النتائج 1 إلى 10 من 10

الموضوع: من الأشعر؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,154

    افتراضي من الأشعر؟

    من الأشعر؟
    عبارة من كلمتين احدهما حرف وليس كلمة ولكنها عبارة ترددت على الألسن في جميع العصور وعبر التأريخ،والعرب هم موطن وموئل الشعر العربي وكانت الريادة والقيادة منقسمة بين قسمين (الجزيرة العربية وأقصد بها نجد والحجاز، ومعها اليمن ،وبين القسم أو الضلع الثاني العراق وما أدراك ما العراق!)، هذا هو السباق الذي كان ولايزال وإن ظهرت أسماء في باقي الدول العربية فإنها تتلمذت وأخذت ونجرت قصائدها من هذين الموئلين،وعلى حد تعبير أحد الناقدين ان جميع الشعر يتردد على الألسن ويتداور بين الشعراء إلا شعر عنترة بن شداد فكان شعره خالص له لم يأخذ من أحد،وكم تمنى الرسول الأكرم (ص) رؤيته لفرط اعجابه بشعره وشجاعته،على أية حال بيننا وبين القوم أكثر من الف سنة ولم نكن متواجدين في فترتهم لنراهم على الحقيقة ولكن وصلتنا أخبارهم تترى،ومن المحتمل تمت عملية تزوير ودس لبعض القصائد لبغضهم الشاعر الفلاني وحبهم للشاعر الفلاني أي حسب العلاقة الشخصية والقبلية في فترة كان الشاعر هو عبارة عن صحيفة متنقلة مدافعا ومكافحا ومانعا لقبيلتهِ وذات مرة سُئِل امير المؤمنين (ع) من الأشعر جاهلياً فأجابهم (ع) { أن القوم لم يتباروا في حلبة و موضوع واحد وانما كلٌ منهم برز في لون أو لونين وعليه لانستطيع أن نقول فلان الأشعر} طبعا حديث امير المؤمنين علي (ع) لم أحفظه ولكن قلته بالمعنى وهو المقصود به ماقلته وعندما ألحّ الحضور على أمير المؤمنين من أشعر القوم اعتذر عن الإجابة لكثرة الشعراء المفلقين آنذاك ولكن الحضور لم يتركوه ارادوا منه جواباً فقال (ع) { إن كان ولابد فالملك الضليل ويقصد هنا (ع) امرؤ القيس}، إمرؤ القيس هو من الجزيرة العربية، على أنّ هناك كُثر رجحوا كفة البعض فمنهم من قال حسان بن ثابت ، ومنهم من قال لبيد العامري ومنهم من قال الحارث بن حلزة اليشكري (عراقي كوفي) ومنهم ومنهم على أن الساحة الشعرية وبالرغم من وجود الكثير من الشعراء، انفرد بصدارتها اثنان لاثالث لهما وهما إمرؤ القيس ، والنابغة الذبياني (عراقي كوفي ايضا)،وحتى نعرف حجم القياس بين الرجلين لابد من ذكر بعض الأبيات لكليهما من باب الإستئناس بماقالوه شعرا ،لنبدأ بإمرؤ القيس:
    غرت شعره معلقته الرائعة والتي تقول ابياتها:
    قِفا نبكي من ذكرى حبيبٍ ومنزل * بسقط اللّوى بين الدخولِ فحوملِ
    الى أن يقول في الأبيات التي سأوردها
    وَإنْ تكُ قد ساءتكِ مني خَليقَة ٌ*فسلي ثيابي من ثيابك تنسلِ
    أغَرّكِ مني أنّ حُبّكِ قاتِلي* وأنكِ مهما تأمري القلب يفعل
    ومَا ذَرَفَتْ عَيْناكِ إلا لتَضْرِبي* بسَهمَيكِ في أعشارِ قَلبٍ مُقَتَّل ِ
    و بيضة خدر لا يرامُ خباؤها* تَمَتّعتُ من لَهْوٍ بها غيرَ مُعجَلِ
    تجاوزْتُ أحْراساً إلَيها ومَعْشَرا* عليّ حِراساً لو يُسروّن مقتلي
    إذا ما الثريا في السماء تعرضت* تعرضَ أثناء الوشاح المفصَّل
    فجِئْتُ وقد نَضَّتْ لنَوْمٍ ثيابَها* لدى السِّترِ إلاَّ لِبْسَة المُتَفَضِّلِ
    فقالت يمين الله ما لكَ حيلة* وما إن أرى عنك الغواية تنجلي
    خَرَجْتُ بها أمشي تَجُرّ وَراءَنا* على أثَرَيْنا ذَيْلَ مِرْطٍ مُرَحَّلِ
    فلما أجزْنا ساحة الحيِّ وانتحى* بنا بطنُ خَبْتٍ ذي حِقافٍ عَقَنْقَلِ
    هصرتُ بِفودي رأسها فتمايلت* عليَّ هضيمَ الكَشحِ رِيّا المُخَلخَلِ
    إِذا اِلتَفَتَت نَحوي تَضَوَّعَ ريحُها* نَسيمَ الصَبا جاءَت بِرَيّا القَرَنفُل
    مُهَفْهَفَة بَيْضاءُ غيرُ مُفاضَة* ترائبها مصقولة كالسجنجل
    الى أن يقول
    فيا لكَ من ليلْ كأنَّ نجومهُ* بكل مغار الفتل شدت بيذبلِ
    مِكَرٍّ مِفَرٍّ مُقبِلٍ مُدبِرٍ مَعاً* كَجُلمودِ صَخرٍ حَطَّهُ السَيلُ مِن عَلِ
    أكتفي اليوم بهذا القدر وللموضوع بقية
    قال الرسول الأعظم ( ص )
    علامة بغض الناس لعلي ( ص ) تفضيلهم من هو دونه عليه.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,154

