لِلْمَرجعيَّةِ تَاجُها المَعْقودُ ** فوقَ السُّهَا وسبيلُهَا المَنْشودُ
ونفوسُنا حَرَّى لِبَذْلِ نَفيسِها ** والحُرُّ بالعِلْقِ النَّفيسِ يَجودُ
طَوْعاً لإمْرَةِ مَنْ نَماهُ إلى العُلا ** مَجْدٌ تَأَشَّبَ طارِفٌ وتَليدُ
حَاميْ الحِمَى غَوْثُ العِراقِ وشَعْبِهِ ** إنْ أَرْزَمَتْ للنَّائباتِ رُعودُ
السَّيِّدُ العَلَمُ التَّقِيُّ أبو الرِّضَا ** مَنْ جَدُّهُ خَيرُ الوَرى المَحْمودُ
شَاهَتْ وجوهٌ لا ترى لِنَوَالِهِ ** فَضْلاً تَعَاظَمَ رِفْدُهُ المَرْفودُ
تَعِسَتْ رِجالٌ جَدَّدَتْ بِعِنادِهَا ** ما سَنَّ آباءٌ لَهُمْ وَجُدُودُ
حِقْداً إلى سَفَهٍ وَخِسَّةِ مَحْتِدٍ ** هَيْهاتَ عَنْ شَرْعِ الضَّلالِ يَحيدُ
فإذا نَظَرْتَ رأيتَ ضِغْناً أَسْوَداً ** مِنْ خَلْفِ أوْجُهِهَا الصِّفَاقِ يُعيدُ
ما أسَّسَ الماضونَ مِنْ أسْلافِهِمْ ** رَقْشَاءُ تَحذَرُها الأفَاعيْ السُّودُ
نادَوْا بِشَرْعِ مُحمَّدٍ وِفِعَالُهُمْ ** مِنها تَبَرّا العَدْلُ والتَّوْحيدُ
شَرِبوا دِمَاءَ النّاسِ نُغْبَةَ ظَامِئٍ ** لَوْ كانَ يُغني الوَارِدينَ وُرُودُ(١)
قَتَلوا البَرَاءَةَ والطَّفَولَةَ والنِّسَا ** وأُبِيدَ ظُلْمَاً وَالِدٌ وَوَليدُ
يا سَيِّداً سَادَ الوَرَى بِعُلومِهِ ** لَكَ حِكمَةٌ والرَّأْيُ مِنْكَ سَديدُ
تَزِنُ الجِبَالَ ولا تَحيدُ عنِ الهُدَى ** يَوْماً إذا مَا الرَّاسِياتُ تَميدُ
قَدْ عِشْتَ آلامَ العِراقِ وَهَمَّهُ ** في هِمَّةٍ هِيَ عُدَّةٌ وعَديدُ
فإذا صَمَتَّ فأنتَ أبلَغُ قَائِلٍ ** وإذا نَطَقْتَ فَقَولُكَ التَّسْديدُ
لَكَ مِنْ عليٍّ رايةٌ وَمُهَنَّدٌ ** ومِنَ النَّبيِّ إرادَةٌ وَصُمودُ
يا حامِلاً فِكْرَ الرِّسَالةِ رايةً ** ذُلاّ بِسْيفِكَ عَفْلَقٌ وَيَزيدُ
لَوْلاكَ أَغْرَى المَارقينَ بِغَزْوِنا ** لَيْلٌ على أُفْقِ العِراقِ مَديدُ
لَعِبَتْ بِهِ الأهواءُ يَأكُلُ بَعْضُنا ** بَعْضَاً وتَأكُلُنا الخُطوبُ السُّودُ
يُفْني الجُموعَ تَفَرُّقٌ لا يَتَّقي ** في مَحْقِنا وَكِيانُنا المَقْصودُ
بِاْسْمِ السِّياسةِ قَدْ أذلَّ رِجالَها ** في البَرْلَمانِ مِنَ المُسوخِ قُرودُ
قَدْ اتْقَنوا المَكْرَ المَقيتَ فَقُنِّنَتْ ** للسَّارقينَ مَوَاثِقٌ وعُهودُ
وَتَنافُسٌ بالمالِ حَاقَ بِأهْلِهِ ** ذُلُّ الهَوانِ وفي الجَحيمِ خُلودُ
وَمَناصِبٌ وَهْميَّةٌ قد أُترِفَتْ ** في ظِلِّها السّاداتُ وَهْيَ عَبيدُ
القَائمونَ على السِّياسَةِ زُمْرَةٌ ** مِنْهُمْ على نَهْبِ العِراقِ شُهودُ
هذي الضِّبَاعُ تَرى العِراقَ فَريسَةً ** والشَّعْبُ في ظِلِّ الهَوَانِ قَعيدُ
فَوَقَفْتَ مَوْقفَكَ الأَشَمَّ وأنتَ في ** دَرْءِ الخُطوبِ الفَارِسُ الصِّنْديدُ
فَدَعَوْتَنا حَشْداً بِهِ السُّنِيُّ والشّــيعيُّ في سُوحِ الكِفاحِ جَليدُ
أنَا سِلْمُ مَنْ سالَمْتَ يا ابنَ مُحَمَّدٍ ** عَهْدٌ لِجَدِّكَ حَيْدَرٍ مَعهودُ
حَرْبٌ على ما يَبْتغيهِ مُعَاندٌ ** يَسْعَى إلى ما يَفْتريهِ مَريدُ
لَكَ في عَليٍّ أُسْوَةٌ وَيُسَاغُ أَنْ ** تَعْدو عليكَ نَوَاصِبٌ ويَهودُ
حِزْبانِ مُؤْتَلِفانِ ما دامَ الهُدى ** يَحْمي حِمَاهُ مِنَ الرِّجالِ عَتيدُ
لِلفِتْنَةِ الصَّمَاءِ كانوا أَلْسُناً ** قَوْمٌ رعاهُمْ فَاسِقٌ وَسَنيدُ(٢)
يَا أيُّها البَدْرُ ازْدِهَافُكَ في الدُّجى ** غُرْمٌ يُصيبُ المُصلِحينَ جَهيدُ(٣)
وَتَظَلُّ رَاعيةُ الظَّلامِ يُقِضُّهَا ** نورُ على عُمْشِ العُيونِ شَديدُ
مَا حالُهُمْ والبَدْرُ أزهرَ مُفْرَداً ** في الأُفْقِ يَبْعَثُ بالسَّنا وَيَجودُ
لَبَّيْكَ يا مَجْدَ العِراقِ وأُفْقَهُ الزَّ ** اهي فَأَمْرُكَ في العِبادِ يَسودُ
سَنُطَهِّرُ الأرضَ الّتي قد دُنِّسَتْ ** عَهْدٌ مِنَ الأحرارِ ليسَ يَؤودُ
بِرِجَالِ حَرْبٍ حاذَرَتْ أَمْثالَها ** عندَ الّلقاءِ أَشَاوِسٌ وَأُسودُ
فَالنَّصْرُ دونَ لِوَائِهِمْ والمَوْتُ دو ** نَ لِقَائِهِمْ فَبَوارِقٌ ورُعودُ
يَهَبونَ للإسلامِ مِنْ أَرواحِهِمْ ** حتّى تُقَامَ على البُغَاةِ حُدودُ
حَشْدٌ كَبُرْكانٍ تَفَجَّرَ غَاضِباً ** يُذْكيهِ مِنْ ثَأْرِ الحُسَينِ وَقيدُ(٤)
يَدَعُ الدَّوَاعِشَ كَالفَرَاشِ تَهَافُتاً ** فوق الثَّرْى يَعْتامُها التَّبْديدُ(٥)
فَاليومَ عادَتْ كربلاءُ وَحَرْبُها ** هيهاتَ يَغتَالُ الحُسَيْنَ يَزيدُ
مَا قيمةُ العَيْشِ المَدوفِ بِذِلَّةٍ ** والسَّيفُ للعيشِ الكريم رَصيدُ(٦)
فَوَريدُنا نَبْعُ الفِداءِ وَعَزْمُنا ** عندَ الِّلقاءِ الشَّاهِدُ المَشْهودُ
فإذا الرَّدَى اختارَ النُّفوسَ فَإننا ** لِلْحُسْنَيَينِ مُجاهِدٌ وشهيدُ(٧)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
(١) النُّغْبة: الشَّرْبةُ بملء الفم.
(٢)الفتنةُ الصَّمّاء: الشّديدة. السّنيد: الدَّعي المتّهمُ في نَسَبِهِ.
(٣) أزدهَفَ: تَقَحَّم. الغُرم: ما يُصيبُ الإنسانَ من ضَرَرٍ. جَهيد: شاقٌّ مُضْنٍ.
(٤) الوقيدُ: ما يُشْغَلُ به النار.
(٥) تَهَافَتَ الْقَومُ : تَسَاقَطُوا مَوْتَى. اعتامَهُ: قَصَدَهُ.
(٦) المَدوفُ: المَمْزوجُ.
(٧) الحُسْنَيَان: النصر أو الشهادة فلنا للنصر مجاهدون وللشهادة شهداء وهذا هو معنى البيت.