النتائج 1 إلى 6 من 6
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,589

    5 محرك السكون | في الذكرى السنوية العاشرة لرحيل العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله




















    (في ذكرى الرحيل العاشرة)..
    الاستاذ : خليل المرخي

    كم فضل الله يحتاجُ واقعُنا الشيعي كي يصِلَ إلى تجسيد حُلم التغيير الذي ينهض بنا كأمّة لا تُبارى بينَ الأمم؟!إنّ الإجابة على هذا السؤال، يمكن أنْ تؤخذ من خلال استقراء تاريخ الأنبياء عليهم السلام في مجتمعاتهم..

    كلُّ نبيٍّ تُكلِّفُه السماء برسالةٍ إلى قومهِ، إنمّا يظهر في الوقت الذي تكون الحاجة فيه إلى المُصلح غير قابلة للتأجيل.. ومع ذلك نجد أنّ هؤلاء الأنبياء والرُّسُل إنما يواجِهونَ التحدياتِ الخطيرة بأيدٍ عزلاء، وليس معهم إلّا الدعم الغيبي المشروط بالسعي الجاد، والخضوع للامتحانات الصعبة، والصبر على أداء الرسالة رغم العقبات.. هنالك تأخذ رسالةُ السماء امتدادها في الواقع ولو أبى من أبى..هذه المشاهِد التاريخية لحركة النبوّة، أراد القرآن الكريم من خلال استعراضه لها أن تكونَ إطارًا عامًا لجميع الحركات الإصلاحية للمُصلحين الذين يجدون أنفسهم منفردين في مواجهة أمواج رفض الإصلاح من داخل المجتمع الذي يشكّل ظرفًا مكانيًا لحركتِهم.إنّ خضوع المقارنة لمبدأ النسبة والتناسب، يؤكّد أنّ شخصيّةً كشخصيّةِ السيّد فضل الله (رضوان الله عليه) لم تكُن بحاجة لنُسَخٍ متعددةٍ منها كي تحقِّق هدفها الإصلاحي في المجتمع الشيعي على مستوى الفِكر والثقافة والممارسة، وصناعة الرؤية الشاملة الحركية لدور المرجعيّة الدينية، وصياغة الوعي الجديد في العقل الشيعي تجاه الكثير من المسائل النظرية والعمليّة خارج الإطار التقليدي المتوارث.كان السيد فضل الله بحاجة إلى ما كان يحتاجه الأنبياء لينجحوا، وهو التوفيق الإلهي، وذلك بعد أن يؤدّي متطلبات الحصول على ذلك والمتمثلة في السعي الجاد، واجتياز الامتحانات الصعبة، والصبر على أداء الرسالة رغم العقبات..

    وقد لبّى سماحتُه (رضوان الله عليه) هذه الاشتراطات بكفاءة واقتدار فكانَ لا بد لمشروعه أن يجد مساحته في الواقع ولو أبى من أبى..
    إنّ الرؤية التفاؤلية لمستقبل المشروع الإصلاحي للسيد فضل الله لا تتجاوز واقعية تقييم مستوى نجاح الأنبياء في إحداث التغيير في مجتمعاتهم التي استهدفوها.. وكلُّ من يستوعب قوانين التاريخ، وقوانين علم الاجتماع يُدرِك أن قياس أثر الحركات الإصلاحية لا يتمّ بأدوات قياس أثر العقاقير الطبيّة في الأجسام المريضة، وإلّا لكانت النتيجة أنّه لم يُفلح أي نبيّ أو إمام معصوم في تحقيق أي إنجاز يستحق أنْ يُذكر، ولجاز اعتبار جميع تلك التضحيات مجرد خسائر غير مُجدِية وبلا أيّة نتيجة، وعليه يكون استمرار سلسلة الأنبياء والأوصياء على هذا المنوال مجرد عبث بلا طائل.!!لم يكن السيّد فضل الله خارجًا عن هذا الإطار؛ لذلك كانَ وجوده كمُصلِحٍ وجودًا مباركًا على الأمّة وإنْ تنكّر جزءٌ كبيرٌ من أبنائها لذلك، كما هو حال من انتفعوا من بركة الأنبياء والمعصومين رغم معارضتهم لحركتهم الإصلاحية.






  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,589

    افتراضي







    السيد فضل الله والشعر ..
    محمد الحسيني

    بعد سقوط نظام البعث في بغداد أتيحت لي زيارة العراق ، ذكّرني السيد (طيّب الله ثراه) بقصيدةٍ له نظمها في الخمسينيات بذكرى الغدير ، ولم يعد في حوزته نسخة منها .. كان توّاقاً أن يعثر عليها ..

    في إحدى زياراتي للعراق عثرنا عليها ، وعدت حاملاً له نسخة منها .. كان مسروراً بها ، كما لو أنها قطعة منه ..

    لست شاعراً ؛ ولكنني أشعر بالخسارة لعزوف السيد عنه ، وبات يكتبه على فتراتٍ ، وقد تطول المدة ..ومع انه - كما حدّثني - لم يصغِ للومٍ كان يسمعه وهو شاب تجاه الشعر ؛ وضرورة انصرافه الى الفقه ، وهو ما بدّده توجيه المرجع المرحوم السيد عبد الهادي الشيرازي ، ولكنه ؛ وبحكم انشغاله بالفقه وعلوم الدين ؛ بات ينأى بنفسه عنه ..

    لم ينقطع عنه ولم يفقد شاعريته الفذّة ، التي شهد لها الشاعر الكبير رفيق دربه المرحوم السيد مصطفى جمال الدين ، وهو يرى إن السيد فضل الله كان أجودنا شعراً لو استمر ..( هكذا نقل عنه المرحوم السيد هاني فحص )

    كان السيد إن كتب أو تحدّث يتدفق كالينبوع ، وأذكر أنه ألقى محاضرة في مدينة ( النبك) إحدى ضواحي حمص ، فقام أديب سوري قال: كأني أقرأ نصاً مكتوباً .. وكان السيد في ذلك الوقت في تمام صحته ، يهدر إن تحدّث ..

    إن أمسك بالقلم لايتوقف ، لغزارة الكلمات ووفرتها لديه .. وكنت أعجب إن ناولته القلم ، فلايمسك لحظة وكأنه مقاتل يلج غمار الحرب بلا مقدمات ..

    تفسير (من وحي القران ) نص أدبي راقٍ جداً ، فيه من البيان والصور الفنية مالاتجده في تفسيرٍ غيره شاهد على ما أدًعي ..

    في ذكرى رحيله العاشرة ، طيّب الله ثراه وجزاه عنّا خير جزاء المحسنين ..





  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,589

    افتراضي








    من يحرك سكون واقعنا؟

    الشيخ حسين الخشن

    قبل عقد من الزمن - تقريباً - سألني مراسل إحدى القنوات العربية: كيف تُعرِّف السيد فضل الله بكلمة؟ فأجبته: لقد حرك الساكن. وكان أن اختارت تلك القناة عبارة "محرك السكون" لتكون عنوان الوثائقي الذي أعدته عن السيد الراحل.
    واليوم وبعد عشر سنوات على الرحيل، أعاود التأكيد على هذه الخصوصية التي امتاز بها الراحل الكبير. لقد كان السيد فضل الله إنسان الحركة الدائمة الذي لا يعرف الكلل ولا الملل ولا الهدوء، فملأ الدنيا عنفواناً وحضوراً في السياسة والاجتماع والدين والأدب. لقد كان صاحب عقلٍ اجتهادي جوّال متأهب، وفكر نقدي لا يستسلم أمام أفكار الرجال مهما كانوا كباراً، وعقله هذا منضماً إلى معايشته لواقع الإنسان، ولا سيما المسلم المعاصر وما يواجهه من مشكلات وتعقيدات جعلاه رضوان الله عليه يدرك مبكراً - كبعض مجايليه وأقرانه - أنّ منظومتنا الدينية الموروثة فيها الكثير من الخلل والعطب الذي لا يسمح لها بالمواكبة، وهو خلل لا يؤدي إلى الشلل فحسب، بل ويُسهم في التأسيس لسلفياتٍ تكفيرية قاتلة ولطقوسيّة دينية تجمُد على حرفيّة النص ولا تقرأ في المآلات والمقاصد، فتُحول الدين إلى قشور فارغة من أي مضمون.
    وقد وعى رضوان لله عليه أنّ أحد مكامن الخلل في ذلك كله هو سيطرة النزعة التقديسية على عقولنا بما يجعل إنساننا الذي تجتاحه الأزمات والنكسات يلجأ إلى السكون في الماضي ويأنس في الجمود على مقولاته وتمجيد رجالاته، فيجد في ذلك سلوته، فبادر السيد إلى بناء جيل رسالي غرس فيه الثقة بذاته والاعتزاز بهويته وانتمائه، وفي الوقت عينه نهض نهوض المصلحين المجددين ليحارب كل أشكال الجمود والتخلف، وقال في هذا الصدد كلمته الشهيرة: "أريد أن أصدم الواقع"، والصدمة في قاموسه ليست هدفاً في حد ذاتها وإنما هي وسيلة لإثارة المشكلة في وعي الأمة وطرح الأسئلة الجريئة سعياً وراء ابتكار الحلول للخروج من المأزق، هذه الحلول التي أسهم رضوان الله عليه في تقديم الكثير منها بحسب رؤيته واجتهاده.
    وأعتقد أننا اليوم وبعد عقد على الرحيل معنيون ليس بإنصاف السيد وإعادة الاعتبار إليه فكراً وحركة وفقهاً فحسب، بل ومواكبة ما بدأه على أكثر من صعيد، وقراءة نتاجه وتراثه وفكره قراءة نقدية - كما كان يدعو دائما - وليس الجمود عليه، فحركة التاريخ لا تعرف الجمود وتؤكد الحاجة المستمرة إلى مُحرِّك للسكون.
    ما أحوجنا اليوم إلى محرك - أو أكثر - لسكون أزماتنا وجمود أفكارنا، محرك يملأ وجدان الأمة ويجمع شتاتها ويلم شعثها ويثري عقولها ويغني تجربتها.

    تم نشرها في الموقع في 3-7-2020مـ

    — ‏مع ‏‎Hussein Kheshen‎‏.‏





  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,589

    افتراضي






  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,589

    افتراضي






  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,589

    افتراضي

    جديد موقع الشيخ حب الله - كلمات ومواقف


    قراءة الرموز والشخصيّات
    في سياق المقارنات مع الفكر العالمي

    حيدرحب الله
    الثلاثاء 7 ـ 7 ـ 2020م


    في أجواء الذكرى السنويّة العاشرة لرحيل العلامة السيّد محمّد حسين فضل الله، أحببت أن أشارك بفكرة بسيطة، وليست جديدة.
    شاركتُ مؤخّراً ـ بصفة أستاذ مناقِش ـ في جلسة مناقشة (تصميم) أطروحة دكتوراه، لأحد الطلاب الجامعيّين في جامعة الأديان والمذاهب، في اختصاص مقارنة الأديان، وكان موضوع ورقة التصميم البحثي: «حوار الأديان من منظور اللاهوت الثقافي، قراءة مقارنة تحليليّة وتقويميّة في ضوء أعمال كلّ من بول تيليش (1965م) والعلامة فضل الله (2010م)». لقد استفدت شخصيّاً من هذا اللقاء.
    ما يلفت نظري هو أنّنا لم نشتغل بما فيه الكفاية على دراسة رموزنا الفكريّة والدينية من منظور المقارنة مع الفكر العالمي، وغالباً ما كانت المقارنات داخل مذهبيّة أو داخل إسلاميّة، أو فلنقل: محليّة، من هنا أجد من الضروري أن نقرأ فكرنا من خلال قراءة فكر رموزنا في سياق التحليل والمقارنة مع الفكر العالمي؛ لأنّ ذلك سوف يساعدنا أكثر على فهمهم من جهة، وتحديد الإضافات النوعيّة الحقيقيّة التي قدّموها من جهة ثانية، وتخفيف لهجة المبالغة ـ على هذا المقلب أو ذاك ـ التي قد يستخدمها بعضنا أحياناً من جهة ثالثة، فتنوّع المقارنات يمكنه أن يرينا في الشخصيات وجوهاً وزوايا لم نكن نراها من قبل، فنقدّرهم أكثر ونعيهم بشكلٍ أصحّ، ونصنّفهم في سياق مسارات تطوّر الفكر البشري المعاصر بشكل أدقّ.
    لهذا نصيحتي لنفسي وكلّ الإخوة والأخوات والأصدقاء، أن يهتمّوا في أعمالهم الجامعيّة والحوزويّة، عندما يريدون دراسة شخصيّات أو أفكار، بإجراء مقارنات تتخطّى دوائرنا المحلّيّة.








ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني