النتائج 1 إلى 10 من 10
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,589

    5 ███████▄▃▂▁ محمّد باقر الصدر ▁▂▃▄███████








    ██████████████▄▃▂▁
    كشكول خاص يعنى بتقصي ومتابعة جميع ما يثار من أخبـــــارومقالات،ونشرات ،
    وبحوث،وكتب،ودوريات،وصوروتحليلات قيمة جديدة أو نادرة أومثيرة للإهتمام حول
    الشخصيةالعملاقة لسماحة الفيلسوف،والمفكر،والمرجع الاسلامي الكبير السيدالشهيد

    محمّد باقر الصدر

    ▁▂▃▄██████████████








  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,589

    افتراضي تاريخ استشهاد الشهيد الصدر بيــن الوثائق البعثية ، و شهود الأحداث و الروايات الشعبية


















  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,589

    افتراضي






  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,589

    افتراضي الطبعة الرابعة من كتاب (محمّد باقر الصدر.. السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق)




















  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,589

    افتراضي فلسفتـــــــــــــــــ محمد باقر الصدر ــــــــــــــــــــــــنا

    أحمد أبو زيد العاملي
    ‏11أبريل‏، الساعة ‏
    محمّد باقر الصدر (102)

    لقد سبق كتابُ فلسفتنا بالظهور ـ بوصفه مشروعًا تأليفيًّا ـ مقالاتِ رسالتنا. ولعلّنا إذا لاحظنا السياق الذي تطوّر من خلاله المشهد العقائدي في البلدان العربيّة والإسلاميّة، خاصّةً في كلٍّ من مصر وإيران والعراق، لأمكننا بسهولة فهمُ الهواجس التي سكنت عقل الصدر الشاب، وبالتالي فهمُ الرحم التي ولد فيها فلسفتنا.فقد قويت شوكة التيّار الشيوعي كثيرًا بعد انقضاء الحرب العالميّة الثانية وتحوّلِ النزاع في المنطقة إلى حرب باردة بين القوّتين العظميين المتمثّلتين في الولايات المتّحدة وحلفائها من ناحية، وبين الاتّحاد السوفياتي من ناحية أخرى. كما بان حجم القوّة الشعبيّة التي تمتّع بها هذا التيّار داخل المجتمع العراقي، وكيف ازداد نفوذه وانتشاره بعد استتباب الحكم لـعبد الكريم قاسم، حتّى وصل به الأمر أن غزا الحوزة العلميّة نفسها ودخل بيوتات أعلامها كما جاء في شهادة الشيخ كاشف الغطاء التي قال فيها: «وقد تفشّت وانتشرت أوكار الشيوعيّة في العراق حتّى دخلت في بيوت أهل الدّين والزعماء الروحانيّين» (المحاورة: 21). وكان مشهدًا طبيعيًّا حينها أن تُرى شعارات الشيوعيّة مرسومة على جدران النجف، وأن تُسمع هتافاتها تُردَّد في مرقد الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، الذي تحمل الحوزة العلميّة اسمه وتفتخر بالانتماء إليه.إنّ هذا المشهد في نفسه كافٍ لافتراضه داعيًا يحمل كلَّ عالمٍ غيور على دينه ودين أبناء أمّته على التصدّي له فكريًّا. ولا أحسب أنّنا بحاجة إلى أكثر من هذه الصورة لنقف على الداعي الذي جعل الصدر ـ العالِمَ الشاب، المشارِكَ بفاعليّة خفيّة في نشاطات جماعة العلماء ـ يمتشق قلمه ليصنّف مقابل فلسفة الآخر: فلسفتنا.




    صرّح السيّد الصدر في مقدّمة (فلسفتنا) أنّ تصنيفه قد استغرق عشرة أشهر؛ حيث قال: «هذا هو الكتاب في مخطّط إجمالي عامّ، تجده الآن بين يديك نتيجة جهود متظافرة طيلة عشرة أشهر، أدّت إلى إخراجه كما ترى. وكلُّ أملي أن يكون قد أدّى‏ََ شيئًا من الرسالة المقدّسة بأمان وإخلاص»، وقد أرّخ مقدّمته بـ 29/ربيع الثاني/1379هـ (1/11/1959م)، وهذا يعني أنّه بدأ بتصنيفه مستهلّ العام 1959م.لقد كان عمر السيّد حين تصنيف الكتاب 24
    عامًا (ولد بتاريخ 1/3/1935م)..



