ضمير مستتر" خلف نهضة مشروعٍ تربويّ إسلامي رسالي مؤسّسيّ، هو جمعية المبرات الخيري
..
السيد/جعفر فضل الله.....
..............(رنا إسماعيل)
الراحلة في سَحَرِ هذا اليوم
عن هذه الدّنيا الفانيـــــــــة
"ضمير مستتر" خلف نهضة مشروعٍ تربويّ إسلامي رسالي مؤسّسيّ، هو جمعية المبرات الخيرية، هضمت فيه الرؤية الواسعة للسيد فضل الله (ره)، وعملت على بنائها من اللاشيء أحيانًا، ومقارعةً المستحيل أحيانًا كثيرة، وهاضمةً للخبرات العالمية في التربية والتعليم، ومعيدة إنتاجها على ضوء منظومتها الإسلامية، ومقدّمة تغذيتها الراجعة، بما جعلها حاجةً – وهي المرأة المتديّنة المحجّبة – لمؤسّساتٍ عالميّة.تلك المرأة القائدة الرسالية الرؤيوية، عرفتُ اسمَها عندما كانت تتردّدُ على أبينا السيّد (ره)، الذي كانت هي صنيعةَ الله على يديه، مواكبًا لهمومها الكبيرة، حاضنًا لهواجسها، مجيبًا على أسئلتها، محفّزًا لها لخوض غمار بناء المشروع الأنموذج، ومهوّنًا من عقبات الطريق أمام امرأة طموحة تشقُّ طريقها في عالَمٍ مليء بالأشواك والأذى. وتعرّفتُ إليها عن كثب كمتدرّب في مشروع التطوير الإداري في جمعية المبرات الخيرية في بدايات القرن الحالي، حيث كانت تعيشُ همّ استمراريّة العمل بعد رحيل الجيل الأوّل، وكانت بعد رحيل السيد (ره) لا تهدأ وكأنّها في سباقٍ مع الزَمن قبل أن يفلت من يديها..وهي – مع كلّ ذلك – كانت المتعلّمة أبدًا، التي تخرجُ من ذاتها – بما استطاعت – لتعيد صوغها، والمتواضعةُ لمن حولها، والمعتزّة – في الوقت نفسه – بما تختزنه ذاتها وتجربتها دون تكبّر..حياةٌ ملؤها الكثير من التضحيات والجهاد، وهي بعين الله..لكنَّ تألّق أنموذجها كان في خاتمتها، التي عاشت فيها سكينةً منقطعة النظير منذ أن عَرَفَت بغزو الخبيث صادمًا جسدها الذي كان يضجُّ بالطاقة والرؤى، وبَدَأت الحاجّة المؤمنةُ من اللحظة الأولى تجمعُ مَن حولها لكي لا يؤثّر عبورُها عن هذا العالم على ما فيه من مشاريع ارتبطت بها، وعاشت على نبض روحها، وكأنّها كانت شخصًا انفصَل عن معاناة جسده، ليعيشَ العمر الباقي مع هموم الرسالة..لأسرتها الصغيرة أن تفتخر بها كما لأسرتها الكبيرة، وللحالة الإسلامية في لبنان خصوصًا أن تعتزّ بها قائدة رساليّة لا بدّ أن تُكرَّم كما يليقُ بها وبالرسالة التي انتمت إليها.لا نرثيكِ هنا أختَنا العزيزة، بل بعضُ حقٍّ لك علينا، وقليلٌ من الوفاء منّا.تقبَّلَكِ الله ورفعَ شأنَكِ، ورحِمَنا معكِ.

جعفر فضل الله
الأربعاء 11 صفر 1444هـ 7-9-2022م