    افتراضي

    الآن نأتي لشعر النابغة الذبياني والذي لدية معلقة مطلعها (يادار مية بالعلياء فالسندِ * أقوت وطال عليها سالف الأبدِ)
    والنابغة معروف أنه بارع في لون الإعتذار حتى اصبح سمة له في شعره، والنابغة غني عن التعريف وهو صاحبُ عكاظ ويجلس للمفاضلة بين الشعراء وسمي بالنابغة لإنه نبغ وكتب الشعر بعد سن الخمسين سنة،و ذات مرة اتته الشاعرة الخنساء وانشدته قصيدتها المشهورة (قذىً بعينيك أم بالعين عوّارُ) الى أخر القصيدة اعجب بها أيما اعجاب، وجاء بعدها حسان بن ثابت وانشده واراد من النابغة رأيه بالقصيدة فقال له النابغة انشدتني قبلك الخنساء وكان قصيدتها مكتملة واعجبتني جدا يعني مدح قصيدتها، ولم يمدح قصيدة حسان، فقال له حسان بعد ان تملكه الغضب (أنا أشعرُ منك ومن أبيك) فردّ عليه النابغة حيث قال اعلم ياابن أخي انك لم تسطتيع أن تأتي بما أتيت به أنا في قصيدتي (كأنك كالليل الذي هو مدركي) وخرج حسان غاضبا ،عموما لنأتي بشيء بسيط لشعر النابغة:
    أتاني ابيت اللعن انك قاتلي* وتلك التي اهتمُ منها وأنصبُ
    فبتُ كأن العائدات فرشنني*هراساً به يعلى فراشي ويقشبُ
    حلفتُ فلم أترك لنفسك ريبة* وليس وراء الله للمرء مذهبُ
    لإن كنتَ قد بُلغت عني خيانة* لمبلغك الواشي اغش وأكذبُ
    الى أخر القصيدة المشهورة
    للمعلومة أهل اللغة والشعر يقولون أن في شعر النابغة إقواء والأقواء هو ثقل الروي
    وأحد مادحيه قال أنك تستطيع ان تستغني عن الشعراء ببيت واحد من شعر النابغة بل
    بنصف بيت بل بربع بيت
    *******
    للموضوع بقية لاتذهبوا بعيدا .شكر
    قال الرسول الأعظم ( ص )
    علامة بغض الناس لعلي ( ص ) تفضيلهم من هو دونه عليه.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,154

    افتراضي

    قول طه حسين الناقد المعروف مصري الجنسية أخذ مفاضلته بين الشعراء الجاهليين من قول امام المتقين سيد البلغاء علي بن أبي طالب (ع) حيث مقولة طه حسين تقول (الشعر العربي إبتدأ بملك وإنتهى بأمير) فالملك يعني به إمرؤ الفيس، ويقال أيضا سمعتُ هذا الكلام سمعاً أن طه حسين كان شيعيا رافضيا لكنه كان يخفي تشيعه وهو أي طه حسين بتصريحه الذائع الصيت الى الآن حيث قال (لازالَ الشعرُ رافضيا)
    والأمير سنأتي لمعرفته في الأوقات اللاحقة. وجب التنويه .شكرا
    قال الرسول الأعظم ( ص )
    علامة بغض الناس لعلي ( ص ) تفضيلهم من هو دونه عليه.

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,154

    افتراضي

    شعراء العصر الاسلامي والدولة الاموية
    في هذا العصر الذي تلى استشهاد الرسول الاكرم صلى الله عليه واله، وتقلد من تقلد دفة حكم الدولة وتناسوا وصية وخطبة الرسول (ع) في غدير خم، وقال أحدهم ان الرسول (ص) ليهجر في ظل الفوضى التي اجتاحت المسلمين وامتناع بعض القبائل عن دعم بيت المال لإن الموصى به لم يكن هو ذاته الذي استخلفه الرسول (ص)، وسموهم بالمرتدين وهم ليسوا كذلك، شهدت هذه الفترة وفرة من الشعراء المفلقين والذي ملأوا الدنيا بشعرهم امثال الفرزدق ويزيد بن المفرّغ ، وكثُيّر عزة ، وقيس بن ذريح وقيس بن الملوح وجرير والأخطل والراعي والطرماح والكميت وذو الرمة ومسكين الدارمي ، هؤلاء شعراء كبار وان كان هناك تفاضل ومفاضلة بين من هو الأشعر بينهم، انفرد اثنان للتربع على الصدارة بين الشعراء هما (الفرزدق، وجرير) هناك قاعدة ما اعرف ان فقهية أو في علم الكلام تقول القاعدة (اثبات الشيء لاينفي ماعداه) يعني عندما نقول ان الأشعر فلان لايعني الباقون ليسوا بشعراء أو غير جيدين وانما لابد من تسيّد الصدارة والشاعرية لواحد أو اثنان،لنعد للشاعرين المذكورين آنفاً، اختلف الناس والنقاد من هو الأشعر الفرزدق أم جرير؟ مع اختلاف ولاء الطرفين فالفرزدق كان على نهج اهل البيت(ع) ومعه كثيّر عزه وقيس مجنون ليلى الذي كان أخاً للحسين (ع) من الرضاعة كما سنشرحه في تضاعيف ووريقات الموضوع ان اسعفتني الذاكرة، وبين جرير الذي كان ينتهج النهج الأموي ،ومعه مسكين الدارمي الذي ساتطرق له ايضا لان توجد خفايا لهذه الشخصية الذيلية، اكتفي اليوم بهذا القدر
    قال الرسول الأعظم ( ص )
    علامة بغض الناس لعلي ( ص ) تفضيلهم من هو دونه عليه.

