فخ صدام في الكويت وفخ اوردوكان في سوريا


ليس اسهل من استدراج العملاء للوقوع في فخ يصنعه سادتهم, فالعملاء اغبياء يعيشون في عالم الانا والغرور الكاذب ويحسبون انهم وجه العالم ومركز توازنه , سمات شخصية مريضة يستغلها السادة لعبيدهم العملاء فيدفعونهم للتورط في حروب واضطرابات ليجنوا من وراءهم مكاسب عظيمة لينتهي العملاء الاغبياء بعد ذلك الى مزابل التاريخ.
بعد توقف الحرب العراقية الايرانية عام 1988 , ادرك العميل صدام حمقه وتورطه في قادسيته المشؤومة التي لم يجني منها شيئا وعرف بعد فوات الاوان انه كان عجل ذبح لامريكا واذنابها من عرب الصحراء فاستشاط غضبا , واستغل السيد الامريكي غضب العميل الارعن فتركه يتمادى واظهر له انه لايهمه مايفعل وغض الطرف عنه تمثيلا واظهارا, فعاد الغرور للعميل وحسب انه القادر المقتدر فسقط في فخ الغرور الذي نصبه له سيده, فغزا الكويت وتورط بحرب أخرى, حرب جنى منها الامريكي مكاسب عظيمة منها ذريعة نصف مليون جندي امريكي يحتل المنطقة ونهب نفطها والسيطرة عليها وتغيير مراكز القوى في المنطقة , وانتهى العميل الارعن بعد احتراق اوراقه ونهب البلاد والعباد.


اليوم,

العميل الاخر المغرور الطاووس الارعن اورودوكان يقع في نفس الفخ , ويُستدرج من غير ان يدرك الى توريط تركيا وجيشها في حرب لنصرة القاعدة والنصرة والجماعات الارهابية في سوريا , ويشارك حتى في ليبيا البعيدة طمعا بحلم عثماني مزيف , هذا الارعن يكشف عن وجهه وعن غباء عشقه للسلطنة فيدفع بجيشه الى وحل ورطات قاتلة. السيد الامريكي يعلم ان اوردوكان مغرور وارعن فيستغل هذه الميزة كما استغلها مع المقبور صدام , فيتركه في غييه مراقبا عن كثب , وما أسهل من توريط احمق في حرب وهو يحسب انه يرتقي المجد!
الامور تتسارع وحنق المغرور يتزايد وكبرياؤه المُهان يصل الى الجنون, وهو ما ينتظره السيد الامريكي كذلك كما انتظر حنق صدام وجنى من حنقه ما جنى.



لاوردوكان نهاية بعد ورطته ولن يسكت شعبه عن ذلك وسيخسر حتى كرسيه وهو الحالم بالسلطنة, ومشاريع كامنة ستظهر وتحيا بعد سقوطه تعصف بالمنطقة و بتركيا وتصل الى تقسيمها وتدميرها ليسعد السيد دون ان يكلف نفسه وقواته شيئا سوى استغلال عزم الارعن وغروره ليدفعه الى المتاهات القاتلة . يتكرر التاريخ بتكرار نسخ الحمقى والمغرورين , ولكن الحمقى لا يتعظون!






28 شباط 2020
مروان