    (فلسفتنا) برواية مؤلّفه

    (ليست فلسفتنا قصّة كتابٍ فكريٍّ فحسب، ولا قصّة كيانٍ فلسفيٍّ انتظم في سطورٍ وفصولٍ فقط، وإنّما هي إلى ذلك قصّة محنة الإسلام الهائلة التي شاءت الظروف أن يقف فيها الإسلام وجهًا لوجه أمام عدوٍّ ماردٍ يحاربه في كلّ الميادين والمجالات، في المجال العقائدي والفلسفي، وفي المجال الاجتماعي والخلقي.. ويحاول أن يقضي على الإسلام بوصفه القوّة الروحيّة الوحيدة لهذه الأمّة.ولم تكن المشكلة أنّ الإسلام واجه عدوًّا صلبًا عنيدًا، وإنّما المشكلة هي أنّ الإسلام واجه هذا العدوّ الطاغي في وقت منيت الأمّة فيه بالانخفاض الفكري والروحي إلى أبعد الحدود، ممّا يهدّد كثيرًا من أبنائنا بفقدان المناعة الذهنيّة والنفسيّة ضدّ السموم المعادية. وهكذا قدّر للكثير أن يواجهوا عقيدةً جديدةً في إطارٍ علميٍّ جذّاب تشمل الكون والحياة، وتصبّهما في قالبها المادي الخالص، وتستعين ـ في سبيل سيطرة تلك العقيدة وامتلاكها القيادةَ الفكريّةَ ـ بالأدلّة الفلسفيّة والعلميّة المزعومة من ناحية، وبالتضليل والتمويه الفكري وإظهار الفكرة في أشكال مزوّرة من ناحية ثانية، وبألوان الإغراء ومختلف الوعود التي تُكال دون حساب لهذه الملايين من أمّتنا الإسلاميّة الشقيّة بواقعها الفاسد الذي تعيشه من ناحية ثالثة.ولا شكّ في أنّ دعوةً فكريّةً تملك كيانًا فلسفيًّا وعلميًّا وقدرةً على النفاق والتمويه في المجال الفكري، ووعودًا جذّابة تستهوي أفئدة الناس.. لهي دعوةٌ خطيرةٌ يجب أن يحسب لها ألف حساب؛ فهي من ناحيةِ كيانها الفلسفي والعلمي تغزو الذهنيّة الفلسفيّة والعلميّة للأمّة، وتستطيع أن تنفذ إليها.. خصوصًا إذا كانت الذهنيّة مجدبة من كيان عقائدي راسخ. ومن ناحية نفاقها في المعترك الفكري العام، تستطيع أن تلبس تلك العقيدة غير ثوبها، وتعرضها على الأوساط العامّة للأمّة بوصفها نظريّة لا تتعارض مع جذورهم الروحيّة الفكريّة. ومن ناحية وعودها، تستطيع أن تسيّل لعاب كثير ممّن يسلمه فساد الواقع إلى الاستسلام لمحاولة كلّ تغيير.وهكذا نجد أنّ الخطر يمتدّ من القمّة إلى القاعدة، من العقل العلمي والفلسفي إلى الناس الذين يطلبون شيئاً من السعادة والاستقرار، فلا يجدونه في واقعهم.فكان لا بدّ من إحباط كلّ الأساليب التي يملكها العدو ومكافحته في كلّ الدرجات والمستويات.. في مستوى الوعود التي كان يغري بها الجماهير، وفي مستوى الأوساط التي كان يخدعها بنفاقه ويوهمها بأنّ عقيدته الجديدة لا تتعارض مع دينهم وعقيدتهم، وكذلك أيضًا في المستوى الأعلى، على الصعيد الفلسفي والعلمي. وكان نصيب فلسفتنا أنّه أخذ على نفسه ـ أو حاول على أقلّ تقدير ـ أن يصارع العدوّ في أعلى المستويات التي يحارب فيها، بتقديم نظرةٍ فلسفيّةٍ أخرى عن التفكير والكون والحياة أعمق وأشمل، ودحضِ العقيدة الفلسفيّة التي يقدّمها العدو ومناقشتِها في مختلف أدلّتها الفلسفيّة والعلميّة.ولم يكن فلسفتنا حاجةً شخصيّة أشبعتها، وإنّما كان حاجة أمّة وحاجة مجتمع يريد أن يسمع صوت الإسلام في إطاره الفلسفيّ الكامل. ولهذا كان المجتمع الذي أعيشه يمدّني كلّه بالروح المعنويّة والهمّة والإرادة، حتّى استطعت أن أنجز تأليف فلسفتنا خلال شهور يعضدني في ذلك الأخ المفدّى العلاّمة الجليل السيّد محمّد باقر الحكيم، ويسبغ عليّ العلاّمة الجليل شيخنا الجعفري‏ فضلاً بوضع فهرس فنيّ للكتاب، ويتفضل عليَّ كثيرٌ من الإخوان بتوفير مصادر البحث اللازمة لي...)
    من وحي فلسفتنا،الشيخ كاظم الحلفي: 4 ـ 6، مقدّمة السيّد محمّد باقر الصدر.



