تفعل الاقدار وابن آدم غافل..الحرب على ايران الاسلامية



دور القدر خاف امام عين ابن ادم الغافل , فلا يرى الغافل سوى ما يفعله بنو البشر, ولكن للاقدار دورها فهي تشابك الاحداث وتهلك قوما وتحي آخرين.
تقصم دولا وتقيم اخرى وابن آدم الغافل يرقب احوال البشر ويتقصى الاخبار , يتوقع ان فلان قد يفعل ذلك وآخر قد ينكص واخر يصنع قرارا لامفر منه ودولة تحاصر اخرى وتشن حربا , اجتماعات وعقود ودورات واتفاقيات انتخابات ونتائج ولكنها ليست لها كف الغلبة في صنع الاقدار ولا في تغييرات الدول , فللاقدار دور كبير متغافل عنه ابن ادم الحقير..
خلال 40 عاما مرت وانقضت من عمر الجمهورية الاسلامية لم يمر يوم الا وتعرضت الجمهورية لمؤامرة , خارجية او داخلية , اقتصادية او عسكرية , ولازال الامر كذلك , حصار ومقاطعة , اعلام مهاجم , تشويه وتكفير وغير ذلك كثير , ولكن كانت الجمهورية تخرج فائزة غالبة , فهل هذا الفوز من صنع ابن ادم لوحده ؟؟
امثلة وشواهد :
-الرهائن الامريكيين محتجزين في ايران عام 1979 , وشباب الثورة يطالب برد اموال ايران المحتجزة في بنوك الامريكي مقابل اطلاق سراح الرهائن,
العالم يترقب , الدولة عمرها سنة أو اقل وهي في غمار الاضطرابات وعلى شفا حفرة من الانهيار ولكنها تتحدى اقوى دولة في العالم , امريكا العظمى كما يسمونها , فماذا سيحصل؟
امريكا ترسل طائرات وجنود مارينز الى طهران بعملية استخباراتية سرية لم تعلم بها ايران وهي في خضم الاضطرابات , واولئك المارينز هم بداية الهجوم لتحرير الرهائن في طهران ولصفع الثورة ( المغرورة) ولتلميع صورة الامريكي القبيح كما يزعمون , ولكن؟
ماحصل لم يكن في حسبان أحد, لقد ارتطمت احدى الطائرتين بالاخرى في عملية الانزال واحترقت هي وجنود المارينز لينتهي كل شئ ومن دون علم احد..
نعم ,للاقدار دورها ولكن ابن ادم الغافل لايرى , وبقي الرهائن محتجزين حتى ردت امريكا الاموال وهي خانعة ذليلة ..
-الحرب العسكرية على الجمهورية عام (1980-1988) شنها نظام العراق بمساعدة السعودية ودول الخليج والاردن واليمن وبمباركة الامريكي والانكليزي والفرنسي , حرب لاهوادة فيها خسائرها فاقت المليون قتيل , التمويل سعودي خليجي , والغاية اسقاط الجمهورية ولكن ؟
تنتهي الحرب لتخرج الجمهورية اقوى تصنع النووي والصورايخ ومكتفية اكتفاء ذاتيا باقتصادها بينما تسقط دول المؤامرة في ديون وحصار ويصل الامر ان يغزو نظام العراق دولة الكويت ليلحق الخراب من كان متفرجا على خراب غيره , ولينتهي بعدها طاغية ارعن في حفرة الجرذان بأيدي سادته الامريكان وليعاني الامريكي من مقاومة يخسر فيها باعترافه اكثر من اربعة آلاف قتيل وان كان الرقم اكبر من ذلك بكثير يصل الى خمسين ألفا .. فيا لضربة الاقدار العادلة , وابن آدم غافل متغافل عن الاقدار ودورها !
- عام 1989 الامام الخميني يكتب لجورباتشوف الروسي رسالة طويلة يدعوه فيها لعدم الاعتماد على الغرب في حل مشاكله الاقتصادية و لنبذ الشيوعية وانها زائلة قريبا لانها ضد فطرة الانسان ! ليهيج العالم ويتهمون الامام بعدم الحكمة , فكيف لدولة في حرب استنزاف طويلة مع العالم كله تفتح تحديا آخر مع دولة عظمى كروسيا السوفيتية؟ ولكن للاقدار دورها , بعد تلك الرسالة بسنين قصيرة انهارت روسيا الشيوعية كما توقع الامام العارف, وبهت العالم وهو يرى اقوى الدول تصبح دويلات متفرقة , للاقدار دورها يا ابن ادم فلا تغفل وتظن ان الامر للانسان وحده ..
-دولة السعودية ام الخبائث في الشرق لم تترك قطرا خارج خيمتها يعيش بسلام , كالعراق وسوريا واليمن اليوم , وهي اول الدول في دعم الحرب العسكرية على ايران عام 1980 , ولكن اليوم هي في مأزق لامخرج منه في حرب اليمن , اموال النفط وريعه تذهب لخزانة الامريكي رعبا وخوفا وحلبا كما تحلب الخراف, اضطرابات واغتيالات , فضائح ومنغصات..
دارت عليها الدوائر وهاهي دول العالم تدينها وتفضحها بدأتها دولة كندا وسيلحقها آخرون فلا المال ينجي ولا السياسة , وفي الافق صراع حتى مع الامارات الحليفة ستظهر لمن يترقب فطباخ السم يذوقه ومن كاد المكائد ستكيده المكائد وبشر القاتل بالقتل ولو بعد حين, وما قطر وما حصل بينها وبين السعودية عنك يا ابن ادم المترقب ببعيد.
انها الاقدار يا ابن ادم الغافل , فترقب واتعظ..
-الامريكي اليوم يشن حصار اقتصاديا جديدا على ايران ويظن انه الغالب , يبدو الامر كذلك ولكن للاقدار دور لايُرى وسيظهر جليا كما ظهر فيمن سبق من احداث , فليترقب ابن آدم الغافل ولايستعجل ..
الدلائل والشواهد كثيرة تضيق عنها السطور لاتنتهي , ففي كل يوم درس وعبرة , والمعتدي يظن انه الغالب ولكن لا تمر الاعوام الا ويقع في مأزق من جنس عدوانه , حصار ودمار واقتتال ودماء وخراب مدن, وهو بالامس كان يتغنى بنصره الكاذب , قد ملأ الفضاء اناشيدا وقصائد تتغنى بسطوته ومجده الزائف ليصبح حاله اليوم لايحسده عليه احد لم يبق منه حتى شاهد قبر!
الذين مولوا وساعدوا واججوا الحروب دخلت جحافل الحروب بلادهم وهرب امرائهم واستجدوا العالم لنصرتهم , الذين اطلقوا الصواريخ وهم في بزاتهم الطاووسية اصابهم المرض الخبيث ومشى في جنازتهم دود الارض من فراعنة العصر وصهاينته والقادم ادهى لعروشهم كما سيأتي, الذي كان يتبختر في مشية الطاووس بنياشينه المزيفة صار في حفرة وتشرد اهله وانهجمت بلدته ودفنت منازله وخسف قبره ويتم احفاده ومات الاقرباء والخلان في غربة المنافي والقادم ادهى لانصاره ان كانوا يرعوون , يموت ريكان الامريكي بعد عانى من الخرف لسنين يتبول على نفسه ولا يجالسه احد كالكلب العقور وهو الذي كان يزمجر ويهدد ويأمر وينهي, ومثله بوش الاب صار على كرسي متحرك يتجرع الموت ولايكاد يسيغه وابنه سيلحق به حتما , فقد كل شئ بعد ان كان يظن انه القادر على كل شئ, فهل ستغفل الاقدار عن مقامر فاجر كترامب وغيره وهل ستغفل عن من حرق الشرق والغرب بافعاله كالسعودية وحكامها ؟
يا لضربة الاقدار , انها تضرب مرة خفية ومرة علنا , فلا تحسب يا ابن ادم انك وحدك صانع للقرار, ارتقب وانتظر فما رأيت وما تراه اليوم ارهاصات لما سيأتي , فما ستأتي به الاقدار امر مهول, و المنتظرون هم الفائزون..
آب 2018