و وجدت العراق مكان جيد لهم بسبب فقدان الأمن و الحدود المفتوحة و كثرت الأسلحة التي تركها النظام السابق مما جعلهم يتخذون العراق نقطة مهمة و أساسية لكي يهزموا عدوهم و هي قوات الاحتلال التي تحتل العراق
ثانيا أعوان النظام السابق الذين انهاروا بعد سقوط النظام و اتخذوا من العمل السري طريقة لبدء عملهم يطالبون و يفعلون أي شيء لعودتهم لسابق عهدهم بعد أن حوصروا بقانون اجتثاث حزب البعث و حرموا من مراكز القوى
ثالثا الجهات العراقية من أحزاب و حركات و تجمعات و التي تسعى لتثبيت نفسها في العراق لكي تحصل على سيطرة في دوائر الدولة فهناك العلمانيين الذين يحصلون على دعمهم من الخارج و يتخذون من تركيا مثل يريدون تطبيقه في العراق و هناك الجهات العرقية التي تسعى أن تحصل على إثبات وجود في العراق بعد سنوات حرمان طويلة في زمن النظام السابق و كذلك هناك الأحزاب التي تتبنى الأفكار المختلفة من الفيدرالية و الليبرالية و اليسارية و تسعى بجهد لإقناع المجتمع العراقي بها
رابعا دول الجوار حيث أن إيران لا ترغب باستقرار الوضع العراقي و هذا واضح من تصريحاتها و تدخلها المستمر بالقضايا العراقية و ذلك لأنها تخاف من أن يأتي دورها في عملية التغيير التي تقوم بها أمريكا و بريطانيا مثلما حدث في أفغانستان و العراق و يصبح النموذج العراقي نموذج يطبق بحذافيره على إيران و كذلك نفس الحال في سوريا التي باتت تحتوي على أحزاب و حركات معارضة كثيرة تقف ضد النظام في الخارج و تطالب بالحرية و الديمقراطية التي دائما كانت سوريا توعد بها المجتمع السوري من غير أن تقوم بتنفيذها فلذلك مشاركة سوريا في الوضع العراقي و زعزعته يسبب في بطء قدوم الدور على سوريا التي أقرت عليها الحكومة الأمريكية قانون لمحاسبته و أثبتت أن النظام السوري كان مع النظام السابق و يمول المقاومة العراقية
هذه الأمور الأربعة تسبب في عدم استقرار الوضع في العراق و يجعلنا نتنبأ بالأسوأ مع كثرة التصريحات الأمريكية بأنها سوف تخرج من العراق حتى لو لم يستقر الوضع فيها و يتم اختيار حكومة عراقية منتخبة
حسين علي غالب
[email protected]
http://www.geocities.com/babanbasnaes