    يُعبّر عنوان (فلسفتنا) في حدّ نفسه عن واحدٍ من أهمّ نجاحات المصنّف في هذا الكتاب؛ فهو كفيلٌ بإضفاء الهيبة عليه؛ فكأنّ تراث أمّةٍ بكامله ينساب من أروقة تاريخها الفكري والمعرفي ليجتمع في مصبٍّ واحد متمثّلًا فكرًا مكتوبًا على ورق.والحقيقة أنّ هذا الأمر قد وضع الكاتب أمام امتحان صعب؛ إذ من المقبول جدًّا أن يكون عنوان الكتاب أدنى من مضمونه ومُعَنْوَنه؛ فإنّه أدعى إلى حمل مصنّفه على ضربٍ من التواضع، لكن من غير المقبول على الإطلاق أن يسم المؤلّف كتابَه بعنوان أكبر بكثير من مضامينه ومُعَنْوناته.وأحسبُ أنّ المؤلّف قد اجتاز هذا الامتحان بنجاح، فكان «بوفرة علمه ووجاهة فكره وقوّة حجّته ينزل المنزلة التي تجيز له أن يجعل عنوان كتابه فلسفتنا» كما جاء على لسان أكرم زعيتر.هذا ومن المحتمل أن يكون السيّد الصدر قد استوحى عنوان كتابه ممّا يرد على ألسنة الكثير من الفلاسفة والمفكّرين، شرقًا وغربًا، الذين دأبوا على استخدام لفظ فلسفتنا وهم بصدد الإشارة إلى المقابلة بين كيان الأنا وكيان الآخر؛ فقد دأب صدر الدين الشيرازي (1572 ـ 1640م) على استخدام هذا اللفظ في مقام الإشارة إلى خصوصيّات رؤيته الفلسفيّة في مقابل رؤية الآخرين، وفي السياق نفسه ورد في كتاب أصول الفلسفة للـطباطبائي والمطهّري على لسان الأخير، وكذلك في مقدّمة كتاب ما هي المادّيّة لـروجيه غارودي الذي كتب: «آخر كلمة من فلسفتنا تكون رهنًا بأوّل كلمة»، أو لعلّه أراد أن يقابل تعبير ديكارت بـ(فلسفتي).(فلسفتنا) في نهاية المطاف مركّب لغوي شائع على الألسن، لكن من التوفيق أن يهتدي الكاتب إلى جعل هذا الشائع ـ والخافي في آن ـ عنوانًا لأطروحته.





    لطالما اتّهمنا بالمبالغة وشملتنا المصادرات بالمجّان.. ولكن: لماذا يا ترى يندفع أكرم زعيتر ليقول هذه الكلمات سنة 1960م وتراث مصر الفلسفي مفتوحٌ بين يديه؟!من بين مئات الكتب الفلسفيّة التي أصدرتها مصر ابتداءً من بدايات القرن العشرين، هل يستطيع كتابٌ واحدٌ منها أن يضارع (فلسفتنا) وقبله (أصول الفلسفة) في بابهما؟إنّ من يطّلع على التراث الغربي ـ الإنجليزي والفرنسي ـ يدرك جيّدًا أنّ نتاجات مصر بأغلبها ترجمات للآخر، وليس لجهد (الأنا) فيها حضورٌ يذكر..ومهما كان حول (أصول الفلسفة) و(فلسفتنا) من ملاحظات ـ وهو ما سنتعرّض له لاحقًا ـ فإنّه يبقى للأصالة والجديّة في العمل حضورهما الوافر..((فلسفتنا هذا كتابٌ قرأته في تأمّل، بل درسته دراسةً في كدحِ ذهنٍ وجهد فكر .. وتساءلتُ حين شرعتُ قراءته بل دراسته عن مؤلّفه: من محمّد باقر الصدر؟ وعلى من يعود ضمير الجمع المتكلّم في فلسفتنا؟ وانتهيت من الكتاب إلى اليقين بأنّ السيّد محمّد باقر الصدر علّامة مدركة غزير الاطّلاع، يجيد الكرّ على الخصم ويحسن الدفاع. وقد حملني كتابه على أنّ أصفه في صفّ الفلاسفة الإسلاميّين وفي أئمّة المتكلّمين، وعلى الاعتقاد أنّه بوفرة علمه ووجاهة فكره وقوّة حجّته ينزل المنزلة التي تجيز له أن يجعل عنوان كتابه فلسفتنا.وقد وددتُ لو أستطيع التمهيد للحديث عن هذا الكتاب بكلمةٍ وجيزةٍ عن مؤلِّفه العلّامة، ولكنّ جهلي شيئًا عنه حال دون ذلك، ولعلّ أحد عارفيه يتفضّل علينا معشر [قارئيه‏] بكلمة عنه تذهب بجهلنا الذي نأسف عليه ونعتذر عنه...................إنّ الكتاب هو جهدٌ فلسفيٌّ منطقيٌّ موفّق لنسف الأسس الفلسفيّة للإلحاد، وإنّني أعتقد أنّ الماديّة الديالكتيّة الماركسيّة لم [تجابه‏] بمناقشات فلسفيّة واعية فاهمة ولم تقرع بردود علميّة من قبل كتّاب العرب المتفلسفين كما [جوبهت‏] وكما قرعت بهذا الكتاب ... أجل إنّه لم ينازلها فلسفيّاً منازلٌ عربيٌّ أو مسلمٌ عنيدٌ حسب اطّلاعي مثل محمّد باقر الصدر...............إنّ عالمنا الذي طغت عليه المادّيّة ـ والذي أصيب بمحلٍ روحيٍّ وفشا فيه الجدب الإيماني ـ سيرى في هذا الكتاب فتحًا مبينًا.وإنّ المؤمنين الذين يروعهم ما يجتاح العراق اليوم من أعاصير إلحاديّة تذهب بطمأنينته وتهدف إلى القضاء على إسلاميّته ويهولهم نشاط المذاهب الإلحاديّة المستوردة والمبادئ التي تعيش على القلق وتربو في حمأة الشك، إنّ هؤلاء المؤمنين سيجدون في (فلسفتنا) خيرًا كثيرًا و ينبوعًا إيمانيًّا غزيرًا))..صحيفة الحياة البيروتيّة، العدد 4294، 23/4/1960م.




