سلام عليكم ,
متباركين بميلاد الامام الجواد عليه وعلى اباءه واولاده السلام..

حوار مع الامام ع

..................

قال يحيى بن أكثم : قد روي أن مثل أبي بكر وعمر في الأرض كمثل جبرائيل وميكائيل في السماء .
فقال (ع) : وهذا أيضاً يجب أن ينظر فيه لأن جبرائيل وميكائيل ملكان لله مقربان لم يعصيا قط ، ولم يفارقا طاعته لحظة واحدة ، وهما قد أشركا باللـه عزّ وجلّ وإن أسلما بعد الشرك ، وكان أكثر أيامهما في الشرك باللـه فمحال أن يشبّههما بهما .

قال يحيى : وقد روي أيضاً أنهما سيدا كهول أهل الجنة فما تقول فيه ؟

فقال (ع) : وهذا الخبر محال أيضاً لأن أهل الجنة كلّهم يكونون شباباً ولا يكون فيهم كهل ، وهذا الخبر وضعــــه بنو أمية لمضادة الخبر الذي قاله رسول اللـه في الحسن والحسين بأنهما سيدا شباب أهل الجنـــة .

فقال يحيى بن أكثم : إن عمر بن الخطاب سراج أهل الجنة ؟

فقال (ع) : هذا أيضاً محال ، لأن في الجنة ملائكة اللـه المقربين ، وآدم ومحمداً وجميع الأنبياء والمرسلين ، لا تضيء بأنوارهم حتى تضيء بنور عمر .

فقال يحيى : وقد روي أن السكّينة تنطق على لسان عمر .

فقال (ع) : إن أبا بكر كان أفضل من عمر فقال على رأس المنبر : إن لي شيطاناً يعتريني ، فإذا ملت فقّوموني .

فقال يحيى : قد روي أن النبي (ص) قال : لو لم أبعث لبُعِثَ عمر ؟

فقال (ع) : كتاب اللـه أصدق من هذا الحديث ، يقول اللـه في كتابه :
{ وَاِذْ أَخَذْنَــا مِنَ النَّبِيِّين مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُوحٍ} (الاحزَاب/7)
فقــــد أخذ اللـه ميثاق النبيين فكيف يمكن أن يبدل ميثاقه ، وكان الأنبياء لم يشركـــوا طرفة فكيـــف يبعث بالنبوة من أشرك ، وكان أكثر أيامه مع الشرك باللـه وقال رسول اللـه (ص) : نبئت وآدم بين الروح والجسد .

فقال يحيى بن أكثم : وقد روي أن النبي (ص) قال :

ما أحْتُبس الوحي عنّي قط إلاّ ظننته قد نزل على آل الخطاب ،
فقال (ع) : وهذا محال أيضا لأنه لا يجوز أن يشك النبي في نبوته . قال اللـه تعالى :

{
اللـه يَصْطَفِي مِنَ الْمَلآَئِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللـه سَمِيعٌ بَصِيرٌ } (الحج/75)
فكيف يمكن أن تنقل النبوة ممن اصطفاه اللـه إلى من أشرك به .

قال يحيى بن أكثم : ان النبي (ص) قال : لو نزل العذاب لما نجي منه إلاّ عمر .

فقال (ع) : وهذا محال أيضاً ، إن اللـه يقول :
{
وَمَا كَانَ اللـه لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللـه مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } (الانفال/33)

فأخبر سبحانه ألا يعذب أحداً مادام فيهم رسول اللـه (ص) وماداموا يستغفرون

عن بحار الانوار ج 50 ص 83
................................