حدثنا علي بن أحمد بن محمد رحمه الله قال:
حدثنا محمد بن موسى بن داود الدقاق قال حدثنا الحسن بن أحمد بن الليث
قال: حدثنا محمد بن حميد قال حدثنا يحيى بن أبي بكير قال: حدثنا أبو العلا الخفاف،

عن أبي سعيد عقيصا قال
قلت للحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام
:يا بن رسول الله لم
داهنت معاوية وصالحته وقد علمت أن الحق لك دونه وان معاوية ضال باغ؟

فقال: يا أبا سعيد ألست حجة الله تعالى ذكره
على خلقه وإماما عليهم أبى " ع "
؟
قلت: بلى
قال: ألست الذي قال رسول الله صلى الله عليه وآله
لي ولأخي الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا؟

قلت: بلى
قال عليه السلام :
فانا إذن إمام لو قمت وأنا إمام إذ لو قعدت،
يا أبا سعيد علة مصالحتي لمعاوية
علة مصالحة رسول الله صلى الله عليه وآله لبني ضمرة
وبني أشجع ولأهل مكة حين انصرف من الحديبية
أولئك كفار بالتنزيل ومعاوية وأصحابه كفار بالتأويل،
يا أبا سعيد إذا كنت إماما من قبل الله تعالى ذكره لم يجب ان يسفه رأيي
فيما أتيته من مهادنة أو محاربة وإن كان وجه الحكمة فيما أتيته ملتبسا
ألا ترى الخضر " ع " لما خرق السفينة وقتل الغلام وأقام الجدار سخط موسى " ع "
فعله لاشتباه وجه الحكمة عليه حتى أخبره فرضى هكذا أنا،
سخطتم علي بجهلكم بوجه الحكمة فيه ولولا ما أتيت
لما ترك من شيعتنا على وجه الأرض أحد إلا قتل
.

علل الشرائع للشيخ الصدوق ج1 ص 211