بسـم الله الرحمن الرحيم
كان الحزب الشيوعي العراقي أقوى الأحزاب الشيوعية العربية على الإطلاق ،
وقد استطاع بعد انقلاب عبد الكريم قاسم أن ينشر ثقافته وشبهاته ضد الدين والعلماء وقادة المجتمع ، بشكل واسع حتى في أوساط الفلاحين والعمال .
وفي البلاد العربية استطاعت الموجة الشيوعية بلباس الفكر القومي والبعثي والتقدمي.. أن تنشر كثيراً من هذه الأفكار ..
* ونتيجة ذلك بعد سنين..
أن اختلطت ثقافة الحركات في عالمنا العربي وفي عراقنا خاصة ،
فمن الطبيعي أن ترى شيوعياً يتقبل الثورية الإسلامية ..
وأن ترى إسلامياً يحمل الأفكار الشيوعية في الحقد على بنية المجتمع والتحرق على نسفها وتغييرها ..
-------------------
* التأثير الأول للشيوعين على الإسلاميين:
نظرتهم السلبية الى بنية المجتمع ، وحقدهم على طبقته المتنفذة والميسورة :
كنا في النجف طلبة عاديين ،
لكن الشيوعيين كانوا يسموننا أتباع البرجوازية والإقطاعية !
لماذا ، لأن الإقطاع هو الحاكم برأيهم ، متمثلاً بالشيوخ الملاكين ، والحكومة التي تخضع لهم .
ولأن البرجوازية الدينية تتمثل بالمراجع والحوزات والمشاهد المشرفة ، وهؤلاء هم الذين يحمون الإقطاعيين بالدين ،
وهو ليس أكثر من أفكار مزيفة ، يستغلونها كأفيون للشعب !!
* قصدي من هذا التأثير الأول أنه يجب فحص الأفكار التي تدعو الى تغيير بنية المجتمع ، وهل هي نابعة من الإسلام فتكون إسلامية ؟
أو نابعة من الشيوعية ، فيكون الدعاة اليها دعاة الى الشيوعية بلباس إسلامي !
وتكون خطة الشيوعيين في نسف بنية المجتمع نجحت.. بعد سقوطهم !!
* وسؤالي:
إن البنية الطبيعية للمجتمع كما في القرآن والسنة وسيرة النبي وآله صلى الله عليهم ، وأحاديثهم الشريفة .. تنص على أن المجتمع يتألف من طبقات طبيعية ، لابمعنى الطبقية الشيوعية ،
ففيه رؤساء عشائر ، وزعماء ومراجع وعلماء والتجار ، وطبقة متوسطة ، وفقراء..
ولم أرَ حديثاً واحداً يدعو الى نسف هذه البينية ، وصب المجتمع في بنية حزب تكون بديلة ، أو عديلة !!
قلت لأحد الإخوة الناقمين على الأسرية :
الحل أن تقتلوا أبناء المراجع لاتتكون منهم بعد آبائهم قيادة أسرية !
وأن تقتلوا أبناء شيوخ العشائر حتى لاتتكون قيادة أسرية من أبنائهم ،
وأن تقتلوا أولاد كل قائد.. حتى لاتتكون قيادة أسرية بالوراثة ..
وكلما برز منكم واحد .. يجب أن يقتل أبناءه ..
حتى لايكونون بعد أسرة بالوراثة ..
وأن تحذفوا آيات الأسرة في القرآن ، حتى لو كانت أسر أنبياء ..
وأن تتركوا التشيع للأسرة المصطفاة من الله تعالى.. سلام الله عليهم .
أو..
أن تفهموا البنية الطبيعية للمجتمع ، والحس الشعبي لجمهوركم ،
فلا يكون عندكم عقدة من التكوين الإجتماعي الطبيعي !
وتقيسوا الأمور بمقياس الإسلام ، وليس بالإنفعال .
وأضيف هنا:
أنه لايصح الكلام في رفض بنية المجتمع الطبيعية ،
إلا بسند شرعي من آية أو حديث أو فتوى لمرجع معتبر .