إِنْ لَمْ تَثُرْ فِي نَصْرِ أَهْلِكَ فِي اليَمَنْ ** فَلِمَنْ سَتَذْخَرُ عَزْمَكَ الْمَاضِي لِمَنْ؟
أَ وَ مَا تَرَى فِعْلَ الْبُغَاةِ بشعبه ** فاقوا الصَّهَايِنَ بِالجَرَائِمِ والفِتَنْ
لاَ دِينُ لاَ شَرَفٌ وَلاَ حَسَبٌ لَهُمْ ** يُرْجَى وَهَلْ يُرْجَى الصَّلاَحُ مِنَ العَفَنْ
كُتَلٌ مِنَ الأَوْبَاشِ خَيْرُ سُرَاتِهِمْ ** نَزِقٌ أَفينٌ بِالخِيَانَةِ مُرْتَهَنْ(١)
فَثِيَابُهُمْ قُشُبٌ تُغَطِّي هَيْكَلاً ** فِي عَقْلِ عُصْفورٍ وَجِسْمِ الكَرْدَكَنْ(٢)
إِنْ شُمْتَهُمْ شُمْتَ الشِّمَاغَ وَتَحْتَهُ ** بَقَرٌ تَسِيرُ بَلاَ شَكِيمَةِ أَوْ رَسَنْ(٣)
إِنْ يَنْطِقُوا يُنْسوا فَهَاهَةَ بَاقِلٍ ** أَوْ يَصْمُتوا بَارَى حِرَانُهُمُ الأُتُنْ(٤)
لاَ تَغْتَرِرْ بِلِحَاهِمُ وَثِيَابِهِمْ ** مَا هُمْ سِوَى مَثَلٌ لِخَضْرَاءِ الدِّمَنْ(٥)
قَدْ صَيَّروا نِفْطَ البِلاَدِ ذَخَائِرَ الـ ** إِرْهَابِ أَوْ بَعْثَ السَّخَائِمِ وَالإِحَنْ
وَاللهُ أَرْفَدَنَا بِهِ كَيْ نَبْتَنِي ** مَدَنِيَّةً نِبْرَاسَ زَاهِيَةِ الْمُدُنْ
فَالرِّزْقُ فِي عِلْمٍ وَلَسْنَا أَهْلَهُ ** وَالرِّزْقُ فِي نِفْطٍ بِهِ نَبْنِي وَطَنْ
أَمَّا بَنُو الطُّلَقَاءِ أَوْ قُلْ نَسْلُهُمْ ** شاَدُوا مِنَ النِّفْطِ القُبورَ لَنَا سَكَنْ
آهٍ عَلَى زَمَنِ غَدَا أُمَرَاؤُهُ ** بِئْسَ العَبِيدِ يَسُومُهَا ذُلُّ الوَهَنْ
قَدْ فَرَّضوا نَهْبَ البِلاَدِ لِغَاصِبٍ ** وَإِلَى اسْتِلاَبِ الشَّعْبِ قَدْ سَنُّوا السُّنَنْ
وَتَحَالَفوا هُمْ وَالصَّهَايِنَةُ الأُلَى ** بِالسِّرِّ قَدْ نَصَبوا العَدَاءَ وَبِالعَلَنْ
أَ حِمَارُ يَا سَلْمَانُ أَنْتَ؟ فَمَا تَرَى ** مَا حَلَّ بِاليَمَنِ الْمُكَابِدِ لِلْمِحَنْ؟
أَمْ أَنَّ رَبَّ الطَّائِفِيَّةِ تَبْتَغِي ** هََيْهَاتَ مَا الإِسْلامُ يَدْعو لِلْوَثَنْ
حَشَّدْتَ لِلإِرْهَابِ كُلَّ وَسِيلَةٍ ** وَاخْتَرْتَ مِنْ أَفَنِ التَّآمُرِ كُلَّ فَنْ(٦)
لِتُرِي الصَّهَايِنَ كَيْفَ مَحْقِ شُعوبِنَا ** أَوْ تُنْسِي مَا فَعَلوا بِلُبْنَانَ الأَغَنْ(٧)
وَرَمَيْتَ بِالإِرْهَابِ خَيْرَ مُقَاوِمٍ ** جَادَ الزَّمَان بِهِ وَكَمْ بَخَلَ الزَّمَنْ
حَسَنَاً بِنَصْرِ اللهِ يُقْرَنُ إِسْمُهُ ** وَالْمَجْدُ وَالْحَسَبُ الشَّريِفُ بِهِ اقْتَرَنْ
حَسََنُ ابْنُ نَصْرِ اللهِ أَشْرَفُ قَائِدٍ ** فِي عَصْرِنَا حُيِّيْتَ سَيِّدَنَا حَسَنْ
لَوْلاَهُ صِرْنَا مِثْلَكُمْ أُضْحوكَةً ** وَنِسَاؤُكُمْ صَارَتْ تُبَاعُ بِلاَ ثَمَنْ
مَنْ ذَا الَّذِي سَاقَ الْحُتوفَ لِدَاعِشٍ ** وَذُيولَهَا وَأَمَاطَ أَطْيَافَ الوَسَنْ(٨)
فَأَذَلَّهَا وَهْيَ العَزيزَةُ عِنْدَكُمْ ** لَمْ تَعْلَموا مَا الذِّئْبُ يُضْمِرُ مِنْ دَخَنْ(٩)
خَابَتْ ظُنونُكُمُ بِنُصْرَةِ دَاعِشٍ ** وَكَذَا بِصُهْيونٍ سَيَقْبُحُ حُسْنُ ظَنْ
ظَنّوا بِلُبْنَانَ الأَبِيَّ سَبِيلَةً ** لِدِيارِكُمْ نَجْدِ الْخِيَانَةِ وَالنَّتَنْ(١٠)
كَانَتْ مَنَاخَ الطَّيِّبِينَ فَأَصْبَحَتْ ** نَجْدَ التَّبَاغُضِ جَارَ سُوءٍ مُمْتَهَنْ
كُفّوا عَنِ اليَمَنِ الْمُشَتَّتِ شَمْلُهُ ** بِقَذَائِفٍ مِثْلَ السَّحَابِ إِذَا هَتَنْ
فَقَذَائِفُ النِّيرَانِ تُزْهِقُ أَنْفُسَاً ** هَيْهَاتَ يُحْصِي رَمْلَ عَالَجِ ذُو فِطَنْ(١١)
أُسَرٌ تُبَادُ وَتُسْتَبَاحُ بَقِيَّةٌ ** مِنْ أَهْلِهَا. حَسَدَ الْمُقيمُ مَنِ انْدَفَنْ
مَا ذَنْبُ أَطْفَالٍ وجُنْحَةُ رُضَّعٍ ** وُئِدَتْ وَمَا مِنْكُمْ لَهَا بِالِّرِفْقِ مَنْ؟
مَا ذَنْبُ نِسْوَانٍ وَهُنّ إِذَا الوَغَى ** شَبَّتْ فَفِي حِرْزٍ مَكِينٍ مُؤْتَمَنْ
مَا ذَنْبُهَا وَالطَّائِرَاتُ تُبِيدُهَا ** أيْنَ العُروبَةُ يَا فِئاماً مِنْ دَرَنْ(١٢)
كُفّوا لُعِنْتُمْ زُمْرَةً لَمْ يَفْقَهوا ** لُغَةَ الْحِوَارِ لِخَمْدِ نَائِرَةِ الضِّغَنْ(١٣)
وَاسْتَبْدِلوا الْحِقْدَ الْمُبيرَ بِخِيفَةٍ ** مِنْ رَبِّكُمْ لَوْ تُؤمِنوَن بِهِ إِذَنْ
وَبِرَحْمَةِ الإِسْلاَمِ إِنْ أَضْحَى لَكُمْ ** دِينَ الْهُدَى عَنْ قَوْلِكُمْ لاَ تَرْحَمَنْ
إِنِّي أُحَدِّثُكْم وَإِنّي عَارِفٌ ** أَنْ لَيْسَ تَفْهَمُنِي الأَبَاعِرُ وَالْهُجُنْ(١٤)
إلاَّ بِسَوْقِ عَصَا فَهَذَا دَأْبُكُمْ ** أَنْتُمْ وَصُهْيونُ السَّفَالَةِ فِي قَرَنْ(١٥)
أَمَا العِرَاقُ فَقَدْ ذُهِلْتُ لِحَالِهِ ** فَحَديثُهُ مِلْءُ الْمَآسِي وَالشَّجَنْ
فِي كُلِّ يَوْمٍ لِلْمَقَابِرِ عُصْبَةٌ ** مِنْ شِيعَةِ الْهَادِي تُشَيَّعُ بِالْحَزَنْ
قَدْ مَزَّقَتْ أَشْلاءَهُمْ فُتْيَا أَتَتْ ** مِنْ مَارِقٍ عَادَى الوَصِيَّ أَبَا الْحَسَنْ(١٦)
يُحْيِي شَنَارَ أُمَيَّةٍ فِي عَالَمٍ ** يَغْزو الفَضَاءَ وَفِي الكَوَاكِبِ قَدْ سَكَنْ(١٧)
وَبَنو سَلولِ جِهَادُهُمْ فِي قَتْلِنَا ** وَكَأَنَّ دِينَ اللهِ عِنْدَهُمُ اسْتَكَنْ(١٨)
هُمْ أَوْصِياءُ اللهِ دونَ عِبَادِهِ ** وَسِوَاهُمُ الضُّلاّلُ عُبَّادُ الوَثَنْ
