- تمت ترجمة كتابه الرائع (الإسلام ومنطق القوة) والذي نفذ من المكتبات الاندونيسية بشكل سريع جدًا.
- وجدنا فيه الرجل المثقف والقوي في خطه، والمجدد على مستوى التصدي المرجعي.
- بإمكاننا ترجمة (التفسير المهم جدا "من وحي القرآن")لأننا مجتمع اندونيسا يحب القرآن وكل ما يتعلق بالقرآن الكريم.
المرجع الديني السيد
م͠ح͠م͠د͠ ح͠س͠ي͠ن͠ ف͠ضــل͠ آ͠ل͠ل͠ه͠ حاضراً في اندونيسيــــا



لقاء واعداد ونشر | الشيخ صلاح مرسول البحراني


إن إندونيسيا تعتبر أكبر بلد مسلم في العالم، وهذا ما يعطيها ميزة وضرورة على مستوى الاهتمام والتواصل مع المجتمع الاندونيسي، ولكننا مع الأسف نجهل تكليفنا تجاه الحالة الإسلامية هناك، بينما التيار السلفي يتغلغل وبشدة منذ سنوات عدة، فعدد السكان في إندونيسيا حوالي 270 مليون نسمة، و250 مليون منهم من المسلمين، وهذا ما يحتم علينا إعادة النظر في اهتمامنا على مستوى الدعوة والإرشاد والتبليغ اتجاه هذا البلد المسلم.

فسبل الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة وبالتي هي أحسن وتبيين الإسلام من خلال قيمه ومبادئه سهل يسير على من لديه هم الإسلام وهم العمل في سبيل الله عزوجل يكما يعبر عن ذلك أحد المشايخ والمبلغين في اندونيسيا.

والسؤال الذي يطرح: ماذا قدّمنا لهؤلاء المتعطشين للإسلام؟ هل سمعنا عن حاجاتهم الدينية والفكرية والإنسانية؟ كم من دراسة أجريت حول الوضع العام في أندونيسيا؟ هذا وغيره بحاجة إلى إجابات شافية من قبل المتصدين والقائمين في هذا المجال.

يقول أحد المشايخ في إندونيسيا بأنهم وجدوا في المرجع الديني السيد محمد حسين فضل الله (رضوان الله عليه)، الرجل المثقف والقوي في خطه، والمجدد على مستوى التصدي المرجعي، فنحن بحاجة إلى أن يكون فكره حاضرا في إندونيسيا، وذلك من خلال مؤلفاته القيّمة التي تحمل هم الإسلام وتقدمه بصورة ناصعة، وهذا ما دفعنا للقيام بترجمة له باللغة الاندونيسية تحت عنوان (islam –mazhab- fadlullah وترجمته "مدرسة فضل الله الإسلامية" )، كما تمت ترجمة كتابه الرائع (الإسلام ومنطق القوة) والذي نفذ من المكتبات الاندونيسية بشكل سريع جدًا، مما يعني أنه حظي باهتمام كبير من قبل القراء والمثقفين والمفكرين لدينا في اندونيسيا.

الحاجة إلى حركة الترجمة

ويكمل قائلاً: نحن بحاجة ماسة إلى الكتب في اندونيسيا، وإلى مركز ننطلق من خلاله لبث الوعي والتثقيف الديني بين أوساط المجتمع الاندونيسي بشكل عام، كما أننا بحاجة إلى دعم لعملية الترجمة لأننا نعاني من عدم اتقان اللغة العربية، فقليلون الذين يتقنون اللغة العربية، وهذا ما يحرم الكثير من المسلمين من التعرف على الكتب المهمة المكتوبة باللغة العربية، بمعنى آخر أنها لا تتعرف على الثقافة الصحيحة من منابعها السليمة، لأن ثقافتهم تكون محدودة على ما تمت ترجمته فقط.

الحركة السلفية وتوسعها في اندونيسيا

إن ظاهرة الترجمة وطباعة الكتب المتسمة بالدعوة للسلفية المتطرفة قد أصبحت واضحة البيان، حتى أننا لمسنا ذلك من خلال عدد الذين تأثروا وأصبحوا ينتمون للفكر السلفي المتطرف في اندونيسيا، فقد أصبح عددهم عشرون مليونا فقط خلال خمسة عشر سنة، ولازالوا حاضرين بقوة وبشكل توسعي ضخم، فحركة الطباعة والترجمة مستمرة على مدار السنة ولا تتوقف، ولديهم تمويل لا يستهان به من جهات من خارج اندونيسيا، لذلك فنحن كأتباع لمدرسة أهل البيت (عليهم السلام) والمتصفين بالاعتدال، بحاجة إلى دعم لعملية الترجمة وطباعة الكتب، لتكون ثقافة الإسلام المعتدل والصحيح حاضرة في المجتمع الاندونيسي، ونحن قد وجدنا هذا موجودا في مؤلفات المرجع الديني السيد محمد حسين فضل الله.

الكتب الوسيلة المثلى لدينا

يكمل ويقول: إن المجتمع الاندونيسي لديه ثقافة وحب القراءة من خلال الكتاب الورقي، لذلك فنحن نرى بأن الوسيلة الأنسب لحركة الدعوة والتبليغ في اندونيسيا هي الترجمة والطباعة، حتى يتعرف المجتمع الاندونيسي على الإسلام بشكل صحيح، والحاجة إلى ذلك كبيرة جدًا كوننا نمثل 250 مليون مسلم من أصل 270 مليون في اندونيسيا.

ماهي الكتب الأكثر اهتماما بين الاندونيسيين؟

إن ما يحتاجه الشيعة بشكل خاص هو ترجمة الكتب إلى اللغة الاندونيسية المتعلقة بالتفسير القرآني وعلومه، وكذلك الكتب الأخلاقية والسلوكية على ضوء الإسلام، وكل ما يقوي وحدة المسلمين وترابطهم فيما بينهم، فهذه العناوين كلها مطلوبة أيضا لوسائل الإعلام عندنا، كون الإعلام الاندونيسي يتسم بالتسامح والسلام والأخوة.

كيف يتم نشر الكتب؟

يقول: توجد لدينا كيفيتان لنشر الكتب في المجتمع الاندونيسي، وهما:

الأول: إهداء الشخصيات العلمائية والفكرية والسياسية البارزة، وكذلك الجمعيات والمؤسسات المهتمة بالجانب الديني والثقافي والفكري، فكل هؤلاء لهم الدور الكبير في عملية الدعوة الإسلامية، لذلك فتوزيع الكتب مهم جدا .ليتعرفوا على شيعة أهل البيت (عليهم السلام) كونهم يمثلون رأس الهرم في مجتمعاتهم.

فمثلا جمعية نهضة العلماء في اندونيسيا لديها تسعون مليون عضوا، والجمعية المحمدية لديها عشرون مليون عضوا، وهكذا بقية الجمعيات الأخرى ذات التأثير المهم في المجتمع الاندونيسي.

وكذلك المكتبات التابعة للجامعات الاندونيسية والمعاهد كالجامعة الإسلامية الوطنية والجامعة المحمدية وغيرهم، فرفد المكتبات بمراجع ومصادر شيعية مترجمة باللغة الاندونيسية مهم جدا.

كما أننا بحاجة أيضا إلى التواصل مع كل المدرسين والمفكرين والمثقفين والمبلغين والتجار في اندونيسيا من خلال جعلهم يطلعون على ثقافة وفكر العلماء من مدرسة أهل البيت (عليهم السلام)، وكذلك التواصل مع رجال الدين من أديان أخرى كالمسيحية والبودية وغيرهم.

ثانيا: تواجد الكتب المترجمة في المكتبات الاندونيسية يعطي الفكر الاسلامي المعتدل وجودا في اندونيسيا، فالكتب المترجمة قليلة جدا على هذا المستوى، فالمجتمع الاندونيسي بحاجة إلى تثقيف وإطلاع وهذا لا يتم إلا من خلال تواجد الكتب وبيعها في المكتبات الكبيرة، ونحن لدينا علاقات جيدة مع أصحاب المكتبات الكبيرة في اندونيسيا.

أي كتاب تحبوب ترجمته للسيد فضل الله؟

عندما قلت له أي الكتب التي ترى أنها ذات أولوية لترجمتها إلى اللغة الاندونيسية للسيد فضل الله؟ قال لي وبشكل بديهي ( تجربته التفسيرية "من وحي القرآن")، بإمكاننا ترجمة هذا التفسير المهم جدا بالنسبة لدينا على مراحل، فنبدأ بالجزء الثلاثون وحتى ننتهي للجزء الأول، لأننا مجتمعًا يحب القرآن وكل ما يتعلق بالقرآن الكريم، ونرى أن المجتمع الإسلامي الاندونيسي بحاجة بالفعل للتفسير الذي قدمه لنا السيد فضل الله، وستكون تجربة ناجحة بلا شك، ولكننا يعيقنا الدعم، فالترجمة وطباعة الكتب بحاجة إلى ميزانية معينة، ونحن لا نمتلك ذلك.

وختاماً:

من خلال هذا اللقاء والمعلومات المهمة التي عرفناها عن الحالة الاسلامية في اندونيسيا، نحن أمام تكليف ومهمة ينبغي أن نتعامل معها بجدية، خصوصًأ أن الساحة الاسلامية في اندونيسيا خصبة، فلابد من أهل الخير والإحسان الذين يبحثون عن عمل الخير والصدقة الجارية وما ينفعهم في الدارين الدنيا والآخرة بأن لا يهملوا من يحمل هم الإسلام والمجتمع في اندونيسيا، فهو يعتبر أكبر تجمع للمسلمين في العالم، ومن لم يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم، كما أنني أرجو من الله عزوجل بأن يسخر لهؤلاء الدعم السخي لتقويتهم، ففي قوتهم قوة للإسلام.