قصة لا تخلو من طرافة
كان هنالك أسد , ثعلب , حمار يعيشون في غابة .. ...
تولدت بين الأسد والثعلب صداقة حميمة فكان الثعلب لا يفارق الأسد في حله وترحاله كما لو هو رئيس وزرائه.
ذات مرة شعر الأسد أنه جائع فقال للثعلب أبحث لي عن طعام وإلا أكتلك ! أجابه الثعلب ولماذا تأكلني كل الحمار وسأجلبه لك على الفور .....
فكر الثعلب بعد أن أتفق مع الأسد في خطة لجلب الحمار ....
ذهب الثعلب للحمار وقال له أن الأسد يريد أن يختار ملكا جديدا للغابة وقد وقع خياره عليك فأنت حري بذلك وما عليك إلا أن تقترب منه وتقدم له الطاعة وتعبر له عن حسن نيتك ورضاك بصدق ...
رفع الحمار عقيرته وفكر في الأمر ... اعجبته الفكرة كيف سيكون له خدم وحاشية وصار يتصور ويختار في ذهنه من سيكون ومن لا يكون ... أقترب من الأسد وحياه بأدب جم , لكن ما أن اقترب حتى ضربه الأسد ضربة ًبكفه أطارت أذنيه فولى هاربا ...... فأنتهت خطة السلام الأولى
صرخ الأسد بوجه صديقه الثعلب " إن لم تجلب الحمار سأكلك "
ذهب الثعلب مرة أخرى ليستدرج الحمار ويقنعه .... قال الحمار لم أعد أصدق أنت تسخر مني ها وقد طارت أذناي ... قال له الثعلب أين ذهب عقلك يا أهبل !! كيف تلبس التاج ولك هذا الحجم الكبير من الأذان ؟؟ مولانا الأسد لا يريد بك إلا خيرا وإنما قطع أذنيك كي يلبسك التاج !!!
عقل الحمار الفكرة وقال عن نفسه أنه " مغفل " إذ كيف لم تأتي هذه الفكرة على باله !
أقترب الحمار من الأسد مرة أخرى فوثب إليه الأسد وقطع ذيله هذه المرة .... فهرب الحمار لا يلقى له أثر!!
وهنا فشلت خطة السلام الثانية
قال الأسد للثعلب كما قالها في المرة الأولى : إن لم تجلب الطعام سأكلك دون محال
ذهب الثعلب للمرة الثالثة كي يقنع الحمار بالعودة !!
ما أن رأه الحمار حتى صد بوجهه لكن الثعلب أستدار له من الجهة الأخرى قائلا له بكل تأكيد هذه المرة سينصبك الأسد ملكا ! قال كيف وقد قطع أذني َّ وذيلي .... لم أعد أصدق ... أنت كاذب مخادع يا ثعلب ..
استدار له الثعلب بكل دهاء : وكيف تجلس على الكرسي وذيلك الطويل هذا يمنعك وإنما قطعه الأسد كي تجلس مرتاحا ... وأيضا أقتنع الحمار فرافق الثعلب
وصل الحمار وأراد أن يحيي الحمار معتذرا عن قلة عقله وتدبره لكن الأسد هذه المرة عاجله فأرداه صريعا في الحال قاطعا رأسه بينما الحمار وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة يصرخ :: أريد وضع التاج على رأسي .. أريد وضع التاج على رأسي ....

وهنا نجحت خطة السلام الثالثة

طلب الأسد من الثعلب أن يسلخ جلد الحمار ويأتي له بالمخ , الكليتين , القلب , الكبد ....
أكل الثعلب مخ الحمار وعاد للأسد بالكلى والقلب والكبد
صاح به الأسد أين المخ يا ثعلب .... ؟؟
قال له الثعلب لا مخ له ...
الأسد كيف .. كيف ...
أجابه الثعلب بكل دهاء "لو كان عنده مخا لما صدق أنه سيلبس التاج "