من أين هذا الوجعُ يا رأسي
أَمنْ قدمي أو منْ جذعي ؟
أم من ذاك الذي أراه جالسا على الكرسي
يتحوّط بمناظيرٍ وقبعاتٍ جلبَها من الهندِ
ويحكمُ الشعبَ بمنشار بلا سَندِ
ليحُزَنا مرتين
مرة ً لأنا عراقيون
ومرةً لأنا لا اسم َ لنا في الحكمِ
ويشعل غليونه ويعبأه من جسدي
وأركض مذعورا كأني غريب البلدِ
فأينك ِ يا بغدادَ كي أطوفك
وأتجمل منك وأزينك
فهل لنا ميعاد يا سيدتي ؟
لتمنحينا من حبكِ يا سيدتي
دعيني أقبل أرنبة أنفك
وألثمك كأنك العروس في شهرها الثاني
والموصل دخلت يتيمة في عامها الثاني
تغرَّبَتْ عنكِ يا سيدتي
قد قطَعْتِ الوصال معها يا سيدتي
ألا تحزنين , ألا تشتاقين , ألا تغارين !!
ألا تريدين لكِ نديما يا سيدتي ؟
فالموصل تمدُ يدها لك
الموصل حزينة ٌ على الفراق ِ يا سيدتي
فهل نحنُ من جلبَ الدواعشَ يا سيدي ؟
أما تراهم قد قدموا من أفغان ومن نجدِ!
وهل رأينا قندهار مرةً لتنذرنا
أم في حلم ركبنا مركباً إلى الغرب
نحن مواطنون يا سيدي
فلا تبخس بنا يا سيدي
ما عطاءٌ تُعطيهِ من جيبكَ يا سيدي
أما والله لا أصلحَ اللهُ قاطعَ الرحمِ
وتقول إني أتبع الحسين وأقتدي
إذن أنت َ مراهقٌ ولا عذرَ لك يا سيدي