انتقد ممثل المرجعية الدينية العليا السيد أحمد الصافي وعبر منبر الجمعة من كربلاء المقدسة، سلوكيات عشائرية وتعطيلها مؤسسات حكومية، كما خاطب الشباب بالقول إن “الانتحار عمل المنهزمين والفاشلين”، داعيا إياهم إلى أن يكونوا أكثر قوة.

وقال السيد أحمد الصافي خلال خطبة صلاة الجمعة من الصحن الحسيني الشريف بكربلاء المقدسة إن “هوية الشعب محل اعتزاز وافتخار والعشائر لها مواقف مشرفة وكثيرة مثل موقفها في ثورة العشرين وحين هبت للدفاع عن الوطن ضد داعش”، مشيداً بـ “الماثر المحمودة والأخلاق التي تتمتع بها هذه العشائر من الجود والكرم والنبل”.

وأشار الصافي إلى “ظهور بعض الأمور التي بدأت تسيء إلى قيم العشائر في الفترة الأخيرة وتتنافى مع القيم النبيلة لها”، مؤكداً “براءة العشائر من تلك الأفعال”.

وعد ممثل السيد السيستاني، الفصول العشائرية الباهظة واحدة من تلك التصرفات، فضلاً عن التدخل في عمل المؤسسات والدوائر ومحاسبة الموظفين الذين يطبقون القانون، ونقل شكاوى بعض الموظفين التي ترد إليه.

وأكد ممثل المرجعية إن أغلب الأموال التي تدفع بسبب احتكاكات بسيطة، جراء أعراف عشائرية دخيلة على العشائر العراقية، هي ’’أكل مال بالباطل’’، وأوضح إن بعض السلوكيات العشائرية تعطل المؤسسات الحكومية.

من جانب آخر تطرق السيد الصافي، إلى ارتفاع معدلات الانتحار بين الشباب، وقال إن “تلك الحالة لم تكن موجودة وإن حدثت فتحدث على نطاق ضيق ولا تعد، لكنها تفاقمت بشكل كبير اليوم وفق ما تنشر وسائل الصحافة والإعلام”.

ووجه الصافي خطابه إلى من يفكر بالانتحار، ودعاه إلى سماع نصيحته، مؤكداً أن “الإنسان في بداية شبابه قد يبتلي بتجربة مادية يخسر فيها، أو اجتماعية أو علمية قد لا يوفق لنيلها، أو تجربة عاطفية كأن يريد الزواج من فتاة معينة لكن لا يجد إلى ذلك سبيلا”، وبين أن ذلك “يدفع الشاب الذي لا يمتلك تجربة أو من يوجه له النصح من الوالدين إلى الإعانة على نفسه بحصر تفكيره في المشكلة حتى تضيق عليه الأبواب فيقرر أن أفضل حل هو التخلص من الحياة”.

وراى الصافي، أن ما يساعد على ذلك هو محيط الشاب من أصدقاء يمتلكون ذات الأفكار “التشاؤمية”، داعيا الشباب إلى “التحلي بالشجاعة والرجولة والخشونة لمواجهة المشاكل والأزمات وعدم الهروب عن طريق الانتحار”.

وخاطب ممثل السيستاني الشباب بالقول، : “من أين جئتم بهذه الحالة؟”، ثم استشهد بحادثة مراهق له من العمر 16 عاماً، “حين هاجم مجموعة من عناصر تنظيم داعش كانوا يتحصنون في دبابة بقنبلة يدوية رماها داخلها، ثم عاد سالماً”، مطالباً الشباب بـ “مواجهة المشاكل والازمات بشجاعة وعدم سلوك طريق الجبناء عبر الانتحار”.

وأكد السيد أحمد الصافي، إن “كل انسان في بداية شبابه قد يبتلي بتجربة مادية، يخسر فيها، أو تجربة اجتماعية علمية قد لا يتوفق فيها، أو تجربة عاطفية غير ناجحة، وهذا الشاب لا يملك تجربة واسعة، والمشكلة مركبة، فتبقى هذه المشاكل في صدره، ولا يجد أبا متفرغ له، ويحاول أن يعيل على نفسه، ويحاول أن يجعل غشاوة على وجه فيرى في الانتحار الحل الوحيد”.

وأضاف: “أنتم الآن الأمل، فلا يمكن أن تستسلموا، ولا تأخذوا نصيحة من فاشل فلو كان بيده أن ينصح لنصح نفسه، ولا تفرطوا بحياتكم، مبيناً أن “الانتحار عمل المنهزمين والفاشلين، والمجنون فقط من يرفض حياته، فبالرغم من وجود ظروف صعبة، إلا أنه يجب تجاوزها بدل الاستسلام”.