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,154

    افتراضي

    جرير هو ابن عطية بن الخطفي،واسمه حذيفة بن سلمة بن عوف بن كليب بن يربوع الخ ويكنى ابا حزرة،والحزرة تعني خيار المال وبها سميّ الرجل،جرير والفرزدق والاخطل هم من شعراء العصر الاسلامي ولكنهم لم يدركو العهد الجاهلي،والاخطل دخل مع الاثنين بعد ان كبر سنه وفنيّ اكثر عمره وان كان شاعرا ومقدم ايضا الا انه ليس بذات مستوى الاثنين، واحتار القوم في تقديم اي منهم على الاخر اي الفرزدق وجرير الا جمعا من ذوي الشأن ذهبوا الى تقديم جرير على الفرزدق منهم مثلا ابن مناذر / بشار بن برد/ وابو مهدي الباهلي وغيرهم الا ان حكايات تقديم جرير لاتخلو من طرافة وظرافة، ذات يوم وردا على بشر بن مروان فقال لهما انكما تقارضتما الاشعار/ وتطالعتما الآثار/ وتهاجيتما فأما الهجاء فلست بحاجة اليه فقولا لي فخرا ابتدأ الفرزدق متفاخرا فقال:
    نحنُ السنام والمناسم غيرنا* من ذا يساوي بالسنام المناسما
    فقال جرير
    على موضع الاستاه انتم زعمتمُ* وكل سنام تابع للغلاصمِ
    فقال الفرزدق
    على محرضٍ للفرث انتم زعمتمُ* الا إن فوق الغلصمات الجماجما
    فقال جرير
    وأنبأتمونا أنكم هام قومكم * ولاهام إلاّ تابع للخراطمِ
    فقال الفرزدق
    فنحنُ الزمام القائد المقتدى به* من الناس مازلنا ولسنا لها زما
    فقال جرير
    فنحنُ بني زيد قطعنا زمامها * فتاهت كسارٍ طائش الرأس عارم
    فقال بشر: غلبته ياجرير بقطعك الزمام وذهابك بالناقة واحسن الجائزة لهما وفضل جريرا
    وفضله ايضا عبد الملك بن مروان وغيرهم/ الرجل لايمكن انكار شاعريته مطلقاً ولكنه كان يمدح ويهجو ويذم لنفس الشخصية / وعندما سمع بخبر وفاة الفرزدق هجا الفرزدق ولكن عندما وبخه احد الحضور حيث قال له اتهجُ ابن عمك وهو ميت فتندم وعاد ليمدحه بنفس اللحظة وغيرها الكثير، كان كثير الورود على الولاة يمتدحهم طمعا بالجائزة والكسوة والغذاء
    لابأس بذكر ابيات له من حيث شاعرية الرجل بغض النظر عن الممدوح ومنها هذا البيت
    الستم خير من ركب المطايا * واندى العالمين بطون راحِ
    ويقال ان هذا البيت هو امدح بيت قالته العرب طبعا في ذلك الزمن وسيأتي في الموضوع في قابل الايام بيت لابي تمام عملاق جدا ان اسعفتني الذاكرة
    ومنها قوله في الفخر وايضا حسب رأي المنشد ليس الا على انه افخر بيت لجرير قالته العرب
    اذا غضبت عليك بنو تميمٍ * رأيت الناس كلهمُ غضابا
    ولازال عبد الملك يسأل اليماني من بني عذره عن الابيات التي قالها الشعراء العرب حتى وصل معه عن اهجى بيت قالته العرب فقال اليماني قول جرير
    فغض الطرف انك من نميرٍ* فلا كعباً بلغتَ ولا كلابا
    فسأله عبد الملك عن اغزل بيت قالته العرب فقال العذري اليماني
    ان العيون التي في طرفها حورٌ * قتلننا ثم لايحيين قتلانا
    فسأله عبد الملك يايمني اي بيت قالته العرب احسن تشبيها فقال قول جرير
    سرى نحوهم ليلاً كأن نجومه * قناديل فيهن الذبال المفتّل
    وكان حينها جريرا جالس في نفس المكان وكلما قال اليماني بيتا له يتهز طربا وتمايلا وعندما اراد عبد الملك ان يعطي الجائزة الى جرير قال له جرير جائزتي للعذري يا امير المؤمنين فقال عبد الملك له مثلها من بيت المال وكان جائزة جرير واليمني اربعة الاف درهم لكل منهما ومعها الحملان والكسوة.
    وسأله ذات مرة ابنه اي جرير سأله ابنه فقال له من الاشعر فقال العصر الجاهلي زهير بن ابي سلمى وسأله عن الفرزدق فقال جرير ذلك نبعة الشعر وقال له ابنه وانت يا ابي فقال له ويحك انا نحرت الشعر نحرا، وذات سأله احد الاشخاص فقال له ياجرير من غلبك من الشعراء بالهجاء فقال ويحك هاجيت 80 شاعرا فغلبتهم الا الفرزدق فقد غلبني، ومن هنا يتضح ان جرير كان مقتنعا بأنه ليس بأشعر من الفرزدق لان ( قول العاقل على نفسه حجة)ولجرير قصائد حسان وكثيرة وخصوصا بالهجاء والفخر ولديه قصيدة رائعة يرثي بها زوجته وهو له من الاولاد 8 ومن البنات اثنان وابنه الكبير بلال كان شاعرا الا انه كان عاقا لابيه. لاتذهبوا فللحديث بقية،، دمتم


    قال الرسول الأعظم ( ص )
    علامة بغض الناس لعلي ( ص ) تفضيلهم من هو دونه عليه.

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,154

    افتراضي

    الفرزدق
    اسمه همام بن غالب بن صعصعة وينتهي نسبه الى قبيلة تميم كان عالي الصدر اذا هجا أحدا لم يعد ليمدحه مرة ثانية وابوه من اشراف وكبار رجال قبيلة تميم وكان موالياً لإهل البيت عليهم السلام ،إلاّ انه مدح أيضا بعض رجالات الأمويين ولم يبلغ تشيعه وميلهُ لإهل البيت (ع) مرتبة الكميت ودعبل الخزاعي ، جاء به أبوه الى أمير المؤمنين علي (ع) فساله أمير المؤمنين (ع) من هذا الغلام ياغالب قال هذا ابني ويقول شعرا فقال لإبيه ياغالب علمه القرآن فهو احسن له من الشعر، فعمل الفرزدق بجد ليل نهار وحفظ القرآن عن ظهر قلب،وقد أثرت وصية وشخصية أمير المؤمنين (ع) على الشاعر الناشئ تأثيرا كبيرا، اشتهر الفرزدق ايما شهرة في القصيدة التي ألقاها بمحضر هشام بن عبد الملك عندما أنفرج الحجيج سماطين للإمام علي بن الحسين (ع) والتي مطلعها
    هذا الذي تعرف البطحاء وطأته** والبيت يعرفه والحلُ والحرمُ
    هذا ابن خير عباد الله كلهمُ** هذا التقي النقي الطاهرُ العلمُ
    الى اخر الابيات
    وقد هاجا جريرا فغلبه وبإعتراف جرير نفسه، بهذا البيت المنقطع الروعة اذ يقول الفرزدق:
    أولئك آبائي فجئني بمثلهم ** اذا جمعتنا ياجرير المجامعُ
    وله بيتاً رائعاً أيضا مفتخراً
    ترى الناس ماسرنا يسيرون خلفنا** وان نحنُ أومأنا الى الناس وقفو
    فضله على شعراء عصره الكثير والكثير ولاحصر لهم واغلبهم شعراء العصر المعاصرين له، ومنهم الحطيئة، والكميت، والجاحظ الذي قال عنه
    (إن أحببت أن تروي من قصار القصائد شعراً لم يُسمَع بمثله، فالتمس ذلك في قصار قصائد الفرزدق، فإنك لا ترى شاعراً قط يجمع التجويد في القصار والطوال غيره). وقول الحطيئة والحطيئة شاعر فحل اذا يقول عنه ( ادركت من قبلك ،وسبقت من بعدك)،مع أنه مدح بعض الولاة الامويين إلا انه كان قادحا ومنتقدا للبعض منهم كمعاوية ،والوليد وغيرهم ،، وقيل (لولا شعره لذهب ثلث لغة العرب، ونصف أخبار الناس.كان بارعاً في مختلف فنون وألوان الشعر كالنسيب والغزل والفخر والهجاء والمدح وغيرها ويكفي الدلالة على أنه اشعر اقرانه قول أحدهم لجرير عندما سألهُ جرير من الأشعر أنا أم ذاك الغريم ويقصد به الفرزدق فقال له الرجل ( ياجرير أنت اشعر منه عامة، وهو أشعر منك خاصة) فقال له كأنك تقول لي اشعر منك فأين العامة من الخواص فإغتم جرير من قول الرجل، وقول ابن سعد في طبقاته عندما لذكر الفرزدق فأما الفرزدق فلايقارن به أحدا قط. وهذا يكفي،، احترامي لكم، لاتذهبوا بعيدا فللحديث بقية/ القادم مسكين الدارمي الأموي الهوى والمنطق
    قال الرسول الأعظم ( ص )
    علامة بغض الناس لعلي ( ص ) تفضيلهم من هو دونه عليه.

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,154

    افتراضي

    واسمه ربيعة بن عامر بن انيف بن شريح بن عمرو الخ الاسم ونسبه ينتمي الى قبيلة تميم،وهو من شعراء العصر الاسلامي والاموي وكان معاصرا لبقية الشعراء كالفرزدق وجرير والاخطل والراعي وكثير عزة ويزيد بن المفرّغ اليماني وغيرهم، وكان أموي الهوى بل من المدافعين والمنافحين عنها،ومسكين الدارمي هذا كرّس نفسه ومواهبه لمسايرة السلطة الحاكمة ومجد اعمالها ،غير مكترث بسمعته ومكانة اسرته وشرف قبيلته التي ينتمي اليها، وكان مسكين في مكان مكين من شرف العائلة وشموخها وعنعنتها القبلية، ولكنه كان ضعيف ودليل ضعفه هو كان ذيلي وتبعي في دورانه في فلك معاوية، يصدر عن هواه، وينطق بلسانه، لكن المسكين هذا لديه قصيدة غرة شعره لابأس بذكر بعض ابياتها وهي افتخارية رائعة اذ يقول فيها:-
    إنْ أدعُ مسكيناً فماقصرت * قدري بيوت الحي والجدرُ
    مامس رحلي العنكبوت ولا* جدياته من وضعه غبرُ
    لا آخذ الصبيان الثمهم * والأمرُ قد يغري به الأمرُ
    الى أن يقول في الأبيات التالية:
    ناري ونار الجار واحدةٌ * وإليه قبلي ينزلُ القدرُ
    ماضرَّ جاري إذ يجاورني * أن لايكون لبيته سترُ

