لاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم ، ماقرأتها الا والدموع تتحادر وتنزل من عيني غصب عني هذه القصيدة وزيارة الناحية المقدسة التي لم استطع اكمالها الى الآن لان البكاء يغالبني وتهيمن على جوارحي وفكري وقلبي تهيمن عليّه عاطفيا ما العمل هكذا خلقنا الله وسبحان البارئ الخالق المصور ، القصيدة للشيخ الكامل الدرمكي (رحمه الله) والفاتحة لروحه الطاهرة ، موالي حسيني لم يستطع أن يتمالك نفسه فجاشت به المشاعر فكتب هذه القصيدة والتي تعتبر من النفائس ولكنها غير مشهورة ورأيتها بكتاب (منتخب الطريحي) والذي لا اعرف من طلبه مني ولم يعيده لي ، عموما ستتمتعون ان شاء الله بالقصيدة ولاتنسونا من خالص دعاؤكم وقراءة الفاتحة لروح شاعرها ليس امراً ولكن طلباً مني قمتُ بحذف ثلاثة او اربعة ابيات لان احتمال الناقل لها مخطئ وارجو المعذرة... مع القصيدة
خـل الـحزين بـهمهِ وبـلائهِ* وبـوجـدهِ وحـنـينهِ وبـكائهِ
لا تـعذل المحزون تجرح قلبه* فـالبين أورى النّار في أحشائهِ
إن الـشقاء على الحزين مسلط *لا يـستطيع الصبر في اخفائهِ
يـكفيك عن عذل الحزين سقامه* قـد مـلّت الـعوّاد مـن إيتائهِ
وتـجمعت كـل الأطـبا حوله *وتـفرقوا لـم يـظفروا بشفائه
وتـعاهدوا كـتباً لـهم مخزونة *عجزوا وما قدروا على استشفائه
فـهو المحن لمّا تضمن صدره *يـخفى لـعل العذل في اخفائه
يـخفي من الأعداء ما في نفسه *ويـذيـعه سـراً إلـى أمـنائه
مـا الـذي تـشكوه من ألم وما *تـخفي لـعل الـبر في إبدائه
قـالوا اسـمعوا الله أكرم عادل *لا يـنكر الـمقدور من إمضائه
والله مـا أجرى الدما من مقلتي *إلاّ الـحُسين مـغسلاً بـدمائه
أبـكي لـه أم لـليتامى حـوله *أم لـلـجواد أنـوح أم لـنسائه
أم أسـكب الدمع المصون لفتية *عـافوا الـحياة وطـيبها لفدائه
فـكأنه طـودٌ هـوى وكـأنهم *أعـجاز نـخل جُـثّم بـفنائه

يا عين سحي للغريب واسكبي *وتـعودي سـهر الدجى لنعائه
وابـكي لزينب إذ رأته مجدلاً *فـوق الـصعيد معفراً بدمائه
عـريان مبتول الجبين مجرّحاً *وا حـسرتاه لـذلهِ وعـرائه
لـهفي له والشمر يقطع رأسه *وخيولهم تجري على أعضائه
والـمهر يـندبه ويـلثم نحره *ويقول عاري السرج في بيدائه
قـتل الحُسين وهُتّكت نسوانه *وغـدا يـباح المحتمي بحمائه
فـلأبكينك يـابن بـنت مُحمّد *حتّى يذوب القلب عن أفضائه
ويـزيدني حزناً ويسهر مقلتي *خبرٌ روى الصدوق من روّائه
اسـنادهُ عن ابن عباس التقي *أكـرم بـه وبـزهده وتـقائه
قـال : اجتمعنا والنبي جليسنا *وشـعاعه يـعلو على جلسائه
قـد طـيبت كل البقاع بطيبه *وتـلامعت حـيطانها بضيائه
فـي غبطة بالقرب منه فبينما *بـعضٌ يـهني بعضنا بولائه
فـإذا بسبطيهِ الكرام وكف ذا *فـي كف ذا يسراه في يمنائه
وهـما يجران الذيول غوافلا *كـل يـصول بـجده وآبائه
فـرآهما الـهادي النّبي بنعمة *فـتنفس السعداء من صعدائه
فـتظاهرت زفراته وتحادرت *عـبراته سـحاً لـعظم بلائه
حـزناً وقـال بـحرقة وكآبة *ودمـوعه كالسيل في إجرائه
يـعزز عليّ ومن توالى ملتي *مـن كـل بر ماحضٍ بولائه
مـا يلقيان من الإهانة والأذى *بـعدي وقـلبي والـهٌ بشجائه
فـدعاهما فـتساقطا في حجره *فـرحـاً بـه ولـذاذةً بـلقائهِ
فترشف الحسن الزكي وضمه *مـترشفُ الـشفتين لثم لمائهِ
وأتى إلى نحر الحُسين وشمه *والـدمع يـسقيه بساكب مائهِ
فبكى الحُسين وسرها في نفسه *وغـدا يهرول مسرعاً بخطائهِ
نـحو البتول فساء ما قد ساءهُ * فـاستعبرت وتحسرت لبكائهِ
فـأتت تـقبله وتـمسح دمعه *ودمـوعها كالغيث في إهمائهِ
وتقول والعبرات تسبق نطقها *يـا مـن حياتي اردفت ببقائهِ

