النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,040

    Post عباس العقاد: التاريخ يكذب الافتراءات الموجهة للفاطميين


    العقاد: التاريخ يكذب الافتراءات الموجهة للفاطميين

    لا توجد دولة في التاريخ تعرضت للاتهامات مثلما تعرضت الدولة الفاطمية، حيث اعتمدت نشأتها على أساس الانتساب للسيدة فاطمة الزهراء، فكان كل هم أعدائها هو إنكار هذا النسب واتهامها بأنها دولة يهودية أو مجوسية تهدف للقضاء على الإسلام وأهله.. ومازلت التهمة رغم ضعفها تجد آذانا صاغية.

    وفي كتاب " فاطمة الزهراء والفاطميون " يناقش عملاق الأدب العربي عباس محمود العقاد في تناول قدير كل جوانب وأعمال الزهراء سيدة نساء العالمين، ويبين بالحجة والدليل بطلان اتهام الدولة الفاطمية بانتسابها لليهود والمجوس.

    وعلى عادة العقاد في كتبه، بالبحث عن "مفتاح" يمكن من خلاله فهم نفسية الشخصية التي يتحدث عنها ويحلل على أساسه سلوكيات تلك الشخصية، يحدثنا العقاد أن أهم صفة التصقت بنشأة فاطمة الزهراء هي "الجدية" فقد نشأت في بيت حمل أعباء النبوة التي كانت تختلج في صدر واحد هو صدر أبي الزهراء عليه السلام، وانتقلت هذه الصفة إلى ذريتها من بعدها.

    في الحياة العامة :

    شاركت السيدة فاطمة في أحداث الحياة العامة للمسلمين، وهنا نذكر موقفين كثر فيهما اللغط والحديث وهما تولي أبا بكر الصديق للخلافة، ومسألة أرض فدك.

    ومسألة خلافة أبي بكر إحدى المسائل التي كثر فيها الجدل، وخلاصه ما كتبه العقاد في هذا الموضوع أن حسم أمر الخلافة كان لابد أن يتم على أسرع وجه حتى لا تكشف الفتنة عن وجهها السافر.

    كان الإمام علي – كرم الله وجهه - في تلك اللحظة العصيبة إلى جوار جثمان النبي – صلى الله عليه وسلم - في حجرته، فدخل عليه أبو سفيان يدعوه للخلافة، وكذلك دعاه عمه العباس لكن الإمام علي يرفض قائلا : " لا والله يا عم ! ..إني لأكره أن أبايع من وراء رتاج ".. فالخلافة لا تأتي من وراء ستار.

    يقول العقاد : " لقد تمت البيعة على الوجه الذي عرفه التاريخ، ولا جدال بين المنصفين فيما ابتغوه من خير وحكمة، فما ابتغي أبو بكر ولا عمر ولا عثمان ولا أبو عبيدة نفعا لأنفسهم وما قصروا بعد يوم البيعة في نصرة دينهم.. وآمن علي بحقه في الخلافة، ولكنه أراده حقا يطلبه الناس.. ولم تمنعه البيعة لغيره أن يعينه بالرأي والسيف ويصدق العون لأبي بكر وعمر".

    أرض فدك :

    من أكثر القضايا التي يخوض فيها الخائضون، ما حدث بين الصديق أبو بكر والسيدة فاطمة بعد وفاة النبي صلي الله عليه وسلم، حيث اتهم البعض أبي بكر بأنه اعتدى على حق السيدة فاطمة ومنعها ارثها في أرض فدك.

    يقول العقاد : " وخلاصة الحديث في أمر فدك أنها كانت قرية كان النبي يقسم فيئها بين آل بيته وفقراء المسلمين، فلما قضي النبي أرسلت السيدة فاطمة – رضي الله عنها - إلى أبي بكر تسأله ميراثها فيها وفيما بقي من خمس خيبر..

    فقال "إن رسول الله كان يقول إننا معشر الأنبياء لا نورث شيئا من صدقة

    ويقال أن الزهراء احتجت عليه بقول نبي الله زكريا عليه السلام والمنصوص عليه في القرآن الكريم بقوله تعالى : " يرثني ويرث من آل يعقوب" وقوله سبحانه "وورث سليمان داود" ،

    فرد عليها أبو بكر "يا بنت رسول الله : أنت عين الحجة ومنطق الرسالة...ولكن هذا أبوالحسن (الإمام على) بينك هو الذي أخبرني بما تفقدت، وأنبأني بما أخذت وتركت".

