النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    المشاركات
    4,192

    افتراضي صيد السمك في الفاو

    بعضهم ترك الصيد ليهرب المشتقات النفطية صيادو الأسماك في الفاو يشكون حالهم للمدى بسبب شحة الكاز وارتفاع أسعاره 13 ألف صياد و 2000 لنج وزورق مهددة بالتوقف...! الدولفين صديقهم والقرش واللخمة عدوان لدودان
    البصرة/ عبد الحسين الغراوي

    ارتبطت ثروتنا السمكية البحرية بنشاط الصيادين العراقيين منذ ان فتحت مدينة الفاو قلبها للبحر وأصبحت رئة العراق البحرية على العالم.

    تشكل الفاو مثلثاً بين شط العرب وخور عبد الله ويستدل من وثائق التاريخ ان الفاو ظهرت إلى الوجود قبل تأريخ 1226 هـ/ 1811م/ وقد توسعت وبدأ النشاط التجاري والاقتصادي والصيد فيها بعد اقامة الحصن العسكري العثماني عام 1886م، وفي 6 تشرين الثاني عام 1914 أنزلت بريطانيا جنودها في الفاو لمهاجمة الدولة العثمانية ومروراً بالسنوات التي اعقبت تأسيس المدينة صارت الفاو بوابة العراق البحرية المطلة على العالم وبدأت مفاصل حياتها الاقتصادية تنتعش بعد ان اتسعت، وتم بناء الدور السكنية فيها لمنتسبي شركة نفط الجنوب والموانئ، وعرفت محلياً وعربياً وعالمياً بمزارع الحناء التي أصبحت رمزاً للمدينة.. اما الصيد فقد لفت انتباه أهالي الفاو الذين انخرطوا للعمل كصيادين.

    واكتفت رحلات صيدهم بمياهنا الإقليمية العراقية حصراً.. وكان لابد من انشاء جمعية تشرف على إدارة الصيادين واحتياجاتهم ومساعدتهم في شؤون الصيد بقانون ملزم فكانت جمعية النصر لصيد وتسويق الاسماك أول جمعية تأسست في الفاو عام 1975.

    شحة الكاز
    خلا زيارة (المدى) لمدينة الفاو التقت عضو الجمعية جايد فارس عجيل النصار الذي بدأ حديثه عن الصيد والصيادين وشحة (الكاز) والفوضى التي تعيشها الجمعية وابتعاد الصيادين عنها مما اضعف دورها مؤكداً.. ان عزوف الصيادين عن مراجعة الجمعية وحالة الارباك في قطاع صيادي الاسماك سببه انعدام الأمن والاستقرار، كما ان شحة مادة (الكاز) للصيادين خلقت لدينا مشكلة من الصعوبة حلها، فهناك (700 لنج صيد) صيد تعمل داخل مياهنا الإقليمية و(600) زورق تعمل بالبنزين أي ان هناك (1300) زورق ولينج تعمل جميعها بالصيد، بينما كانت سابقاً 650 (لنجاً) و200 طراد و300 زورق، وكان المرحوم النوخذة (أي ربان السفينة) مصطفى حسن محمد (تولد 1924) هو أول صياد في الفاو وأول رئيس لجمعية النصر لصيد وتسويق الاسماك أما الآن فالجمعية بلا رئيس ونحن نعمل لإيجاد حل لإنهاء هذه الفوضى.



    الوقود ثم الوقود
    وعن الخدمات التي تقدم إلى الصيادين قال:

    علاقتنا بالصيادين في الوقت الحاضر على مفترق طرق، ذلك انهم واصحاب (اللنجات) يطالبون بتزويدهم بالوقود، لان حصة (اللنج) 2000 لتر في الشهر أي ثلاثة براميل وبسعر مدعوم، لكن شحة الوقود بسبب الأوضاع الحالية اضطر بعض الصيادين إلى شراء الكاز باسعار قياسية إذ وصل البرميل إلى 30 ألف دينار، كما ان عدم تعاون أصحاب محطات الوقود مع الصيادين اسهم في انعاش الأزمة، وهناك ثلاثة عشر ألف صياد، من ضمنهم حملة شهادات في اختصاصات مختلفة بكالوريوس ودبلوم واعدادية، اضطرتهم ظروف الحياة إلى العمل كصيادي اسماك واعتادوا على ذلك، كما يثير عضو عضو الجمعية جايد فارس، على رحلات الصيد ومتاعب السفر البحر والتعرض إلى المخاطر والمضايقات احياناً من شرطة خفر السواحل الإيرانية والكويتية، برغم ان الصيد يتم في عمق مياهنا البحرية الإقليمية، وهذه واحدة من أهم المشكلات التي يواجهها الصيادون في البحر فضلاً عن ارتفاع اسعار (اللنجات)، حيث وصل سعر اللنج الجديد من 40 ـ 100 مليون دينار ومن المشكلات الأخرى ان الجمعية حالياً بلا عائدات وهذه الحالة تزيد الطين بلة وتربك عمل إدارة الجمعية، لذا فإننا نفكر باجراء انتخابات جديدة لاختيار جمعية جديدة، وسبق ان جربنا ثلاثة انتخابات لكنها فشلت بسب الفوضى الأمنية والحالة غير المستقرة.