مـاذا الـذي يـبكيك يـا من حبه *فـي الـقلب مشتمل على إفصائه
قـال الـحُسينُ كـان جدّي ملني *مـا كـنت قـبلُ مـعوداً لـجفائهِ
جـئنا أنـا وأخـي إلـيه نزوره *فـدعا الـزكي وشـمه فـي فائهِ
وأتى إلى نحري وأعرض عن فمي *إعـراض مـن أبدى عظيم جفائهِ
وأنـا أظـن بـأن مـا فـيّ من شـيء* يـخاف الـجد مـن لقيائهِ
فـتخمرت سـت الـنساء ويممت *نـحـو الـنّبي شـجية لـشجائه
فـي الـذيل عـاثرة ومَـعْها إبنها *فـرآهما الـمختار مـن خلصائهِ
يـبكون قـال لـهم فـما هذا البكا *يـا صـفوة الرحمن من خلصائهِ
قـالت حبيبي كيف تكسر خاطري *لــم لا تـقـبل شـبّراً كـأخائهِ
قـال الـنّبي لـها بـقلب موجعٍ *سـرٌ أخـاف عـليك مـن ابدائهِ
قـالت بـحقك يـا أبـتاه أبنه لي *وبـحق مـن أنـشئت في نعمائهِ
فـبكى وأطـرق سـاعة مسترجعاً *والـدمع يـسقيه بـساكب مـائهِ
فـتـعاهدته فـقال ربـي عـالم *والـكـل فـي تـدبيره وقـضائه
أمـا تـرشف شـبّر فـي فيه قد *ظـلماً يـذوق الـسم مـن أعدائه
وتـرشفي نـحر الـحُسين فـإنه *بـالسيف يـنحرُ نازخـا بظمائهِ
فـجعلت ألـثم ذا بـموضع سمه *وأشــم ذا فـي نـحره لأذائـهِ
فـتحسرت سـت الـنساء بحرقة *أسـفـاً عـليه ولـوعة لـعزائه
فـأتـت تـقـبله وتـلثم نـحره *والـجيب قـد مزقته عن أقصائه
حـزناً وتـلطم خـدها وتقول ذا *لـهفي عـليه وخـيبتي لـربائه
يـا قـرة الـعينين يا ثَمَرَة الحشا *هـل فـي زمـاني أم زمان آبائه
إن كـان فـي زمني أقمت عزائه *وصـبغت ثـوبي من نجيع دمائه
ونـشرت شعري فوق كتفي شاملاً *ونـدبـته يــا أب فـي يـتمائه
قــال الـنّبي إذا مـضينا كـلنا *دار الـمنون عـليه قـطب رحائه
بـئس الـزمان ومـن تولى أمره *فـالغوث كـل الـغوث من ولائه
قـالت بـأي الأرض يقطع رأسه *وبـأي شـهر كـان كـون فنائه
قـال الـنّبي يـكون ذا بـمحرم *فـي يـوم عـاشورا شنيع نعائه

ويـكون مصرعه المهول بكربلا *ومـصارع الأنصار في صحرائه
قـالت غـريباً قال أعظم غربة *قـالت وحـيداً قال من نصرائه
فـبكت وقالت وا شماتة حاسدي *وا صـفوة الـجبار من خلصائه
مـن ذا يـغسله ويـحمل نعشه *مـن ذا يـواري جـسمه بثرائه
مـن يـكفل الأيـتام بـعد وفاته* مــن ذا يـقيم مـأتماً لـعزائه
فـبكى الحُسين وقال رزئي فادحٌ *فـتصارخوا أهـل الـعبا لبكائه
فـاتى الأمين إلى الأمين يقولُ *قد أوحـى إلـه الـعرش في أنحائه
أن قـل لـسيدة الـنساء بـأنني *أنـشي كـراماً شـيعةً لـعزائه
الـناهظين إلـى مـنازل كربلا *الـخـايظين غـبارها لـهوائه
الـسـاكبين دمـوعهم لـمصابه *الـمظهرين الـحزن عن أقصائه
يـتـوالدون فـينسلون أطـائباً *حـتّى يـصير الـحق في ولائه
ويــقـوم قـائـم آل مُـحـمّد *ويـطير طير النصر فوق لوائه
قـال الحُسين فما يكون جزاءهم *عـند الإلـه غـداة يـوم جزاءه
قـال الـنّبي أنـا أكون شفيعهم *وأجـيـب كـلا مـنهم بـندائه
قـال الـوصي أنـا الذي أسقيهم *يـوماً يـفر الـمرء مـن ابنائه
قـالت حـبيبة أحـمد فوحق من *ربـيت مـذ أنـشئت في نعمائه
فـلأوقفن وشـعر رأسـي ناشر *والـجيب مـمزوق إلى أقصائه
حـتـى يـشفعني إلـهي فـيهمُ * ويـمـد كـلا مـنهم بـرضائه
قال الحُسين وحق من خلق الورى *طـراً وسـقف أرضـه بسمائه
لا أدخـل الـجنات حتّى يدخلوا *والله يـهدي مـن يـشأ بـهدائه
يـا أيّـها الـزوار مشهد كربلا *كــل يـقصر مـنكم لـخطائه
فـلـكل عـبد حـجّة مـبرورة *فـي كـل ما يخطوه من مسعائه
ولـكم بـما أنـفقتم مـن درهم *فـي جـنة حـرصاً على إيتائه
فـي جـنة الفردوس ألف مدينة *فـي قصرها الإعلاء من إعلائه
ولـمن بـكاه تـفجعاً لـمصابه *وتـأسفاً بـالحزن عـن اقصائه
فـي الحشر قصر لا يقاس علوه *در ومـرجـان بـحسن جـزائه

وجميع أملاك السما يستغفروا *لـكم ومـن ظل لكم بسمائه
يـا رب مد الدرمكي بسؤله *عـجلاً وبـلغه جميل رجائه
صلّى الإله على النّبي مُحمّد *وعـلى الكرام الغر من أبنائه
الـطيبين الطاهرين من الخنا *سفن النجاة لمن حضى بولائه
________
احترامي لكم