    وجاء في شرح ابن أبي الحديد على نهج البلاغة أن أبابكر قال مخاطبا فاطمة: كان رسول الله يأخذ من فدك قوتكم ويقسم الباقي على ويحمل منه
    في سبيل الله ، فما تصنعين بها؟
    قالت : اصنع بها كما يصنع أبي.
    قال : فلك على الله أن أصنع كما يصنع فيها أبوك
    قالت : الله لتفعلن؟
    قال : الله لأفعلن.
    قالت: اللهم أشهد
    وكان أبو بكر يأخذ غلتها فيدفع إليهم منها ما يكفيهم ويقسم الباقي وكان عمر كذلك ثم عثمان ثم كان على كذلك".

    الذرية الفاطمية :

    آمنت ذرية السيدة فاطمة بحقها في الخلافة، لكن نجح بني أمية في الاستبداد بالأمر وكان ما كان من استشهاد الحسين رضي الله عنه ثم تحالف العباسيون والعلويين للقضاء على دولة بني أمية، فلما تم لهما ذلك أقصى آل العباس العلويين مرة أخرى وقالوا أن الانتساب إلى النبي من جانب عمه العباس أقرب من جانب على ابن عمه أبي طالب.

    استمر كفاح العلويين طويلا، حتى نجحوا في إقامة دولة لهم بالمغرب في القرن الثالث الهجري.. ولأن الدولة الفاطمية قامت على أساس أن الفاطميين الأولى بالخلافة لأنهم أقرب من النبي من العباسيين، قامت الدولة العباسية بإنكار هذا النسب والادعاء أن خلفاء الفاطميين ليسوا إلا يهود أو مجوس يبيتون سرا للقضاء على الإسلام، وزعموا أنهم ينتسبون إلى ميمون القداح بن ديصان الثنوي القائل بالإلهين. وهذه التهم لم يثبت عليها دليل,, ولنقرأ سويا في كتاب العقاد كيف أثبت كذب هذه الافتراءات.

    كانت العرب أمة نسابة.. وقد عظمت العناية بذرية النبي عليه السلام صونا للنسب الشريف، ودفعا للأدعياء من طلاب الخلافة، فلم يقع لبس قط في نسب أبناء فاطمة مدى الصدر الأول من الإسلام.. ولم يكن الشك في النسب مطعنا في دعوى أحد من أبناءها إلى أن قامت الدولة الفاطمية، أما قبل ذلك فقد كان دعاة الدولة العباسية يناقشونهم الحجة في حق الخلافة مع اعترافهم بانتسابهم إلى السيد فاطمة.

    أنكر العباسيون نسب الفاطميين، وكان لهذا الإنكار أسباب عديدة فقد كان الفاطميون يطلبون الخلافة ويعتمدون في طلبها على انتسابهم إلى السيدة فاطمة الزهراء، وهي بالطبع أقرب من العباس جد العباسيين.

    كان انتقال الخلافة إلى الفاطميين نذيرا بزوال عروش كثيرة، منها عروش العباسيين في بغداد والأخشيديين في مصر والأغالبة في افريقية الشمالية والأمويين في الأندلس.

    لكن كان العباسيون أخوف الخائفين من نسب الفاطميين، لذلك سارع الخليفة العباسي وجمع الفقهاء والنسابين وكتبوا بيانا ينكر انتساب الفاطميين إلى الإمام علي – كرم الله وجهه - ويصفونهم بأنهم "كفار فساق زنادقة ملحدون معطلون، وللإسلام جاحدون، أباحوا الفروج وأحلوا الخمور وسبوا الأنبياء وادعوا الربوبية".

    حجة باطلة :

    يرى العقاد أن الوثيقة العباسية لا قيمة لها من الوجهة التاريخية، لأن الذين وقعوها من الأشراف العارفين بالأنساب قد أكرهوا على توقيعها، ومن وقعها غيرهم من فقهاء القصر والحاشية لم يكن أحد منهم حجة في مسائل النسب والتاريخ، وقد أضعفوا دعواهم غاية الضعف بنسبة جد الفاطميين إلى ديصان الثنوي وهو من أبناء القرن الثالث للميلاد.

