بسم الله الرحمن الرحيم

( وقال لهم نبيهم إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا ,
قالوا أنى يكون له الملك علينا ونحن احق بالملك منه
ولم يؤت سعة من المال,
قال إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم
والله يؤتي ملكه من يشاء والله واسع عليم ) 247 البقرة.
...............
إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا !
نصب الحاكم الشرعي قد أتى بأمر آلهي , فالله تعالى جعله ملكا عليكم كما تبين الاية
وهو تعالى الذي يؤتي ملكه من يشاء وليس انتم ,
الاعتراض جاء من الناس ضد أمر الله تعالى بحجة انه (المبعوث ملكا)
لم يؤت سعة من المال وبحجة ان القوم احق بالملك منه ؟
فكان جواب النبي في الاية على اعتراض القوم :
1-ان الله اصطفاه عليكم ! فليس لكم الخيار في ذلك فهذا امر الله تعالى
2- زاده عليكم بسطة في العلم والجسم , فهو اعلمكم واقواكم بدنا !
3- الله تعالى عليم بكم وبأموركم ولهذا آتاه الملك عليكم
................................
-الاية الكريمة دليل ونص صريح على إمامة امير المؤمنين
علي عليه السلام على قريش والعرب والناس اجمعين ,
-بسطة العلم
الله تعالى شأنه اصطفى اميرالمؤمنين عليه السلام على قريش وقادتها ,
ونصبه النبي الكريم صلى الله عليه وآله أميرا على الناس وقائدا
ولم يؤمر عليه احد مطلقا بينما جعل ابوبكر وعمر وعثمان جنودا
في جيش اسامة بن زيد ابن ال 17 عاما !
وجعله النبي صلى الله عليه وآله مولى كل مؤمن بعده كما في غدير خم وغيرها من احداث!
لكن قريش تحججت بنفس حجة قوم طالوت وقالوا نحن احق بالملك منه !
وقد آتى الله تعالى امير المؤمنين علما جما لم ولن يصل احد الى علمه,
فهو الوحيد القائل : ( سلوني قبل ان تفقدوني) وشهد له اعداءه بذلك
كالاول والثاني بقولهم ( معضلة ولا ابا الحسن لها ) وكقولهم ( لولا علي لهلك عمر)
بينما ابوبكر وعمر وعثمان كانوا اجهل الصحابة بالاحكام والتفسير والفقه ,
فالأول كان يجهل حتى معاني لغته كجهله بمعنى (وفاكهة وأبّا ),والثاني يجهل ابسط الاحكام
كجهله بحكم الجنابة والصلاة, والثالث عثمان احتار في زواج الاختين وغيرها من فضائح,
حتى مُني الناس في عهدهم بخبط وشماس وتلون واعتراض
كما وصف حالهم امير المؤمنين عليه السلام!

فبسطة العلم لعلي عليه السلام بركة من الله تعالى
لن يصل ولم يصل اليها احد فهذه واحدة .
-أما:
بسطة الجسم
فالتاريخ يشهد لداحي باب خيبر وخالعه وقاتل المشركين في بدر
وأحد وحنين والاحزاب وخيبر حتى سمي بالكرار غير الفرار ,
بينما ابوبكر وعمر وعثمان فروا في أحد وحنين وخيبر
وجبنوا في الاحزاب وغيرها , فهذه بسطة الجسم !
................................
بسطة في العلم والجسم ومولى المسلمين بالنص الالهي في غدير خم حتى
اقترنت امامته بالدين ( يا ايها الرسول بلغ ما أنزل اليك من ربك وإن لم تفعل فما
بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لايهدي القوم الكافرين) المائدة 67
بدون تبليغ امر امامته عليه السلام فإن الدين لن يكمل وهكذا كان
فكان الامر :
( من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه
وعاد من عاده وانصر من نصره واخذل من خذله
) !
لكن قريش خانت الامانة واعترضت على الامامة وجاهرت الله تعالى بالمعصية
وتحججت بأن امير المؤمنين عليه السلام صغير السن وان شيوخ قريش
احق بالملك منه على الرغم من معرفتها بأنه اعلم الناس
واقواهم بدنا (بسطة في العلم والجسم),

فاستبدلوا الذي هو ادنى بالذي هو خير ,
ونصبوا عُباد الاصنام على وليد الكعبة فكان ما كان والى يومنا هذا !

مروان
محرم 1-1443
2021