بات واضحا ان الحشد الشعبي الذي افشل المخطط الامريكي الخليجي عندما نجح الى جانب القوات المسلحة العراقية في اسقاط دولة الخرافة التي اقامتها "داعش" بدعم امريكي خليجي في العراق لتقسيمه وشرذمة شعبه، اصبح في مرمى التحالف الامريكي الاسرائيلي العربي الرجعي، حيث لا يمر يوم الا ويتعرض الحشد الى هجمات تشنها امريكا او الكيان الاسرائيلي، او حملات تشوية اعلامية يتعرض لها يوميا يقودها هذا الثلاثي المشؤوم.

العالم - كشكول

الحملات الاعلامية ضد الحشد الشعبي اخذت تتكثف هذه الايام ، بعد ان شعرت امريكا والكيان الاسرائيلي والسعودية ان الجريمة النكراء والجبانة التي نفذت وسط بغداد واستهدفت نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي الشهيد ابو مهدي المهندس والقائد قاسم سليماني، كانت لها ردود فعل سلبية على امريكا ومرتزقتها من عصابات الجوكر والبعثيين والدواعش، حيث خرج الملايين من العراقيين مطالبين بخروج الجيش الامريكي الارهابي من العراق، كما صادق مجلس النواب على اغلاق القواعد الامريكية في العراق وانسحاب الجيش الامريكي، وهو مطلب اكدت عليه رئاسة الوزراء العراقية.

بعد هذه الصفعة التي انهالت على وجه امريكا، عادت الاخيرة الى ممارسة سياسة استخدام الاعلام المزيف والكاذب عسى ان تنال عبره من الحشد الشعبي، الذي ينظر اليه العراقيون على انه الحصن المنيع الذي يحفظ العراق من مخططات الثلاثي الامريكي الاسرائيلي السعودي، فعاد موقع قناة "الحرة" الامريكية سيئة الصيت، ليبث ما يعتبره تقارير عن "فساد" و"سيطرة الحشد على بنوك ومطار"، نقلا عن مصادر لم "يسمها"!!، وهي تقارير تشبه ذات التقارير المسمومة التي استهدفت الحوزة العلمية والمرجعية الدينيبة العليا واتهامها بالفساد، وكذلك ذات التقارير التي تستهدف القيادة الايرانية، والهدف منها جميعا هو الاساءة الى محور المقاومة خدمة للكيان الاسرائيلي الذي يرى في في هذا المحور خطرا وجوديا عليه.

تقرير الحرة يبدأ بوصف الحشد الشعبي بـ "الميليشيات العراقية الإيرانية"!!، كما يصف كل مسؤول عراقي مرتبط بالحشد الشعبي او نائب في البرلمان العراقي او في الحكومة العراقية ينظر بريبة الى امريكا ومخططاتها في العراق ، ويدعم قيام علاقات ودية بين العراق وايران، على انهم اما "ايرانيون" او "عملاء لايران" او "مرتبطون بايران"، ويطلق كاتب التقرير العنان لقلمه لالصاق اقبح التهم بهؤلاء المسؤولين دون ان يقدم حتى دليلا واحد على عشرات الاتهامات والاكاذيب، وكل ما فلح فيه هو القول :"وفقا للكاتب الذي لم يذكر أسماء هذه البنوك"!! و "واستقى الكاتب، وهو مسؤول سابق في البنتاغون، معلوماته هذه بعد زيارة قام بها مؤخرا للعراق والتقى خلالها بمسؤولين عراقيين"!!.

اسماء يعتز بها العراقيون بعد ان ضربوا اروع الامثلة بالتضحية بالغاالي والنفيس في الدفاع عن مقدسات العراقيين وشرف العراقيات، يتهمها التقرير وبوقاحة دون اي دليل غير الحقد والضغينة، مثل الشهيد ابو مهدي المهندس وقائد كتائب الإمام علي شبل الزيدي، وحركة عصائب اهل الحق ، وحزب الله العراق.

اللافت ان التقرير يعتبر علاقة هذه الجهات بايران بانه شيء غير مألوف بينما العالم كله يعلم ان ايران ليست لها علاقة بفصائل المقاومة فقط بل مع جميع العراقيين بعد ان وقفت الى جانبهم عندما كانت عصابات الثلاثي المجرم الامريكي الاسرائيلي السعودي "داعش" على بعد كيلومترات من ابواب بغداد.

واللافت ايضا ان التقرير الكاذب يحاول ان يعطي اهمية كبيرة للقرارات الامريكية الاحادية والعدوانية، ويظهرها على انها قرارات معتبرة مثل وضع هذه الحركات المجاهدة وهذه الشخصيات الوطنية العراقية على لائحة الارهاب الامريكي، بينما جميع هذه الحركات وهذه الشخصيات ترى في معاداة امريكا لها وسام شرف وبوصلة على انها على الطريق الصحيح.

العالم كله انحنى للحشد الشعبي العراقي ولابطاله وشهدائه وفي مقدمتهم الشهيد ابومهدي المهندس تقديرا لهم لمحاربتهم الارهاب الداعشي نيابة عن الانسانية جمعاء،و التي ارادت "الحرة"، الاداة الرخيصة بيد بومبيو النيل منهم.