    ((ماذا فعل سيّدنا الصدر وهو يجابه هذا التيّار المتدفّق من هنا وهناك؟ الجواب: قابله بصدرٍ رحب، وبعزمٍ وثبات، ووقف منه موقف القويّ الحكيم المتواضع، الذي وثق من نفسه وعلمه بدون عنجهيّة وغرور، فعرض مبادئ المادّيّين وأدلّتهم بصدق وأمانة، وحلّلها تحليلًا دقيقًا بمعرفة ومهارة، وأوضحها من شتّى نواحيها بأسلوب الأديب المبدع، ثمّ ناقشها معتمدًا على الحقائق المسلّمة، نقاشًا علميًّا سليمًا وهادئًا رزينًا، تمامًا كما يناقش أيّ عالم أو فيلسوف في أيّة فكرة لا تمتّ إلىالإلحاد بسبب.....وإلى جانب هذه المقدرة العلميّة تجد اللباقة في التصرّف والسلامة في الذوق والحسن في الدخل واللطف في المداناة، حتّى مع أشدّ الخضوم عنادًا وأكثرهم تعصّبًا.. ......هذي هي الحكمة والموعظة الحسنة التي تحقّق الغاية من التبشير بالحقّ والأمر بالمعروف.. وهذا هو الطريق القويم الذي يهدي التائهين إلى شاطئ السلامة والأمان. إنّ العلم بلا حكمة والدقّة في التطبيق أشبه بالجيش بلا نظام وبالسلاح بلا شجاعة.وبعد، فهل أُتّهم بالمحاباة إذا قلت: إنّ المؤلّف ردّ لأهل العلم والدِّين كرامتهم ومكانتهم التي كانت لهم أيّام زمان؟ وهل أُتّهم بالمغالاة إذا قلت: إنّه فضح المادّيّين ولم يُبْقِ لهم من باقية؟ وفي عقيدتي إنّ كتاب فلسفتنا لو ترجم إلى اللغات الأجنبيّة لكان له شأنٌ وأيُّ شأن، ولقال أهل الغرب والشرق: إنّ جامعة النجف أقوى خصمٍ عرفه المادّيّون على الإطلاق))

    محمّد جواد مغنيّة، مع علماء النجف الأشرف، محمّد جواد مغنيّة: 136 ـ 138.






  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,589

    افتراضي فلسفتـــــــــــــــــ محمد باقر الصدر ــــــــــــــــــــــــنا



    حول عدم اعتبار مصادر فلسفتنا (I)

    لا زال البعض يثير إشكالًا مفاده أنّ المصادر التي اعتمد عليها مصنّف فلسفتنا ليست معتبرة، وبالتالي فإنّ ما كوّنه من تصوّرات حول مجمل الآراء الفلسفيّة التي قام بعرضها سوف يرزح تحت نير التساؤل، الأمر الذي سيقودنا إلى طريق مسدود فيما إذا أردنا تقييم ردوده وتقويمها.
    والحقيقة أنّ الكثيرين ـ ومن بينهم عددٌ من الباحثين المعروفين ـ يتساهلون في إطلاق الإشكالات دون بذل تدقيقٍ كافٍ في موادّها، أو دون التزامٍ بدائرة الإشكال التي ترسمها المعطيات الموضوعيّة.
    ولو أردنا أن نقسّم مصادر فلسفتنا من حيث جذرُها، فإنّ بإمكاننا أن نتحدّث عن ثلاث مجموعات:

    أ ـ مصادر ما تعرّض له من آراء فلاسفة المدرسة العقليّة.
    ب ـ مصادر ما تعرّض له من آراء فلسفيّة ترجع إلى الشيوعيّة والماركسيّة.
    ج ـ مصادر ما تعرّض له من آراء فلسفيّة ترجع إلى مختلف المدارس والشخصيّات الغربيّة.

