فوائد إنتاج الجراثيم وتجميعها ...
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في رحلتي الأخيرة وقبل ثلاثة أسابيع تقريبا اجتمعت بصديق قديم في أحد الفنادق في إحدى العواصم الأوربية ، فقال لي أعرّفك على السيد ...... وهو صحفي وباحث مرتبط بوزارة الخارجية الأمريكية.
فجاملته بالتحية
فابتدرني وقال: أنا متوجه للعراق من أجل العمل مع الـ (CPA) ( قيادة قوات التحالف )
فقلت له : هذه مناسبة لأن أسألك سؤلا يحيّرني .
فقال تفضل:
قلت: كلنا يعرف أنكم أنتم مَنْ صنع حركة طالبان، مِن تجميع نسيج غير متجانس من الأفكار والاتجاهات، قاسمها المشترك الجهل وعقدة الحقارة والعاهات ( عوران وحولان وعرجان وبلهاء) ، ولقد تحولتم إلى أعداء لهم وتحاولون القضاء عليهم. ولكن لا أفهم ما تفعلونه من فتح الحدود العراقية أمام هؤلاء بشكل ملفت للنظر. فأين دعواكم لحفظ الأمن في العراق وعدائكم للسلفية بينما ما نراه هو الترحيب بهؤلاء. وقد رأيت بأم عيني قبل ثلاثة شهور حين زرت العتبات في العراق كيفية ترحيب الجنود الأمريكان برجال يلبسون اللباس الأفغاني ويتكلمون العربية، فيسلم عليهم الأمريكان ( سلامْ أليكم) بتسكين اللام كترحيب عربي بهم.
فأين الدعوى من التطبيق؟
فقال لي : نحن نعمل على طريقة رجال المختبرات البيولوجية في إنتاج الجراثيم وتجميعها وقتلها.
قلت له: وضّح لنا ما تقول!!!
فقال لي : أولا هل تعرف من هم طالبان في الحقيقة؟ وهل هم وهابية؟
قلت له : طالبان ليسو وهابية، طالبان خليط عجيب ولكن الجسم الأساس هو من طلاب العلوم الدينية الديوبندية القادرية وهي حركة أشعرية صوفية تابعة في مسارها الديني إلى الحركة العراقية القادرية. وقد مُوّلت من قبل منقلبي الحركة الوهابية التي رأت الخروج على ما هو مألوف من طاعة أرباب الحركة، وتحويل الفكر التكفيري للمسلمين إلى حركة ظاهرها حرب الكفار وباطنها قتل كل شيء حتى الاتباع. وهي حركة مهيأ لها مهاد عقائدي ونفسي للإرهاب، لأنها تعتمد على فكر الاستلذاذ بالذبح والقتل. فأنتم لم تصنعوا الفكرة إنما جّمعتم الشتات.
فقال: أنت تعرف بعض الأمور المهمة كما يبدو، وصحيح أن طالبان ليسو هم الوهابية و إنما هم نسخة مرآة للوهابية، صنعناها نحن وليس كما تعتقد بأننا لم نصع أفكارهم، وقد آن أوان الانتهاء منها ومن الوهابية لأنها خطرة جدا على العالم فنحن نعرف خطورة عدواها... وهي بالتمام كالجراثيم التي تنتجها مختبراتنا، ونعرف خطورتها على الأرض فيجب تدميرها.
قلت: كيف يكون ذلك وأنتم من يستقبلهم بحفاوة؟
فقال: هنا محل الشاهد ، و أؤكد لك بأننا صنعنا جوهر الفكرة التي هي التدمير والقتل لكل ما هو حياة في البسيطة، وهذا ليس فكرا إسلاميا. فما تقوله بأننا قمنا بالتجميع فقط خطأ منك.
فقلت له: أنت مشتبه وأنا اعرف ما لا تعرف عن الإسلام والمسلمين، فأنتم صنعتم الحركة ولم تصنعوا الفكر. ولكن حدثني بما ترون؟. وما هو محل الشاهد؟
فقال : بأننا حين أنتجنا هذه المجموعة القاتلة كان لنا هدف محدد هو إضعاف القوى المعادية لنا بواسطة هؤلاء، لأن العنصر الإنساني ضروري جدا في تخريب العدو، فنحن عندنا المال ولا نريد أن نضحي برجالنا إلا بحدود قليلة من القتلى أقل مما يكون في حوادث السيارات والجرائم العادية في الولايات المتحدة. فأفضل شيء هو إنتاج مثل هذه الكائنات المعملية التي لا تعقل ما تفعل ، وحين تنتهي المهمة من الإنتاج والتفريخ يجب القيام بقتل هذه العينات المخبرية التي أنتجناها. وذلك بتجميعها في مكانها الصحيح وإبادتها بطريقة فنية. ولهذا فنحن نرحب بهؤلاء في العراق من أجل أن يجدوا ما جهّز لهم في المستقبل القريب.
قلت: طيب ولكن هناك مغالطة فيما تقول ، وهي إن من يحاربكم هم البعثيون والأجهزة الأمنية السرية العراقية ، بأشكال هلامية متلونة، فمرة هم سنة من أنصار الإسلام أو السنة أو السلفية ومرة هم شيعة متسننين من أنصار الخالصي وغيرهم ومرة هم شيعة متعصبين كجيش المهدي وما شابه ذلك من الذين يدعون النيابة الخاصة في هذا العصر خارج حدود التشيع. وهؤلاء يتدربون في معسكرات داخل العراق بدعم أجنبي من غيركم بالإضافة إلى القوة التنظيمية لحزب البعث ولأجهزته القمعية، فاستعمالكم للعراق (كإسفنج ماص) لهذه الجراثيم، في غير موقعه فأنتم خلطتم عشرت الجراثيم بما لا يمكن حصرهم وبمختلف المذاهب.
فضحك هذا الرجل ضحكة عالية حتى شككت بأنني تكلمت بأخطاء لا تطاق.
فقلت له: لماذا هذا الضحك ؟
فقال: أنت تعلم بأن البعث هو من نفس المعمل، وأننا نقصده، لأنه هو بنفسه من أنتجناه لإسقاط المنطقة وهو من ساهم في تكوين طالبان وغيرهم من الحركات الإرهابية والمافيات، وقد اصبح الآن في قائمة التعقيم لانتهاء مدة الصلاحية، فلا بد أن نسمح لتجمعهم في هذا المكان المناسب وإيقافهم أمامنا بأسلحتهم ليدخلوا أجهزة التعقيم .
فقلت له أنتم تُغضِبون الناس فأغلب الناس لا تعرف ما هو جيش المهدي؟ ولا ما هو تجمع أنصار السنة؟ ولا طالبان ولا غير ذلك. فيكون عملكم السري بدون فائدة شعبية أو رأي عام.
فضحك وقال ولكننا نعرف .
فسكت .
ثم قلت له وأخيرا عندي إشكال ارجو أن تجيبني بصراحة: ما موقفكم من الفضائيات الآن؟
فقال: تقصد إظهار الجراثيم بصورة المنتصرين وأننا أخطأنا؟
قلت: نعم هذا وغيره من الأمور.
فقال: هل ما يفعلون من تحسين لصورة الجراثيم وتقبيح لصورتنا تخدم هدفنا من تجميع لجراثيم أم هو ضد خطتنا.
قلت: بل الظاهر أنه يخدم خطكم حسب عرضك للموضوع.
فقال : لا جواب
وهنا أنا أفكر بصوت عال.
هل هذا هو تفكير الأمريكيين؟
إذا كان كذلك فالمشكلة خطيرة فكما كنا بخطر سابق بإنتاج هذه الجراثيم فنحن في خطر بتعقيم الأمة من هذه الجراثيم لأن مفتاح الحل ليس بأيدينا (لمن يفهم الكلام).
فماذا نفعل .
أنا أفكر .... إذن أنا موجود.
فعلينا أن نتعقل ، وعلينا أن ندعو كل هذه الجهات إلى التأمل في المصير والمخاطر لتكتشف بأنها تقوم بما يريده عدوها.
وهذه دعوة مني لكل إرهابي إسلامي أو متطرف مخدوع أو غير مخدوع ، مقتنع أو غير مقتنع، منتفع ماليا أو غير منتفع. بأن التفكير الأمريكي خطير جدا ، فيجب أن نرحم أنفسنا وأمتنا وأن نراجع حساباتنا لئلا نكون كائنات معملية كما يسمونها من أجل أن نأكل أنفسنا.
وما يجري الآن في العراق لا أراه يخرج عن هذا ، فالمعركة غير متكافئة، والكمين كبير لكم يا أحبابي الإرهابيين فكونوا على حذر. واسمعوا نصيحة من يرغب في زوالكم ولكنني مقتنع بأن زوالكم ليس من مصلحتي الآن، فأنا احب أن تبقون عسى أن يغير الله عقولكم وتتحولون لخدمة هذا الدين الحنيف/ وأن لا تمنحوا عدوكم ما يريد ويحرمكم مما تريدون.
و أما من أراد أن يبقى جرثومة مصنّعة ، فالأمريكان جهّزوا لكم طرق التعقيم الفنية.
ونحن لن نبكي عليكم ، لأنكم جراثيم تمرضونا بأمراض أقلها نشر الكراهية وضيق النفس في نفوس أبنائنا الأبرياء. وأهمها إبادة المسلمين الأحرار والمفكرين والعقلاء في هذه الأمة وتحويلها إلى غنم بيد الأعداء الذئاب.
مع تحيات صديق رب السلفية الأمرد
المنار
------------------------
ملحق مفيد:
بعد أن كتبت هذا المقال وقبل أن أنزله اتصلوا بي من النجف واخبروني بالأخبار التالية: لقد زار السيد مقتدى الصدر سماحة آية الله العظمى السيد علي السيستاني اليوم، وحدثه بأنه يريد حل الأزمة ولكن الأمريكان يطلبون رأسه وهو لا يقبل أن يموت بدون ثمن، فاقترح عليه السيد السيستاني أن يحل جيش المهدي مقابل أن يكمل هو الضغط على اسر أولياء الدم الذين قدموا الشكوى ضد السيد مقتدى، وهم من أسرة المرحوم السيد أبى القاسم الخوئي وأسرة السادة آل الرفيعي الكليدار وسرة آل السيد ياسر وأسرة أخرى ذكروها، أظنها آل الدباغ وأنا غير متأكد من الاسم ولكن سمعت بأن ثلاثة منهم قد قتلوا حين المرور بباب بيته، وكذلك أسرة القاضي العدل (موحان جبر) الذي اصدر الأمر بالقبض على السيد مقتدى وقد قتل في اليوم الثاني وهو يوم المناداة بالقضية.
وذلك لتخسير الأمريكان أهم قضية قانونية بيدهم لأنها قضية ثابتة 100% .
لكن السيد مقتدى قال للسيد السيستاني: بأنه لم يؤسس جيش المهدي في الحقيقة، والمؤسسون هم أناس آخرون، وهو يخاف منهم لأنهم سيقتلونه عندها، ولا يستطيع طلب حلّه. وهو غير مسموع الكلام في هذا الأمر لأنه اكبر منه بكثير.
وبعد أخذ وردّ، اتفقا على أن يطلبا من السيد كاظم الحائري سرا أن يعلن حل جيش المهدي لأنه من أصحاب الحضوة، وأن يكون إعلان المفاوضات بوساطة حزب الدعوة لأنه يسيطر على بعض الشؤون التي يعرفونها ولا نعرفها. وقد اقترح الرفيق أبو إسراء من قيادات حزب الدعوة على جيش المهدي أن يطالب بحل كحل مسألة دمج منظمة أمل في الدولة أو تحويل حزب الله إلى حزب مدني اجتماعي معترف به من قبل الدولة اللبنانية، وله كراسي في البرلمان، من أجل إدخال قيادات جيش المهدي في تشكيلة الحكومة القادمة تحقيقا لمطلبهم بعدم تجاهل هذ التيار في الحكم.
وبالمقابل يتم الضغط على أصحاب الدم بسحب الدعاوى نهائيا وليس لحين استلام السلطة من قبل حكومة منتخبة كما كان لاقتراح السابق. وسوف يُعلن حزب الدعوة الوساطة بين الطرفين. حفظا لدماء المسلمين وصيانة لكرامة الناس وللأماكن المقدسة باعتبار أن جيش المهدي سيقاتل من بيوت الله ومقامات الأئمة عليهم السلام ، لأسباب سيكولوجية.
وقد بلغني أيضا بأن النخب في النجف غير راضية عن هذا الإجراء لأنه تفويت فرصة لإنهاء حالة شاذة في الجسد الشيعي مثل سيطرة قوى مجهولة على شاب من النجف يتحرك بما هو خلاف المنطق والمصلحة. وقد وقع همس ولمس. وهم يفضلون فناء نصف مدينتهم على بقاء هذا الشذوذ، ولكن السيد السيستاني حفظه الله لم يأخذ بآرائهم.
كما بلغني بأن هناك قوى شيعية تقف وراء الاتفاق في الفلوجة وقد عرض أهل الفلوجة سرا على تسليم المطلوبين للأمريكان وهم عدد كبير جدا يشمل رجالا غير عراقيين من القاعدة وغيرها، وتسليم الأسلحة، بشرط عدم الإعلان عن جوهر الاتفاق لحفظ ماء الوجه. ولكن الأمريكان مترددون في قبول هذه المطالب لأن الأوامر عندهم تقتضي غير ذلك مما يذكّرنا بقول الرجل الذي حدثنا عما يريدون. إلا أنني اعتقد بأن الأمر الذي يطلبونه سوف لن يكون دفعة واحدة و إنما بالتدريج والقوى الكبرى لا تتعجل الأمور.
وكل ما تسمعونه من هدنة وغير ذلك لا صحة له لأن الاتفاقات هي غير ذلك والوضع مختلف تماما وهناك اتفاقات كبيرة بين الطرفين وتنازلات مهمة مقابل تنازل واحد من الأمريكان وهو إيقاف ذبح هؤلاء
و أعداد القتلى من العراقيين الشيعة والسنة قد تجاوز الستة آلاف وهذه أرقام سرية لا يريد الجميع الكشف عنها. لأسباب معنوية خاصة .
فحيا الله العقل الفعال والقدرات العقلية على امتصاص الأزمات. والعقول التي أثبتت أن المقاومة القانونية والسلمية أقوى من سفك الدماء فقد تم اللجوء أخيرا إلى القانونيين والسلميين لطلب العون وفك المذبحة المعدة لهم سلفا.
وسنرى النتائج خلال أسبوع قادم ما يجري؟، فإذا لم يتم الالتزام بهذه القرارات فاعلموا أن وراء الأكمة ما وراءها وأن بين هؤلاء أو أولئك من يريد تمشية الخطة
وجنت على أهلها براقش .
وما ذكرتُ هذه الأمور إلا للتدليل على محاولة تضييع بعض ما يريده الأمريكان من خطتهم بإبادة الجراثيم وذلك بفضل مراجع الشيعة في العراق الذين يقتنعون بنفس قناعتي من عدم السماح بقتل هذه الجراثيم الآن.
ولا تطلبوا مني أن أخبركم ببواطن الأمور أكثر من هذا.
وشكرا لكل من لا يعرف
فعليه أن يتأمل فقط ويزن الأمور بعقله
ويسكت.
مع تحيات كاشف العبادة المرحاضية عند السلفيين
المنار