في ذكرى المولد النبوي وميلاد بحر العلوم صادق آل محمد
عبد الله الرضيع الفدائي الرسالي للرسالة
تيمنا بذكرى المولد النبوي الشريف وميلاد صادق آل محمد في 17ربيع الأول
اللجنة الدولية لإحياء ذكرى مظلومية عبد الله الرضيع
ملتقى الأطفال الحسينيين الرضع في الذكرى السنوية
للمقام الشامخ لباب الحوائج عبد الله الرضيع شهيد كربلاء

عظم الله أجورنا وأجوركم بمصابنا بالحسين الشهيد
السلام علي الطفل الرضيع
(بأي ذنب قتلت)
http://www.alrsool.com/alasghar/
http://www.al-kawther.net/index-.htm
http://www.al-kawther.net/Mohammed-R...iety/index.htm
http://badrnews.net/montada/viewforu...ea718712bfd16e
http://bahrainonline.org/showthread.php?t=143655
[email protected]
[email protected]
بسم الله الرحمن الرحيم
"وقال الرسول يرب إن قومي إتخذوا هذا القرآن مهجورا.
وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين وكفى بربك هاديا ونصيرا" الفرقان 30-31
في البداية نبارك للأمة الاسلامية والمرجعيات الدينية والحوزة العلمية في النجف الأشرف وكربلاء المقدسة وقم المشرفة ومشهد المقدسة بذكرى ميلاد سيد الكائنات ونبي الرحمة الرسول الأعظم والهادي محمد المصطفى"صلى الله عليه وآله وسلم" وحفيده رئيس المذهب الجعفري الإمام الصادق "صاق آل محمد عليه السلام "، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يمن على الأمة الاسلامية بالأمن والأمان والإستقرار والخلاص من الاستعمار وأن يوحد صفوفها وراياتها تحت راية الرسالة المحمدية ، وأن يوفق الجميع بالسير على نهج وسيرة سيد المرسلين والمبعوث رحمة للعالمين وأن تعمل الأمة بكتاب الله وتطبق أحكامه ولا تجعله مهجورا ، وأن يبعدها عن كيد المنافقين والتكفيريين والناصبين العداء لآل محمد وشيعتهم ومواليهم ومحبيهم إنه سميع مجيب.
إن دواء الأمة الاسلامية يأتي بإتباع القرآن والعمل بآياته وأحكامه فهو شفاء لكل دواء ولابد من إحيائه بقراءته والتدبر في آياته وإستلهام العبر والحكم منه.
لقد جعلت الأمة الاسلامية القرآن مهجورا بين ظهرانيها ، لذلك فإنها قد أبتليت بأنواع البلايا والمصائب ، وتسلطت عليها قوى الكفر والجور والنفاق والضلالة . وإننا إذا أردنا أن نصلي على محمد وآل محمد وأن يكون الرسول راض عنا فإننا وفي ذكرى ميلاده الميمون يجب أن نغير من سلوكنا ونظرتنا الى القرآن وأن لا نجعله مجرد كتاب نضعه في رفوف مكتباتنا والتبرك فقط به وقراءته في الفواتح والمناسبات ، بل علينا بأن نقرأ القرآن يوميا وأن نفتحه ونتبرك به ونقرأ ما تيسر منه ونتدبر في آياته ليكون لنا نورا ونبراسا وهداية لنا وشفاءا لنا من أسقامنا وأمراضنا.
إن رضاية الرسول عن الأمة الاسلامية هو بالعمل بالقرآن وإحيائه لتعود الأمة الاسلامية الى سابق مجدها وقوتها وعلو شأنها كما كانت في زمن الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
**************
كانت الإنسانية تعيش الجاهلية والضلالة بعد إبتعادها عن رسالة السيد المسيح عيسى بن مريم عليه السلام. بين رسالة السيد المسيح ورسالة آخر الرسل المصطفى محمد بن عبد الله قرابة 600 عام ، عاشت الأمة بعيدة عن الوحي وعن الله وعاشت ظلمات الجهل والشرك والإنحراف.
وما كانت الجزيرة العربية – بل الإنسانية جمعاء- يوما بأحوج منها الى موعد ، كالموعد الذي وافاه هذا الفجر البازغ من اليوم 17 ربيع الأول من السنة الموافقة لعام الفيل.
لقد تمت ، في هذا الصباح الأبلج ، ولادة طفل سوف يخرج الجزيرة العربية من ظلمات الجهل والشرك والضلالة والحروب الى رحاب الأمن والسلام والتعارف والمحبة ، وليطل بها على العالم أفقا تتوزع عليه قبب المنائر.
