صفحات تأريخية مظلمة ...... لحقبة زمنية غابرة ـ الجزء السابع
صفحات تأريخية مظلمة ...... لحقبة زمنية غابرة ـ الجزء السابع
موضوع مرسل
بقلم : محمد علي البصري
حزب البعث الفاشي يخطط لاغتيال الزعيم
لقد أشرت في الجزء الاول من المقالات بانني واستاذي الفاضل الدكتور عمر الراوي سنعري رموزا كانت في وقتها تدعي الوطنية ، وفي الحقيقة فانها عميلة وارتبطت بالاستعمار ، رموزا مجرمة اذاقت شعبنا الويلات ، فمنهم غادر الدنيا بوجه الاسود ليلاقي عذاب الاخرة ومنهم قابع في السجن ينتظر اجله ومنهم يعيش رغدا في دول العالم الواسع والآخر اصبح الآن وطنيا ويريد قيادة سفينة العراق الى بحار تعصفها الامواج.
تطرقت في الجزء السادس عن التخطيط الامريكي للتخلص من الزعيم عبد الكريم قاسم وثورة 14 تموز الخالدة ، وان المخابرات الامريكية كلفت حزب البعث بهذه المهمة وقد اشتركت دول عدة في هذه الجريمة ، وكانت تقود العملية المخابرات الامريكية (CIA) واعدت الخطة في واشنطن ، وقد لعبت المخابرات المصرية دورا مهما في عملية الاغتيال ، كان يشرف على الاعداد والتوجيه جورج بوش( الرئيس الامريكي السابق ـ بوش الاب)
من بيروت حيث كان حينها مسؤول مكتب الاستعلامات الامريكية في الشرق الاوسط وكان (CIA) تحول الاموال الى تنظيم حزب البعث عن طريق مكتبها في بيروت(مكتب الاستخبارات المركزية الامريكية) ويتم تحويل الاموال عن طريق الدكتور عزة مصطفى الذي شغل منصب وزير الصحة بعد انقلاب عام 1968 ، وقد لعب القائم بالاعمال لدولة الكويت دورا مهما في عملية التمويل ، ولعب رجلي الاعمال عبد الحميد محمد عريم وعبد المجيد محمد عريم دور مهم في عملية التمويل حيث يرتبطان بعلاقة وثيقة مع العميد طاهر يحيى التكريتي كما كان يرتبطان بعلاقة مهمة جدا مع السفارة الامريكية في بغداد ،وكذلك فان المحامي منذر عبد الحميد عريم كان من اعضاء حزب البعث وتولى بعد انقلاب 1968 منصب سفير العراق في ايطاليا والصين ووكيل وزارة الخارجية العراقية وقد
ترك العراق عام 1991 واستقر في امريكا وكان عميلا للمخابرات الامريكية
منذ عام 1959 .
لقد تم اختيار حفنة مجرمة ومنحرفة لتنفيذ هذه المؤامرة الخبيثة لقتل ثورة الشعب وكانت تتكون من :
الدكتور تحسين معلة ـ اصبح نقيب الاطباء عام 1969 وترك العراق عام 1990 وانظم الى ما يسمى المعارضة ، مرتبط بالمخابرات البريطانية
الدكتور رياض الحاج حسين ـ تولى منصب وزير الصحة عام 1977 وتم اعدامه عام 1983
الدكتور حمدان العزاوي ـ تولى منصب محافظ بغداد في عام 1975 واصبح في عام 1992 رئيس ديوان الرئاسة
سليم الزيبق ـ عمل في الخارجية العراقية منذعام 1972 ولغاية عام 1989 وتولى سفيرا للعراق في بلدان كثيرة
عبد الوهاب الغريري ـ منحرف خلقيا ومحكوم عليه في دعوة لواط في عام 1957 قتل في تنفيذ جريمة اغتيال عبد الكريم قاسم
صدام حسين التكريتي ـ هذه العابة المجرمة تم تدريبها واعدادها لتنفيذ الجريمة في منطقة التاجي قرب معمل غاز التاجي حاليا لكون المنطقة بعيدة عن الانظار ومنطقة زراعية وكان يدفع لهم يوميا خمسة دنانير عراقية .
ونظرا للتعاون بين المخابرات المصرية والامريكية في محاولة الاغتيال الجبانة كانت تعطى معلومات غير دقيقة للمخابرات المصرية وذلك لكون المخابرات المصرية ،وبواسطة ضابط مخابرات مصري يعمل في العراق منذ عام 1957 اسمه محمد احمد السيد يعمل موظف في وزارة المالية العراقية في دائرة الاموال المجمدة في منطقة باب المعظم مقابل وزارة الدفاع وهي مقر الحكومة العراقية ويوجد فيها مكتب الزعيم عبد الكريم
وكان المجرم محمد احمد السيد يشرف على تنظيم القوميين العرب( التجمع الناصري) في العراق ، وكان حزب البعث يتبع اسلوب الاختراق للاحزاب الاخرى فيزرع بعض اعضائه في تنظيمات حزبية اخرى للتجسس
عليها والاطلاع على ستراتيجيتها ، وكان القوميون الناصريون في ذلك الوقت يخططون ايضا لاغتيال عبد الكريم قاسم وكانت خطتهم يعد لتنفيذها في يوم 6 كانون الثاني يوم عيد الجيش العراقي ، حيث يخرج عبد الكريم قاسم من مبنى وزارة الدفاع الى ساحةالتحرير حيث المنصة التي يلقي منها خطابه وعند وصول السيارة من شارع الرشيد وعند استدارتها باتجاه ساحة التحرير في البناية التي تقع فيها محلات تسجيلات الجقمقجي وفي البناية المقابل لها يتم اغتيال عبد الكريم قاسم
اما خطة الامريكان والتي بدأ في تنفيذها عام 1962 فانها تسير وفق ماهو مرسوم وقد وزعت الادوار وكما يلي:
المخابرات الامريكية من خلال مكتب الاستعلامات المركزي في بيروت
السفارة الامريكية في العاصمة القبرصية في نيقوسيا
السفارة الامريكية في الكويت وبالتعاون مع الاسرة الحاكمة في الكويت ولعب الدور المهم الشيخ جابر الاحمد الصباح(امير الكويت الحالي) الذي كان في حينه وزيرا للمالية وشقيقه صباح الاحمد الجابر رئيس الوزراء
الحالي
السفارة الامريكية في عمان عاصمة الاردن وبالتعاون مع السفارة البريطانية والحكومة الاردنية وكان للمقبور ملك حسين الدور الاساس والمهم للثأر من العراق وبالاخص من عبد الكريم قاسم لما حل باسرته في العراق
مصر وعبد الناصر الذي كان يلعب دور القومي العربي الشريف والذي كان بالخفاء اليد البارزة للتآمر على العراق ، وكان للمجرم عبد الناصرالدور الرئيسي في التآمر على العراق باسم القومية العربية
السفارة الامريكية في الرياض وتآمر آل سعود على ثورة العراق والدعم المالي الكبير الذي اغدقوه على المتآمرين في العراق
السفارة الامريكية في طهران ودور الشاه المقبور في تنفيذ المخطط الامريكي في قتل الثورة ، وقد تشكل تحالف سباعي امريكي بريطاني تركي ايراني سعودي اردني كويتي اعطي اسما تمويهيا شركة الشرق الاوسط للتنمية التجارية ومقرها الرئيسي في العاصمة الاردنية عمان وكانت تضم العديد من عملاء النظام الملكي العراقي المقيمين في عمان وفي بيروت وكان عبد الهادي الجلبي( والد احمد الجلبي) عميلا وقد تربى في احضان البريطانيين وخادما امينا لهم ، وقد لعب دورا مهما في تلك العملية وقد شغل عدة مناصب فكان عضوا دائمافي مجلس الاعيان وعضو لعدة دورات في البرلمان العراقي ووزيرا للمواصلات وقد نفذ مذبحة اضراب عمال النفط في شركة نفط العراق في كركوك عام 1938 والذي امر قوة من الشرطة وكانت في حينها تسمى القوة السيارة بالتصدي للعمال المضربين تنفيذا لاوامر مدير عام شركة نفط كركوك السير جون تامبلي باطلاق النار على العمال وراح ضحيته عشرات العمال.
من هذا يتضح لنا حجم التآمر على الثورة ...... تابعونا للمزيد في الجزء القادم باذنه تعالى
المصدر/ الاستاذ الدكتور عمـر الراوي
[email protected]
رد مع اقتباس