    في مرسى الزوارق
    السيد جايد فارس في ختام حديثه أرشدنا إلى (المسفن) الذي تتجمع فيه جميع (اللنجات) والزوارق في مرسى الصيد الذي أنشأته الشركة العامة لموانئ العراق ليكون محطة رئيسة يلتقي عندها الصيادون ويبيعون ما اصطادوه من أنواع الأسماك.

    وقبل ان أغادر الجمعية اخبرني المواطن (الفاوي) محمد يعقوب يوسف ان (لنج) الصيد المرقم (78 بصرة) العائد له (وهو لنج صيد خشبي كبير) سيطرت عليه دورية كويتية على الرغم من انه داخل مياهنا الوطنية وذلك بتاريخ 15/ 4/ 2003 في خور عبد الله، ولم يعيدوه إليه، على الرغم من مراجعته لهم.

    في (مرسى زوارق الصيد) امتد امامي البحر وانتشرت على مد البصر سفن الصيد بانواعها واحجامها، ولفت انتباهي في محطة تجارة الاسماك وجود انواع مختلفة منها تباينت اسعارها واحجامها، فيما ترتفع صيحات دلالي بيع الاسماك إلى تجار المحافظات القريبة الذين كانت سياراتهم معدة لنقلها بعد وضع عدة قوالب من الثلج لكي تبقى طازجة.



    عذراً.. الحياة صعبة
    وبعد جولة قصيرة في المحطة وجدت نفسي في
    (لنج) صيد خشبي كبير وسرعان ما تجمع حولي بعض الصيادين الشباب يتقدمهم صياد كبير السن طويل القامة عرفت ان اسمه اسعد مجيد جاءتني كلماته في بادئ الأمر غير مبالية، لكنه حين علم بمهمتي الصحفية اظهر الكثير من المساعدة قال:

    عذراً.. فان الحياة أصبحت صعبة، والصيد لم يعد مثلما كان والسبب هو ارتفاع اسعار (الكاز) وجمعية النصر لصيد وتسويق الاسماك لم يعد لها وجود، والصيادون حالياً يمرون بفترة ركود. مرسى الصيد غادرته روح المنافسة في عملية بيع الاسماك البحرية.. وبالنسبة لي فانا من أهالي الفاو وامتهن الصيد منذ الصغر لاننا عائلة توارثت الصيد، ونحن نصيد حصراً في مياهنا الاقليمية المسموح بها، ومع هذا، يتعرض الصيادون العراقيون إلى مضايقات وخشونة في التعامل من دوريات خفر السواحل الإيرانية والكويتية ويضيف: الصيد في الوقت الحاضر (فوضوي) وغير منظم ويمر بوضع صعب نتيجة وجود المشاكل التي من اهمها ـ ان كل سفينة صيدلها (10) براميل كاز كل شهر لكن هذه الحصة لا نحصل عليها إلا بعد 45 يوماً مما اضطر بالصيادين أما للتوقف عن الصيد أو شراء الكاز من السوق السوداء ويعزو النوخذة اسعد مجيد السبب إلى استمرار تهريب الكاز والنفط حتى عن طريق (اللنجات) بل ان بعض الصيادين سلكوا هذا الطريق وتركوا عملية الصيد وهو الرزق الحلال محملاً جمعية الصيد تردي الوضع الذي وصل إليه الصيادون.



    الدولفينات صديقة الصيادين
    ولكي نبتعد عن هذه الأجواء الساخنة فوق سطح سفينة الصيد في عمق مياهنا الإقليمية في الفاو حيث ازدادت حرارة الشمس واخذت المياه تزيد من مدها باتجاه شط العرب والريح الخفيفة المشبعة بالرطوبة أخذت تسحب سفينة الصيد ونحن ما زلنا في حوارنا مع الصيادين، عدي عبد الخالق، عدنان ناصر، حاتم كريم، وحبيب عبد الحافظ في موضوع يخص الدولفين قائلين:

    هذا الحيوان الاليف الجميل الوديع نراه في عمق البحر يقوم بحركاته الرشيقة البهلوانية وإذا اقتربنا منه واصبح لينج الصيد بمحاذاته يقوم بمداعبتنا ونحن نلقي له قطع الخبز أو بقايا الطعام فيزداد لهواً ولعباً وهو ويضرب بذيله سطح الماء ويقفز لمرات متتالية فيتطاير رذاذ الماء علينا، ونحن نقوم أيضاً بالمزاح معه ولكن دون إيذائه.