    وادعاء الموقعين للوثيقة أن خلفاء الفاطميين أباحوا المحرمات واستحلوا الموبقات لم يثبت عليه دليل قط من وقائع التاريخ، بل ثبت من هذه الوقائع أن بعض هؤلاء الخلفاء اكتفى بزوجة واحدة ولم يبح لنفسه ما كان يباح في قصور الخلفاء من التسري واقتناء بالإماء، أما الحاكم بأمر فقد حرم المباح بدلا من إباحة الحرام.

    أما نسبة الفاطميين مرة إلى اليهود ومرة إلى المجوس، فكان الغرض منها ليس إسقاط حق الفاطميين في الخلافة فقط وإنما نسبتهم إلى أبعد الملل عن الديانة الإسلامية في ذلك العصر، ثم يقال عنهم ما لا يقال في جميع المجوس واليهود من إباحة المحرمات والتهافت على الشهوات.

    ذهب المعز :

    ويحتج بعض المؤرخين أن المعز لدين الله لما دخل مصر، سأله ابن طباطبا عن نسبه فسل المعز سيفه وقال "هذا نسبي" ، ثم نثر عليهم الذهب وقال "وهذا حسبي".

    وقد روي هذه القصة المؤرخ بن خلكان، وهي رواية غاية في الكذب، لأن ابن طباطبا قد توفي قبل مقدم المعز إلى مصر بأربع عشرة سنة، وابن خلكان صاحب القصة هو الذي ذكر تاريخ وفاته فلم يكذب القصة بل قال : لعله أمير أخر ... وليس من المعقول أن يقيم الفاطميون دعواهم على النسب ثم يعجزون عن ذكر هذا النسب حين يسألون عنه.

    يقول العقاد " وغاية ما ننتهي إليه في مسألة النسب الفاطمي أن المطاعن لم تمسسه بدليل واحد يعول عليه, وأن مطاردة عبيد الله المهدي عند اتجاهه إلى المغرب دليل على أن العباسيين أنفسهم كانوا يخشون دعوته ".

    الباطنية الفاطمية :

    لم تحقق المطاعن في نسب الفاطميين النجاح الكبير، ولم تكسب من الأنصار إلا القليل، أما الأثر البالغ في تنفير الناس من الفاطميين إنما جاء من ربط الحركة الفاطمية بالحركة الباطنية وادعاء الخصوم أن الباطنيين جميعا إسماعيليون.

    وساعد على لصوق التهمة بالفاطميين أن بعض المجاهرين بالإباحة والاجتراء على مناسك الدين الإسلامي كالقرامطة في البحرين، كانوا يعلنون التشيع للفاطميين، فوقر في الأذهان أن دعاة الإسماعيلية جميعا إباحيون، وأن الباطنية هي إخفاء المنكرات وإعلان التشيع للتغرير والتضليل.

    ويربط بعض المؤرخين بين الفاطميين والقرامطة في البحرين وهم الذين قتلوا الحجاج، وجهروا بالمعاصي ..لكن ألم يخطر ببال أحد المؤرخين أن يسأل: لماذا لم يظهر في المغرب حيث تقوم الدولة الفاطمية أناس من دعاة الإباحية والعصيان كالذين ظهروا في البحرين واليمن وفارس؟.إن القرامطة ربطوا أنفسهم بالفاطميين لأنهم كانوا خوارج على الدولة العباسية، وكل خارج لابد له من سند يركن إليه في محاربة الدولة العباسية.

    وبعد الجرائم التي ارتكبها القرامطة في مكة المكرمة وقتلهم للحجيج، ونقل الحجر الأسود إلى بلادهم، كتب الخليفة الفاطمي القائم وهو بالمغرب إلى داعية القرامطة ينكر عليه إراقة الدماء في مكان قدسه الإسلام " ثم تعديت بعد ذلك وقلعت الحجر.. وحملته إلى أرضك ورجوت أن نشكرك، فلعنك الله ثم لعنك، والسلام على من سلم المسلمون من لسانه ويده".

