(صديقي يرتكب المعاصي ؟!!)

سماحة العلامة الشيخ حسين الخشن :

سؤال: لدي صديق أحبه كثيرًا، لكنه أحيانًا يقوم بأعمال منكرة، ويرتكب المعاصي والذنوب.. وأنا أنزعج كثيرًا وأنفعل وأبدأ بتأنيبه، لكنه لا يرتدع.. ماذا عليّ أن أفعل؟؟

جواب:

إن حساسيتك تجاه المنكر هو دليل عافية، فالمؤمن لا يتأقلم مع المنكر، وإذا فقد مثل هذا الإحساس الرافض للمنكر، فثمة مشكلة إيمانية لديه؛ إلا أن طريقة التعبير عن رفض المنكر يجب أن تكون مدروسة. فالأسلوب الأمثل يتحرك في خطين:

الأول: العمل على إقناع الآخر بمفاسد هذا المنكر ومساوئه على الشخص، على فاعل المنكر نفسه أو على المجتمع برمته، وهنا تظهر حكمتنا وبراعتنا في الإقناع.

الثاني: أن نعمل على أسلوب النصيحة والوعظ الذي يجعلنا نمتلك قلب الآخر، ونظهر له حبنا وشفقتنا عليه.

وأما الأسلوب الغاضب والانفعالي، فهذا قد لا يؤدي إلى المطلوب بل قد يزيد الموقف تعقيدًا ويزيد الآخر إصرارا، ولا سيما في هذا الزمن حيث شاعت في أوساطنا فكرة الحرية الشخصية على الطريقة الغربية في فهم الحريات.

والأمر الذي لا شك فيه، هو أنه لا يجوز إتلاف مال الغير أو الاعتداء عليه شخصيًا بالضرب ونحوه في حالات إنكار المنكر إلا في صور خاصة وبإشراف الحاكم. نعم، قد يكون أسلوب المقاطعة وإظهار الانزعاج والنفور من الآخر أسلوبًا مجديًا ومؤثرًا ويُلتجأ إليه بعد فشل محاولات الإقناع والنصيحة ووصولها إلى طريق مسدود.
لمزيد من الحوارات، زوروا الموقع الإلكتروني: http://www.al-khechin.com/