حكومة التكنوقراط
بقلم /الأستاذ ابراهيم الخفاجي
كثيرآ مايطرق مسامعنا في هذه الايام، كلمة تكنوقراط !!! وهناك رواج كبير لهذا المصطلح (الشائع )في الآونة الأخيرة حيث أصبح حديث الشارع العراقي دون شك وبلا منازع .وليس حديث الشارع فقط لا بل تعدى ذلك ليصل ايضآ مابين اروقة الكتل السياسية وزواياها وأركان العمل السياسي من قادة الكتل السياسية وزعماءها والكل ينادي (بالتكنوقراط) ولا نعلم هل أن الطبقة السياسية في العراق تعي أن
التكنوقراط هم النخب المثقفة الأكثر علما وتخصصا في مجال المهام المنوطه بهم, وهم غالباً غير منتمين للأحزاب. فكيف اذن للاحزاب السياسية ان تختار هي هؤلاء الوزراء التكنوقراط وخصوصآ في الوضع العراقي الراهن مع امكانية وسهولة تكيف هذا الوزير أو ذاك وتغيير موقفة بوجود المغريات المادية والولاءات الفئوية والمناطقية والوعود وغيرها . وقلب الطاولة على رئيس الوزراء !!! ولماذا لا يترك رئيس الوزراء الحالي ويعطى حرية اختيار الوزراء كي يحاسب بعد ذلك في حال إخفاق كابينته الوزارية لا سامح الله.وهل أن الكتل السياسية صادقة في دعواتها لأختيار وزراء تكنوقراط اكفاءه قادرين ممن تتوفر فيهم شروط الكفاءه والنزاهة والمهنية والخبره ؟؟؟ وأين كان رؤساء الكتل السياسية عن هؤلاء طوال الفترة الماضية ..في الحكومتين السابقتين للسيد المالكي ،التي كان يتقاتل رؤساء الأحزاب السياسية على ترشيح أشخاص يدينون بالولاء لكتلهم واحزابهم فقط ؟؟ لغرض إفشال الحكومة في حينها وخير دليل على ذلك مشروع البنة التحتية الذي حورب كي لا يحسب إنجاز لحكومة المالكي آنذاك دون النظر إلى الحالة المزرية التي يعيشها الفقراء من أبناء المناطق الجنوبية . أم أن القضية بمجملها ليست إلا ذر الرماد في العيون وهي مجرد مناورات لوهم الشارع وتضليله واشغالة في أمور وازمات مصطنعة من قبل جهات لها ارتباط خارجي للمراهنة على كسب المزيد من الوقت لغرض إعداد مشاريع أكثر نضجآ تنسجم مع الوضع العراقي الراهن ؟؟لغرض السيطرة على خيوط اللعبة وإدارة الملف العراقي بأريحية بعد أن توهم الشارع العراقي بأن جميع من ينادون بالتغير لمصلحته فقط ..