أرواح زكية تراق في مستشفيات الفساد والأهمال ..!
إبراهيم محيسن الخفاجي.
رائحة الموت تملى سماء الناصرية، وسحب الدخان تُلبس الناصرية ثوب الحداد، جثث متفحمة، موت مريع تقشعر له الابدان، مظهر مخيف ومحير ومقزز ، أبناء الناصرية يموتون حرقاً وعوزاً وظلماً وجوراً وعدواناً لينعم اخر في مكان ما بكرسي سلطة او يستلذ متنفذ هنا او هناك بامتيازات منصب اي قبح اكثر من هذا ....؟!

يعز علينا ان تكون الناصرية كالثكلى تتربع على صدارة تصدير الموتى لمقبرة وادي السلام ولا من جبين يحمل ولو قطرة حياء واحدة ينتشلها مما هيه عليه من بؤس ..!

أني لـ أعجب لحال الناصرية يطاردها الموت في كل زاوية ومكان، ويتربص إولادها بكل الاشكال وجميع الكيفيات..!

أكل العوز من جرف حياتهم حتى نالهم ما نالهم من ويل وثبور، يلوذون ويتخفون بخيالهم من فقرهم وضيق حالهم لا يقوون على اعالة عوائلهم يكفيهم ما هم به من عذاب مطاردون من كل حدب وصوب السرطان وكورونا والامراض الاخرى ناهيك عن حوادث السيارات والقتل والاقتتال فيما بينهم واسباب الموت المتعددة ولا من مغيث لهم الا الله.
فطرياً عندما يمرض الانسان يهرع صوب المشفى كي يصارع للبقاء على قيد العذاب في هذه الحياة، خوفاً من اخطبوط كورونا المرعب او عارض اخر، فيسقطون في اتون جهنم سوى الادارة او عدم التزام قواعد السلامة او لربما فعل فاعل لهدف خبيث ولا استبعد ان يكون وراء هكذا افعال رؤوس حكومية متنفذة لتنفيذ أهداف يصعب تمريرها في الوضع الطبيعي ، فيقدمون البسطاء لقمة سائغة على طبق نيران الفساد والاهمال واللامبالاة ويتفحمون قرباناً لهذا الصنم او ذاك ...!

الناصرية البسيطة بأهلها الطيبين وفطرتهم السليمة تحولت بتخطيط الماكرين تحت تأثير الفقر والجهل الى حطب للمشاريع الكبرى وساحة للصراعات بين الخصوم فهل من منقذ ...؟