ارتفاع حصيلة تفجيرات البصرة إلى أكثر من 225 شخصا بين قتيل وجريح
الأحد 08 آب 2010 10:26 GMT
الدمار الذي خلفته تفجيرات الأمس في البصرة
السومرية نيوز/ البصرة
أعلنت اللجنة الأمنية في محافظة البصرة، الأحد، أن حصيلة التفجيرات التي شهدها مركز مدينة البصرة مساء أمس السبت بلغت أكثر من 225 شخصا بين قتيل وجريح، مؤكدة أن التفجيرات ناجمة عن سيارتين مفخختين وعبوة ناسفة.
وقال رئيس اللجنة علي غانم المالكي في حديث لـ"السومرية نيوز" إن "سلسلة التفجيرات التي ضربت سوق العشار وسط مدينة البصرة خلفت في حصيلة شبه نهائية 43 قتيلاً و185 جريحا منهم 35 في حالة خطرة".
ولفت المالكي إلى أن "التفجيرات ناجمة عن سيارتين مفخختين وعبوة ناسفة"، مبينا أن "العبوة انفجرت عند مدخل شارع عبد الله بن علي وأدت إلى لإثارة موجة من الهلع والذعر وتسببت باحتراق الكثير من المحال التجارية وهندما ركض الناس باتجاه الطرف الآخر من الشارع انفجرت أمامهم سيارة مفخخة وعندما حاول الناجون من الانفجارين الفرار من خلال طريق فرعي انفجرت مقابلهم سيارة مفخخة ثالثة".
وكان مصدر في شرطة البصرة قد ذكر عقب وقوع التفجيرات أنها أدت في حصيلة أولية إلى مقتل ما لا يقل عن 14 شخصا، وإصابة أكثر من 100 بجروح بعضهم حالته خطر"، كما بين أن التفجيرات لم تعرف طبيعتها التفجيرات مازالت مجهولة، مشيرا إلى أن مديرية التحقيقات الجنائية تبذل ما بوسعها لمعرفة طبيعة التفجيرات.
واعتبر المالكي أن "إتباع هذا الأسلوب كان بهدف محاصرة المواطنين وقتلهم بالكامل رغم أن معظمهم من الباعة المتجولين وأصحاب المحال التجارية والمواطنين المرضى الذين كانوا يراجعون عيادات طبية خاصة"، مشيرا إلى أن "بعض الضحايا هم من النساء والأطفال".
وذكر رئيس اللجنة الأمنية في البصرة إلى أن "بعض المصابين تعرضوا لحروق بالغة والاختناق بالدخان الكثيف الذي خلفته التفجيرات"، لافتا إلى أن "التفجيرات تحمل بصمات تنظيم القاعدة والبعثيين الصداميين" بحسب قوله.
وكشف علي غانم المالكي أن "القوات الأمنية توصلت إلى خيوط قد تقودها إلى اعتقال الجناة لكنها لم تباشر بعد بتنفيذ أية عمليات اعتقال على خلفية الهجمات المأساوية" بحسب وصفه.
وخلفت التفجيرات خسائر كبيرة بعدد من المحال التجارية والصيدليات والعيادات الطبية الخاصة، كما أدت إلى احتراق مقر مديرية النشاط الرياضي والكشفي بالكامل، ومديرتي الإشراف التربوي الابتدائي والإشراف الاختصاصي بشكل جزئي، إضافة إلى تضرر إعدادية تجارة البصرة ومدرسة سدرة المنتهى الابتدائية، ومبنى كنيسة السريان الكاثوليك التي أصيب كاهنها بجروح طفيفة بسبب تلك التفجيرات، التي ذكر قائد شرطة البصرة اللواء الركن عادل دحام مساء أمس أنها "ناجمة عن احتراق مولدة أهلية كبيرة وتسببت بإصابة تسعة مواطنين فقط بجروح" الأمر الذي أثار اليوم ردود أفعال شاجبة من قبل المواطنين والمسؤولين المحليين.
وقال المواطن عبد الأمير كريم وهو صاحب محل لبيع الملابس تحول بسبب التفجيرات إلى أنقاض أن "التفجيرات الثلاثة وقعت كلها في غضون خمس دقائق"، وبين في حديث لـ"السومرية نيوز" إن "سيارات الإسعاف الفوري تأخرت بالوصول إلى محل الحادث كما أنها لم تتمكن من الدخول إلى مواقع التفجيرات لإجلاء المصابين وإسعافهم بسبب الحرائق التي استمرت نحو ثلاث ساعات".
وذكر كريم أنه حاول حينها إنقاذ امرأة حامل "لكنها فارقت الحياة مع جنينها اثر احتراقها من جراء التفجيرات"، بحسب قوله، لافتا إلى أن "بعض الضحايا سقطوا بسبب التدافع الشديد الذي حدث بعد دوي الانفجار الأول قرب مرقد ومزار عبد الله بن علي".
من جانبه، قال نائب رئيس مجلس محافظة البصرة الشيخ أحمد السليطي في حديث لـ"السومرية نيوز" إن "الهجمات الإرهابية الأخيرة تعيد إلى الأذهان التفجيرات المشابهة التي شهدتها البصرة في العاشر من شهر أيار الماضي".
وحمل السليطي القوات الأمنية والمسؤولين عن الملف الأمني "المسؤولية عن تلك الهجمات"، موضحا بأن "هؤلاء لم يتخذوا الإجراءات اللازمة لحماية أرواح وممتلكات المواطنين".
وانتقد السليطي تصريحات بعض القادة الأمنيين (في إشارة منه إلى تصريح قائد الشرطة) ووصفها بـ"المستعجلة"، واعتبر أنها تمثل "استهانة بدماء الضحايا وهي بعيدة كل البعد عن الواقع".
واكد نائب رئيس مجلس محافظة البصرة أن "مجلس المحافظة سيعاود تقييم ودراسة الوضع الأمني في أقرب جلسة له كما سوف يحرص في خطوة لاحقة على استجواب القادة المقصرين".
يذكر أن محافظة البصرة، نحو 590 كم جنوب بغداد،شهدت في العاشر من شهر أيار الماضي، تصعيداً أمنياً غير مسبوق منذ سنوات تمثل بوقوع ثلاث هجمات بسيارات مفخخة، إذ انفجرت الأولى في سوق شعبية في منطقة البصرة القديمة فيما انفجرت الثانية بالقرب من سوق شعبي آخر في منطقة خمسة ميل، أما الانفجار الأخير فقد وقع في منطقة المعقل القريبة من منطقة خمسة ميل وأسفرت تلك الهجمات في حصيلة نهائية عن مقتل 26 مدنياً وإصابة 225 بجروح وبعدها بأيام قليلة أعلنت قوات الشرطة عن القبض على الجناة وذكرت أنهم ينتمون إلى تنظيم مسلح مرتبط بتنظيم القاعدة.