    وكثير من هذه الحيوانات الاليفة التي تطلق صوتاً موسيقياً ترافقنا في رحلة صيدنا، وفي أحيان كثيرة يعلق الصغار منها بالشباك ولكننا نعيدها إلى المياه وهكذا.

    كما أكد الصيادون ان علاقتهم توطدت بهذا الحيوان الجميل الذي يعشق الماء ولا يغادره اما قرش البحر فيقولون انه حيوان مقرف وشرس وقد اصطدنا قرشاً يبلغ طوله متراً واحداً ووزنه طنان ويشكل هذا الحيوان خطراً على حياة الصيادين وكذلك هنا (اللخمة) الكبيرة وهي تزن طناً واحداً وهي أيضاً تشكل خطراً إذا كانت حية. الصيادون شكوا لـ(المدى) عدم امتلاكهم اجهزة اتصال خاصة بالملاحة البحرية وقالوا ان دول الجوار غير متعاونة معهم وقبل ان تنهي (المدى) رحلة صيدها الصحفي في عمق مياهنا الإقليمية طلبنا من صاحب (اللنج) اسعد مجيد ان يحدثنا عن الاسماك واهم انواعها واسعارها فقال:



    الزبيدي سيد المائدة البرجوازية
    من أهم انواع الاسماك البحرية الزبيدي وهذا سعره مرتفع جداً ولا تأكله ألا الطبقة البرجوازية، وكذلك هناك الشانك، و(الخباط) و(لسان الثور) و(بنت النوخذة) و(مشط الفاوية) و(خيط) و(المزلك) و(البني) و(الطعطوع) و(الروبيان) و(الصبور) وهذا له موسم خاص يتكاثر فيه وهناك أيضاً (الثويبي) و(الهامور) و(البياح) ويذكر ان أكثر من 100 نوع من الاسماك البحرية توجد في عمق المياه الإقليمية العراقية.
    ----------------------
    الذي لا أستوعبه هو وجود قرش بطول متر واحد وبوزن طنين ؟؟؟
    "أن تشعل شمعة خير من أن تلعن الظلام"
    كونفوشيوس (ع)

  2. #2
    الحسيني غير متواجد حالياً مشرف واحة المضيف والتراث الشعبي
    تاريخ التسجيل
    Oct 2003
    الدولة
    خير البلآد ما حملك
    المشاركات
    1,868
    الرسالة ألأصلية كتبت بواسطة العقيلي
    الذي لا أستوعبه هو وجود قرش بطول متر واحد وبوزن طنين ؟؟؟
    الظاهر هذا مكون من الفولاذ وليس من لحوم سمك القرش :D:: :D:: :D::

    أعتقد أما يكون خطأ مطبعي أو من باب التضخيم العراقي للأحداث ,, فالعراقيين مشهورين بالتضخيم للأحداث وخصوصا ً لو كانت صحفية _:-


    [blink]أللهمَ أحيينا حياةَ محمدٍ وألِ محمدٍ وأمتنا مماتهم[/blink]

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    المشاركات
    2,491

    افتراضي

    اللخمة ، لي ذكرى مؤلمة معها !
    عندما نزلنا في جزيرة اشموري ريف التي تقع بين اندونيسيا و استراليا من لنجنا الخشبي و ذهبوا المهربين فكر بعض الشباب بصيد السمك فكانوا يذهبون الى بعض الحفر الممتليء بالماء (بعد الجذر و انسحاب مياه المحيط تبقى حفر فيها ماء و بعض الأسماء لكن هذه الحفر احيانا كبيرة و صعب الصيد فيها خاصة الصيد بواسطة فانيلة بيضة !) و يصطادون ما يمكن اصطياده ، ففي احد الايام الخمسة التي كنا في الجزيرة ذهبون شباب افغان كانوا معنا ليصطادوا ، فأحدهم مد يده على سمكة و إذا هي لخمة فضربته بالشفرة التي تمتلكها على ذيلها فشقت يده و كان ذلك المنظر الرهيب !
    غسلت ايدي من الكل... بس الله

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني