النــــداءات الأبويـــــة

للمرجــــع السيـــــــــد
فضــــــــــــــــــل الله"رض"

للأخـــــــــــــــــوة في حركة أمل وحزب الله
أثنـــــــــــــــــــــــاء فتــــــــــــــــــــة
1988


يسرد وقائع مهمة وتفاصيل جرت في تلك الحقبة الزمنية، وما حصل فيها من دعايات مغرضة تحاول زجّ اسم سماحة السيد في الفتنة التي أريد منها استنزاف واقع الشيعة ككلّ.للمرة الأولى، تكشف تفاصيل الكتاب، وبالشواهد، جملة الافتراءات على سماحته، وبأنه المسؤول عن الفتاوى في مواجهة حركة أمل، وكيف طلب بلال شرارة، وهو مستشار وإعلامي كبير في أمل، المسامحة من السيد (رض) على ما كان يطلقه من كلام مزيّف.


قاسم قصير: كتاب مهم صدر مؤخرا عن المركز الإسلامي الثقافي في بيروت ويوضح مواقف المرجع الراحل السيد محمد حسين فضل الله من الفتنة بين حزب الله وحركة أمل عام 1988 ويرد على الاتهامات التي وجهت وتوجه له وهو صدر عشية الذكرى السنوية التاسعة لرحيله في الرابع من تموز

​


محمد عبدالله فضل الله
26 شوَّال 1440هـ
كتاب "النداءات الأبوية للمرجع السيد فضل الله للإخوة في حركة أمل وحزب الله أثناء فتنة العام 1988"، عبارة عن كلام طويل لسماحته ألقاه عقب الحرب العبثيّة والفتنة بين الإخوة في أمل وحزب الله في الضاحية وجبل عامل العام 1988، جاء في خطب الجمعة من على منبر مسجد الإمام الرّضا (ع) في بئر العبد.
الكتاب من طباعة المركز الإسلامي الثقافي في مجمع الإمامين الحسنين -2019، يسرد وقائع مهمة وتفاصيل جرت في تلك الحقبة الزمنية، وما حصل فيها من دعايات مغرضة تحاول زجّ اسم سماحة السيد في الفتنة التي أريد منها استنزاف واقع الشيعة ككلّ.
للمرة الأولى، تكشف تفاصيل الكتاب، وبالشواهد، جملة الافتراءات على سماحته، وبأنه المسؤول عن الفتاوى في مواجهة حركة أمل، وكيف طلب بلال شرارة، وهو مستشار وإعلامي كبير في أمل، المسامحة من السيد (رض) على ما كان يطلقه من كلام مزيّف.
يبين الكتاب كيف أن سماحة السيّد ببصيرته وقراءته الواعية للأحداث، عمل على وأد الفتنة من خلال كثافة الحركة والاتصالات مع الأفرقاء الفاعلين على الساحة، وتداركاً للانزلاق إلى التقاتل، وهو ما أثمر في حينه بيانات نشرت في الصحف المحلية، داعية إلى وقف الاقتتال تلافياً لإزهاق الأرواح البريئة، ومفتياً بعدم جواز قتال الأخ لأخيه، واحترام الإخوة الإيمانية والإسلامية، وتأكيد الوحدة ورصّ الصفوف والتحاور، وتوجيه البندقية حصراً نحو العدو الإسرائيلي.
في الكتاب تحذيرات متتالية من السيد (رض) من الفتنة الهوجاء التي يريد البعض تسعيرها بين الإخوة. يقول سماحته: "نقول لكل إخوتنا وأهلنا وللناس قبل المسؤولين، لا تطيعوا أحداً في أي موقع من مواقع القتال، أسقطوا كل القيادات التي تدعوكم للتقاتل مع بعضكم البعض، تمردوا على كل الأوامر التي توجَّه إليكم عندما يراد لكم أن تقاتلوا إخوانكم، إننا نقولها لكلّ إخوتنا وأبنائنا في حركة أمل وحزب الله، لا يجوز شرعاً أن يحمل إنسان مؤمن سلاحاً على إنسان مؤمن، القاتل والمقتول في النار، وهذه مسألة نريد أن يسمعها كلّ شبابنا في الجنوب".
في الكتاب بيان بالتفاصيل حول النداءات المتلاحقة لسماحة السيد (رض) إلى وقف الفتنة، والدعوة إلى التصالح والحوار، والتنبه للمؤامرات، ووقف النزيف الدموي بين الإخوة. أيضاً في الكتاب دحض لكلّ المزاعم التي حاولت تلفيق أخبار لا أساس لها من الصحة حول تدخل السيد (رض) في هذه الفتنة، فالسيد لم يفت إلا بقتال إسرائيل، ومن يدعي غير ذلك فهو مفتر وكاذب، فحسابات السيد (رض) مع الله وحده.
في الكتاب، كما تقدّم، تحذيرات السيد (رض) من عمل المخابرات المتنوّعة، من أمريكية وصهيونية وعربية ورسمية، تهدف إلى زرع الشقاق بين الإخوة، داعياً إلى محاصرة المشاكل في مهدها، ومواجهة الحرب الإعلامية التي تبثّ الإشاعات من أجل إسقاط روحية الإيمان وصحوته.
كما نجد في الكتاب إشادات السيد (رض) بدور الإمام الخميني في حصار الفتنة، التي كانت الأصابع الشيطانية لا تتوقّف عن تأجيجها، وقد نبّه السيّد فضل الله إلى مخاطر ذلك في كلّ حركته ومواقفه واتصالاته، داعياً إلى الحفاظ على المكتسبات وعدم الانجرار وراء العصبيات والانفعالات.
يقول السيد فضل الله (رض): "كنا في الليل والنهار نعمل مع كلّ المخلصين على أساس إيجاد علاقات متوازنة بين الطرفين، فالفتنة ليس فيها منتصر ومهزوم، فالجميع مهزومون فيها".
الكتاب يسلّط الضّوء على صفحة سوداء من تاريخ الفتن بين الإخوة في أمل وحزب الله، ويكشف تفاصيل مهمة جرت، وما بذله السيد (رض) من جهد لمواجهة كلّ ذلك، ورأب الصّدع بين الإخوة، حفاظاً على المقاومة، وصوناً لبندقيتها في وجه العدو الصهيوني، وحفاظاً على الواقع الإسلامي ككلّ من التمزّق والضّياع.