ونمى الفتى ، ونمت معه غلف الأسرار ، ونمى معه السكون ، وعمق السكون ، وأخذ يستقطب اليه النظرات ، لقد إشتدت حوله علائم الإستفسار: هل هو عاصفة تسير من بعيد؟ أم أنه هدوء يحوم في عاصفة ؟ أم سحابا يتكاثف؟؟
لقد شب الفتى وأصبح غزير الرؤى ، عميق الغور ، بعيد اللفتات. لقد أصبح تنفتق خلفه جبينه أثقال المجالي ، لقد أصبح تلمع في عينيه شهب المعاني ، لقد تكسرت على شفيته أبعاد الخيال ، كما تنكسر على الشاطىء كرات الأمواج.
فهي إذا أمام رجل تتراءى عليه الإنعكاسات: سريرة بيضاء على بشرة بيضاء ، عين دعجاء تحت بصيرة فيحاء ، عنق كأبريق فضة كأن يدا تناوله منهلا من كوثر ، كف من ندى ، قدم من صخر ، عين من بريق ، كتفان من أثقال ، مشية الى هدف ، قامة الى تطاول ، فم الى صدق ودعاء وإبتهال ، تلك أبرز المظاهر كانت تتراءى على محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) منذ الطفولة.
محمد (ص) ذلك الانسان العظيم .. خاتم الأنبياء ، وسيد المرسلين ، خيرة الله من خلقه ، حبيبه وصفيه ، وأمينه ، وربيبه. تلك الشخصية الفذة التي لا يمكن لأي من عظماء البشر الرقي الى مصافها وعظمتها ، ولا حتى محاولة المقارنة بها ، إبتداءا من بدء الحياة في هذا الكون ، الى ماينتهي اليه.
الصادق الأمين ، الذي جاء لخير البشرية جمعاء ، هاديا ومبشرا ونذيرا ، دون تخصيص فئوي ، دون حصر بجماعة محدودة ، أو مجتمع معين. ذلك العظيم الذي قال – وقوله صدق – وفي قوله نفحات سماوية وسمات ربانية .. قال (صلى الله عليه وآله وسلم): (خير الناس من نفع الناس) نعم كل الناس .. لأنه أرادها مطلقة لكل الناس. لم يقل خير الناس من نفع المسلمين فقط !! أراد (عليه أفضل الصلاة والسلام) النفع والخير للناس عامة دون إستثناء لدين أو قومية أو لعرق.
أراد الخير لكل البشرية على إختلاف معتقداتهم ومللهم ودياناتهم ، كيف لا ، وهو رسول الانسانية .. رسول السلام .. رسول الانسانية .. رسول الله لكل خلق الله .. هذا النبي والرسول العظيم الذي إستمد عظمته من عظمة الله سبحانه وتعالى .. الذي علمه وأدبه .. فأحسن تأديبه ، وأجاد تعليمه ، حتى كان حقا نبيا ربيبا لوحيه ومبلغا لرسالاته وأمينا على وحيه.
هذا الإنسان الذي لم ينجب كوكبنا هذا نظيرا له .. ولا مثيلا لإنسانيته ، ولا قرينا لخلقه ، حتى خاطبه خالقه قائلا:( وإنك لعلى خلق عظيم) "سورة القلم: الآية 44" .. وتلك شهادة ما بعدها شهادة ، لم يقلها سبحانه وتعالى لأي نبي من أنبيائه ورسله الكرام ، لم يخاطب بها أوبمعناها ، الا خاتم أنبيائه .. محمد بن عبد الله .. حبيبه وصفيه .. ومبلغ آخر رسالاته وأتمها. ولا يمكن إعطاء هذا العظيم حقه ، بما هو فيه من شأن عظيم ، مهما كتبنا عنه ، عما يتحلى به من روائع الصفات النبيلة ، وما يتصف به من معجزات السماء ، ذلك العظيم الخالد في القلوب المؤمنة ، وبالأنفس التقية ، وفي الأرواح الطاهرة النقية.
اللجنة الدولية لإحياء ذكرى مظلومية الطفل عبد الله الرضيع إبن الحسين بن علي بن فاطمة الزهراء بنت محمد بن عبد الله "صلى الله عليه وآله وسلم" ، إذ تتقدم بأزكى التهاني والتبريكات لصاحب العصر والزمان الحجة المهدي المنتظر والى أبناء الأمة الاسلامية وكل شيعة ومحبي أهل البيت عليهم السلام بهذه الذكرى العطرة لميلاد نبي الرحمة وهادي الأمة من الضلالة الى الحق والصراط المستقيم تتمنى من المسلمين والمؤمنين أن يتحلوا بصفات نبيهم ويسيرون على سنته ويتبعون أخلاقه وسلوكه وطريقه في الحياة وتحمله وصبره في ذات الله من أجل تبليغ الرسالة وإشاعة السلام والمحبة والصفاء والتقوى وتبليغ أحكام القرآن بين أبناء المجتمع الاسلامي.
