ما صحة الحديث (لو كانَ العلمُ معلق بالثّريّا لتناولها رجل من قوم هذا. واشار الى سلمان المحمدي...)؟
ما مدى صحة الحديثين (لو كان العلم معلقا في الثريا لتناوله رجل من فارس او لو كانت الايمان معلقة في الثريا لتناولها رجل من قوم هذا. واشار الى سلمان المحمدي) كذلك صحة الحديث. (ولد الاسلام غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء)
الجواب :
السّلام عليكُم ورحمة الله:

الجوابُ عنِ الشّقِّ الأوّلِ منَ السّؤالِ أنَّ حديثَ لو كانَ العلمُ بالثّريّا وفي لفظٍ آخرَ لو كانَ الإيمانُ عندَ الثريّا ، وفي لفظٍ ثالثٍ لو كانَ الدّينُ بالثّريّا لنالهُ رجالٌ مِن أبناءِ فارس هوَ حديثٌ صحيحٌ لا إشكالَ فيه، رواهُ الجمُّ الغفيرُ منَ الفريقين ، إذ أخرجَه البُخاريّ ومسلمُ وأصحابُ السّننِ والمسانيد. [ينظر: سلسلةُ الأحاديثِ الصّحيحةِ للألبانيّ (ج3/ص14)، رقمُ الحديثِ (1017)]، ووردَ الحديثُ في كتبِ الإماميّةِ في أكثر مِن مصدرٍ، منها: قربُ الإسنادِ، للحميريّ، (ص ١٤٥)، وبحارُ الأنوارِ للمجلسيّ، (ج ٢٢/ص ٥٤) وغيرُهما. وكذلكَ أوردَ الحديثَ جمهورُ المُفسّرينَ مِن كِلا الفريقينِ عندَ قولِه تعالى: «يَستَبدِل قَوماً غَيرَكُم». والواقعُ التّأريخيُّ يثبتُ ذلكَ، إذ ما مِن علمٍ منَ العلومِ المُصنّفةِ إلّا وتجدُ فيهِ الحظوةَ العاليةَ والبروزَ الأكبرَ لأبناءِ فارس، فانظر مثلاً إلى علومِ النّحوِ والصّرفِ والبلاغةِ والأصولِ والفلسفةِ والفقهِ والحديثِ ، إذ تجدُ العلماءَ المُبرّزينَ في هذهِ العلومِ هُم مِن أبناءِ فارس بقطعِ النّظرِ عن مذاهبِهم الفقهيّةِ والعقديّةِ، ولا ينكرُ ذلكَ إلّا جاهلٌ أو مُعاند.

وأمّا الجوابُ عنِ الشّقِّ الثّاني منَ السّؤالِ: فإنَّ حديثَ (إنَّ الإسلامَ بدأ غريباً وسيعودُ غريباً كما بدأ فطوبى للغُرباء). هوَ أيضاً حديثٌ صحيحٌ لا إشكالَ في صِحّتِه، وقَد رواهُ الجمُّ الغفيرُ مِن علماءِ الفريقينِ في كُتبِهم. [ينظر : سلسلةُ الأحاديثِ الصّحيحةِ للألبانيّ (ج3/ص267)، رقمُ الحديثِ (1273)]، و[ينظر: بحارُ الأنوارِ للمجلسيّ ، ج ٣٠/ص ٧٩)، بحارُ الأنوار، ج ٥٢/ص ١٩٣)، إذ أوردَ لهُ أكثر مِن طريقٍ عِن أهلِ البيتِ عليهم السّلام. ثمَّ عقّبَ على الحديثِ بما بيّنَهُ الجزريُّ عَن هذا الحديثِ حينَ قالَ فيه: إنّ الإسلامَ بدأ غريباً وسيعودُ كما بدأ فطوبى للغُرباء. أي إنّه كانَ في أوّلِ أمرِه كالغريبِ الوحيدِ الذي لا أهلَ لهُ عندَه لقلّةِ المُسلمينَ يومئذٍ وسيعودُ غريباً كما كانَ أي يقلُّ المُسلمونَ في آخرِ الزّمانِ فيصيرونَ كالغُرباءِ فطوبى للغُرباءِ أي الجنّةُ لأولئكَ المُسلمينَ الذينَ كانوا في أوّلِ الإسلامِ ، ويكونونَ في آخرهِ ، وإنّما خصّهم بها لصبرهم على أذى الكفّارِ أوّلاً وآخراً ولزومِهم دينَ الإسلام. ودمتُم سالِمين.