    القصيدة كما قلت افتخارية يفتخر فيها بنفسه وبعائلته ، لكن كما قلت آنفاً ، كان ذيلي للحكم الأموي وذكر المؤرخين، أنه كان أثيراً عند يزيد بن معاويه يسعى له بحوائجه عند أبيه ،وعندما أراد معاوية البيعة بولاية العهد ليزيد، لم يكن بمقدور معاوية أن يعلنها علنا جهارا لإنه كان خائفاً أن لايمالئه الناس اي لايقبلوا ليزيد بولاية العهد، لعدة اسباب أولها لحسن البقية فيهم، وكثرة مرشحي الخلافة آنذاك، وتناهي سمع هذا الكلام الى معاوية مصدره سعيد بن العاص ومروان بن الحكم وعبد الله بن عامر،حيث قال المؤرخين أن يزيد أمر مسكيناً أن يقول أبياتاً وينشدها معاوية في مجلس بني أمية العام، وكان أشراف الأمويين ووجوههم حاضرين بالمجلس ، فاستجاب مسكين لطلب يزيد ،ودخل على معاويه وقد غص المجلس بأشراف الامويين وجلس معاوية ويزيد عن يمينه، ولما مثل مسكين بين يدي معاوية إبتدر
    قائلاً:
    إنْ ادعُ مسكيناً فإني إبن معشرٍ* من الناس أحمي عنهمُ وأذودُ
    إليكَ أمير المؤمنين رحلتها * تثيرُ القطا ليلاً وهن هجودُ
    وهاجرةٌ ظلت كأن ظبائها * إذا ما تقتها بالقرون سجودُ
    ألا ليتَ شعري مايقول إبن عامرٍ* ومروان أم ماذا يقول سعيدُ
    بني خلفاء الله مهلا فإنما * يبوئها الرحمن حيث يريدُ
    اذا المنبر الغربي خلاّهُ ربهُ * فإنّ أمير المؤمنين يزيدُ
    على الطائر الميمون والجد صاعدٌ* لكل أناسٍ طائرٌ وجدودُ
    فلازلتَ أعلا الناس كعباً ولاتزل * وفودٌ تساميها إليك وفودُ
    ولازال بيت الملك فوقك عالياً* تشيدُ أطنابٌ له وعمودُ
    قدور ابن حربٍ كالجوابي وتحتها* اثافٍ كأمثال الرئال ركودُ

    هذه الأبيات كاملة مكملة ، فقال حينها معاوية ننظر فيما قلت ونستخير الله،ولم يتكلم أحد من الأمويين، وهذا هو الذي أرادهُ يزيد لينظر ماعندهم، وقال المؤرخين بعد القصيدة وصله معاوية وابنه فأجزلا وصلته أي (ما أعطوه من النقود وغيرها).
    ومن هذه الواقعة وغيرها نرى ما لهذا الرجل والبقية من النفعيين والأنانيين من تحسس نحو المجتمع الإسلامي،غير مكترثين لما قد يجره هذا الموقف الدنيء وامثاله على الامة الاسلامية من ويلات وكوارث ، لايراب صدعها، ولايجبر كسرها. هل اكتفى مسكين بهذا الموقف لا بل رثى زياد بن سميَّة أو إبن أبيه ،ولكن لم يذكروا السبب في رثائه لهذا المجرم غير معروف الأب لحد الآن، غير أن البعض قال ان زياداً رعاه حمىً له بناحية العذيب في عام قحط ، فأعطاه شيء من البر والتمر والكساء وبسببها رثاه بقصيدة منها ماقاله مسكين :-
    رأيتُ زيادة الإسلام ولّت * جهاراً حين ودعّنا زيادا
    ولكن الفرزدق إنبرى له وهو ابن عمه اي من قبيلة مسكين فرد على افترائه بالقول:
    أمسكين ابكى الله عينك إنما * جرى في ضلالٍ دمعها فتحدرّا
    بكيت على علجٍ بميسان كافر *ككسرى على عدوانه أو كقيصرا
    أقولُ له لما أتاني نعيّه * به لابظبيٍ بالصريمة اعفرا

    وليس هناك من يجهل من المسلمين خبث واجرام زياد وفتكه بالبررة من أقطاب الملّة وحماة الشريعة، وتمثيلة بهم قتلاً وإخافةً وتشريداً. الى هنا أنهي الموضوع، لاتذهبوا فللحديث بقية والقادم مع الشاعر كُثيّر عزة. شكرا
    قال الرسول الأعظم ( ص )
    علامة بغض الناس لعلي ( ص ) تفضيلهم من هو دونه عليه.

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    العراق بين الأرض والسماء
    المشاركات
    2,460