بَاعوا لأَمْريكَا البِلاَدَ لِيَحْفَظوا ** تِيجَانَهُمْ مِنْ بَأْسِ شَعْبٍ مُرْتَهَنْ(١٩)
مَلأَ الوُجودَ نِفَاقُهُمْ فَخَطِيبُهُمْ ** لِلُمُسْلمينَ وَمَنْ يُنَاصِرُهُمْ لَعَنْ
وَيَغُضُّ عَنْ غَزْوِ النَّصَارَى أَرْضَهُ ** وَلَهُمْ كَقِرْدٍ فِي مَحَافِلِهِمْ زَفَنْ(٢٠)
جَاسُوا خِلالَ دِيَارِهِ بِرِضَائِهِ ** هَذِي قَواعِدُهُمْ وَفِي البَحْرِ السُّفُنْ(٢١)
أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَنْ يَرَاكُمْ قُدْوَةً ** لِلِّدينِ يَا رَمْزَ الْخَسَاسَةِ وَالأَفَنْ(٢٢)
ــــــــــــــــــــــــــــــ
(١)- الأوباش: سفلة الناس. نزق: المتعجل بالأمور عن جهل وحمق. الأفين: خفيف العقل.
(٢)- القشيب من الثياب: الجديد النظيف. الكركدن: وحيد القرن.
(٣)- الشكيمة والرسن من أدوات قيادة البهائم.
(٤)- ‫الفهاهة: العي والعجز. باقل: رجل كمحمد سلمان معروف بالبلادة والغباء وقولهم في المثل أعيا من بَاقِلٍ هو اسم رجل من العرب
وكان اشترى ظبيا بأحد عشر درهما فقيل له بكم اشتريته ففتح كفيه وفرق أصابعه وأخرج لسانه يشير بذلك إلى أحد عشر
فانفلت الظبي فضربوا به المثل في العي.‬
الحران: من حرنت الدابة أي امتنعت عن السير. الأُتُن واحدها أتان وهي أنثى الحمار.
(٥)- خضراء الدمن: النبات الأخضر في المكان العفن.
الذخائر: عُدّة الحرب من رصاص وقذائف. السخائم مفردها السخيمة أي الحقد. الإحن: الأحقاد مفردها إحنة.
(٦)- الأفن: ضعف العقل وخفته.
(٧)- الأغن: كناية عن الجمال ويقال: روضة غنّاء: وهي الروضة التي يكثر فيها أنغام الطيور وسجعها.
(٨)- الوسن: النوم.
(٩)- الدخن: ما يضمره المرء من فساد ولؤم.
(١٠)- السبيلة: الطريق والمسلك.
(١١)- رمال عالج هي الرمال التي توصف بالكثرة وعالج موضع وقد يقال صفة لعالج فبحثها ليس هنا.
(١٢)- الفئام: الجماعة الكثيرة. الدرن: الوسخ.
(١٣)- النائرة: العداوة والشحناء. الضغن: الضغينة والبغض وما شاكل.
(١٤)- الأباعر: ذكور الإبل. الهجن: النياق أنثى الإبل.
(١٥)- قرن: الحبل يقرن به البعيران.
(١٦)- الفتيا: الفتوى. المارق: الخارجي.
(١٧)- شنار: الأمر المشهور بالشناعة والقبح.
(١٨)- بنو سلول: نسبة إلى عبد الله بن سلول رأس النفاق معروف به.
(١٩)- المرتهن: المتروك رهينة لحين استرجاع الدَّيْن.
(٢٠)- زفن: رقص
(٢١)- جاسوا خلال الديار: دخلوا البلاد وأشاعوا فيها الفساد.
(٢٢)- الأفن: ضعف العقل.