المتتبع لتصريحات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي واعضاء حكومته، يشعر وكأن اوكرانيا تحارب ايران وليس روسيا، التي ينحصر دورها في استخدام الاسلحة الايرانية، ولولا هذ السلاح لكان الجيش الاوكراني قد دخل موسكو منتصرا.



لا يمر يوم، إلا ويصرح مسؤول اوكراني، حول مخاطر "السلاح الايراني" على اوكرانيا، والذي "غير معادلة الحرب" لصالح روسيا، وحرم اوروبا من الكهرباء، وادخل اوكرانيا في عتمة، ونسف كل البنية التحتية لاوكرانيا ، ويهدد الامن الغذائي للعالم، ولولا هذه "السلاح " لما تمكنت روسيا ان تسجل اي انتصار على جيش زيلنسكي!!.

اللافت انه مع كل تصريح لمسؤول اوكراني، عن تطورات الميدان، نسمع لاحقة باتت تتكرر وبشكل غريب مع كل تصريح، وهو دعوة هؤلاء المسؤولين لفرض عقوبات امريكية واوروبية وغربية واممية على ايران، ولا ندري كيف خطر ببال هؤلاء المسؤولين جميعا ان يطالبوا بفرض عقوبات على ايران، بينما اكثر من ربع اراضي اوكرانيا باتت خارج سيطرتهم؟!، هي صدفة ام ان هناك من يلقن هؤلاء ما يقولون؟!.
وصل الامر بالمسؤولين الاوكرانيين حدا، ان يخرج علينا المتحدث باسم سلاح الجو الأوكراني يوري إهنات ليقول :"ان الجيش الأوكراني يخشى من قيام روسيا حاليا بشراء صواريخ متوسطة المدى من إيران لاستخدامها ضد أوكرانيا فهذا أمر خطير لأن أوكرانيا ليس لديها أسلحة دفاعية مناسبة"، وكأن روسيا دولة من دول العالم الثالث، وليس دولة عظمى، تمتلك من الاسلحة ما لا يملكه اي بلد في العالم، فإهنات هذا يريد ان يقنع الري العام العالمي، بان اوكرانيا لديها اسلحة دفاعية مناسبة للصواريخ الروسية ، الا انها لا تمتلك مثل هذه الاسلحة لمواجهة الصواريخ الايرانية.
اما الرئيس الأوكراني زيلينسكي فقط برر وقف بلاده تصدير الكهرباء لدول أوروبا، بالهجوم الروسي على منظومة الطاقة في اوكرانيا بالصواريخ والمسيرات الانتحارية، ولم ينس ان يطالب بفرض عقوبات على ايران بسبب ذلك!. حتى ان زيلينسكي، خلال لقائه برئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير، لطلب المساعدات، نراه يطالبها ايضا "فرض مزيد من العقوبات على إيران"!.
ذهب المسؤولون الاوكرانيون بعيدا في "حربهم ضد ايران"، بعد ان طالب بعضهم بالرد على ايران بطرق اخرى ابعد من فرض العقوبات، رغم كل تاكيدت المسؤولين الايرانيين، ان ايرن لم تزود روسيا بالمسيرات خلال الحرب، وكل ما هنالك انها اعطت روسيا قبل الحرب عددا قليلا من المسيرات، في اطار التعاون العسكري بين البلدين.
بات واضحا ان عداء زيلنسكي لايران لا علاقة له بالجلبة التي يثيرها هو واعضاء حكومته بشان المسيرات، بل يأتي استجابة لإملاءات خارجية ، منها امريكية واخرى "اسرائيلية"، وإلا لو كان زيلنسكي صادقا في بحثه عن الحقيقة فيما يخص المسيرت، لما رفض الاجتماع بالايرانيين قبل اسبوعين لمناقشة اتهامات استخدام طائرات إيرانية مسيرة في أوكرانيا، وبدلا عن ذلك راينا المتحدث باسم الخارجية الأوكرانية أوليغ نيكولينكو، يخرج علينا بتصريح مفاده: ان "على طهران أن تدرك أن عواقب التواطؤ في جرائم العدوان الروسي ضد أوكرانيا ستكون أكثر شمولاً بكثير من فوائد الدعم الروسي".
اثبت المسؤولون الاوكرانيون، انهم لا يولون اهمية بمصالح بلادهم، بقدر اهتمامهم بما يُطلب منهم من جهات باتت معروفة في عدائها لايران، وتطرب لمثل هذه التصريحات التي تتهم ايران، لتحقيق اهداف بعيدة كل البعد، عن الحرب في اوكرانيا، فهؤلاء المسؤولون وعلى راسهم زيلنسكي، يعرفون قبل غيرهم، ان روسيا لا تحتاج سلاحا من اي مصدر كان وان كل ما يحدث في اوكرانيا اليوم من ويلات، هو بسبب التبعية العمياء لهؤلاء المسؤولين للسياسة الامريكيىة والاسرائيلية.
من المخزي على زيلنسكي ان يواصل تجسيد دور الممثل الكوميدي، ويقوم بتنفيذ هذه المهمة المهزلة، المتمثلة في تحميل كوارث اوكرانيا على بضع مسيرات ايرانية، بينما مخازن ومستودعات الغرب كله، مشرعة له دون حساب.