    أ ـ مصادر المذهب العقلي:

    أمّا ما يرجع إلى آراء الفلاسفة العقليّين عمومًا وفلاسفة المسلمين خاصّةً فهو ـ على ما يبدو ـ ليس محطّ نظر أصحاب الإشكال أساسًا، لكن مع ذلك نلاحظ أنّ المصنّف قد اعتمد ـ ولو عند عدم الإشارة إلى ذلك ـ على بعض كتب أرسطو (384 ـ 322 ق.م) وابن سينا (980 ـ 1037م) وصدر الدين الشيرازي (1572 ـ 1640م)، وهو أمرٌ كافٍ بالنسبة إلى كتابٍ من قبيل فلسفتنا؛ فإنّه لا يستهدف تمحيص الأقوال بقدر استهدافه عرض الخطوط العريضة لهذه المدرسة، وقد اختار من كلّ حقبةٍ ممثّلًا رئيسيًّا، وإن غيّب بالكلّيّة آراء أبي نصر الفارابي (874 ـ 950م) وابن رشد (1126 ـ 1198م).
    وإذا كان المصنّف قد استعرض جملةً من آراء أرسطو اعتمادًا على كتاب الكون والفساد الذي قام بترجمته أحمد لطفي السيّد سنة 1932م، فقد كان بإمكانه إثراء شواهده من خلال الإحالة إلى كتاب الطبيعة الصادر سنة 1935م للمترجم نفسه، وكذلك من كتاب المنطق الذي نشره عبد الرحمن بدوي سنة 1948م وكتاب النفس بترجمة أحمد فؤاد الأهواني سنة 1949م، ناهيك عن الدراسة التي خصّصها بدوي بعنوان أرسطو الصادرة سنة 1943م، وهي دراسة تختلف عن دراسته أرسطو عند العرب..
















  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,589

    افتراضي فلسفتـــــــــــــــــ محمد باقر الصدر ــــــــــــــــــــــــنا

    ب ـ مصادر الماركسيّة:
    في ما يرجع إلى آراء الماركسيّة، فنحن نجد أنّ المصنّف قد استوعب أهمّ ما كتبه منظّروها في المجال الذي يعنينا هنا، وأكرّر: في المجال الفلسفي، خاصّة أصحاب الجيل الأوّل منهم (جيل المنظّرين)؛ فقد حضر في فلسفتنا من مصنّفات هذا الجيل ما جاء تحت الأرقام (2، 7، 8، 13). كما حضر من كتب الجيل الثاني (جيل الموسّعين) ما جاء تحت الأرقام (1، 4، 5، 15، 19، 21). ومن مصنّفات الجيل الثالث (جيل الشارحين) حضر ما جاء تحت الأرقام (3، 6، 11، 14، 16، 17، 18، 20، 23).


    بدايةً علينا أن نأخذ بعين الاعتبار أنّ الماركسيّين لم يصنّفوا في الفلسفة على نسق ما صنّفت المدارس الفلسفيّة المعروفة، وهذا يتّصل بالجانب الرؤيوي الذي كانت تتبنّاه الماركسيّة. وبين رفيقي الدرب ماركس وإنجلز توزّعت مهامّ التنظير، فركّز الأوّل اهتمامه على جانب الاقتصاد السياسي، بينما ركّز الثاني على الجانب الفلسفي، وكانت أفكار كلّ منهما تعبّر إجمالًا عن فكريهما معًا.

    ولم يصدر عن هذا الجيل كتب فلسفيّة كبرى لم يأخذها مصنّف فلسفتنا بعين الاعتبار، بل إنّ ما كان قد ترجم منها إلى ذزمن كتابة فلسفتنا يعبّر بنحوٍ كافٍ عن الخطوط الفلسفيّة العريضة التي تبنّتها الماركسيّة.

    ولعلّ أهمّ ما صدر في هذا المجال للجيل الثاني ـ جيل لينين وستالين وتسي تونغ ـ ولم يأخذه المصنّف بعين الاعتبار ـ لعدم صدوره مترجمًا حينها ـ عبارة عن كتاب (المادّيّة والمذهب النقدي التجريبي) وبعض ما ورد في (الدفاتر الفلسفيّة)، ولم يفت المصنّفَ منها الكثيرُ على كلّ حال إذا أخذنا بعين الاعتبار أنّ جزءًا من مضمونها قد وصل إليه بواساطة كتّاب الجيل الثالث: غارودي وأتربائه.

    ونحن لا ندّعي أنّ المصنّف قد أخذ بعين الاعتبار كافّة مصنّفات ماركس وإنجلز، كيف! والعديد من كتبهما لم يترجم إلى يومنا هذا، وبعضها ترجم بعد فلسفتنا، بل نشر بعضها بعد رحيل المصنّف، ولكنّنا نقصد أنّه أخذ بعين الاعتبار أمّهات الكتب المعبّرة تعبيرًا كافيًا عن فلسفتهما ووجهة نظرهما، وأنّ ما أهمله ـ ولو بسبب عدم صدوره حينها ـ لن يغيّر من الانطباعات والتصوّرات شيئًا يُذكر.

