النقد المسموح✅ و النقد الممنوع❌
سماحة العلامة الشيخ حسين الخشن (حفظه الله)


إن الفارق بين النقد المسموح والنقد الممنوع كبير جداً، بحجم الفارق بين النصيحة والفضيحة، وبين التوضيح والتجريح وبين الأمانة والخيانة، وبين الفتق والرتق، وبين تسديد الخطى وتسجيل النقاط .


فلا يتوهم أحد أن النقد يلتقي أو يندرج تحت عنوان الغيبة أو هتك الآخر وفضحه أو نحو ذلك من العناوين المذمومة شرعاً، فإن الغيبة هي كشف عيوب الآخر مما يرتبط بحياته الخاصة الشخصية،

وأما النقد فهو عبارة عن الاعتراض على الآخر بهدف تسديده والتنديد بأخطائه بهدف ترشيده، فيما يرتبط بمواقفه وأفعاله وأقواله في الحياة العامة وما يتصل بمصلحة الأمة،

فالحياة الشخصية تعتبر منطقة محرمة على الآخرين لا يجوز لهم اقتحامها
وأما مواقف الآخر وآراؤه الفكرية والسياسية فهي ليست ملكاً شخصياً له،
بل إنها نشاط في الحقل العام، وهو ملك للأمة، ومن حقها أن تتدخل لتقويم أو تسديد ما يمتها من أفعال وأقوال.

يقول علي (عليه السلام):

«أيها الناس إن لي عليكم حقاً ولكم علي حق، فأما حقكم علي فالنصيحة لكم . وأما حقي عليكم فالوفاء بالبيعة، والنصيحة في المشهد والمغيب» .

فالنصيحة وظيفة متبادلة بين الحاكم والأمة، كما بين أبناء الأمة أنفسهم، وهي حق للحاكم على الأمة وللأمة على الحاكم، ولا يسمح للإنسان بأن يتجاوز حقوق الآخرين.



┻━┻┻━┻┻━┻┻━┻┻━
من كتاب 📗 الإسلام والعنف ص ١٧١