رمضان كريم وانتم ترفلون بالصحة والعافية اعاده الله علينا وعليكم باليمن والبركات، لو كان سوق عكاظ لهذا الزمن لا أخال النابغة الذبياني ولا امرؤ القيس يستثنون هذه القصيدة ليأمروا بتعليقها على جدار الكعبة المشرفة، لما لها من جزالة اللفظ وجمالية الابيات كيف لا وشاعرها اطلق العنان لجوانحه وكل ما اوتي من بلاغة المعنى فعلا هذه القصيدة كلماتها وابياتها يسبق الشعر ويغلب السحر، القصيدة لفيلسوف الباكستان الدكتور المحامي محمد اقبال الباكستاني وهو من مدينة لاهور، انشد القصيدة في الصحن الحسيني عام 1953 وكانت وقتها قنبلة الشعر، لا أطيل عليكم سلفاً الترحم على شاعرها وقراءة الفاتحة على روحه ونحن في هذا الشهر الكريم وهو شهر الله لهو اقل مايقدم لهذا الجهبذ......
نســـب المســيح بنــى لمريم ســـيرة**بقيــت علــــى طول المدى ذكراهـــا
و المجـد يشــرق من ثــلاث مطالــع**فــــي مهــد فاطمـة فمــــا أعلاهــــــا
هي بنت من هي زوج من هي أم من**من ذا يدانــــي فـــي الفخــار أباهــــــا
هي ومضة مـن نور عين المصطفى **هــادي الشــعوب إذا تـروم هداهــــا
و لــزوج فاطمة بســـورة هـل أتـــى**تـــاج يفوق الشـمس عند ضحاهـــــا
فـــي روض فاطمة نما غصنان لـــم**ينجبهمـــا فــــــي النيرات سواهــــــا
حســن الـــذي صان الجماعة بعدمــا **أمســـى تفرقهــــا يحــــل عراهـــــا
و حســين في الأبرار و الأحرار مـا **أزكـــى شمائلـــه و مـــــا أنداهـــــــا
هــــي أســوة للأمهــــات وقـــــدوةٌ**يترســم القمـــر المنيـــر خطــاهــــــا
لمــا شـــكى المحتاج خلف رحابهــا **رقـت لتلك النفس فـــــي شكواهــــا
جـــادت لتنقــذه بـرهــن خمارهــــا**يــا سـحب أيــن نـداك مــن جدواهــــا
نـــور تهاب النــــور قدس جلالــــه**و منــى الكواكـــب أن تنــال ضياهــا
جعلت من الصبر الجميل غذاءهـــا **و رأت رضى الزوج الكريم رضاهـــا
فمهــــا يرتــــل آي ربـــك بينمـــــا **يــدها تدير علـــى الشـعير رحاهــــا
بلــّت وســـادتها لآلـــئ دمعهـــــــا **مــن طـول خشـــيتها ومـن تقواهـــا
جبريل نحــو العرش برفع دمعهــا **كالطـلّ يروي فـــي الجنـان رُباهـــــا
لـولا وقوفـي عند أمر المصطفــى **وحــدود شـــرعته و نحــن فداهــــا
لمضيت للتطواف حول ضريحها **و غمـرت بالقبـلات طيــــب ثراهـــــا