متى هذا الفتح إن كنتم صادقين

بسم الله الرحمن الرحيم
( أو لم يروا أنّا نسوق الماء الى الارض الجُرز فنُخرج به زرعا
تأكلُ منه أنعامهم وأنفسهم أفلا يُبصرون.
ويقولون متى هذا الفتح إن كنتم صادقين ,
قل يوم الفتح لاينفع الذين كفروا إيمانهم ولاهم يُنظرون.
فأعرض عنهم وانتظر إنهم منتظرون) (السجدة 27 ومابعدها)
المشركون من كفار قريش يسألون عن متى هذا الفتح ؟
فيأتيهم الجواب : يوم الفتح لاينفع الذين كفروا ايمانهم ولاهم يُنظرون!

فما هو المقصود ب يوم الفتح؟؟

قال بعض المفسرين ان يوم الفتح يعني يوم وقعة بدر ومنهم

الشوكاني في فتح القدير :
(عن البيهقي في الدلائل عن ابن عباس في قوله ( ويقولون متى هذا الوعد ان كنتم صادقين )
قال يوم بدر هو يوم فتح للنبي ص فلم ينفع الذين كفروا إيمانهم بعد الموت)(انتهى)

ولكن يوم وقعة بدر لم يكن فتحا وانتفع الكفار بعد معركة بدر بأن آمن منهم الكثير
ونفعهم ايمانهم وهو غير ما تقوله الاية الكريمة ..
وقال غيره من المفسرين ان يوم الفتح هو يوم فتح مكة ,
ولكن يوم فتح مكة انتفع كفار قريش بدليل انهم عندما اظهروا انهم مؤمنين
نفعهم ايمانهم ونجوا من العقاب ,
فقد عفا النبي الكريم ص عليه وآله بقوله : (إذهبوا فأنتم الطلقاء) !
بينما الايات تقول ان يوم الفتح لن ينفع الكفار ايمانهم ولاهم يُنظرون..
تجنبا من مشكل ان يوم فتح مكة انتفع فيه المشركون بأيمانهم,
ذهب المفسرون الى تأويل يوم الفتح على انه يوم القيامة ,
ومنهم الطبري في جامع البيان والزمخشري في الكشاف والرازي
فقالوا انه يوم الحساب في يوم القيامة !!
....

في تفاسير الامامية:

1- الطبرسي في مجمع البيان ذهب الى ماقاله الجمهور:
(قال الفراء: المراد به فتح مكة وقال السدي: الفتح هو القضاء بعذابهم في الدنيا وهو يوم بدر.
وقال مجاهد: وهو الحكم بالثواب والعقاب يوم القيامة)(انتهى)
2-الشيرازي صدر المتألهين في تفسيره (يوم الفتح: يطلق تارة على وقت الولادة المعنوية التي
تنفتح مملكة البدن وعساكر قواها البهيمية والسبعية والشيطانية للروح،
وتارة يطلق على القيامة الصغرى، وهو الموت الطبيعي الذي يفتح باب حجاب البدن،
وتارة يطلق على يوم القيامةالكبرى بظهور المهدي ع وغلبته على الدجّال والدجّالين)
3-الطباطبائي في الميزان : (ويمكن أن يكون المراد هو القضاء بين النبي ص
وبين الأُمة ويكون ذلك في آخر الزمان).
وقال كذلك (يظهر أن المراد بالفتح الفتح الدنيوي)
وهذا قول عرفاني كما ذهب الشيرازي اعلاه ..
4- الفيض الكاشاني في تفسيره الصافي :
(عن القمّي :هو مثل ضربه الله في الرجعة والقائم عليه السلام)
5-القمي في تفسيره : (( أو لم يروا أنَّا نسوق الماء إلى الأرض الجرز ) قال الأرض الخراب ,
وهو مثل ضربه الله في الرجعة والقائم ع فلما أخبرهم رسول الله ص بخبر الرجعة

قالوا: ( متى هذا الفتح إن كنتم صادقين ) وهذه معطوفة على قوله تعالى :
( ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر )
فقالوا: ( متى هذا الفتح إن كنتم صادقين )
فقال الله قل لهم: ( يوم الفتح لا ينفع الذين كفروا إيمانهم ولا هم ينظرون
فأعرض عنهم - يا محمد - وانتظر إنهم منتظرون ).(انتهى)
تأمل استدلاله بالرجوع الى الاية التي قبلها
( اولم يروا انا نسوق الماء الى الارض الجرز)
فإحياء الارض بعد موتها مثل لرجعة القائم ع ثم اتت
آية (متى هذا الفتح ان كنتم صادقين) لتقوي صحة الاستدلال
بأن يوم الفتح هو يوم الظهور المقدس..

6-البحراني في تفسير البرهان ذهب الى ما قاله القمي اعلاه وساق

هذه الرواية عن الامام الصادق ع قوله
قال عليه السلام : (يوم الفتح، يوم تفتح الدنيا على القائم ع فلا ينفع احدا
تقرب بالإيمان ما لم يكن قبل مؤمنا، و بهذا الفتح موقنا،
فذلك الذي ينفعه إيمانه، و يعظم عند الله قدره و شأنه،
و تزخرف له يوم القيامة و البعث جنانه، و تحجب عنه نيرانه،
و هذا أجر الموالين لأمير المؤمنين ع و لذريته الطيبين) انتهى
........................

تأمل اتصال وتناسق المعنى بين نص الاية الكريمة
(ويقولون متى هذا الفتح إن كنتم صادقين ,


قل يوم الفتح لاينفع الذين كفروا إيمانهم ولاهم يُنظرون)!!!

وبين نص زيارة آل ياسين

( ....... وأشهد أنك حجة الله , انتم الاول والاخر وأن رجعتكم
حق لاريب فيها يوم لاينفع نفس إيمانها لمن تكن آمنت من قبل
أو كسبت في إيمانها خيرا ......)

اللهم صل على محمد وآل محمد



مروان