ياابن فاطمة وعلي وهل أرفع من هذا القلل يامن ورثت العظمة والخصال السامية كلها لم تخدعك وساوس الدنيا الملونة، وضحيت بروحك العظيمة نذرا لو لم تكن لما رفرف أي لواء الهي، لست امام الشيعة فقط بل قائد لكل الخلائق والعباد الذين رفعت مكانة ايمانهم جوزيف هاشم .. الصحفي والناشط السياسي اللبناني
ان كان يحيى قد تكلم رأسه\ لعظيمِ ماهتكوا مـــــــــن الاسرارِ فلقد تكلم جسمك العاري على\ الرمضا ورأسك فوق رمحٍ عارِ يتلو الكتاب لسانه ورأسه\ يرعى سباياه على الاكــــــــــــــوار ان يرفعوا لك فوق ميّاد القنا\ رأسا فتلك مزية الاقمـــــــــــــارِ او يتركوك بغير دفنٍ بالعرا\ فلقد دفنت بمـــــــــــوضع الاسرارِ
م
في نهاية الأيام العشرة من شهر محرم طلب الجيش الأموي من الحسين بن علي أن يستسلم، لكنه لم يستجب، واستطاع رجال يزيد الأربعة آلاف أن يقضوا على الجماعة الصغيرة، وسقط الحسين مصاباً بعدة ضربات، وكان لذلك نتائج لا تحصى من الناحيتين السياسية والدينية..
حدثت في واقعة كربلاء فظائع ومآسٍ صارت فيما بعد أساساً لحزن عميق في اليوم العاشر من شهر محرم من كل عام.. فلقد أحاط الأعداء في المعركة بالحسين وأتباعه، وكان بوسع الحسين أن يعود إلى المدينة لو لم يدفعه إيمانه الشديد بقضيته إلى الصمود ففي الليلة التي سبقت المعركة بلغ الأمر بأصحابه القلائل حداً مؤلماً، فأتوا بقصب وحطب إلى مكان من ورائهم فحضروه في ساعة من الليل، وجعلوه كالخندق ثم ألقوا فيه ذلك الحطب والقصب وأضرموا فيه النار لئلا يهاجموا من الخلف.. وفي صباح اليوم التالي قاد الحسين أصحابه إلى الموت، وهو يمسك بيده سيفاً وباليد الأخرى القرآن، فما كان من رجال يزيد إلا أن وقفوا بعيداً وصّوبوا نبالهم فأمطروهم بها.. فسقطوا الواحد بعد الآخر، ولم يبق غير الحسين وحده.. واشترك ثلاثة وثلاثون من رجال بني أمية بضربة سيف أو سهم في قتله ووطأ أعداؤه جسده وقطعوا رأسه..
دلَّت صفوف الزوار التي تدخل إلى مشهد الحسين في كربلاء والعواطف التي ما تزال تؤججها في العاشر من محرم في العالم الإسلامي بأسره، كل هذه المظاهر استمرت لتدل على أن الموت ينفع القديسين أكثر من أيام حياتهم مجتمعة..
كتاب/ الجزيرة العربية.المستشرق الإنكليزي د. ج. هوكارت