    وعلى خلاف ما قيل عن إباحة المحرمات في المذهب الفاطمي ثبت من نصائح أئمة منهم أنهم كانوا يقصدون في الحلال المباح ويأمرون أتباعهم بالقصد فيه.. وعلى خلاف دعوى الربوبية كان المعز – وهو أعلمهم بالتنجيم- يقول : " أن من نظر في النجامة ليعلم عدد السنين والحساب ومواقيت الليل والنهار وليعتبر بقدرة الله فقد أحسن وأصاب، ومن تعاطي بذلك علم غيب الله والقضاء بما يكون فقد أساء وأخطأ."

    وقد خولط عقل الحاكم بأمر الله, فلم يثبت من تصرفه أنه تلقي من آبائه وأسلافه الإباحة وادعاء الربوبية, وأنه وريث قوم من اليهود أو المجوس بل ظهر أنه يحرم الحلال ويطارد اليهود تارة ويغض عنهم تارة أخري علي كراهية ونفور.

    يقول بن خلدون عن الحاكم بأمر الله : " أن هناك العديد من الأكاذيب التي تنسب إلى الحاكم، وأن ما يروي عنه من الكفر غير صحيح, ولو صدر من الحاكم لقتل لوقته."

    ويؤكد العقاد أنه لا يستبعد أن يكون من الدعاة الفاطميين أناس قد استخرجوا لأنفسهم مذهبا ينكره علماء الدين من السنيين والشيعيين، ولا يستبعد أن يكون منهم أناسا خدموا القضية الفاطمية كلها خدمة لأنفسهم .." لكن الذي نستبعده أن يكون هناك تواطؤ لهدم الدين والدولة الإسلامية ".

    أما القول بسب الخلفاء والصحابة، فقد جري على ألسنه طائفة من غلاة الفاطميين وغير الفاطميين، فاستنكره عقلاؤهم، ولا عذر من المسبة الباطلة على كل حال. ولكن الخلاف القبيح الذي أطلق الألسنة بلعن علي المنابر 60 أو 70 سنة هو الخلاف القبيح الذي أطلق الألسنة بعد بالجرأة علي أقدار الأئمة الآخرين رضوان الله عليهم أجمعين.

    الحشاشون :

    هذه طائفة نسب إليها الناس كل نقيصة وعجيبة، استولي الحسن بن الصباح على قلعة حصينة في أعالي الجبال بإيران، ومن هذه القلعة بدأ يرسل أتباعه لقتل المخالفين له، وأفرط الناس في التحدث عن أسرار الحسن، أنه عرف سر الحشيش وأنه كان يديره على أتباعه ثم يدخلهم إلى حديقة عمرت بمجالس الطرب ويتلاعب فيها الراقصات ثم يخرجهم منها وهم في غيبوبة ويوقع في وهمهم أنه نقلهم إلى جنه الفردوس وأنه قادر على إعادتهم إذا ماتوا في طاعته.

    يقول العقاد : " ونحن نستبعد أن يكون للجنة المزعومة أصل في قلعة الحسن بن الصباح، فقد كان معروفا بالصرامة والشدة على نفسه وعلى أتباعه، وكان يتنسك ويتقشف رياضة أو رياء أمام أتباعه وتلاميذه ، ولم يكن من اليسر في تلك القلاع المنفردة أن يخفي أمر القيان ومجالس الراقصات والغناء زمنا طويلا دون أن يطلع عليه المقربون... ومن المحقق أن شيخ الجبل لم يطلع أحدا على سره وأن أحدا من المؤرخين لم يشهد تلك الجنة بنفسه ولم يسمع روايتها من شاهد بعينه، وقد نشأت تلك الروايات بين الصليبين ولم تنشأ بين المشارقة وقد كانوا في حاجة إلى تأويل شجاعة المسلمين وهم في عرفهم قوم هالكون لا يؤمنون بالدين الصحيح, فخطر لهم أنهم يستميتون في الجهاد لأنهم موعودون بالجنة التى تجري من تحتها الأنهار وترقص فيها الحور الحسان. "

    بقلم / السيد حامد - المصدر : محيط - شبكة الاعلام العربيه .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,040

    افتراضي

    العقاد: التاريخ يكذب الافتراءات الموجهة للفاطميين

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني