عيد الفصح وعلاقته بالشمس وعشتار!


التوقيت
عند تساوي ساعات الليل مع ساعات النهارفي بداية الربيع من كل عام في التقويم المعاصر يكون عيدالفصح ,وفيه أوفي اليوم الذي يليه يصبح النهار أطول من الليل ويتغلب الضوء متمثلا بالشمس على الظلام بعد الشتاء الطويل وهكذا حتى قدوم الخريف لتنعكس الاية فتزداد دقائق الليل فيه تدريجيا وتتناقص دقائق النهار ليتغلب الظلام على الضياء حيث تنزل الشمس جنوبا عن محورها تدريجيا حتى يوم 21-22 ديسمبر (كانون الاول)) ثم تتوقف عن ذلك لمدة ثلاثة ايام وبعدها تعود لتصعد شمالا في يوم 25 ديسمبر. في تلك الايام الثلاث من يوم 22 ألى يوم 25علل القدماء ذلك التوقف لحركة الشمس ثم العودة من جديد في يوم 25 ديسمبر بأنه يوم ميلاد الشمس!
وكما احتفلت الاقوام الماضية على اختلاف منشأها وتقاليدها بميلاد الشمس في يوم 25 ديسمبر فأنها كذلك احتفلت بيوم اول الربيع وبتغلب الضياء من جديد متمثلا بالشمس على الظلام ( وهو موضوعنا الان), وتقدست تلك الاحتفالات حيث كانت طقوس أكثر مما هي احتفالات عابرة وتميزت بدقة التوقيت الذي بني على علم الفلك . كان بعث الحياة وتجددها يستمد من انتصار الشمس على الظلمة في بداية الربيع وكأن بعث الحياة ذلك ما هو الا ميلاد الشمس من جديد و(قيامة) للضوء بعد اندحار.

في أيام الفصح يُحتفل بقيامة المخلص يسوع(ع) من قبره حيث بعث في ذلك اليوم في ميلاد جديد ولذا اطلق على يوم البعث ذلك بعيد القيامة, حيث يعود للحياة بعد أن مات على الصليب فداء لبني البشر, وما تغير توقيت عيدالفصح وتوقيت القيامة من الموت في كل عام الا بسبب الاستناد على توقيت تعادل النهار مع الليل في بدايات الربيع من كل عام, حيث يزحف التوقيت في التقويم ويتأخر حسب دورة الشمس والارض في الافلاك , فليس هناك يوما معينا ثابتا لعيد القيامة في التقويم وأنما الاعتماد على تساوي طول الليل مع النهار الذي بدوره يتغيرفي كل عام في دورة الفلك, وكما يتبين ان الامر لاعلاقة له بالسيد المسيح مطلقا , بل بدورة الفلك .


الاساطير في التاريخ
نتيجة لانبعاث الحياة في الربيع من جديد متمثلة بالشمس واحتفال الناس بذلك البعث, زخرت كتب التاريخ تحكي اساطير الشعوب في الاجيال الغابرة, تلك الاساطير التي مجدت ذلك اليوم (يوم الربيع) وقدسته . عموما يمكن القول أن قصة (عودة الربيع) تدور حول موت وبعث وتمثلت في حضارات مختلفة بتشابه عجيب يحكي تفكير الانسان المتشابه ويحكي حب الشعوب للاساطير والحكايات رغم تباين الازمنة والامكنة .
ففي بابل وادي الرافدين هناك مرة عشتار وتموز واخرى سميرأميس ونمرود, وفي سوريا عشتاروت وبعل , في اليونان هناك نجد أفروديت وأدونيس , وفي مصر أيزيس واوزيريس. تتداخل هذه الاساطير مع بعضها وتستعار الاسماء وتبدل وتتغير مع الزمان والموقع الجغرافي ولكنها تحمل ذات المعنى للاسطورة الاولى, والاسطورة الاولى هي الاقدم وهي اصل الاساطير حيث تأخذ الاولوية بحكم الزمان, وكما يقال بأن وادي الرافدين هو مهد الحضارات واقدمها فمن السهل تقصي اصل الاساطير وتتبع منشأهافي بلاد الرافدين. ولفهم هذا التداخل في التسميات للالهة علينا بقراءة سريعة لاسطورة سميرأميس في بلاد الرافدين وتتطور اسمها ودورها في يوم الربيع المقدس حيث كما يقال هي الاقدم بين باقي الاساطير.
سميراميس زوجة كوش تتزوج ابنها بعد وفاة كوش والابن هو نمرود كما يؤكد ذلك سفر التكوين فيالتوراة 10-8-10, النمرود يصعد الى السماء بعد موته ويسمى بأسم جديد وهو بعل(اله الشمس), ادعت سميراميس أن نمرود (بعل) عاد الى الارض بشكل الناروالضوء ولذا جرت عادة ايقاد الشموع في المعابد استحضارا للاله نمرود, ثم تدعي سميراميس انها (سميراميس) اصلا جاءت من القمر وجاءت الى الارض بشكل بيضة سقطت في الفرات في يوم تعادل النهار مع الليل وهو أو يوم في الربيع- في الاساطير الاخرى فينوس الهة الجمال ايضا ولدت من بيضة سقطت من السماء- ومن الرواية تقدست البيضة فصارت طقس من طقوس عيد الربيع حيث يحتفل بتلوين البيض في عيدالربيع ابتهاجا ب سميراميس. عند تقادم الاسطورة مع الزمن وتباين الامكنة سميت سميراميس ب(عشتار) وسميت البيضة المقدسة ببيضة عشتار! وقالت الاسطورة أن عشتار حملت من بعل بواسطة ضياءه (حيث ان بعل صارفي السماء وهو اله الشمس) لذا حملت من اشعاع نوره فحملها وقع من غير مواقعة (نكاح) وكأنه حمل حصل لعذراء, ويأتي وليدها المقدس تموز ثم يأتي اليوم الذي يُقتل تموز وهو في رحلة صيده حيث يقتله خنزير بري, وتقول عشتار للناس أن تموز صعد الى ابيه اله الشمس بعل , عند ذلك سميت عشتار بأم الاله وملكة السماء, وجرت العادة بصوم الاربعين يوما حزنا على تموز ويمتنع الصائم عن اكل اللحوم ثم ينتهي الصوم عند يوم الربيع الأول وفي أول يوم بعد يوم الربيع وعندها يعود تموز للحياة و يحتفل بوليمة خنزير انتقاما للاله تموز الذي قتله الخنزير البري. ( ملاحظة :الطائفة الايزيدية في شمال العراق والتي تعود في القدم بتعاليمها الى العهد البابلي تصوم الاربعين يوما كذلك , كما تحتفل بيوم عيد مولد الملاك قبل قيامته حيث ولد الملاك في يوم 25 ديسمبر\كانون الاول -انظر بداية المقالة-, وتسمى الوليمة او الاحتفال بوليمة يزد ويزد تعني الملاك (غير البشري)-والتفصيل يخرجنا عن الموضوع .


بالاتجاه شمالا نحو اسيا الصغرى حيث الالهة (سبل) الهة الخصب العذراءفي فرجيا , تضع (سبل) وليدها (أتيس) الذي يصلب ليموت ثم يبعث كل عام في بدايات الربيع في أواخر أذار! وكذلك يقوم اوزيريس ويدعى احيانا (كريست)Christ ! المصري –واحيانا الاله حورس- من موته ليبعث في عيدالربيع ويرحل نحو أبيه الاله (رع) الهة الشمس تماما كما حصل لتموز البابلي من قبل.
تقام نفس الاحتفالات ببعث الحياة في عيدالربيع في أوربا تمجيدا لملكة السماء في اساطير اوربا واسمها استر أو ايستور
Easter, Estore
لاحظ التشابه في الاسم بين عشتار واستر وايستور, وكذلك التماثل في التواريخ.


أصل التسمية
لعيدالفصح عدة الفاظ حسب اختلاف اللغات ولكنه يحمل معنيان رئيسيان احدهما المعنى اللاتيني (الأوربي) , والثاني المعنى الاخر الشرقي كما ذكرفي الكتاب المقدس (ومن المفيد ان اللفظ اللاتيني (ايستر) ذكرفي ترجمة جيمس في ذكره لحادثة حدثت في ذلك التاريخ حيث يقول الكتاب المقدس في اعمال الرسل 12:4 (ولما تم القبض عليه وضع في السجن تحت حراسة اربع مجموعات من الجنود الجنود قاصدا جلبه بعد ذلك في يوم (الايستر) ليمثل أمام الناس), وهو قول يبين معرفة الناس بمعنى ايستر قبل حصول الصلب, فقد كان يؤرخ بتاريخ واسم يوم (ايستر) قبل حادثة صلب المسيح!


اللفظ اللاتيني الاوربي لمعنى ايستر
-الاسم اللاتيني أو الاوربي حاليا لعيد الفصح هو (ايستر Easter ( أستورأو ايستر وهي ألهة الربيع والفجر في الانجلوساكسون ( انجلترا) وهي ذات الالهة في اوربا ما قبل قدوم المسيحية , وكان يحتفل بعيد استر أو ايستور أو ايسترفي بداية الربيع عند تساوي الليل والنهار. لاحظ التشابه في الاسم بين ايستر وعشتار حيث يمكن تقصي التسلسل التاريخي والعودة الى عشتار البابلية التي كانت تكنى بملكة السماء في بلاد الرافدين . في المانيا تسمى (ايستر) بأسم (اوستيرن) ويقال ان الجذر اللغوي لكلمة (اوستيرن)في الالمانية يعود الى معنى (بعث الحياة), وهناك استنتاج اخر يقول أن المعنى يعود الى (ايست) أي الى الشرق حيث تشرق الشمس من الشرق(ايست) وهو استنتاج لابأس به اذا ماقورن بغيره, , ويمكننا القبول بأصل المعنى بالعودة الى بابل حيث عشتار التي كانت تمثل الخصب والربيع فالمحتمل أن اصل الكلمة من الرافدين وسرى الاسم الى اوربا ليتحول الى ايستر الهة الخصب والربيع.
وكذلك ان بلاد وادي الرافدين هي شرق اوربا للذي يقول ان اصل التسمية جاءت من الشرق ايست.

امااللفظ الشرقي لمعنى ايستر


-الاسم الشرقي فهوعيدالفصح ,والفصح أخذ من اليهود حيث سموا ذلك اليوم (بسياح) تكتب فسحا وتقرأ بسخا وفي العربية صار فصح , وتعني (بسياح) العبو أو الأجتياز , ولمعنى (العبور) أصلان:
*
الاصل الاول هو أن عبور اليهود للبحر أثناء هربهم من فرعون كان في يوم عيدالربيع ,


- فأختار موسى (ع) ذلك اليوم ليباغتهم في الهرب كما تقول التوراة حيث كانوافي احتفال اليوم المقدس ذلك عيدالربيع, ولما عبر اليهود البحر أختاروا ذلك اليوم عيدا لهم وسموه بيوم العبور واعتبروه أول يوم في التقويم اليهودي , وكما مر في يوم صلب المسيح في الانجيل اعلاه ان الصلب تم في يوم الفصح مما دل على ان الفصح كان احتفالا معمول به وبه تُؤرخ الاحداث فانه من الطبيعي ان يكون عيد الفصح عيد واحتفال معمول به قبل عبور اليهود للبحر , فرواية التوراة تقول ان موسى اختار ذلك اليوم لانه عيد من الاعياد وهو بلاشك عيد الربيع وولادة الشمس فحتما كان له اسم آخر ثم طغى عليه اسم (بسياح) (العبور) فصار يُدعى بعد العبور بعيد العبور (بسياح)!من الجدير تذكر ان عيد الربيع هو عيد عالمي فلكي احتفلت به كل الاقوام وليس في وادي النيل فقط وارتبط هذا العيد بالعبادة الكوكبية (عبادة الشمس والقمر والكواكب) وهذه العبادة كانت منتشرة في جزيرة العرب ايضا كمثال ما ورد في قصة ملكة سبأ في القرآن الكريم التي كانت تعبد الشمس هي وقومها , فلايقول قائل ان عبور موسى للبحر كان قطعيا في وادي النيل كما تقول التوراة, فهروب موسى وقومه ليس قطعيا كان في وادي النيل بل قد يكون في مكان آخر وهذا خارج موضوعنا الان . فزعم التوراة ان موسى باغت فرعون في يوم عيد الربيع لايعني بالضرورة ان الهرب قد وقع في جغرافية وادي النيل, فكل مناطق الشرق واوربا وجزيرة العرب كان تحتفل بعيد الربيع احتفالا بآله الشمس , وليس فقط بلاد وادي النيل في مصر اليوم!
يختلف التوقيت احيانا بين عيدالفصح المسيحي وبين عيدالفصح اليهودي واحيانا يتقارب والسبب ان التقويم العبري يستخدم السنة القمرية وبذلك حصل الاختلاف , اما التوقيت المسيحي للفصح فقد ثبت بأن يكون في أول يوم أحد بعد أن يكون القمر بدرا وعند تساوي الليل والنهارفي أول الربيع!

*
الاصل الثاني لأسم الفصح (بسياح): تعود التسمية الى تعليل التوراة لها في سفر الخروج حيث تذكر أن ملك الموت لما كان ينزل بالموت والعذاب على أهل مصر كان يمر على بيوت اليهود ولكن عذابه لايصيبهم اذا ماهم لطخوا عتبات أبوابهم بدم القرابين, فعندما يرى الملاك أن عتبة الباب عليها أثاردماء القرابين كان ( يعبر ويجتاز= بسياح) ويمر بسلام دون أن ينزل عليهم العذاب فكلمة (بسياح) تعني عبور عذاب الله أو عبور الموت وتجاوزه عن بيوت اليهود , وهذا دليل على ان العيد موجود ومعروف قبل عبور اليهود للبحر فهو عيد واحتفال قديم بفصل الربيع وانتصار الشمس على الظلمة والبرد .



طقوس عيدالفصح في التاريخ
صوم الاربعين:


يطلق على صوم الاربعين في اوربا بكلمة (لنت) Lent , والكلمة مختصرة في الانكليزية عن , Lentcen ومثلها في الهولندية والالمانية لينزو او لينت وهي تعني فصل الربيع فالصوم له علاقة بشهر الربيع. يمتنع الصائم المسيحي حسب طائفته عن تناول بعض الاطعمة فالبعض يهجر اللحم تماما طوال الاربعين يوما, والبعض يكتفي بالصوم في بعض أيام الاربعين ويقلل الوجبات في باقي الايام, وبعض الطوائف تمتنع عن كل ماهو حيواني كالبيض والحليب وحتى عن زيت الزيتون وتتوقف المعاشرة الزوجية عند البعض لطوال مدة الاربيعن يوما. ليس هناك تشريع واضح في كيفية الصوم ولكن يطلق على فترة الاربعين يوما قبل يوم الفصح بصوم الاربعين.
يقال أن الكتاب المقدس لم يذكر الصوم ولم يسن ذلك ,وليس هناك تعاليم عن كيفية الصوم هذه فمن أين أتى هذا الصوم ودخل المسيحية؟
يقول الباحث الانجيلي جوناس كاسينوس وهو من القرن 15 الميلادي بأنه بحث عن أصل الصوم في الكتاب المقدس فلم يجد له أصلا!
كما يعلل الباحث جون لاندسير بأن صوم الاربعين ماهو الا عادة توارثتها الاجيال من العهود الوثنية حيث لم يكن صوم الاربعين واحيانا الستين يوما الا تبجيلا للالهة! فقد كان هذا الصوم معروفا في وادي النيل تبجيلا للالهة أوزيريس وفي بلاد الرافدين كان تبجيلا للأله تموز وكذلك كان في سوريا وفي البلاد التي قدست أدونيس.
ويعقب الباحث الكساندر هسلوب بقوله أن صوم الاربعين هو صوم بابلي ويستنتج أن طقوس هذا الصوم نفسه لاتزال قائمة في عصرنا الحالي عند الطائفة الايزيدية في شمال العراق , والايزيدية ديانة اقدم من اليهودية (والصلة معروفة بين الديانة اليزيدية والديانات القديمةفي بلاد مابين النهرين لمن تقصى أصول هذه الاديان , ويضيف هسلوب أن القبط في وادي النيل قبل المسيحية صاموا الايام التي سبقت عيدالربيع .
ولكني كاتب هذا المقال وجدت في انجيل لوقا :2-1-4 يقول ما معناه أن (المسيح(ع) كان في البرية لمدة أربعين يوما لم يأكل خلال تلك الايام شيئا وكان جائعا في اخرها ) وهو قول يؤتنس به كدليل على وجود الصوم في المسيحية الا اذا اعتبر الصوم هو تطبيقا لما سبق المسيحية من اديان , وأن كان التفصيل في كيفية الصوم غير واضح ولا يوجد تأكيد على الصوم وكيفيته مما دفع الباحثون الذين مر ذكرهم اعلاه ألى انكار وجود الصومفي الكتاب المقدس!
توقيت الصوم هو الذي يفتح باب الشك, فعملية الصلب (صلب المسيح) تمت قبل عيدالربيع وبعث المسيح في يوم الفصح وهو أول أيام الربيع وهذا التاريخ يصادف بعث الالهة الوثنية في ذلك اليوم بالذات في الديانات السابقة ,وكأن يوم الصلب قد اقحم اقحاما في اسبوع الفصح وعلى خطى الديانات السابقة التي تبعث الهتها في يوم الربيع. وهناك التفاتة يقولها متحججا من يدافع عن قيامة المسيح في يومعيدالربيع وهي أن الشيطان أغوى البشرية وجعلها تمجد بعث الهتها الوثنية في يوم الربيع لتختلط الحكايات على الناس في صلب وقيامة المسيح وبذلك استطاع الشيطان تشتيت البشر عن اليوم الحقيقي لقيامة المسيح في يوم الربيع وذلك بترويجه لموت وبعث الهة وثنية تقمصت المسيح قبل قدومه كالاله تموز وغيره , فالشيطان جعل تلك الاوثان تتقمص شخصية المسيح حتى يُضيع الناس عن حقيقة المسيح ويمجدوا تلك الاوثان بدل تمجيدهم للمسيح نفسه!
ولاندري
هل الشيطان يعلم الغيب ويعلم بقدوم الانبياء وظهورهم قبل مئات السنين , فعلم بقدوم عيسى ع قبل ظهوره بالاف السنين حتى قام بخلق نسخ مزورة من النبي عيسى ع في الشعوب الغابرة فصار كل اله وثني يصلب ثم يقوم في اول الربيع ليبعث الى ابيه ! أم أن كل معضلة تاريخية يقام بتعليقها على حجة الشيطان وعلى اغواء الابالسة! علما أن الالهة السابقون الذين تقول اساطيرهم أنهم يبعثون في يوم الربيع ماهم الا حقائق تاريخية موثقة بالشواهد , فليس هناك نسخ مزورة وانما حقائق واقعة سبقت صلب المسيح(ع) بقرون تحكي عين القيامة والبعث لابن الاله في اول الربيع,
وعلى نمط التحليل الديني وردا على تلك الحجة يمكن القول : ما ذنب عشرات الاجيال السابقة في عبادتها لوثن متقمصا الاله المخلص؟ , وماواجب الرسل والانبياء أليس عليهم أن يبينوا للناس حقيقة هذه الاوثان المتقمصة للمسيح(ع), ولكننا لاوجود لذلك في تعاليم الانبياء والرسل فهم لم يذكروا تقمص وثن لشخصية المسيح(ع), وانما كانت دعوتهم تنهى عن عبادة الاوثان دون ذكر شئ عن تقمص لنبي سيأتي اسمه عيسى.


أن الامر لايعدو ان يكون سوى تكرار للاساطير السابقة وتقميصها لشخصية المسيح ع الذي امنت به شعوب الامبراطورية الرومانية التي كانت اصلا تعبد آلهة سابقة ومنها اله الشمس (مثراس) فاقحمت طقوسها وعاداتها القديمة على الديانة الجديدة ليستمر تمجيد الشمس بدين جديد تحت اسم المسيحية والمسيح.
في عام 519 ميلادي صدر قرار بابوي في روما وفيه حدد الصوم بأربعين يوما وعلى أن يكون تماما قبل عيدالفصح وينتهي في عيدالفصح عيد الربيع , ويبين لنا هذا القرار أن قبل سنة 519 ميلادية كان الصوم غير محدد ,ويبين الكاتب هسلوب ان الصوم في بعض المناطق كان ستين يوما وفي بعضها اربعين يوما ,وفي فلسطين والعراق والكلام للباحث هسلوب:لم يكن الصوم على اختلاف طول مدته الا تمجيدا للالهة عشتار(ايستر)!! اذن حددالصوم بعد 519 من ميلاد المسيح(ع) وقبل ذلك لم يكن معروفا بوضوح.

البيض الملون:
يحتفل العالم في أول يوم الربيع وهوعيدالفصح بتلوين البيض وزخرفته وقد صار تلوين البيض طقسا من طقوس عيدالفصح في كل مكان فما هو أصل البيض وتلوينه؟
يعتبر البيض رمزا للخصب والتكاثر وتذكره
في عيدالفصح ليس بالأمر الجديد فأن الاكلة الرئيسية في عيدشم النسيم في وادي النيل هي البيض , وتلوين البيض فيالديانة الزرادشتية- في يوم عيدالنوروز وهو أول أيام الربيع- أمر يمكن مشاهدته في عصرنا الحالي على موائد العيد الزرادشتي حيث تقام منضدة توضع عليها اطباق طعام وبيض ملون باللون الاحمر. فمن أين اتى تلوين البيض؟في عصرنا الحالي وفي أيام الفصح؟ .
النص الاتي مترجم بتصرف وعلى شكل نتف من بحث طويل للباحث جيمس بونويك يغني عن التنقيب في التاريخ , فهو يقول ( علق البيض في معابد وادي النيل , حيث جسد البيض تجدد الحياة, كان البيض الملون في معابد وادي النيل في ايجبت يعلن بداية الربيع وعهد جديد من تجدد.......ويستأنف كاتبا : بعد سقوط البيضة الاسطورة في نهر الفرات فأنها فقست عن عشتار أو عن فينوس..)!

ويكتب الكساندرهسلوب : ( تقول الاسطورة البابلية أن بيضة من السماء سقطت في نهر الفرات ودفعتها الاسماك نحو الساحل, ثم جلس الحمام عليها حتى فقست وولدت عشتار ثم دعيت عشتار بأسم فينوس في سوريا.. ومنذ ذلك الحين صارت البيضة مقدسة) انتهى كلام هسلوب.
ويستنتج الباحث كوبر بأن (الولادة من البيض انما هو تعبير عن الولادة من عذراء)!

الارنب في عيدالفصح:
بيع وشراء الحلويات والشكولاتا المصبوبة على شكل ارنب امر شائع في أيام عيدالفصح, وكذلك الدمى والتصاوير التي تصور الارنب, وقد اصبح اسم الارنب والبيض جزءا لاينفصل عن عيدالفصح , فما هو دخل الارنب بالصلب والقيامة ؟
يقول الباحث باناتي( ايستر الهة الخصب ويعني اسمها مع بعض التحوير فصل الربيع ايضا, هذه الالهة ايستر رُمز لها بالارنب البري في الماضي ثم اصبح الارنب المألوف بدلا عن الارنب البري رمزا لها ومنها جاء اسم ارنبة الفصح).
يقول الكاتب كوبر في كتابه تحت بيضة الفصح:الارنب البري هو رمز الولادة وتجدد الحياة في بداية فصل الربيع وهذا الرمز معروف قبل المسيحية, نعم الارنب البري أو الارنب ماهو الا تجسيد للالهة ايستر , الهة الربيع والفجرفي اوربا.

اندساس الاسطورة في الدين
الكتاب المقدس في رؤيا حزقيال 8:13:16 يذكر نصوصا تزدري الذين تركوا دينهم التوحيدي وعادوا الى عبادة الهتهم القديمة.
(....ثم أتى بي الى مدخل بوابة بيت الرب وهي موجهة نحو الشمال ثم قال لي, توقف وانظر, هناك امرأة جالسة تنحب على تموز, ثم قال لي الا ترى هذا ياابن الانسان, ولكن مرة اخرى سترى من شكل هذا الكفر ما هو اعظم منه) وكذلك في نفس الرؤيا
(...هناك مايقارب 25 رجلا قد اداروا ظهورهم لبيت الرب وولوا وجوههم نحو الشرق, انهم يعبدون الشمس....)
النص اعلاه يبين أن تفوق عبادة الشمس على التوحيد فيا لاقوام التي ذكرها التوراة قد حصل, وتزخر كتب التاريخ بقصص ترك اليهود لعبادة الله تعالى واختيارهم العجل مرة والاله بعل مرات اخرى, كما في سفر القضاة13-11-2
ولاد اسرائيل فعلوا الخطيئة في عين الرب.. حيث هم نبذوا عبادة الرب, وعبدوا بعل وعشتاروت)
وفي سفر الملوك 11:4:6 بخصوص النبي سليمان ع (ثم جاء الوقت الذي اصبح فيه سليمان شيخا كبيرا, وعندها قامت زوجاته باستمالة قلبه نحو عبادة الهة أخر.. حيث سليمان اتجه نحو عبادة عشتاروت الهة الزيدونين.. ومافعله سليمان انما هو خطيئة في عين الرب, حيث لم يتجه نحو عبادة الرب كما فعل ابيه داوود)! ويبين التوراةبعد ذلك كيف أن المٌلك ضاع من ورثة سليمان و انتهى لفعله الخطيئة بعبادة عشتاروت. وعشتاروت هي عينها عشتار البابلية وتغيرت اللفظة بحكم المكان واللغة.
النص السابق حول سليمان يبين تسلل الاسطورة في الدين وتغلبها ليس على السذج وعامة الناس فقط, وانما حتى على النبي المرسل والملك الحاكم. للذين لايقبلون هذه النصوص كونها تنتقص من نبي مرسل, عدم قبول النص لايغير شيئا فالنص موجودفي التوراة وهو دليل على اندساس عبادة عشتار في اليهودية , حتى وإن قيل ان التوراة مكتوبة باقلام احبار زورا التوراة وغيروا الكلام عن مواضعه , فهذا النص التوراتي بغض النظر عن صحته او كذبه وثيقة تاريخية تحكي حالة مرت بها الشعوب.

واذن عشتار ملكة السماء دخلت ديانة التوراة ووردت فيها وتمجيدها وتمجيد وليدها تموز اصبح واقعا ساريا الى عصرنا هذا وأن تغير اللفظ وتغير الاسم حيث يصبح مرة الهة الساكسون وربة الربيع والخصب( ايستر) ومرة (عشتاروت) واخرى (سبل)وهكذا فقد سرت الاسطورة الى العالم وتموز البابلي نجده يصبح مرة (كريشنا )أو (ديونسيس) أو (بوذا) أو (مثراس الهة الشمس) أو (المسيح ع) وفيكل حضارة اسم جديد والحكاية واحدة! هذه الاسطورة اندست في الاديان السماوية وعشعشت في نصوصها وتداخلت في طقوسها وصارت واقع يحتفل به في يوم الربيع في عصرنا . أن هذا التشابه بين عيدالفصح وعيد الربيع في التسمية و التوقيت وفي بعث الاله فيأول يوم الربيع وقيامته من موته وفي كون أمه حملت به من غير مواقعة , وفي طقوس الصوم والبيض الملون والارنب ,تشابه لايمكن تجاهله فهو ليس تشابه في خاصية واحدة أو اثنتين ليُقال هذا من قبيل المصادفة وانما التشابه في كافة الخواص والمزايا , وسيفتح هذا التشابه الباب لمن كانت هذه الحقائق جديدة عليه ليتقصى الحقيقة ويزداد معرفة

.........................................
مروان في نيسان\ابريل 2021
المقال الاصلي كتبته في حزيران\يونيو عام 2008
وقد نقحت المقال اليوم نيسان\ابريل عام 2021

مصادر البحث


1-The Holy Bible
2-Graves , kersey. The worlds’ sixteen crucified saviors ( 1875)
3-Hislop, Alexandr. The two Babylons( 1916)
4-Panti , Charles. Sacred Origins of Profund Things(1996)
5-Koster. Come Out of Her my People(1996)
6-John, Pratt.
Newton’s date for the Crucifixion www.Johnpratt.com/items/doors/newton.htm
7- Larry Boemier. Asherah and Easter www.worldmissions.org
8-Panti, Charles. Panati’s Extaordinary origins of Everyday Things