الحزب الشيوعي يفتح النار على كل العراقيين رافعا شعار (عليّ وعلى أعدائي)!



الإفلاس يقود إلى الانتحار


بقلم: ريــاض الحسيني


في البدء لم اكن لاصدق ما وقعت عيناي على حينما اطلعت على رسالة الاخت الشيوعية نادية محمود الجوابية للاخ علاء اللامي. كانت الرسالة تحوي على نظرة الحزب الشيوعي وقراءته للتطورات على الساحة العراقية وفقا لثوابت الحزب الشيوعي وما يؤمن به.

يبدو ان الحزب الشيوعي العمالي العراقي قد فتح النار على كل ما هو مقدس او محترم او لا يسمح المساس به. لقد فتحت الاخت نادية النار على الاسلام، والعشائر، والاكراد، و...، و... .وحتى يكون قارئ السطور على اطلاع تام، اعتقد انه من الموضوعية والحيادية اعادة نشر بعض ما ضجت به رسالة الاخت نادية. وهذه بعض الامثلة حيث تقول والقول لنادية:

1. 1. و بما ان اي مطلع على برنامج حزبنا و مواقفه السياسية، و خطابه السياسي، القائم على اساس مناهضة القوى الاسلامية، يعي تماما موقفنا من هذا التيار، و بما انني احد اعضاء الحزب الذي رفعوا يدهم تأييدا لقرار المؤتمر الثاني، تصعيد النضال ضد الاسلام السياسي. لذا فليس هنالك ما يجمعني مع الصف الاسلامي اي جامع، كأمرأة و كشيوعية.

2. 2. حقيقة انا اخجل ان اعيد البشر و اعرفهم بناء على اصولهم العشائرية. ان هذا يناقض جملة و تفصيلا اعتقادي بمدنية المجتمع في العراق. لا يمكن لي الاقرار او الوقوف او التوقيع على وثيقة اقف فيها الى جانب انسان او قوة- هذه المرة- عشائرية، سواء كأمرأة، او كشيوعية. ان كلمة عشائري، او عشائر مرتبطة في ذهن اي فرد في العراق، بالتخلف، و هو وصف يساق للتعبير عن الاستهزاء بحالة و وضع مستنكر و لا يمكن القبول به. فهل يمكن لي في لندن ان اقبل" القوى العشائرية"، لتكون لها كلمة في مصير و حياة الناس في العراق مستقبل؟

3. 3. كل انسان يتطلع الى اقامة مجتمع مدني، غير قومي و غير ديني مكانه هو الحزب الشيوعي العمالي العراقي، و لمناهضة الفاشية البعثية، و لمناهضة العسكرتارية و الهيمنة الامريكية، لمناهضة الاحزاب القومية الكردية التي جلبت الويلات لجماهير كردستان. لمناهضة الاسلام السياسي، الذي تقوى بفعل الدعم الغربي نفسه لا غير، و لاقرار حق جماهير كردستان في استفتاء ارادتها في مصيرها السياسي، و في تأسيس دولة علمانية غير قومية، تقر بالمساواة بين الجنسين.



وعلى ضوء التصريحات الخطيرة هذه نستشف ان اخوتنا في الحزب الشيوعي:

1. 1. قد فتحوا النار على الاسلام والمسلمين. ونحن نعلم ان غالبية الشعب العراقي مسلمين، حيث يبلغ تعدادهم 95% من نفوس الشعب العراقي.

2. 2. قد فتحوا النار على تركيبة المجتمع العراقي باعتباره مجتمعا عشائريا من اعلى نقطة في رأسه حتى اخمص قدميه. فالمجتمع العراقي مجتمعا عشائريا من شماله مرورا بوسطه وحتى جنوبه. ولا مجال لسفسطة تلك النقطة بالذات او الالتفاف حولها، ومحاولة فكفكتها او حلحلتها او أي من المصطلحات التي يضج بها قاموس الاخوة الشيوعيين.

3. 3. قد فتحوا النار على القوميات. وكلنا يعلم بان العراق مؤلف من قوميتين رئيسيتين هما العربية والكوردية اضافة الى القوميات الاخرى والتي تضفي نوعا من الجمالية على فسيفساء المجتمع العراقي.

لقد كان البعض منا يعتقد بان الزمن واحداث الماضي قد اكسبت الحزب الشيوعي العراقي تجربة ومضادات حيوية في ضرورة الانصياع لرأي الاغلبية ومطاليب الجماهير خصوصا وان الحزب ومؤيديه يرفعون علم التحرر وحقوق الجماهير وضرورة حكم الشعب لنفسه. فاين هذه الشعارات من مصاديق الواقع ؟!

اذن مالذي يجعل الاخت نادية عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي ان تتفوه وتتجاوز على حقوق الاخرين وتسفه اراؤهم ومعتقداتهم ؟! واذا كان للحزب الشيوعي رأيه في مسألة ما، الا يحق للاخرين اعتناق ما يرونه صحيحا ويؤمنون بما يعتقدون بجدواه، تماما كحقوق الشيوعيين ؟! ثم هل من الحكمة التعرض لمقدسات الناس مهما كانت تافهة في نظر الحزب الشيوعي خصوصا في مرحلة النضال ضد الديكتاتورية التي انتجت الحزب الشيوعي باعتبار ان اول ديكتاتور ودموي في القرن العشرين هو ستالين ؟!

الامر طبعا لايتعدى اليافطات التجارية، والبراويز، والفرقعات الاعلامية في محاولة للاخوة في الحزب الشيوعي ان يجدوا لهم مكانا وسط هذا الزحام، خصوصا وانه قد ادركوا بانهم مهمشين وغير مرغوب بهم اينما حلّوا. غير مرغوب بهم في الاجندة الامريكية، وغير مدعوون للتنافس مع الاخرين، ويرفضهم المجتمع العراقي لاخطائهم الفادحة وما تصريح الاخت نادية الا واحدا منها.

لقد ادرك الاخوة في الحزب الشيوعي انهم في طريقهم الى الافلاس فاجتمعوا واجمعوا امرهم على فتح النار على الجميع بناءا على قاعدة انتحارية مفادها (عليّ وعلى اعدائي).




www.geocities.com/zaqorah