صفحات تأريخية مظلمة ...... لحقبة زمنية غابرة ـ الجزء السادس

[align=center]موضوع مرسل[/align]

بقلم : محمد علي البصري



حزب البعث الفاشي يخطط لاغتيال عبد الكريم قاسم



كانت المجاميع المشار اليها في الجزء الخامس وذات الارتباط بسفارات اجنبية في العراق ،تحظى بغطاء رسمي من قبل العميد عبد الحسين الرفيعي مدير الاستخبارات العسكرية حينها ،ومدير مكتب الزعيم عبد الكريم قاسم العقيد عبد الكريم فرحان ، وتولى حزب البعث التخطيط لاغتيال عبد الكريم قاسم ، وتولى هذا الخطيط المحامي فيصل حبيب الخيزران العزاوي والدكتور تحسين معلة الذي تم اختيار عيادته في شارع الرشيد راس القرية مقرا لتنفيذ الجريمة ، وكذلك الدكتور رياض الحاج حسين ، وهنا اوعز المحامي فيصل حبيب الخيزران الى محيي مرهون ان يحضر العاصبة المجرمة التي اشرت اليها في الاجزاء السابقة وتطرقنا لها كل على حده ، وكان مقر الاجتماع هو مكتب المحامي فيصل حبيب الخيزران وعندما جاء دور صدام وتم اللقاء وافق صدام على ان يشترك في الجريمة وكان يومها في بداية انتسابه الى حزب البعث العفلقي ،وطلب من فيصل الخيزران مبلغ 150 دينار لقاء تنفيذ العملية ، فقام فيصل حبيب الخيزران بدفع المبلغ لصدام .
يقول الاستاذ الفاضل الدكتور عمر الراوي ، ان المحامي فيصل حبيب الخيزران روى له هذه القصة سنة 1973 في طوكيو في اليابان وكان فيصل الخيزران حينها سفيرا للعراق في اليابان حيث كان الجميع في حفلة عشاء هناك في السفارة المصرية في طوكيو بمناسبة ذكرى العيد الوطني المصري ، وكان الاستاذ الدكتور عمر الراوي لا يعرف فيصل حبيب الخيزران من قبل وتعرف عليه عن طريق الدكتور صادق باقر الباقر وهو عراقي يحمل الجنسية اليابانية ويعمل مدير عام في شركة سانيو اليابانيةحينها ،ويضيف الدكتور عمر الراوي (1)قائلا ،وحصلت دردشة فسألت السفير فيصل حبيب الخيزران السؤال التالي : على علمي انك كنت مسؤول احمد حسن البكر حزبيا ، فانت اليوم سفير والبكر رئيس جمهورية
فقال فيصل حبيب الخيزران للدكتور عمر الراوي لنجلس في البالكونة خارج القاعة ثم بدأ فيصل الخيزران يروي القصة الى الاستاذ الدكتور عمر الراوي وكما يلي ( نعم كنت المسؤول الحزبي لاحمدحسن البكر وانا من خطط لاغتيال عبد الكريم قاسم ، فطلب منه الدكتور عمر الراوي وللتأريخ ان يروي له تلك العملية ، فقال فيصل حبيب الخيزران ان السفارة الامريكية طلبت من حزب البعث ان يستعد لاستلام السلطة في العراق ،وان يقوم الحزب باغتيال عبد الكريم قاسم وان احد اعضاء السفارة الامريكية كانت يجتمع به بصورة دائمية لكونه محامي السفارة وقتها ،وكانت التعليمات تصله عن طريق هذا الموضف في السفارة وهو اصلا ضابط في بغداد وبعد ان تم تهيئة واعداد الخطة احتجنا الى المخابرات الامريكيةCIAلتنفيذ العملية، وكان الحزب يعتمد بالاساس على الكثير من المجرمين والشاذين والمنحرفين وكنا نرعى عصابة خطيرة جدا بواسطة احد اعضاء الحزب وهومحيي مرهون ومن بين اعضاء هذه العصابة صدام حسين ، ويضيف فيصل حبيب الخيزران قائلا ،وكنت احتفظ بملفات هؤلاء المجرمين وسيرتهم الذاتية كوسيلة للضغط عليهم واستخدامهم بالصورة المثلى وكان صدام
حسين غليظ ونزعة الشر تتطاير من عينيه وقد وافق على الفور وبدون تردد على عملية اغتيال عبد الكريم قاسم مقابل مبلغ 150 دينار حينها فقلت له هذا كثير ،فرد صدام وبالحرف ,,, قابل بكرة من اقتل عبد الكريم وتستلمون السلطة انتم تحطوني وزير ،،، وحينها رد عليه محيي مرهون الذي كان حاضرا ايضا ، ,,, قابل انحط وزراء (منــ........) فلتفت صدام لي وقال سمعت لا مكان لي عندكم ،فمن سكن باص (مساعد سائق) الى وزير ماممكن ، ويضيف فيصل الخيزران قائلا ، فقلت لصدام اذا كان السكن محافظ على شرفه من الممكن ان يكون وزيرا والذي مثلك(فرخ) لايمكن)

وكما هو واضح اعلاه ، فقد اتخذت المخابرات الامريكية وبأوامر عليا من الادارة الامريكية من الرئيس جون كندي ونائبه في ذلك الوقت لندن جونسون قرار اسقاط ثورة 14 تموز المجيدة وتم اتخاذ مايلي



انشاء مكتب متخصص لشؤون العراق في مكتب الاستعلامات الامريكية
في بيروت

انشاء مكتب في العاصمة القبرصية نيقوسيا هدفه الاتصال بما يسمى المعارضة العراقية في الخارج



انشاء مكتب في السفارة الامريكية في الكويت هدفه تأمين الاتصال بالعراقيين في الداخل
وتم في شهر حزيران من عام 1962 اعتماد خطة لاسقاط الثورة اصطياد النسر ، وتتكون هذه الخطة من ثلاث

محاور رئيسية وثلاث محاور جانبية


المحور الاول الرئيسي اسند تنفيذه الى حزب البعث ويتكون من ما يلي

اعداد كوادر الحزب لتنفيذ انقلاب في العراق وتم تحديد التحرك على صغار ضباط الجيش العراقي وبالاخص في

مناطق تكريت ـ الرمادي ـ بغداد ـ ديالى ـ الموصل ـ كركوك ـ سامراء



اعتماد كوادر البعث في اطلاق الاشاعات المغرضة ضدالثورة والزعيم عبد الكريم قاسم



توزيع منشورات في العاصمة العراقية والمدن الاخرى معتمدة الخطاب القومي ـ الناصري واعتماد اسلوب الوطنية القومية في هذا الخطاب وتهيئة الشارع العراقي في تقبل فكرة التغيير واشاعةمبدأ الدكتاتورية في شخصية عبد الكريم قاسم ، واظهاره بالمظهر المتسلط والدكتاتور المنحرف عن الخط القومي العربي التحريري !! وانتهاجه النزعة الشوفينيةوالممارسات اللاقومية



اظهار ان سياسة عبد الكريم قاسم تعتمد على الفكر الشيوعي ـ الماركسي وطغيان النفوذ الشيوعي في العراق من خلال ما يسمى بمعاهدة التعاون العراقية السوفيتية في حينه لكون عبد الكريم قاسم وقع مع الاتحاد السوفيتي اتفاقيات ثقافية واقتصادية كبيرة ومنها تغيير نوع التسليح العراقي من التسليح الغربي الى التسليح السوفيتي ،واشاعة فكرة ان الزعيم عبد الكريم قاسم يسعى في الانظمام الى حلف وارشو
مع العلم ان عبد الكريم قاسم كان بعيدا عن الشيوعية بعد السماء عن الارض وكان يصف الحزب الشيوعي العراقي بالعملاء وان جملة اهتماماته كانت الوطن والوطن فقط .
اذن لعب حزب البعث دور مهم في تنفيذ المخطط الامريكي في اغتيال الزعيم عبد الكرم قاسم واسقاط الثورة الخالدة ..وكان صدام حسين في تلك الفترة في القاهرة ولقد حاول ان يكمل دراسته فقد انتسب الى معهد النيل وهو معهد تدريبي غير رسمي واخذ ينمي علاقاته مع العراقيين في المتواجدين في القاهرة وقد استغلته المخابرات المصرية للتجسس على العراقيين في القاهرة وبراتب شهري قدره 30 جنيه مصري وكان يوصل معلوماته عن العراقيين وتحركاتهم واجتماعاتهم اول باول الى ضابط مخابرات مصري ، وحاول صدام تكوين علاقات مع شخصيات عراقية تقيم في القاهرة وحاول ان يلعب دور قيادي في تلك المجاميع المتواجدة في القاهرة .
وفي العراق كانت السفارة الامريكية ومن خلال عميلها المحامي فيصل حبيب الخيزران وكذلك المحامي منذر عبد الحميد عريم ، الذي استغل شركة عريم في استلام الاموال من السفارة الامريكية للتغطية ، وكذلك ايصال التعليمات من قبل السفارة ، ويقوم ابن عمه طالب عبد الحميد عريم بايصال الاموال الى الحزب ، كما لعب كل من عبدالحميد عريم وعبد المجيد عريم دورا خطيرا في الاتصال بالشخصيات السياسية والعسكريةالعراقية ولعب عبد الحميد عريم دور في التقارب بين حزب البعث وعبد السلام عارف في تلك الفترة وكان يزور عبد السلام عارف في بيته في الاعظمية ،وكان هو حلقة الوصل بين حزب البعث وعبدالسلام عارف وكانت الرسائل تصل الى شركة عريم عن طريق المانيا ، لان عبد المجيد عريم وكيل شركة تاونس ( TAUNES) الالمانية للسيارات في العراق وكانت الرسائل تذهب من بغداد ايضا عن طريق هذه الشركة ، وقد كل من عبد الحميد وعبد المجيد عريم دور مهم ايضا في الاتصال بالضباط المتقاعدين وبعد السياسيين لحشد اكبر عدد من الجبهة المعارضة لعبد الكريم قاسم في العراق ، وقد كونوا اكبرثروة من المال الحرام بهذه الطريقة الرخيصة ...... تابعونا للمزيدفي الجزء القادم باذنه تعالى


(1) ...المصدر/ الاستاذ الدكتور عمر الراوي


[email protected]