    أمّا بالنسبة إلى مصنّفات الجيل الثالث ـ جيل الشارحين والممنهِجين ـ فعلى الرغم من أنّ المصنّف قد اطّلع على بعضها ـ من قبيل كتب غارودي وبولتزير ولوفافر وفولكييه وبرنز وكورنفورث ـ ، إلّا أنّ قائمة مصنّفاتهم أكبر من أن يحويها كتابٌ واحد، خاصّة إذا أخذنا بعين الاعتبار أنّهم قد ربَوا ـ بحسب بعض الإحصائيّات ـ على مئتين شخصيّة توزّعت على مختلف أرجاء العالم.

    ومع ذلك فليس غيابهم عن صفحات الكتاب بالأمر المهمّ؛ فقد لعبوا إجمالًا دورَ عارض البضاعة والمتفنّن في تسويقها، ولم يلعبوا دور مشيّد الصرح ومنتِج النظريّات.

    ولا ننسى أن نسجّل ـ قبل الانتقال إلى الفئة الثالثة ـ الملاحظات التالية:


    الأولى: أنّ غياب التعرّض لآراء هيجل بنحوٍ مركّز لا يفقد حديثَنا السابق موضوعيّته؛ فقد صرّح المصنّف ـ وهو محقٌّ في ذلك ـ بأنّ الفكر الديالكتيكي مطبّقًا على الميادين الاجتماعيّة والاقتصاديّة والسياسيّة قد ظهر في مرحلة متأخّرة عن هيجل، وأنّ فكر الأخير لعب دور النواة التي أعيد تدويرها وتنبيتها لاحقًا بالنحو الذي يتّسق مع رؤية المؤسّسَيْن ماركس وإنجلز.


    الثانية: أنّ المصنّف وإن كان قد اعتمد على مصنّفات ماركس وإنجلز المعتبرة في مجال الفلسفة، إلّا أنّه لم يتعهّد بمناقشة كلّ ما أورداه في كتبهما الواصلة إليه، حاله في ذلك حالُ أيّ باحثٍ مقارِن يكتفي باقتباس ونقل أهمّ مكوّنات البناء السفلي لأيّ كيان أو صرح فلسفي يقوم بعرضه ومناقشته، فهل يوجد ما يدعو باحثًا غربيًّا ـ وهو بصدد عقد مقارنةٍ بين آراء مدرسة الحكمة المتعالية مثلًا وبين آراء المدرسة التجريبيّة ـ إلى استعراض كافّة آراء صدر الدين الشيرازي حول مختلف القضايا والجزئيّات الفلسفيّة الواردة في موسوعته، أم من المبرَّر له أن يكتفي بما يراه مورد حاجته بالنحو الذي ينسجم مع الغرض الذي وضع الكتابَ لتحقيقه؟

    والخلاصة أنّ عرض المصنّف لمفاصل النظريّة الماركسيّة في مجالَي نظريّة المعرفة والمفهوم الفلسفي حول العالَم لم يكن عرضًا شوّه صورة هذه النظريّة، بل إنّ حرصه على تلميع صورتها يبدو واضحًا في بعض المحطّات.


    الثالثة: أنّ المصنّف كان شديد الحرص ـ في مجال المصادر والمراجع الماركسيّة ـ على متابعة آخر الإصدارات. ويبدو أنّ الإصدارات المرتبطة بالفلسفة الماركسيّة كانت أوفر حظًّا في الوصول إلى الأسواق العراقيّة من مصادر الفلسفة الغربيّة الحديثة، ولهذا نجد أنّ العديد من مصادره يرجع إلى سنة 1959م، سنة تأليف فلسفتنا وطباعته (لاحظ المصادر ذات الأرقام التالية: 6، 10، 11، 13، 18، 30، 32، 36).


    الرابعة: إنّنا نقدّر أنّه لو كان المصنّف قد أوغل في استعراض جملةٍ من المفردات أو أنّه ألمّ بالكثير من النقاشات فإنّ ذلك كان سينعكس على كتابه بنحو إيجابي، وربما يقف على رأس هذه الكتب كتاب المادّيّة والمذهب النقدي التجريبي والدفاتر الفلسفيّة لـلينين.

    بل إذا لاحظنا كتاب غارودي المهمّ حول النظريّة المادّيّة في المعرفة الذي وقع باللغة الفرنسيّة في 387 صفحة، فسوف نجد أنّه لم يكن قد ترجم منه حين تصنيف فلسفتنا سوى القسم الأوّل من قسمَي مقدّمته، والذي نشر تحت عنوان ما هي المادّيّة؟، واطّلع على قسمٍ آخر منه في ما نشر تحت عنوان الروح الحزبيّة في الفلسفة والعلوم ضمن القسم المخصّص لمقال غارودي، والحال أنّ في فصول الكتاب الأربعة مباحث فلسفيّة شيّقة كانت ـ بلا شكّ ـ لتثير اهتمام المصنّف.

    كما إنّه راجع آراء بوليتزر في كتاب المادّيّة والمثاليّة في الفلسفة بترجمة إسماعيل المهدوي، وهو ترجمة ناقصة لكتاب بوليتزر مبادئ أساسيّة في الفلسفة المكوّن من 24 درسًا موزّعة على خمسة أقسام، ترجم منها المهدوي سبعة دروس فقط، بينما ترجمها شعبان بركات كاملة، ولم يطّلع عليها المصنّف.













































  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,589

    افتراضي فلسفتـــــــــــــــــ محمد باقر الصدر ــــــــــــــــــــــــنا




    فلسفتنا محقّقًا وموثّقًا للمرّة الأولى


    ـ مقدّمة مختصرة حول تاريخ الكتاب وخصوصيّاته ومنهج العمل على تحقيقه.
    ـ مقابلة المتن على ضوء كافّة الطبعات.
    ـ تقويم النصّ بدقّة
    ـ تفقير النصّ على ضوء تشعّبات الأفكار وترتيبها المنطقي.
    ـ إضافة العناوين الفرعيّة مميزّةً عن نصّ المصنّف.
    ـ توثيق النصوص المنقولة كلّها من مراجع المصنّف مع توثيقها من نصوصها الأجنبيّة باللغتين الإنجليزيّة والفرنسيّة.
    ـ توثيق أفكار الكتاب غير المنقولة بالنصّ من مظانّها العربيّة والإنجليزيّة والفرنسيّة.
    ـ الإرشاد إلى بعض البحوث التوسّعيّة.
    ـ ملحقات حول بعض الكلمات المثمّنة للكتاب.
    ـ فهرست أعلام تفصيلي

    على أعتاب فلسفتنا
    ـ الظروف الدوليّة والإقليميّة والعراقيّة التي ولد من رحمها (فلسفتنا).
    ـ طبعات الكتاب وخصوصيّاته الببلوغرافيّة.
    ـ اختصاراته وشروحاته والردود المسجّلة عليه.

    * الأغلفة المرفقة مجرّد نماذج























  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,589

    افتراضي فلسفتـــــــــــــــــ محمد باقر الصدر ــــــــــــــــــــــــنا


    كنت أمس أبحث عن كتاب في الأرشيف فتعثّرت بمقالٍ قديم كان قد حرّره مهدي النجّار في الردّ على فلسفتنا، وقد قام يومها الشهيد الصدر بتحرير ردّ بشكل رؤوس أقلام وقدّمه للسيّد عمّار أبو رغيف ـ الذي كان حينها طالبًا في (الكفاية) عند السيّد كاظم الحائري ولم يكن قد التحق بعد بدرس السيّد الشهيد ـ ليقوم بتحرير الردّ وصياغته والتصرّف فيه ونشره باسمه. وبالفعل نشر المقال باسم السيّد أبو رغيف.

    كان السيّد أبو رغيف قد قصّ عليّ قصّته مرارًا وجاء على ذكر المقالين اللذين كان يأسف لعدم احتفاظه بنسخة منهما.

    في ذلك الوقت كنت قد تزاملت مع جناب الشيخ المهذّب الشيخ أحمد العبيدي رحمه الله، الذي استشهد العام الفائت في عمليّة الغدر المعروفة.. تزاملنا في درس (الحلقة الثالثة)، وكان ذلك عام 2001م، وكان نعم الإنسان، في تهذيبه وأخلاقه وحسن معشره وصفاء روحه وبراءة باطنه..

    سمعني أتيت على ذكر المقال واحتفظ بذلك، وبعد سقوط النظام البعثي عام 2003م رجع الشيخ العبيدي إلى العراق، ساحة العمل..

    وبعد فترة وصلني منه طردٌ، وما أن فتحته حتّى وجدت المقالين مرفقين..

    غمرتني الفرحة الشديدة، وامتلأت نفسي شكرًا لهذا الوفاء، وسجّلت له ذلك في كتابي (السيرة والمسيرة)؛ لأنّه لم يقدّر لي أن أشكره وجهًا لوجه..
    لكن إذا كان شكر هذا الجميل أمرًا يسيرًا على الصعيد الشخصي، فهل شكر الأمم لتضحيات شهدائها بهذا اليسر؟!








  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,589

    افتراضي الاسس المنطقـــ محمد باقر الصدر ـــــــية للإستقراء

    يمكن التأريخ لبدء تحوّل الشهيد الصدر من منظومة فلسفتنا إلى منظومة المنطق الذاتي بتاريخ 15/ربيع الثاني/1383هـ (4/9/1963م) (طبعًا: لا يُمكن التأريخ لتحوّل معرفي بيوم محدّد)، وذلك عندما بلغ مبحث القطع من دورته الأصوليّة الأولى، حيث تعرّض لدى مناقشته الأخباريّين في مدى حجيّة البراهين العقليّة إلى نمط التفكير المنطقي الأرسطي ونقده، قبل أن يقوم بعد ذلك بتطوير تلك الأبحاث وإكمالها.

