النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2003
    الدولة
    طائر لا أرتضي الأرض مسكنا
    المشاركات
    4,759

    افتراضي التربية الجنسية داخل الأسرة

    [align=center]التربية الجنسية داخل الأسرة

    [/align]

    [align=left]العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله [/align]


    * من أهم مفردات العلاقة الزوجية، العلاقة الجنسية بين الرجل والمرأة، ما المسموح وما الممنوع إظهاره من تلك العلاقة أمام الأولاد؟

    ـ أمام الأولاد ليس من الطبيعي أو الصواب أن يتحدث الزوجان أو يمارسا أي سلوك جنسي، لأن المشاهد الجنسية مهما كان مستواها قد تثقل نفسية الأولاد، وتسرّع نضوجهم الجنسي ويدفعهم إلى محاكاة آبائهم في سن مبكرة، لا تسمح لهم بمثل ذلك، وربما ينعكس ذلك على حياتهم الأخلاقية المستقبلية.

    لذلك فإن الإسلام أراد لحياة الزوجين الجنسية أن تكون منطقة خاصة جداً، وأراد لهما الستر فيها سواء أمام الأولاد وأمام غيرهم، ونحن نقرأ أن الأولاد الذين قد يرون آباءهم وأمهاتهم وهم يمارسون الجنس قد يصابون بالانحراف، أو بعقد نفسية لا يسهل شفاؤهم منها، لأنهم يفهمون المشهد بطريقة مغايرة لما هو في الواقع. لذلك لا يجوز تحت أي اعتبار اطّلاع الأولاد على هذا الشق من علاقة أبويهم، بل لا بد أن تكون تلك العلاقة من المسائل المستورة الخفية.

    * هل يشمل التحفّظ التعبير الكلامي عن العلاقة التي تربط الوالدين، علماً أن التعبير عن تلك العلاقة يعتبر بنظر البعض مدخلاً إلى تكوين ثقافة جنسية سليمة لدى الأولاد؟

    ـ في تصوري إن تعبير الأبوين عن علاقتهما الجنسية أمام الأولاد، أمر لا ضرورة له، كما لا يوجد مشكلة ذاتية فيه، فمقبولية ذلك أو عدمها تعود إلى المناخ الذي تعيش فيه الأسرة، فإذا كان ذاك المناخ يستنكر ذلك، فإن اعتماد الأهل هذا الأسلوب قد يشكل مفاجأة غير مستحبة لهم، لأن تثقيف الأولاد في الجانب الجنسي يحتاج إلى خطة تراعي ردود الفعل التي يمكن أن تواجه الأولاد من الخارج جرّاء ذلك، لهذا لا يمكن أن نقبل أو نرفض هذا الأسلوب بشكل مطلق.

    * ما هي الحدود التي يجب على الأم الوقوف عندها في طريقة لبسها أمام أولادها والأخت أمام إخوانها، ونحن نعرف أنهم من المحارم؟

    ـ أمام الأطفال، ليس من الضرورة أن تتقيّد الأم أو الأخت بلباس خاص داخل البيت كي لا تخلق لديهم إحساساً بالعقدة تجاه ذلك، لأن مقدار ما من الانكشاف يعد أمراً طبيعياً في البيت وهو أمر ينشأ الأولاد على تقبّله، لكن هذا لا يعني الانكشاف الكلي أمام الولد، على الأم أن لا تظهر أمام أولادها بصورة تعتبر غير مألوفة بما قد يفتح غرائز الأولاد ويلفت انتباههم بشكل غير طبيعي.

    في العنوان الأولي لم يحرم الإسلام شيئاً داخل الأسرة، حتى إنه أجاز للأخت أن تظهر بثيابها العادية ومن دون حجاب أمام أخيها أو الأم كذلك، ولكن قد نحتاج، في أجواء مشابهة لأجوائنا هذه الأيام، حيث يعمل الإعلام بكل وسائله على إثارة الغرائز حتى تجاه المحرّمات، إلى مقدار من الاحتشام حتى داخل البيت، بما لا يثير المراهقين أو المراهقات، ويحملهم على الانحراف الخطر باتجاه إنشاء علاقة مع المحارم، وهذا ما نلاحظه في التقليد الإسلامي الذي يدعو إلى التفريق بين الأولاد في المضاجع في سن العشر سنوات، سواء كانوا من الذكور أم الإناث وهذا قبل الأجواء الإعلامية الحديثة، باعتبار أن التماس الجسدي بينهم في هذه السن الحرجة حيث تبدأ أحاسيس الولد بجسده بالتفتّح الذي قد يجذب أحد الطرفين للآخر، لا سيما إذا توفّرت الأجواء الملائمة. نحن بحاجة للالتزام بمثل هذه التعاليم حماية للأولاد في هذه الأجواء غير الطبيعية التي نعيشها.

    قد يتصوّر بعض الناس أن التقيّد باللباس المحتشم والحركات غير الموحية في البيت، التزامات قد تعقّد الولد الذكر أو الأنثى، ولكننا نقول إنه في الحالات التي أشرنا إليها، أي الحالات الانحرافية الطارئة التي تسود المجتمع، بحيث تخلق الإثارة في نفس البنت أو الصبي تجاه المحارم من أخوة وأخوات وأهل أو ما إلى ذلك، بشكل عادي جداً، في مثل هذه الحالة يصبح جو البيت المتساهل خطراً على أخلاقية الأولاد، الأمر الذي يستدعي الالتزام بالحشمة داخله مع ما يحمله ذلك من احتمالات التعقيد لصالح تجاوز الخطر الأكبر الذي يحمله التساهل. في كل الحالات من الأفضل الاحتشام "النسبي" الذي لا يخلق الإثارة.

    * نلاحظ في كثير من أسرنا وجود حاجز كبير بين الأم والإبنة، فالأم تخجل من محادثة ابنتها في الأمور الخاصة مثل علامات البلوغ والدورة الشهرية والعلاقة الجنسية وما إلى ذلك، كيف تفسّرون ذلك؟

    ـ هذا الخجل مردّه إلى التقاليد التي أثّرت على الذهنية العامة للناس وعلى عادات المجتمع، وعلى الأمهات كما على الآباء، كلّ في دوره، أن يتجاوزوا ذلك الخجل بما أكّده الشرع من ضرورة تأمين المعرفة للولد بهذه الأمور قبل أن يفاجأ بها، فعلى الأم أن تعرّف ابنتها بكل ما يطرأ على جسدها من تبدلات كالدورة الشهرية مثلاً، وعلى الأب أن يعرّف ولده بمسألة الاحتلام وما إلى ذلك، كي لا يعيش الولد أو البنت حالة قلق من هذا التطوّر الجديد في جسديهما.

    كما أنه من الطبيعي أيضاً أن تجيب الأم ابنتها أو الأب ابنه على ما يمكن أن يواجهاه من أسئلة محرجة كمسألة الولادة كيف؟ ومن أين؟ وبأسلوب علمي ودقيق جداً، حتى عندما يتناول الأمر وظيفة الأعضاء في العلاقة الجنسية، لأننا وصلنا إلى عصر تعددت فيه مصادر المعرفة بحيث أصبح الأبناء يتفوقون على الآباء والأمهات في معرفتهم حتى في هذا المجال. فإذا لم يوفر الأهل لأولادهم مصدراً أساساً للمعرفة الجنسية، فإنهم قد يحصّلون معلوماتهم من وسائل سلبية كالأطفال الآخرين أو التلفزيون أو الفيديو أو أشياء أخرى. لذلك أعتقد أننا وصلنا إلى مرحلة لم يعد فيها إخفاء المعلومات الجنسية أمراً ممكناً، لذلك فإن توفيرها مع بعض التحفظات أصبح أمراً ضرورياً للمجتمع، ولكن بالأسلوب العلمي الدقيق الذي يبتعد عن الإثارة مع ملاحظة سن الطفل والجو الذي يحيط به وغير ذلك.

    * يعتقد بعض الآباء والأمهات أن الحديث في أمور كهذه أمام الأولاد يكسر هيبتهم؟

    ـ لا شك أن لهيبة الأم دوراً مهماً في إنجاح العملية التربوية وكذلك هيبة الأب، ولكن التمسّك بصورة الهيبة هذه قد يحمل تعقيدات كثيرة في عملية التربية، لأن هذه الحواجز التي يضعها الأب بينه وبين أولاده وتضعها الأم بينها وبين أولادها، قد تجعل الأولاد يخافون من طرح أي سؤال على الأب أو الأم ومن التحدث العفوي معهما، فإن هذه الصورة الصارمة للأبوين تخلق حاجزاً نفسياً لا يشعر معه الولد بحميمية علاقته مع أبيه أو مع أمه في هذا المجال.

    لذلك لو أردنا المحافظة على هيبة ومكانة الوالدين دون حرمان الأولاد من الثقافة الجنسية، فبإمكان الأب والأم أن يعمدوا إلى توجيه أولادهم إلى هذه الأمور الحسّاسة من خلال أشخاص آخرين يؤتمنون على تعليم البنات والصبيان هذه الموضوعات، كما هي الحال في مدارس البنات أو الأولاد.

    * ألا يتنافى الاعتماد على المدرسة أو على أي جهة أخرى، مع علاقة الثقة التي يفترض أن تنشأ بين الأولاد والأهل، عندما تطلب الأم من المعلمة أن تشرح لابنتها علائم البلوغ مثلاً..؟

    ـ قد تلجأ الأم إلى هذه الواسطة في حال وجود موانع تحول دون أن توصل هي المعلومات مباشرة بفعل الخجل أو الجهل بالأسلوب، أو غيرهما، فنحن نعرف أن البنت عندما تزف إلى زوجها، فإن الأم غالباً لا تعلِّم ابنتها بنفسها طبيعة العلاقة الزوجية، بل تستعين لأداء ذلك بنساء أخريات، وفي هذا السلوك كثير من السلبيات التي لا بد من تجاوزها. ولكننا في مثل هذه الأمور الحسّاسة لا نستطيع وضع خط عام يسلكه جميع الناس، فلكل مورد خصوصيته التي تجعل من ذاك السلوك أمراً سلبياً تارة وإيجابياً تارة أخرى. والقاعدة العامة تقتضي الانفتاح بتحفّظ وحذر، وهذا الانفتاح هو مفتاح الأب والأم للوصول إلى أولادهم، إن تلك القاعدة تقتضي أن نطرح المعرفة في الهواء الطلق وأن نجيب على كل سؤال نستطيع الإجابة عليه، بالأدوات المناسبة.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    هناك
    المشاركات
    28,205

    افتراضي

    التربية الجنسية …..من يقوم بها؟؟
    هناك فكرة شائعة، ألا وهي أن الأب هو المحاور الطبيعي للولد الذكر في موضوع الجنس، وأن الأم - بالمقابل - هي المحاورة الطبيعية لابنتها في هذا الميدان؛ ولكن حتى يكون تناولنا للأمور تناولا واقعياً لابد من الاعتراف بأن هناك غياب معنوي للأب عن عالم الإبن نجده شائعًا في مجتمعنا الشرقي لا بسبب انشغال الآباء وحسب ، بل بسبب اعتقادهم أن أمور الأبناء - والبيت بشكل عام - شأن أنثوي بحت يتركونه للأم ، فيما ينصرفون هم إلى الأعمال والعلاقات الخارجية ، وإلى تحصيل المال لإنفاقه على الأسرة. لكن يؤكد علم النفس المعاصر على أهمية مشاركة الأب في تنشئة وتربية الأبناء بشكل فاعل لأن ذلك يساهم في اكتمال النمو النفسي لهم سواء كان الأبناء فتيان أو فتيات وذلك على صعيد " التربية الجنسية" أو على الصعيد العام.

    باختصار إن إعداد الفتى إلى تحولات المراهقة العتيدة ، الأفضل أن يختص به الأب الذي من جنسه ، وذلك لأن الموضوع هنا يعني الفتى بصورة شخصية مباشرة ؛ مما يضفي على الحديث طابعًا حميمًا جدًّا ، مما يساعد على نمو الرجولة لدى الصبي ، وحديث الأم إلى ابنتها يقربهما من بعض ويساعد على نمو الأنوثة لدى البنت.

    ولكن إذا وجد أحد الوالدين أنه غير قادر على خوض الموضوع بشكل سليم مع الفتى ، فالأفضل أن يترك هذا الإعلام للوالد الآخر إذا كان هذا - من جهته - يقف من الجنس موقفًا أكثر موضوعية وصفاء ، أو إذا كانت علاقته بالابن المعنيّ أقل توترًا واضطرابًا.

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني