يامدرك الثار البدار البدار
شُنَّ على حرب عداك المغار
وأتي بها شعواء مرهوبةٍ
تعقدُ أرضاً فوقها من غبار
ياقمرَ التمِّ أما آن أن
تبدو فقد طال علينا السرار
ياغيرة الله أما آن أن
تغير أعدائك فالصبرُ غار
ياصاحبَ العصرِ أترضى رحى
عصّارة الخمر علينا تُدار
فاشحذ شبا عضبك واستأصلِ
الكفر ولاتبقي صغاراً كبار
عجّل فدتك النفس واشفي به
من غيظ اعداك قلوباً حرار
فهاك قلّبها قلوب الورى
اذابها الوجدُ من الانتظار
قد ذهب العدل وركن الهدى
قد صد والجور على الدين جار
أغث رعاك الله من ناصرٍ
رعية ضاقت عليها القفار
متى تُسلَ البيض من غمدها
وتُشرع السمرُ وتُحمى الذمار
في فئةٍ لها التقى شيمةٍ
ويالثارات الحسين الشعار
كأنها الموت لها غادةٍ
والعمرُ مهرٌ والرؤوس النثار
تنسى على الدارِ هجوم العدى
مذ أضرموا الباب بجزلٍ ونار
ورض من فاطمة ضلعها
وحيدر يقاد قسرا جهار
كيف حسام الله قد فللت
منه الأعادي حد ذاك الغرار
تعدو وتدعو خلف أعدائها
ياقوم خلوا عن علي الفخار
قد أسقطوا جنينها وأعترى
من لطمة الخد العيون احمرار
فما سقوط الحمل ماصدرها
مالطمها ماعصرها بالجدار
ماوكزها بالسيف في ضلعها
وما انتثار قرطها والسوار
ماضربها بالسوط ما مامنعها
عن البكا ومالها من قرار
ما الغصب للعقارِ منهم وقد
انحلها رب الورى للعقار

مادفنها بالليلِ سرا وما
نبش الثرى منهم عناداً جهار
تعساً لهم في ابنته مارَعَوا
نبيهم وقد رعاهم مرار
قد ورثت من أمها زينبٌ
كل الذي جرى عليها وصار
وزادت البنتُ على أمها
من دارها تُهدى الى شرِ دار
تستر باليمين وجها فإن
أعوزها السترُ تمدُ اليسار
لاتبزغي ياشمسَ كي لاتُرى
زينبُ حسرى ماعليها خمار
صاحت بحادي العيس دعني على
جسومهم أقيمُ لوث الأزار
أو خلني عند ابن امي ولو
تأكلُ من لحمي وحوش القفار
ضدان فيها اجتمعا عينها
وقلبها تجمعُ ماءٌ ونار

في زفرةٍ تحرقُ وجد الثرى
ودمعهُ تخجل صوب القطار
واعظم الخطب ترى حجة
الله مضاما بينهم كالايجار
يُقادُ في جامعةٍ جهرةً
بالحبلِ موثوقاً يميناً يسار
عرّج على البطحاء واندب بني
عمرو العلى اشياخ عَليا نزار
لو حاربوا جند الورى لاغتدى
منهزماً يطلبُ منهم فرار
قوموا لشمس الدين قد كوّرت
وجُذّ عرنين الهدى والفخار
واجلي دُجى النقعِ ببيض الضبا
وسوّدي بالنقعِ وجه النهار
وقوّمي سمر القنا وامتطي
للحربِ ياهاشمَ قب المهار
قد سئمت مربطها خيلكم
وملت الأجفان بيض الشفار
قد وسمت أميةٌ هاشماً
بميسم العار وذل الصغار

*****
الفاتحة لشاعرها السيد صالح الحلي(رحمه الله) أبكيتني ياسيد صالح كثيرا