( هل هناك روايات تأمرنا بترك الغريق والمصعوق وغيره ثلاث أيام دون دفن؟ )


سماحة العلامة الشيخ حسين الخشن


سؤالٌ وجواب ..

سؤال: سمعت شيخا يقول : هناك روايات عن أهل البيت عليهم السلام تقول أن الغريق يترك ثلاثة أيام دون دفن ما هو رأيكم؟

🔸جواب: في قضية دفن الإنسان يوجد مبدآن تشريعيان أساسيان:

المبدأ الأول : حرمة التعجل في دفن الإنسان الذي ظهرت عليه إمارات الموت قبل التأكد من موته، وذلك حرصًا على عدم الوقوع في خطأ يؤدي إلى دفن بعض الأحياء كما يحصل أحيانًا.

المبدأ الثاني: أنه لا يجوز - مع الإمكان - تأخير دفنه تأخيرًا يؤدي إلى تحلل جسده وظهور رائحته، لأن في ذلك هتكًا لحرمة الميت، ولا يخفى أن فلسفة الدفن في الإسلام وبشروط معينة لجهة العمق ترمي إلى حفظ كرامة الميت بستر جسده وعدم ظهور تحلله وتفسخه أمام الناس مع ما يؤدي ذلك إلى إيذاء الأحياء بريحه أو التسبب لهم بمشكلات صحية.

وعليــــه ، فما جاء في بعض الأخبار من الانتظار بالمصعوق أو الغريق وغيرهما ممن لم يتم التأكد من موتهم، وتأخير دفنهم بعض الأيام إلى أن يحصل اليقين بموتهم، إن ذلك إنما ينطلق من مراعاة المبدأ الأول وهو الحرص على عدم دفن الإنسان قبل العلم بوفاته، وهو الأمر الذي يحصل يوميا في الكثير من دول العالم طبقا لبعض الإحصائيات. فإذا أمكن بطريق معين التحقق من الموت دون الوقوع في محذور تعريض جسد الميت للتحلل، وهتك حرمته، فيتعين علينا سلوك هذا الطريق، حفاظا على المبدأ الثاني المشار إليه، وفي الواقع فإن تطور علم الطب في زماننا ساعد كثيرا على التثبت من المبدأين المذكورين، فهو - علم الطب - قد أغنانا عن الانتظار لعدة أيام قبل دفن الميت وصار بإمكاننا أن نتأكد من حصول الموت في الساعات الأولى وربما الدقائق الأولى لخروج الروح، هذه من جهة، ومن جهة أخرى، لو أننا استربنا بموت الإنسان وشككننا في سلامة الفحوصات حول موته فبإمكاننا أن نضع الجثة في الثلاجة ما يحفظها من التحلل والتفسخ، ويجنبنا الوقوع في محذور دفن الحي.

باختصار:
يمكننا باللجوء إلى الوسائل العلمية الحديثة أن نراعي المبدأين المذكورين، فلا نقع في محذور دفن الإنسان قبل التأكد من وفاته، ولا نؤخر الدفن تأخيرا يؤدي إلى تحلل الجثة... والله الموفق وهو المستعان.

🖋 حسين الخشن

📌لأسئلتكم واستفساراتكم:
http://al-khechin.com/booknow