أكدت دراسة مصرية حديثة أن الزواج عن حب تصل نسبة الفشل فيه الى 75%، بينما تصل نسبة نجاح الزواج التقليدي الى 95%.


وقد اجريت الدراسة علي 1500 زوج وزوجة، وأوضحت ان النجاح لا يحالف زواج الحب عادة، لأنه يبنى على العواطف الجياشة، والعواطف وحدها لا تكفي لصمود العلاقة الزوجية، لأنه ينقصها العقلانية والاتزان ويغلفها الاندفاع واللهفة والكذب في بعض الأحيان , في تحليله لزواج الحب الفاشل .


واضاف الدكتور اسماعيل عبد الباري أستاذ علم الاجتماع بجامعة الزقازيق بمصر الذي اجري الدراسة ان المحبين يفكرون بقلبهم، فيحلمون ويحلقون في فضاءات خاصة بهم، معتقدين ان العاطفة التي تجمعهم كفيلة بتأسيس شراكة زوجية ناجحة، ثم تبدأ مسؤوليات الزواج الحقيقية وهمومها ومشاكلها، فينقلب حالهم رأساً على عقب ويطير الحب من الشباك وتحدث لهم صدمة لا يفيقون منها بسهولة.


كما أكدت الدكتورة سوسن اسماعيل أستاذة علم النفس، عن رأيها بزواج الحب ان هذا النوع من الزواج تحكمه العاطفة التي قد تحجب الرؤية الموضوعية بين الطرفين فينظر كل منهما الى حسنات الآخر وإيجابياته في البداية، ويصرفان النظر عن التعمق بكل الجوانب الشخصية، خاصة السلبية، وعلى ذلك تكون الرؤية غير واضحة وغير مطابقة للحقيقة، ما يؤدي فيما بعد الى الصراعات والمشاحنات، التي تؤدي في أحيان كثيرة الى الطلاق النفسي، وهو التباعد الشديد بين الزوجين رغم تواجدهما تحت سقف واحد.


ويشجع الدكتور همام الزواج التقليدي قائلا عنه: "انه زواج معروف في المجتمعات الريفية ذات التقاليد الموروثة، وناجح لأنه مبني على الجدية وترابط الأسرة والإخلاص والاحترام والتقدير بين كل الأطراف، ومتى واجه الصعاب ونشأت فيه المشاكل، فهناك الأهل الذين يجتهدون دائماً لإيجاد الحلول وتقريب وجهات النظر بين الزوجين وإعادة المياه الى مجاريها بينهما، وتؤيد الدكتورة ناديا البنا نجاح الزواج التقليدي مؤكدة ان العشرة الطيبة أهم من العاطفة، خاصة تلك التي يرافقها الاحترام والاندماج وحسن المعاملة والتفكير السليم والتخطيط للمستقبل، فهي تبعث على الشعور بالدفء والأمان والاستقرار في حياة كل زوجين.


وعلي جانب اخر نجد للدكتور أحمد المجذوب أستاذ علم النفس، رأيا مغايرا في زواج الحب فهو يدافع عنه قائلاً: " لا أعتقد ان الزواج يفشل لأنه بني على حب، فالحب الحقيقي يعني القرب والتضحية والعطاء المتبادل وتوفير الأمن والطمأنينة، والصعاب عادة تنهار أمام الحب البناء القوي، لكن المشكل في الرجل الذي يأخذ ولا يعطي والذي يظلم الزوجة بخداعه لها، فالمرأة تبحث عن رجل تضع ثقتها فيه، لكن للأسف نحن نعاني اليوم من ظاهرة تفشي "أنصاف الرجال"، والرجولة في عالمنا قيمة وشهامة ومروءة وصدق ووفاء، وان لم تتوفر هذه "الرجولة" فمن الطبيعي ان يفشل الزواج.


و يؤيد الدكتور حسن الخولي، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، كلام د. المجذوب بالقول: "للزواج التقليدي
مشاكله وأزماته أيضاً، مثل توفير المعيشة وإتمام واجبات الزواج ومسؤولياته، وفي يومنا هذا فالفشل قد يصيب أي زواج، كما قد يحالف النجاح أي زواج، لذا علينا ألا نظلم زواج الحب، لأنه لفترة خلت، كان العرسان يتزوجون عن حب ويصمدون وينجحون.