كشف مسؤول عراقي رفيع، الثلاثاء، عن وجود مؤشرات على أن الرياض تنصّلت عن مشاريع وهبات كانت قد وعدت العراق بها عام 2018، في ذروة انفتاحها عليه، مرجحاً أن يكون الموضوع له علاقة بزيادة الاضطراب بين طهران وواشنطن.


وقال المسؤول، إن بلاده "تعتقد أن المملكة تنصلت من وعود قدّمتها وربما تكون قد تراجعت عنها أو قررت تجميدها إلى حين استقرار الأوضاع في العراق"، مضيفاً أن "العراق لم يتلقَ أي اتصالٍ من الجانب السعودي منذ الاجتماع الأخير، ولم تُنفذ المملكة أياً من وعودها".


ولفت إلى أن "السعودية تعذّرت أكثر من مرة عن البدء بمشروع الملعب والمدينة الرياضية، بحجة عدم اختيار المكان المناسب لها في بغداد، كما تأثرت بالهجوم السياسي من قبل بعض المسؤولين، لا سيما أنهم هددوا الرياض وقالوا إن البلاد ترفض هدايا من الخارج، ولكن مع مرور الوقت تبيَّن أن السعودية تنصّلت من تعهداتها السابقة، وزاد الجفاء خلال الأشهر الستة الماضية".


مسؤول آخر في حكومة حيدر العبادي، التي تمت عبرها أغلبية تلك الاتفاقيات والوعود السعودية، قال إن "السعودية عملت ضمن خطة أميركية لمنافسة إيران داخل العراق، إلا أن بعض المسؤولين العراقيين، تصدوا للتوجّهات السعودية - الأميركية".


ولفت إلى، أن "زيادة الاضطراب بين طهران وواشنطن عمّقت تراجع العلاقة بين الرياض وبغداد".


وفي آذار 2018، أعلن رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي أن الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، قرر "إهداء" العراق ملعباً دولياً لكرة القدم، وذلك بعد أيام على خوض منتخبي البلدين مباراة ودية في مدينة البصرة العراقية، سبقتها وعود سعودية خلال مؤتمر المانحين الذي أقيم في الكويت في الرابع عشر من شباط 2018 يتضمّن منح العراق مليار دولار لمشاريع استثمارية في العراق و500 مليون دولار إضافية لدعم الصادرات العراقية، في إشارة إلى قطاعي الصناعة والزراعة.


وتوسعت العروض والهبات على العراق من الجانب السعودي؛ فقد تعهّدت المملكة أيضاً باستثمار "كبير" على المستوى الزراعي في بلاد الرافدين، كما قدّمت سلسلة وعود لمساعدة المدن المحررة والتي دُمرت خلال الحرب على تنظيم داعش الارهابي.


واشتركت الإمارات مع المملكة بهذا الخصوص، إذ تعهّدت أبوظبي بإعادة بناء جامع النوري ومنارته الحدباء في الموصل.

وعلى الرغم من حسم المسؤولين السعوديين لكل هذه المشاريع وغيرها، وبلوغ بعضها مرحلة التوقيع النهائي، مثل ما جرى بشأن بناء ملعب في بغداد بقيمة تصل إلى مليار دولار، لكن لم يتحقق شيء على أرض الواقع.


ايران بره بره شعار سعودي لابعاد العراق عن عمقه الحقيقي والاستفراد به ليبقى منعزلا فالعرب غادرون انتحاريون كارهون للعراق