إننا اليوم بحاجة الى أن ننبذ الأحقاد بيننا وأن ننبذ الصفات الرديئة في نفوسنا من صفات النفاق والغيبة والتهمة والنميمة والإفتراء وإغتيال شخصيات الآخرين في مجالسنا ومحافلنا وأن نكنس ثقافة السخافة والإفتراء ونستبدلها بكلمات الحب والمودة والسلام والتعاون فيما بيننا كفريق مشترك من أجل الدفاع عن الحق وتبليغ الرسالة المحمدية التي قدم الإمام الحسين من أجلها دمه الزكي وجسده الطاهر مع الشهداء من أهل بيته وبينهم أصغر جندي في معسكره وهو الطفل عبد الله الرضيع وأصحابه الكرام البررة ليستقيم دين جده عن الإنحراف الذي أوجده الحزب الأموي بقيادة معاوية بن أبي سفيان وإبنه يزيد بن معاوية.
نعم نحن في ذكرى ميلاد الرسول الأعظم محمد الأمين والرحمة للعالمين لابد لنا من أن نستفيد الدروس من سيرته المباركة وما جاء به من معجزة سماوية تمثلت في القرآن الكريم وآياته وبيناته ، كما ولابد أن نستفيد من سيرة فاطمة الزهراء وأمير المؤمنين والإمام الحسن الزكي والسبط الشهيد الإمام الحسين عليهم السلام وسائر الأئمة المعصومين عليهم السلام لكي نجسد في شخصياتنا الشخصية الرسالية المناقبية المتعالية التي تسمو في سماء القيم الإلهية.
إن الطفل الرضيع الذي تفتخر اللجنة الدولية لإحياء وتخليد ذكراه كأصغر جندي دافع عن دين جده المصطفى ولبى نداء العقيدة وداعي الله بدم نحره مستشهدا بسهم الأعداء من يد حرملة بن كاهل الأسدي تغتنم الفرصة للذكرى العطرة لولاة النبي الهادي والمرشد والرحمة لتزف آيات التبريك للسائرين على سيرته وسنته وسيرة الأئمة الطاهرين من ذريته وتسأل الله سبحانه وتعالى لحاملين راية الحسين والعباس والطفل الرضيع عليه السلام أن يبقوا هذه الرآية خفاقة في الخافقين لكي تستلهم منها الأجيال نبراس العطاء والتسامي في رحاب القيم الرسالية المثلى والعليا لبناء مجتمع رسالي هادف يسعى لتطهير نفسه من آفات النفاق والغيبة والتهمة والرذيلة وأدران الشرك والكفر، والتمسك بالصفات الحسنة والقيم الرسالية الإلهية التي جاء بها النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
في الختام إن البشرية تعيش حالة من الظلم والجور والطغيان ويلاقي أتباع وشيعة المذهب الجعفري أنواع القتل والإبادة في بلاد العتبات المقدسة ، حيث يقتلون على الهوية الطائفية لإتباعهم لسنة الرسول الأكرم ووصيه الإمام علي بن أبي طالب وما أوصى به نبي الرحمة بإتباع الأئمة المعصومين النقباء من ولده وذريته. فأتباع أهل البيت في العراق يتعرضون الى حمله إبادة شعواء من قبل أعداء أهل البيت النواصب والزمر التكفيرية والبعثيين الصداميين الذين أزهقوا النفوس البريئة وسفكوا الدماء الطاهرة لأتباع الإمام جعفر بن محمد الصادق الذي نعيش هذه الأيام ذكرى ميلاده وميلاد جده الميمون والمبارك ، ولابد من وقفة تاريخية مشرفة مع من قالوا كلمة لا اله الا الله محمدا رسول الله عليا ولي الله وإتبعوا مذهب جعفر بن محمد الصادق عليه السلام ودافعوا عنه بدمائهم وأرواحهم الطيبة ، حيث أن هناك أكثر من 10 الآف عائلة شيعية عراقية قد هجرت من بيوتها ومساكنها وأحيائها في مختلف مناطق العراق الى المحافظات الجنوبية والوسطى وتعيش حالة مزرية ، ويتعين علينا في ذكر ميلاد الرسول الأكرم والإمام الصادق أن نثبت ولائنا ومحبتنا للرسول وعترته الطاهرة وحفيده الصادق بأن نقف وقفة مشرفة مع هذه العوائل المشردة التي لا مأوى ولا مسكن ولا ملبس لها ولأطفالها وأن نخفف من معاناتهم ونسكن من آلامهم.
كما ولابد لنا من إحياء ذكرى ميلاد الرسول الأعظم وحفيده الإمام الصادق بأقامة الإحتفالات وإظهار الفرحة كما قمنا بإظهار الحزن على مصائبهم وأحزانهم لنكون مثالا لشيعتهم المخلصين الذين قال عنهم الأئمة المعصومين:"شيعتنا خلقوا من فاضل طينتنا يفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا".
والله ولي التوفيق
اللجنة الدولية لإحياء ذكرى مظلومية الطفل الرضيع عليه السلام
هيئة الطفل الرضيع
كربلاء المقدسة
16ربيع الأول 1427هجري
15نيسان/أبريل 2006م