    افتراضي

    الظاهر في موضوعك ما تعنيه " المعلقات " والمعلقات دون شك هي أروع قصائد شعر العرب , سميت بالمعلقات لأنها علقت على جدران الكعبة . هكذا كانوايتفاخرون ويتبارون : المعلقات سبع وهناك من يجعلها عشر
    أمرؤ القيس \ النابغة \ عنترة \ لبيد بن ربيعة \ الحارث بن حلزة اليشكري \ طرفة بن العبد \ الأعشى قيس \ زهير بن أبي سلمى \ عمرو بن كلثوم \ عبيد بن الأبرص
    هؤلاء الشعراء من ذوي العلقات او غير المعلقات عاشوا في فترة ما قبل الإسلام ( العصر الجاهلي ) ومنهم من أدرك الإسلام كالنابغةالجعدي \ لبيد بن ربيعة \ كعب بن زهير الخ هؤلاء فسموا بالمخضرمين أي عاش لفترتين ما قبل الإسلام ( الجاهلية ) من ثم الإسلام
    * هؤلاء الشعراء ( شعراء المعلقات ) يعدون دون منازع من فحول الشعراء
    لكن قولنا بالأشعر ربما يعيد بنا الذاكرة إلى أبو العلاء المعري :
    سئل أبو العلاء المعري ذات يوم عن أي من الثلاثة أشعر من غيره في الشعر فكان رده " أن المتنبي وأبو تمام حكيمان وإنما الشاعر هو البحتري".
    ولد البحتري بمدينة (منبج) شرقي حلب سنة 206هـ ، ونشأ في باديتها , في قبائل بني طيء , ورحل إلى العراق ليتكسب بشعره , فلم يلق حظوة فعاد إلى الشام خائبا حزينا ناقما. ولما مات الواثق وبويع المتوكل سنة 223هـ عاد البحتري إلى العراق واتصل بالفتح بن خاقان وزير المتوكل وبالمتوكل نفسه ونال منهما عطاء جزيلا لم ينله مثله عند من جاء بعدهما من الخلفاء. ولما قتلا رثاهما بقصيدة عصماء, وعاد بعد ذلك إلى منبج ولم يلبث إلا قليلا حتى عاد إلى العراق ومدح من الخلفاء المنتصر والمستعين والمعتز والمقتدر, ولكن لم ينل منهم ما كان يأمله من النعم فهجاهم هجاء قبيحا بعد أن خلعوا, كما هجا بعض الولاة والأمراء بعد أن مدحهم, ولذلك كان يرمى بقلة الوفاء.
    عاد إلى الشام واعتزل في بلدة منبج حتى مات عن 78 عاما.
    وكان على فضله وفصاحته من أبخل خلق الله ، وأكثرهم فخرًا بشعره ، حتى كان يقول إذا أعجبه شعرهُ أحسنْتُ والله، ويقول للمستمعين : ما لكم لا تقولون أحسنت ؟
    وكان شعره كله بديع المعنى، حسن الدّيباجة، صقيل اللفظ، سلس الأسلوب، كأنهُ سيل ينحدر إلى الأسماع مجودًا في كل غرض سوى الهجاء ، ولذلك اعتبره كثير من أهل الأدب هو الشاعر الحقيقي، واعتبروا أمثال أبي تمام والمتنبي والمعري حكماء كما سبق عن المعري .من شعره في وصف الربيع :
    أتاك الربيع الطـلق يختال ضاحكا من الحسن حتى كاد أن يتكلما
    وقد نبه النوروز في غسق الضحى أوائل ورد كن بالأمس نوما
    يفتقها بـــرد الندى فكأنما يبث حديثـــــا كان قبل مكتما
    فمن شجــر رد الربيع لباسه عليه كما نشرت وشيا منمنما
    أحل فأبدى للعيون بشاشة وكان قذى للعين إذ كان محرما
    ****
    المتنبي وأبو تمام حكيمان، وإنما الشاعر البحتري . لأن المتنبي وأبا تمام يأتيان بالحكمة في كلامهما، كقول المتنبي :
    الرأي قبل شجاعة الشجعان هو أول وهي المحل الثاني
    أي: أن الرأي قبل الشجاعة، وهذه حكمة طيبة، وكثير من شعر أبي تمام حكم، كقوله:
    أما والله ما في العيش خير ولا الدنيا إذا ذهب الحياء
    فيقول أبو العلاء : إن الشاعر هو البحتري ، أما المتنبي وأبو تمام فهما حكيمان، يأتيان بحكم تقبلها العقول، لكن الشاعر هو البحتري الذي يعبر عن مشاعر النفس، وعن أمور ليست مجرد كلام عقلي تقبله العقول، فـالبحتري شاعر لا يخاطب العقل فحسب، وإنما يخاطب الوجدان والشعور

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,154

    افتراضي

    تشكرات لورودك الموضوع وتعليقك ، الشاعرية غير محددة بعصر عزيزنه المحترم الربيعي ، مايعاب على الشعر الجاهلي هو صعوبة الكلام وعدم سلاسته وذكر مواطن ومناطق بشكل كثير في شعرهم وهذا يذهب من جمالية القصيدة ، الشعر في العصر العباسي كان الأجدر بحمل لواء الشاعرية لكثرة الشعراء أولاً وبروز الكثير منهم ولكنك ربما نسيت ذكر الفحل الشاعر ابو فراس الحمداني الذي سأورد له موضوعا في هذه الصفحات في مقبل تضاعيف الموضوع شكرا للمرور مودتي
    قال الرسول الأعظم ( ص )
    علامة بغض الناس لعلي ( ص ) تفضيلهم من هو دونه عليه.

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,154

    افتراضي

    كُثيِّر عزة
    وأسمه أبو صخر ابن عبد الرحمن بن الأسود بن عامر بن عويمر بن مخلد أو مخارق الخ اسمه ونسبهُ،وامه جمعة بنت الأشيم بن خالد بن عبيد بن مبشر الخ ،ولذلك كان يدعى أحيانا بإبن أبي جمعة. هو من فحول الشعراء الاسلاميين بل في طليعة الشعراء وهو من الشعراء المكثرين شعرا وعده ابن سّلام في كتابه الطبقات ، في الطبقة الأولى منهم وهو لايقل شاعرية وتألقاً وإجادة من الفرزدق وجرير والأخطل والراعي وان كان يتفوق على الراعي والأخطل، ومهما قيل حوله فالرجل اسمى منزلة ومرتبة من جميعهم،ولكن قرنوه بهم غضاً من شانه ،كما رموه بالغلو في التشيّع واعتناق مذهب الكيسانية،وأكيد حسب رأيي المتواضع اتهامهم هذا زورا وتشويهاً للرجل لإنه علوياً موالياً، وكان بنو أمية ومن بعدهم آل مروان يعرفون كُثيّراً شيعياً موالياً ومحبا لِآل بيت الرسول (صلى الله عليه وآله).
    قول وآراء العلماء والشعراء في شاعريته ومحله من الواقع:-
    قال المرزباني: كان كُثيّراً شاعر أهل الحجاز في الاسلام لايقدمون عليه أحداً، وكان مزهواً متكبراً،ويظهر الميل علانية الى آل الرسول (ص) ،وهجا عبد الله بن الزبير لما كان بينه وبين بني هاشم (ساعود الى هذه النكتة بعد الإنتهاء من ملخص الشاعر كُثيِّر عزة).
    عن أبي الفرج الأصفهاني: قال : سُئِلَ مصعب من أشعر الناس؟ فقال : كُثيِّر إبن أبي جمعة
    وهو أشعر من الفرزدق وجرير والراعي وعامة الشعراء، وأردف يقول اي مصعب: لم يُدرك أحد مديح في الملوك ما أدرك كُثيّر،( رأيي المتواضع بهذه النكتة وهذا القول هو نعم كُثيّر أشعر من الأخطل والراعي صحيحاً من خلال اطلاعي على أشعار الشعراء جميعاً في هذا العصر وممكن أن يكون بنفس مرتبة جرير من حيث الشاعرية إلاّ أنه ليس باشعر من الفرزدق هذا رأيي وكل رأي يحترم)،نستطرد فيما قاله البعض والآن جاء دور يونس وماقاله بحق هذا العملاق حيث قال: إنّ كُثيّرا أشعر شعراء الإسلام. وكان عبد الملك بن مروان مغرماً بشعره،يأمر مؤدب ولده ان يرويهم شعره، سأله عبد الملك بن مروان ذات يوم فقال لكُثيّر من اشعر الناس: فأجابهُ كُثيّر: من يروي أمير المؤمنين شعره. فقال عبد الملك وأنك لمنهم .
    وسُئِل عبد الملك ذات يوم عن شعر كثيّر فقال : يسبق السحر،ويغلب الشعر. رأيي في هذا المديح اللامتناهي لكثير من طرف عبد الملك بن مروان، هو نبوغ الشاعر بهذه السنوات التي تلت ذهاب معاوية ويزيد وبني امية وسياسة عبد الملك المنفتحة اتجاه الشيعة لكسب ودهم حتى يحشد الرأي العام الشيعي ضد آل الزبير فأول اختيار له هو كسب ود شعراء آل الرسول (ص)،بعكس المرحلة التي كان فيها الفرزدق وقوة الدولة الأموية وممالئة آل الزبير لِآل أبي سفيان وان كانت العلاقة شابها فتورا )(رأيي المتواضع)،وعن محمد بن عبد العزيز بن عمر ابن عبد الرحمن بن عوف،قال: ماقصّد القصيد ولانعت الملوك مثل كُثيّر. وقال الجمحي: كان كُثيّر شاعر أهل الحجاز وهو شاعر فحل ولكنه منقوص الحظ.وسببه هو التحامل عليه بسبب موالاته،فلو أخذنا شعره فقط بغض النظر عما قيل عنهُ،ورجعنا الى أشعار القوم لبرز عليهم بروز البدر بالظلماء والسيف بعد الجلاء،وكان المتحاملون عليه يعيبون مذهبه من أنه كان كيساني العقيدة، يقول بإمامة محمد بن الحنفية!والكيسانية (هم أصحاب المختار الثقفي وسموا بهذا الإسم لإن المختار كان اسمه أولاً كيسان،وقيل سمي بهذا الإسم لإن أباه حمله في صغره ووضعه بين يدي امير المؤمنين علي (ع)،قالوا فمسح يده على رأسه وقال (ع): كيّس كيّس فلزمه هذا الاسم، وقالت فرقة منهم: أن محمد بن علي عليهما السلام استعمله على العراقيين بعد واقعة كربلاء المريرة،وأمره بالطلب بثاره، إلاّ أن الشيخ المفيد (قدس)، حيث قال: مع انه لابقية للكيسانية جملة وانقرضت حتى لايعرف منهم في هذا الزمان أحد إلاّ مايحكى ولانعرف صحته.لابأس بإيراد بعض الأبيات التي تنسب لكُثيّر عزة في مدح محمد بن الحنفية:
    ألا إن الأئمة من قريشً* ولاة الحق أربعة سواءُ
    عليٌّ والثلاثة من بنيه* هم الأسباط ليس بهم خفاءُ
    فسبطٌ سبط إيمانٍ وبرٍ* وسبطٌ غيّبته كربلاءُ
    وسبطٌ لايذوق الموت حتى* يقود الخيل يقدمها اللواءُ
    تَغيّبَ لايرى فيهم زماناً * برضوى عنده عسلٌ وماءُ