    وقد تكوّنت من هذه المناقشات البذور الأولى للمنطق الذاتي أو ما سيصطلح عليه الشهيد الصدر بالعقل الثالث.

    ومن الجيّد أن نشير إلى أنّ مناقشة الشهيد الصدر للأخباري في ما يعتقده تجاه قضايا العقل جاءت ـ من حيث لا يشاء ـ امتداداً لنزال عرفت به أسرة آل الصدر مع هذا التيّار؛ فإذا كانت نقاشات الشهيد الصدر قد تمحورت بشكل رئيس حول دعاوى المولى محمّد أمين الإسترآبادي صاحب الفوائد المدنيّة، فإنّ جدّه الأعلى السيّد نور الدين الموسوي العاملي قد سبقه إلى ذلك في كتابه الشواهد المكيّة الذي حرّره ردّاً على الفوائد المدنيّة، وكذلك فعل السيّد صدر الدين الصدر ـ والد جدّ الشهيد الصدر ـ في رسالةً حرّرها حول حجيّة الظنّ ناقش فيها الأخباري في مدّعياته.







    من الشهيد الصدر وأمثاله يتعلّم المرء المثابرة العلميّة..

    عرضت له مسألة في بحثه الأصولي، فتوسّع فيها لما يقرب من 7 سنوات حتّى تمخّض عن ذلك (الأسس المنطقيّة للاستقراء).. الذي لم يعدل عنه كما يشاع..


    قال في نهاية بحثه الأصولي سنة 1383هـ حول كيفيّة تحصيل العقل البشري معارفَه بواسطة العقول الثلاثة التي تحدّث عنها خلال البحث:
    «ولأجل أنّ هذا العقل الثالث لم يكن ملحوظاً في المنطق الأرسطي بشكل مباشر، ولا في علم الأصول منذ ولد حتّى الآن، نجد من الضروري أن نبحث قواعد هذا العقل وطريقة الاستدلال فيه، وأن نرجعه إلى أصوله، وأن نرى مدى ما يمكن من التحرّز عن الخطأ فيه.

    وبتعبير آخر: إنّ وضع منطق لهذا العقل الثالث يقي من الخطأ فيه حينما نريد أن نستدلّ به كأصوليّين وقايةَ المنطق الصوري من الخطأ في العقل المكتسب.. إنّ وضع ذلك في حدود وظيفتنا الأصوليّة أمرٌ لازم، ويمكن لهذا الأصولي ـ [ويقصد نفسه] ـ إذا وفّقه الله أن ينهض بذلك في يوم ما».

    وسرعان ما بدأ بتحقيق أمله كما سنرى قريبًا بإذن الله..







    ابتداءً من ليلة السبت 5 من شهر رمضان 1384 هـ استغلّ الشهيد الصدر العطلة الدراسيّة في شهر رمضان المبارك وشرع في إلقاء سلسلة من المحاضرات تحت عنوان (التأسيس للمنطق الذاتي)..

    وعلى أساس هذه المحاضرات تمّ تصنيف كتاب (الأسس المنطقيّة للاستقراء)..
    بعض طلبة الشهيد الصدر كان معارضًا بشدّة لنشر هذه المحاضرات؛ بذريعة أنّ (الأسس المنطقيّة) موجود، وهي نواته، ولا قيمة للنواة مع وجود الثمرة.
    ولكنّ القيمة الحقيقيّة لهذه المحاضرات تكمن في البعد التاريخي؛ لأنّها تؤرّخ لكيفيّة تطوّر الفكرة عند الشهيد.. وقد اقتنع بهذا الكلام سماحة السيّد نور الدين الإشكوري (حفظه الله)، الذي دافع عن هذه الحجّة حتّى النهاية، إلى أن رأت هذه المحاضرات النور.

    فلنقرأ هذا المقطع جيّدًا ولنعتبر ونتخلّق بأخلاقه العلميّة:
    ((البرهان السابع: وهذا هو البرهان الذي نسمّيه بالبرهان الرياضي لإبطال مدّعى الشيخ الرئيس. وعلى سبيل التأريخ يحسن بنا أن نذكر بأنّ هذا البرهان الرياضي هو أوّل ما خطر على البال من مطالب المنطق الذاتي، يعني: أوّل مفتاح من مفاتيح هذا المنطق الذاتي كان هو هذا البرهان الرياضي. وبالرغم من ذلك، فقد استشكلنا فيه: فإن لم يتمّ هذا الإشكال فهو، وإن تمّ هذا الإشكال فيكون هذا المقام مثالًا للخطأ الذي يفتح بابًا لمعرفة جديدة. أو لعلّه لو لم يخطر على البال هذا البرهان لما كنّا ننساق إلى هذا الحقل الجديد من حقول المعرفة)).
    ملاحظة: يعود الفضل في حفظ هذه المحاضرات ـ وغيرها الكثير ـ إلى المرحوم الحجّة السيّد عبد الغني الأردبيلي، فلروحه الرحمة والرضوان.














ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني