كنا نظن الصدر سيحارب الفساد لكن طلعت مجرد تغريدات
عرفناهم جميعا من أول يوم : يقولولون ما لا يفعلون
قوله تعالى : كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ
هي دلالة نفاق أن تكبح مطالب الناس والشعوب بالأمنيات أو تعطي أقل الأقل كي تسكتهم لا بل حتى أقل الأقل لا يتحصل في العراق الجديد في ظل النظام المشبوه الذي نشأ تحت ظل ورعاية الإحتلال
يقولون نُخرج المحتل مجرد تغريدات
وربما ومن خلال التجربة يظهر لنا المُحتل أكثر عطفا منهم واكثر نبلا منهم
لا أنسى سنوات بداية الإحتلال وعندما وزعوا لكل موظف مبلغا زهيدا من الدولارات ( 30 - 50 ) دولار لكل شهر فرحنا بها كثيرا لأننا محرومين بل قسم منا لم يرى الدولار طيلة حياته في الوقت الذي وصلت فيه قيمة الدولار ( 5 ) آلاف دينار عراقي في أيام شن العدوان على العراق وغزو أمريكا.....( 2003 )
حقا فترات الحروب تعادل أشد الأوبئة فتكا . كيلو التمر العراقي الذي لا تتعدى قيمته ربع دينار ( 250 ألف ) يصبح بألفين ونصف وثلاثة ألف وأربعة وقس على ذلك بقية البضائع والحاجيات
ومرت المحنة وسقط الصنم الديكتاتوري فرح الموظفون أولا لأنه كانوا الأشد بؤسا وتحملا لقهر المعيشة والحرمان فكانوا يبيعون السجائر بعد الدوام
رأوا الدولار ففرحوا فأمتدت أصابعهم التي تحولت بمرور الزمن إلى خشنة كما أصابع (الفيترية)
التفت الاصابع أول مرة لتعانق الدولار ونست مرارة السنين ..
لولا الأمريكي الذي كنا ولا زلنا نعتبره الوجه الأشد قبحا لما كانت الطفرة في الرواتب بعد 2003 وسلم الرواتب الجديد ولو بقت على الحاكم العراقي ( أي حاكم ) لما حصل المواطن العراقي موظفا أو اجيرا لدى الدولة على نقطة من محيط فالأمريكي المحتل هو من شرَّع قانون الرواتب وسلم الرواتب الحالي بعد سقوط صدام
الآن أو بعد ذلك التاريخ لا يستطيعون إلغاء سلم الرواتب أو أصل قانون ( بريمر )
وهكذا كنا نعلم أن سياسة الأضطهاد وقهر الطبقات المسحوقة من المجتمع مزروعة في أنفس الساسة العراقيين أو من يصل (الكرسي المقدس ) منهم ,
فصدام هو معلمهم ويبقى أستاذا لهم أو أن التوارث في نقل هذه النزعة أمر مألوف منذ أن تأسس هذا العراق فللشبه أيضا شبيه أو مشابه أو ربما نسخة طبق الأصل !
رضيت الناس لتعانقها شبه فرحة أو أبتسامة في أشد لحظات الضعف تخرج من بين السيوف المتقاتلة وغبار تربة الوطن الجريح ...
للأسف هكذا يصبح الإنسان ضعيفا ومُستغلا
إنها بحق غفلة الشعوب .... !!
ولكن لو نتحرى عن هذا الرضاء لعرفنا أن سببه الأول ضياع الأمل والخيبة المتراكمة
كنت قد قلتها في 2006 الحاكمون الجدد للعراق ما أن يتمكنوا يسرقوا ثروات البلد ويقطعوا صلة الرحم وأي قانون كان يتمناه الموظف ويحلم أن الفرصة ستكون سانحة له بعد أعوام من الحرمان سيسدل الستار القاتم عليها وسيعود الظلم الصدامي بأشكال أخرى.
لأنه أو لأن هؤلاء يشعرون أن العراق ملكا لهم فحسب وليس لغيرهم وجاءت فرصتهم وتحققت
هكذا شراكة السُرَّاق تُبنى والشعب بين غافل وحالم
فلا يعطون المواطن صاحب الحق من هذا الميراث إلا أذنا من جمل
وهكذا نرى التشريعات تتماهل والقوانين تُعطل والحقوق سنة بعد سنة تنسى
وتبقى الدوامة
لو نرجع ونعمل جدولا إحصائيا عن عدد فرص التوظيف اعتبارا من 2004 إلى 2018 لرأينا الخط البياني ينحدر إنحدارا شديدا عما كان عليه ...
الآن حتى خريجوا كلية الطب لا تعيين مركزي لهم
هل هو إشباع أو أن حجم التوظيف وصل حد الإشباع ؟؟
الجواب ( لا )
بل أن التخمة النتنة في بطون هؤلاء السياسيون الجدد أو الفئات الحاكمة صاروا يتقيأنوها من أفواههم
وسيملئون الساحة بقيئهم النتن
فلا ورود ولا مشاتل ولا سنادين
وأرض (بلاد الرافدين ) ستتحول أرضا جرداء سنة بعد سنة
وسيرجع الخريج يدفع العربانه ليعمل بائعا متجولا
شهادته بكالوريوس في الهندسة يتمنى لو يُعيّنُ فراشا أو منظفا للشوارع في البلدية
هم يسحقون الشباب جيل العراق الصاعد
وهذا يتأمل من (الصدر ) وفلان البرلماني يغازله في صفحة فيسبوك أو يوتيوب
يعرف في قرارة نفسه أنه خائبا ويعلم جيدا أنه يعيش كما لو في أوهام
لكنه يريد أن يكبح جيشان نفسه المتأملة في فرصة تاريخية
ذهبت الفرص يا شباب
بعد اليوم لا توظيف في العراق
التوظيف فقط لصاحب الحوت الأزرق أو في منشئات الحوت الأزرق
ربما يتغير لونه بفعل موج الأطيان تدريجيا
فيُلقى جسده كما ألقى الله جسد فرعون وجعله عبرة
يدعي مكابرا أنه ( السيد ) أو أنه من يحمل الراية
مجرد شعار وكذبة