    لو لاحظنا ان جميع مادحي ومفضلي شعره على الباقيين هم ليسوا من اهل الصنف يعني بعبارة اخرى ليسوا بشعراء، نعم مفضل على الاخطل والراعي ومسكين الدارمي وغيرهم لكنه امام الفرزدق فلا احد يستطيع ان يفضله عليه وان كان الرجل شاعرا بارعا ومرموقا الا انه لاينجر كنجر الفرزدق ويكفي الفرزدق قول الحطيئة الانف الذكر فراجع والحطيئة من اهل الصنف ويعرف مكامن الضعف والقوة بالقصيدة.
    كما قلت كان ولائه علنياً لاهل البيت عليهم السلام والامويين انفسهم يعرفون، وبالذات آل مروان يعرفون مذهبه ولايغيرهم ذلك عليه،لجلالته في اعينهم، ولطف محله عندهم.
    ذكر المؤرخون: أنه دخل على الإمام محمد بن علي الباقر (عليهما السلام) فقال له (ع) تزعم أنك من شيعتنا وتمدح آل مروان؟ قال:انما أسخر منهم وأجعلهم حيّات وعقارب وآخذ اموالهم
    وعن الهيثم بن عدي: سأله عبد الملك بن مروان عن أعجب خبر لك مع عزّة، فقال: حججت سنة من السنين وحج زوج عزّة بها، ولايعلم احد منّا بصاحبه، فلما كنت ببعض الطريق امرها زوجها بإبتياع سمن يصلح به طعاما لاهل رفقته، فجعلت تدور الخيام خيمة خيمة حتى دخلت عليّ وهي لاتعلم انها خيمتي وكنت ابري سهما لي،فلما رأيتها جعلت ابري يدي وانظر اليها ولااعلم حتى بريت ذراعي لا اشعر به والدم يجري فلما تبيّنت ذلك دخلت اليّ فامسكت بيدي وجعلت تمسح الدم بثوبها،وكان عند كُثيّر زق من السمن فحلفت لاتأخذنه فجاءت به الى زوجها فلما رأى الدم سالها عن خبره،قال: فكاتمته حتى حلف عليها لتصدقنّه، فصدقته فضربها،وحلف لتشتمني في وجهي فوقفت عليّ وهو معها، فقالت لي: يابن الزانية وهي تبكي،ثم انصرفا،
    أسيئي بنا أو أحسني لاملومة* لدينا ولامقليّةً إن تقلتِ
    هنيئاً مريئاً غير داءٍ مخامرٍ* لعزّة من أعراضنا ما استحلتِ
    وذكر سائر المؤرخين أن وفاة كُثيّر كانت سنة 105 ،وبنفس اليوم توفى عكرمة مولى ابن عباس وكانت وفاته بالمدينة،ولم علم الناس بوفاته لم تتخلف عنه إمراة ولا رجل في تشييع جنازتهماوقيل يومها : مات اعلم الناس،واشعر الناس،وغلب النساء على جنازة كُثيّر يبكينه ويندبن عزّة في ندبهن له ، فقال أبو جعفر محمد ابن علي الباقر (عليهما السلام) افرجوا لي عن جنازة كُثيّر لِأرفعها، قال الراوي: فجعلنا ندفع النساء،وجعل محمد الباقر(ع) يضربهنّ بكمه ويقول تنحينَّ ياصويحبات يوسف، الى نهاية القصة ،من هنا نستطيع ان نقول ان الأباطيل والخزعبلات التي ألبسوها لشخصية كثيّر لهي باطلة من أساسها ولايمكن أن سوى هواء في شبك من قبيل قولهم ان كان كيساني ،ويؤمن بالشعوذة ،ويؤمن بالتناسخ وغيرها، فإن حمل الإمام الباقر (ع) وهو معصوم مفترض العصمة والطاعة الغى كل تلك الأباطيل والخزعبلات التي أراد شانئوه منها هو الحط والنيل من شخصيته وشاعريته الفذة.
    وله من القصائد ما ملأ الخافقين واني لحائرٌ أيها أوردها لكم :هذه القصيدة كتبها وهو في طريقه الى مصر،وعزة بالمدينة، فإشتاق اليها، فكرّ راجعا نحوها، وعند منتصف الطريق رأى نسوة ومعهن بعير من جهة المدينة ،وكان متلثم بعمامته فنظرت اليه فعرفته وأنكرها أي لم يعرفها لإنها كانت متلثمة، فقالت لقائدها: اذا دنا الراكب منك فأحبس أي لاتتكلم معه انت، قالت عزّة ممن الرجل قال من خزاعة، قالت ومن تكون منهم، قال :أنا كُثيّر قالت: صاحب عزّة قٌال نعم،قالت فما تصنع بهذه المفازة، قال ذكرت عزّة بمصر قال فلم اصبر دون ان خرجت نحوها، قالت فلو لقيتها بهذا المكان وأمرتك ان تبكي كنت باكياً؟ قال اي والله فاماطت اللثام عن وحهها قالت له أنا عزّة فافعل ان كنت صادقاً، وقالت لقائد قطارها قد قطارك فقاده وبقي كُثيّر في مكانه لايحير فلما غابت عنه، أفاضت عيناه:وأنشأ يقول:
    وقضيّن ما قضيّن ثم تركنني * بفيفا خريم واقفاً اتلددُ
    وبين التراقي واللهاة حرارة * مكان الشجا ماتطمئنّ فتبردُ
    أقولُ لماء العين أمعن لعلّه* لما لايرى من غائب الوجد يشهدُ
    ولم أدرِ أن العين قبل فراقها * غداة الشبا من لاعج الوجد يجمدُ
    فلم أرى مثل العين ضنت بمائها* عليّ ولا مثلي على الدمع يُحسدُ
    أكتفي بهذا القدر // سلاما


    قال الرسول الأعظم ( ص )
    علامة بغض الناس لعلي ( ص ) تفضيلهم من هو دونه عليه.

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني