أولا : لابد من قراءة هذه المقالة ل حافظ آل بشارة وهي تذكر
القراء بأن الاحتلال الامريكي للعراق ليس عسكريا فقط بل اكثر من ذلك ,
ثم بعدها يأتي الموضوع
بقلم :حافظ آل بشارة
الاحتلال الامريكي للعراق تجاوز حالة الاحتلال العسكري ، واصبح احتلالا متعدد الاشكال ، فهو:


1- احتلال سياسي لأن اميركا هي التي تتحكم بالانتخابات وموعدها ونتائجها ، كما ان اميركا تحتضن ساسة الكرد والسنة ونصف ساسة الشيعة فهم اصدقاؤها وهم الذين ينوبون عنها في تنفيذ مخططاتها وقد خصصت لهم امتيازات هائلة.

2- كما ان اميركا تحتل العراق اقتصاديا وتتصرف بعوائده النفطية عبر البنك الفدرالي ، ولا يوجد اي قانون عالمي او محلي يسمح لاميركا بالاستيلاء على عوائد النفط العراقي بهذا الشكل والتحكم بالمبلغ الذي يعطى للعراق شهريا من امواله !

3- كما ان اميركا تحتل العراق امنيا لانها ترسل عصابات داعش التابعة لها الى اي مكان تريد في العراق ، وتشن هجمات باستخدامها كيفما تشاء ، وتعد مواقع وادي حوران الشهيرة نموذجا للاحتلال الامني الامريكي الذي لا يستطيع احد مناقشته.

4- اميركا تحتل العراق اجتماعيا وذلك باختلاق جماعة فوضى او اكثر من جماعة دربتها ومولتها وهي قادرة على تأزيم الوضع الاجتماعي متى ارادت اميركا ذلك ، فيحتلون الشارع ويشعلون الاطارات ويعتدون على القوات الامنية ، ويغلقون الجسور والدوائر والمدارس ويعطلون الحياة اليومية، ومعهم فريق مكلف بقتل بعضهم لالقاء اللوم على القوات الامنية .

عندما تريد اميركا اسقاط الدينار العراقي ليكون مثل التومان الايراني او الليرة اللبنانية ، وفي الوقت نفسه تهاجم محافظات عديدة باستخدام داعش ليقتلوا المدنيين ، وفي الوقت نفسه تطلق المتظاهرين في شوارع الوسط والجنوب ليحرقوا الشارع ويعطلوا الحياة . ثم ترسل قادة سنة وكرد وشيعة من اصدقاءها الى الفضائيات ليصرحوا بأن ايران هي السبب في هذا الوضع !!! هذه التوليفة من الاجراءات الامريكية اذا تم استخدامها بشكل متزامن فهي كافية لانهيار العراق واسقاط العملية السياسية.

اذن كل هذه الاشكال من الاحتلال الامريكي للعراق تجعل الاحتلال العسكري من خلال قواتها الموجودة في قاعدتي عين الاسد وحرير والمنطقة الخضراء ومطار بغداد احتلالا ثانويا ، فسواء انسحبت تلك القوات ام لم تنسحب فالاحتلال اعمق واخطر ، كل الذين كانوا ينادون باخراج القوات الامريكية ثم سكت بعضهم يعرفون هذه الحقائق ويعرفون ان القضية ليست قضية قوات امريكية ، بل القضية قضية هيمنة متعددة الاشكال اخطر من الاحتلال العسكري التقليدي.حل هذه المشكلة يكون من خلال النظر الى ملف الاحتلال من كل الزوايا ، ليصل الجميع الى قناعة تقول ان الاحتلال لا يخرج من بلد ما عبر التفاوض والنقاش والاتفاقات ، ولم يحدث ذلك يوما في تأريخ الاحتلال ، بل يخرج بالقوة.


‎2023-‎01-‎20

.انتهى مقال حافظ آل بشارة .................................





تعليقي على المقال اعلاه وعلى الموضوع ؟

ترى ماهي الالية التي اعتمدها الاحتلال الامريكي
ووظفها لصالحه في سبيل ادامة احتلاله للعراق ؟؟
وأين صارت وعود كتائب المقاومة في اخراج المحتل الامريكي؟
وكيف وصل الحال الى تدخل السفيرة الامريكية في كل صغيرة وكبيرة في الحكم والاقتصاد؟
والجميع ساكتون سادرون ؟؟
كيف تحول الاحتلال الامريكي الى قدر العراقيين الذي لامفر منه ؟
كيف لأيران المعادية لامريكا لاتعمل اي خطوة في سبيل اخراج الامريكي من العراق ؟
والاسئلة لاتنتهي ؟

الجواب ببساطة هو مايلي :
استفادت امريكا من أمور عراقية اجتماعية وعشائرية وسياسية عديدة في العراق
لتوظيفها لدعم بقائها في العراق , من هذه الامور امور واضحة مثل :
داعش وعصاباتها ,
مسعود برزاني ودولته ,
الاقتتال الطائفي , طمع السياسيين ..الخ
استفادت امريكا من هذه العوامل ووظفتها كركائن شرعية
وقوة لوجودها في العراق ,
ولكن
الحركة المقتدائية
هي اقوى سند ودعم خفي للاحتلال الامريكي في العراق ,
سيقول قائل وكيف ذلك :

الجواب :
1- في اي ساعة تعلن كتائب المقاومة تحشدها واستنفارها للقيام بعمليات
ضد الاحتلال الامريكي , فإن أول من يقف في وجه هذه الكتائب هو مقتدى وعصاباته ,
والتاريخ شاهد على ذلك وكمثال بسيط للقارئ هو أن سرايا مقتدى قامت اكثر من مرة
بتقديم احداثيات بيوت ومقرات كتائب المقاومة , الى الامريكي ..
2- في أي ساعة تقرر الحكومة (ايا كانت) عمل تصويت ودعوى لاخراج المحتل الامريكي
فإن مقتدى وعصاباته سيقومون بالفوضى وخلق الاضطرابات وتعطيل الحكومة واسقاطها
وقد حدث هذا قبلا وسيحدث ولايزال مستمر بموجات تكبر وتصغر حسب الوضع ..
3-مقتدى جاهز في اي لحظة لدعم المشروع الامريكي في سبيل اسقاط وتخريب
والانتقام من اعداءه السياسيين في العراق وهو يعلم تماما ان امريكا تعي هذه الحقيقة
وتعلم امريكا ان وجود مقتدى هو قوة ودعم لشرعية وجود الاحتلال..
والامثلة في ذلك كثيرة جدا منها وقوف تيار مقتدى ضد التصويت على قرار
بناء البنى التحتية في حكومة المالكي الاخيرة , ووقوف تيار مقتدى ضد تسليح
الجيش الذي طالبت به حكومة المالكي وكانت مها الدوري ممثلة تيار مقتدى هي المتحدث
عن وجوب عدم تسليح الجيش وتقويته والمقاطع في اليوتوب متوفرة لمن يريد التأكد ..
وغير ذلك كثير ..

مقتدى هو الحجر الاساسي في دعم وجود الامريكي بتقديمه للبديل
الذي يريده الامريكي, وهذا البديل هو الفوضى والاضطرابات والاغتيالات والتخريب,
هذه حقيقة يعرفها كل السياسيين وكل المقاومين في العراق وحتى أيران تعرف هذه
المعادلة
ولهذا فهم في ورطة ,
1-إن قرروا ان يخرجوا امريكا فأن اول من يواجههم
هو الجمهور المقتدائي الشعبوثي بحرب تخريب وفوضى واغتيالات ,والتاريخ
خير شاهد على ذلك في عشرات المواقف و((على سبي المثال لا الحصر الجميع
يتذكر ما حصل عند محاصرة الفلوجة للقضاء على داعش وافشال المشروع الامريكي
عام 2015 فإن مقتدى اعلن اعتصامه في الخضراء في خيمة ودخل غوغاؤه مجلس
النواب وكان التهديد هو اسقاط الحكومة وتعطيل العملية السياسية والعسكرية
في سبيل انقاذ داعش المحاصرة في الفلوجة ..))..
2-وأن سكتوا وهادنوا الامريكي في سبيل تسيير امور الشعب والسيطرة على الحكم
فإنهم تحولوا الى عملاء للامريكي وتسابقوا ضد مقتدى لنيل رضا المحتل ,
وهو مايحدث حاليا اليوم ..
.......................

في الوسط السني كان هناك عصابات داعش التي بررت عودة الامريكي والحلفاء
فداعش عسكريا داعمة للوجود الامريكي وسياسيا عن طريق عملاؤها مثل الخنجر
وغيره داعمة كذلك , وفي الوسط الكردي برزاني هو الدعامة ,
اما في الوسط الشيعي والجنوبي فإن الداعم الاول للوجود الامريكي هو مقتدى
وهو السكين الجاهز لضرب المقاومة في أي لحظة تعلن استنفارها لاخراج المحتل ,
فإذا ارادت المقاومة وايران والعراقيين الاعلان عن استنفار اخراج الامريكي
فعليهم ان يفكروا مئة مرة قبل ذلك بإن التيار الشعبوثي جاهز لتخريب اللعبة
والخروج بعباءة الشرعية الصدرية المقدسة المدعومة عشائريا ودينيا ..
وهكذا كان ...


سلام عليكم