بمناسبة ذكرى رحيل الدكتور احمد الجلبي ،، سألت السيد مقتدى الصدر بعد الوفاة سيدنا لماذا لم تعزي برحيل الجلبي قال لانه جاء مع الاحتلال ، فأجبته بهذا
المقال ..

ورثت إرثا ثقيلا وانت في مقتبل العمر ، لم أخاطبك يوما ولم أسعى للقائك ، دعيت للقائك مرات ولكن القدر كان يحول بيني وبين الاستجابة ، أخاطبك اليوم ولأول مرة عبر هذه الرسالة ، ورثت المرجع الاول لآل الصدر السيد صدر الدين محمد بن صالح بن محمد شرف الدين الموسوي الذي نبغ وهو في السن الثالثة عشر وبعد رحلة شاقة من موطن ولادته جبل عامل في لبنان الى العراق حتى استقر به المقام في مدينة أصفهان الإيرانية ، ورثت المرجع الفيلسوف السيد محمد باقر الصدر وورثت العقل السياسي الفذ موسى الصدر واخرهم ورثت ابيك السيد محمد محمد صادق الصدر ، ورثتهم وانت تقذفك متاهات السياسة يميناً وشمالا ، بدأت رحلتك سياسيا لاتفقه من السياسة الا ذلك العلم الذي خطه والدك رحمه الله وغرزه فيك ، صحوت يوم التاسع من نيسان ووجدت نفسك محملاً بأعباء القيادة وبتأييد جماهيري لايحصل عليه في العراق الا من شابت ذوائبه بالعمل السياسي الشاق ، انت جائتك على طبق من ذهب وانت في مقتبل العمر ، أعلم انك بفقدك ابيك وأخيك رحمهم الله تحملت المسؤولية مبكرا ورانت هذه الأحداث على غصنك الغر قليلا من الفهم في علم السياسة التي قفزت بك الى أشواط يحتاج المرء منا سنين كي يصلها،

مسيرتك السياسية في مقاومتك للاحتلال ومشاركتك في مسار العملية السياسية من بعد أخلت كثيرا في توازناتك التقيميه للوضع على الارض ،كان احساسنا يربكنا في تقيمك ساعة نقول انك تقود وساعة نرى انك مقاد ، ولو تعرضنا لبياناتكم وقصاصاتكم سترى التناقض في المواقف ،لاريد ان أخوض في الأمثلة والمواقف فجنابكم ومن يريد لايرهقه البحث عنها والاطلاع عليها ، شاهدي من رسالتي هذه ان كنت قائدا فالإرث الذي ورثتموه من ال الصدر والحمل الذي على كاهلكم من تمثيل أمة الفقراء والجياع، لايسمح لكم ان تتنعموا على حسابهم صدقني عندما شاهدت صوركم وأنتم تسافرون بطائرة خاصة وتنعمون في فنادق خمس نجوم تألمت كثيرا فالفقراء الذين تمثلهم أخذ السيل بيوتهم، ومعتقلي التيار الى الان يرزحون في السجون ثمن مقاومتهم للاحتلال بفتوى منك ،وعوائلهم يستنجدون بِنَا لنقل مأساتهم ، وترشيحاتكم للمناصب الحكومية لم تكن موفقة ، وبعض من الذين يحوطونكم أيديهم ملوثة بدماء واموال العراقيين وكلما نظهر فساد احدهم تبادرون بتسنيمه موقعا بارزا ،،، اليوم وبعد ان كشف المرحوم الدكتور احمد الجلبي ملفات الفساد ظهر في طيات هذه الملفات اسماء شخصيات مقربين لكم وربما هم الذين يوعزون لكم ان لاتحظروا مجلس عزائه او حتى تكتبوا قصاصة تترحمون عليه، وهم اوعزوا لكم ان تترحمون على شاعر لم يهبط واديا ولم يصعد جبلا ضد النظام البائد ،، أوصيكم سيدي ان تنظروا حولكم وان تطهروا احضان آلِ الصدر من رجس نفوس احاطت بكم همها جمع المال وبناء القصور ، أسئلهم سيدي سؤال واحد ،من اين لكم هذا، وبها ستعرف المصاب الذي يعيشه والدك وعمك وجدك وهم عند مليك مقتدر …

والسلام ختام

اخوك في الله المريض المحتاج للدعاء

صادق الموسوي

حرر في تاريخ الخامس والعشرين من محرم الحرام