غَرَّ ابْنَ نوحٍ جَبَلٌ شَامِخٌ ** بِأَنْ يُنَّجيهِ فَظَنَّ الْمُحَالْ
وَمُذْ طَغَى الْمَاءُ إِلَيْهِ التَجَا ** فَكَانتْ العُقْبَى حَضيضَ السَّفَالْ
كَذَاكَ مَنْ ظَنَّ بِصَحْبِ النَّبِيِّ الْمُصْطَفَى وَهُمْ كَمِثْلِ الْجِبَالْ
وَلَمْ يَلُذْ بِفُلْكِ نُوحٍ وَهُمْ ** آلُ رَسولِ اللهِ هُمْ خَيْرُ آلْ
هُمْ حَيْدَرٌ وَبِضْعَةُ الْمُصْطَفَى ** فَاطِمَةُ الزَّهْراءُ أَوْجُ الكَمَالْ
وَابْنَاهُمَا: ألْحَسَنُ الْمُجْتَبى ** كَريمُ أَهْلِ البَيْتَ سَامِي الْخِصَالْ
ثُمَّ حُسَيْنٌ مَنْ بِهِ دِينُنَا ** قَامَ وَلَوْلاهُ اعْتَرَاهُ الزَّوَالْ
وَالتَّسْعَةُ الأَطْهَارُ مِنْ نَسْلِهِمْ ** بِهِمْ أُرَجّي الفَوْزَ يَوْمَ الْمَآلْ
لاَ شَكَّ وَالصَّحْبُ لَهُمْ فَضْلُهُمْ ** وَالفَضْلُ لِلآلِ بَعيدُ الْمَنَالْ
...
فَالصَّحْبُ أَتْبَاعٌ وَهَلْ يَبْلُغُ التَّــابِعُ مَتْبوعاً عَدَيمَ الْمِثَالْ
فَرْضٌ عَلَيْهِمْ أَنْ يُصَلّوا عَلَى الـ ** آلِ وَإِلاّ أَمْرُهُمُ ْفِي وَبَالْ
هُمْ رَحْمَةُ اللهِ وَفُلْكُ النَّجَا ** وَالأَمْنُ يَوْمَ الْحَشْرِ فِيهِمْ تُقَالْ
ذُنوبُنا مَا لَمْ نَكُنْ تُبَّعَاً ** لِحَاكِمٍ يُقيمُ شَرْعَ الضَّلاَلْ
أَوْ أَنْ نَرَى قَتْلَ الوَرَى سُنَّةً ** وَلَيْسَ مِنّا مَنْ يَرَى الإقْتِتَالْ
أَوْ أَنْ نُوَالِي بَعْضَ أَعْدَائِهِمْ ** فَذَاكَ ذَنْبٌ مَاحِقٌ لَنْ يُزَالْ
....
صَلّوا عَلَيْهِمْ وَالْعَنوا مَنْ بَغَوْا ** عَلَيْهِمُ بِفِعْلَةٍ أَوْ مَقَالْ
فَالنَّارُ تَبْقَى دَارَ أَعْدائِمْ ** وَجَنَّةُ الفِرْدَوْسِ ذُخْرُ الْمُوَالْ
بِذَا أُدِينُ اللهَ لاَ أَبْتَغِي ** سِوَاهُ دِيناً دِينَ رَبِّ الْجَلالْ
تَبَارَكَ اللهُ الَّذِي خَصَّنا ** بِحُبِّهِمْ دَونَ الوَرَى بِامْتِثَالْ
بِهِ امْتُحِنّا وَعَلَيْنا انْبَرَتْ ** فَوَادِحُ الدَّهْرِ بِرَشْقِ النِّبَال
بِهِ قُتِلْنَا وَعَلَيْنَا عَدَتْ ** سُودُ الْمَآسِي بِالْقَنَا وَالنِّصَالْ
تَرْمِي بِنَا فِي مَهْمَهٍ مُتْلِفٍ ** لَمْ يُبْقِ مِنّا بُلْغَةً مِنْ ثُمَالْ
بِهِمْ سُقِينَا مِنْ كُؤوسِ الرَّدَى ** سُمّاً ذُعَافَاً فِيهِ دَاءٌ عُضَالْ
نَشْرَبُهُ عَسَى نُوَاسِي الَّذِي ** لاَقُوا مِنَ القَتْلِ بِسُوحِ القِتَالْ
......
يَا صَاحِبَ الكَوْثرِ إِنّا هُنَا ** نُسْقَى بِكُمْ مِمّا يُشيبُ القَذَالْ
لِكَوْنِنا فِي الحَقِّ أَشْيَاعَكُمْ ** وَذَاكَ خَيْرُ الفَضْلِ مِنْ ذِي الْمَعَالْ
يَا صَاحِبَ الْحَوْضِ اسْقِنِا إِنَّنا ** ظِمَا وَفِي كَفَّيْكَ يَجْري الزَّلاَلْ
إِنْ لَمْ تُغِثْنَا فَلِمَنْ نَلْتَجي ** وَأَنْتَ حِرْزٌ مِنْ نُزولِ النَّكَاَلْ
صَلَّى عَلَيْكَ اللهُ مَا أَشْرَقَتْ ** أَنْوارُكَ الغَرَّاءُ يَا ذَا الْجَمَالْ
شعر: عادل الكاظمي