عشائر الاهوار في جنوب العراق
----------------------------------
ان من بين العشائر التي استوطنت الاهوار ( البطائح ) منذ الفتح الاسلامي وحتى يومنا هذا هي على ارجح اقوال المؤرخين العرب والاجانب من -,, قبائل طي، وبني لام، وتميم، وبني أسد، وزبيد، وربيعة، وخفاجة، وبني هاشم، وبني زيد، وبني مالك، وشمر، والنجادة، والشريفات، والزهير، والحلاف، والبو محمد من زبيد، والمياح، والقطران، والعيدان، وعنزة، والغزي، والسعدون، والشويلات، وبني ساعدة (السواعد)، والسعد، وبني سكين، وعبودة، والبو صالح، والدواسر، والجيزان، وبيت نويصر، وبيت نصر الله، والفريجات، والنصار، والقناص، وبني كعب، والمحيسن، والغنام، والظوالم، وآل فتلة، والخوام، وقريش، والجبور، وآل بو سعد، والنواشي، وبني سعيد، والغانم، وبني وائل، والســواري، وبـني ســالة، والخزاعــل، والبهادل، وبـني حجيم، وحجام، والفرطوس، وآل جويبر، وعبادة، والعكـــيل، والشــــاوي، ومـــذحـج، والازارقـــة، والبودراج، وغيرهم كثير-,, وبالرغم من كل المحاولات التي قام بها المدلسون من طمس هوية ابناء الجنوب واتهامهم بانهم من اصول هندية او من الزط الغجرية ولاعلاقة لهم بالعرب وقالوا انهم من الشرق اي من الهند وقد جائوا بجواميسهم اثر هجرات تعاقبت على العراق ولكن الدكتور على الوردي له رأي مخالف عن اصل اهل العماره حيث يذكر في صفحه 152( بأن قبيلة آلبو محمد في العماره ونواحيها تضم عشرات الأفخاذ والعشائر وهم كلهم ينتسبون الى رجل واحد اسمه محمد بن حسن المروح وقد كان هذا الرجل من قبيلة العزه الساكنه في شمال بغداد الى الشرق من نهر دجلة وقد ترك قبيلته هذه في سنه 1741 اثر خلاف معها ليرتحل الى العماره ويحل في عشيرة الفريجات ,) ولكن الدكتور يطرح اشكاليه في نفس الصفحه وهي ( بأن العراق ايام الفتح الأسلامي كان تعداده حسب التقديرات 30 مليون وهم بقايا السومريين والأكديين والكلدانيين وغيرها من حضارات العراق القديم , فاين ذهب هؤلاء ؟ ويجيب على تساؤله بأنهم ذابوا في القبائل العربيه التي نزحت ايام الحكم الأسلامي.)
ومما يؤيد هذا الكلام بأن الأقوام القديمه لازالت موجوده في العراق وقد ذابوا في القبائل العربيه هو رأي بعض علماء الانثروبولوجيا كما ينقل الأستاذ شاكر مصطفى سليم في كتابه ( الجبايش الجزء الأول ) وهؤلاء العلماء هم هنري فيلد وسيتن لويد وثيسيغر فهؤلاء قد لاحظوا الشبه الكبير بين سكان الأهوار والأقوام القدماء من حيث مقاييس الرأس والبنيه الجسمانيه وحتى الأدوات الزراعيه وألات الصيد كالفاله وغيرها , وان حياتهم وظروفهم تتشابه الى حد كبير حياة السومريين القدماء , هذا بالأضافه الى مضايف شيوخهم المدوره والمبنيه من القصب والطين فهي تتشابه الى حد كبير من ما يمثل الهياكل الأصليه للمعابد السومريه في الألف الرابع قبل الميلاد
وايضا ومن أوائل المشككين بعروبة اهل الجنوب هو ( ابراهيم صالح شكر ) الذي شغل منصب قائمقام لعدة مدن عراقيه ولكن بعد ثورة مايس 1941 اعلن تأييده التام ومساندته الفعلية لها ، وبعد فشل هذه الثورة انتقل الى قائممقامية قلعة صالح في ميسان وهناك اطلق صيحته التي شكك فيها باصول اهل الجنوب وخاصة قبائل البو محمد التي تتخذ من العماره سكنا لها ,حيث قال بان اصولهم اما من الهند او تركيا , وبعدها طرد من الوظيفه مما اضطره هذا الطرد لحاجة عائلته واعتلال صحته الى التماس الجهات الحكومية ، وهو التماس كان له وقع مرير على نفسه ، عبر عنه في مذكراته وكانت نتيجة هذا العذاب هو مرضى السكري والسل اللذان فتكا بجسده الى ان لفظ اخر انفاسه في مايس من العام 1945, وقد راى الدكتور علي الوردي هذا الرأي الغريب بانه رأي مضحك وطريف كما جاء في صفحة 153 من كتابه الآنف الذكر , هذا بالأضافه الى جلال الوزير الذي كتب مقاله يتيمه يتهجم فيها على اهل الجنوب والشيعه حيث تلاقفت اكثر المواقع الوهابيه مقالته هذه , حيث كان الوزيرعدوانيا صريحا ويكيل التهم تلو الأخرى وقد وصف ابناء الجنوب بوصف مبتكر يتنافى مع علم الوراثة وكل ما جاء به دارون في أصل الأنواع , فقد توصل جلال الوزير إلى بعض الصفات الوراثية لأبناء الجنوب تميزهم عن بقية خلق الله, وزعم انهم يتصفون بقصر القامة، وتفلطح القدم، والسمرة الداكنة بالأضافه الى وصفه عبد الكريم قاسم استهزاءا بزعيم الشروك وما الى ذلك من تهم بشعه تفصح عن حقده وكراهيته الى ما كل هو جنوبي او شيعي, وما ان دل هذا الحقد والكراهيه فانها تدل على نفسيته العدوانيه المأجورة.
فمثل هؤلاء الكتاب ارادوا نفي الأتصال الثقافي والتاريخي من عرب الجنوب بهذا الهجوم المركز , ليتبنى افكارهم فيما بعد الحكومات التي بطشت بسكان الجنوب بطشا فكريا وجسديا , حيث حرموا اهل الجنوب من كل شي وركزوا على بغداد وشمالها لذلك نرى مؤسسات التعليم العالي والزمالات والبعثات الى الخارج تكون من مناطق بغداد على مر العصور بأستثناء من كان ذو حظ عظيم من اهل الجنوب ونرى بأن اهل الجنوب امتازوا بالشعر والقصه والأدب وذلك لأن هذه التخصصات لاتحتاج الى اموال طائله ولا الى بعثات خارجيه بل الى فقر مدقع ومعاناة اكثر, ومن كثرة الأهمال لمناطق الجنوب اعتمد الناس على انفسهم في الزراعه وتربيه المواشي وخاصة الجاموس في مناطق الأهوار لتلتصق بهم تهمة عدم التحضر وتهمة الأصول الهنديه من خلال الكلمة المحرفه ( شروك ) , وليت شعري لم َ لا يتهم المصريون بان اصولهم هنديه وذلك لتربيتهم الجاموس حيث تعتبر مصر ثالث اكبر دولة في العالم في امتلاك الجاموس بعد الهند وباكستان , او لمَ لا يتهم سكان منطقه الجماسه في الموصل بأن اصولهم هنديه, وهم معروفون بتربية الجاموس لذلك سميت الجماسه بهذا الأسم , ولكن تلك التهمه التصقت بجنوب العراق وخاصة سكان الأهوار وذلك بسبب عقيدتهم الشيعيه كما اسلفنا .
ومن محاسن الصدف نرى ان اكبر قبيله من سكان امريكا الأصليين من الهنود الحمر اسمهم (شيروكي) وهذه الكلمه في لغتهم الأم تعني (الناس الأصليين) والصدفه الأجمل هي بأن لغتهم الآم تسمى (أروكيان – Iroquoian) وهذه القبيله عانت الويلات ثم الويلات من الحكومات الأمريكيه المتعاقبه , ولا ننسى بأن كريستوفر كولومبس دفن منهم الآف مؤلفه لمحاولة القضاء على سكان البلد الأصليين ولكن بقت منهم شريحه قليله والذي تمرس اكثرهم بتجارة المخدرات , وهذه الأساليب هي جزء من الحرب التي دارت على سكان البلد الأصليين , ونفس الشئ حصل في كندا واستراليا بحيث نسمع ونقرا بأن سكان البلد الأصليين منبوذون بشكل مقزز واكثرهم من عشاق السجون والمخدرات , وبهذه الوسائل الخبيثه استقر المستعمرون ليبعدوا سكان البلد الأصليين عن مسرح الأحداث , ولولا وجود المحيطات لأتهم الحاقدون ابناء الجنوب بأن اصولهم من الهنود الحمر من سكان امريكا , وذلك لتقارب الأسم والمعنى الأصلي بالأضافه الى تقارب اسم لغتهم من اسم العراق , هذا وماجرى في العراق تماما كما جرى لسكان البلد الأصليين في امريكا وكندا واستراليا حيث حاولت الحكومات المتعاقبه تهميش اهل الجنوب الأصليين الذي ينحدرون من اصول ضاربه في عمق التاريخ فقد حاولوا تهميشهم بكل ما اتوا من قوه ولصق كل تهم الهمجيه وعدم التحضر حتى بات بعض اهل الجنوب يخجل أن يصرح بأنه جنوبي بسبب الهجمه الشرسه التي يتعرضون اليها بين الفينه والأخرى وللمعلومات ان سرجون الأكدي (شروكين) اول حاكم يوحد العراق واقوام الجزيره العربيه في عام 2340 قبل الميلاد واقامة امبراطوريته الأولى في التاريخ , وهو يعتبر بذلك ابو العراق القديم لذلك قام المستعمرون بتسمية كل ابناء العراق بالشروكيين اي ابناء سرجون , حتى يتم تمييزهم من مَن جاء مع المستعمر وبذلك يصبح البابليون والكلدانيون والسومريون والأكديون وكل الأقوام التي عاشت على ارض العراق شروكيين اي سكان البلد الأصلي لأنهم يعودون الى موحدهم سرجون الأكدي.
-----------------------------