ان من اسهل الامور على المرء ان يكيل الاتهام ويحمل الآخرين مسؤوليات ما يحصل من مشكلات ولا سيما اذا وجد المرء نفسه في ورطة او في حيرة من أمره ازاء واقع مرير.. وهذا ما حصل للأسف في جلسةالاثنين المنصرم في البرلمان العراقي.
الدكتور محمود المشهداني رئيس البرلمان وزع مسؤوليات ما يحصل على كل من التوافق والتآلف وهذا أمر يكاد يتحدث به الجميع ولكن بمصطلح الصراع الطائفي والغريب انه أنحى باللائمة على قائمة التحالف الكوردستاني محملا إياها المسؤولية لأنها حسب "الدكتور المشهداني" لا تقف الموقف الذي يعمل على تهدئة الوضع الأمني ولم يقدم التحالف الكوردستاني أي حل لإيقاف نزيف الدم العراقي.. ثم يأمر المشهداني التحالف الكوردستاني ان "عليه" ان لا يبقى متفرجاً على ما يجري.
وبدءاً وقبل ان نتحدث عن دور التحالف الكوردستاني نرى سؤالاً يلح علينا ان نوجهه للدكتور المشهداني وهو ما الذي فعله (عملياً) هو من اجل ايقاف نزيف الدم العراقي منذ يوم تسنمه المسؤولية لحد ساعة حديثه ولومه الكورد من خلال قائمتهم؟..
لقد أوضحنا أكثر من مرة الدور الايجابي والفعال للتحالف الكوردستاني المعبر عن الشعب الكوردي وقيادته الكوردستانية في مجمل الصراعات السياسية التي عاشها العراق منذ سقوط النظام الدكتاتوري وحتى اليوم.
لقد كان مصيف صلاح الدين وبدعوة من رئيس اقليم كوردستان مركزاً لتبادل الآراء بين الفرق المختلفة وقد عمل الرئيس البارزاني جهده في تقريب وجهات نظر الفئات المختلفة وأبقى الباب مفتوحاً الى كل الجهات العراقية للقدوم الى كوردستان واجراء المباحثات المعمقة والموسعة من أجل الوصول الى حلول عراقية والخروج من أزمة الحكومة وهذا ما حصل في أزمة الدستور ومن قبل ذلك في أزمة الانتخابات.. وكان الرئيس مسعود البارزاني وقائمة التحالف مستعدين دوماً للدخول في حوارات جادة من اجل تقريب وجهات النظر.
وقد حضر الرئيس مسعود البارزاني اكثر من مرة الى بغداد من اجل ذلك ومازال هذا التاريخ قريباً والاعلام العراقي والعالمي يشهدان على ذلك.
وان ما حصل في صلاح الدين حصل في دوكان وكان السيد جلال الطالباني رئيس جمهورية العراق الفدرالي ولم يزل ساعيا وداعية كبيرة من اجل رأب الصدع لا بين التآلف والتوافق حسب بل حتى بين جماعات المقاومة والدولة العراقية من اجل ايقاف نزيف الدم العراقي.
لا ندري ماهي الصيغة التي يرتئيها رئيس مجلس البرلمان العراقي ويقترحها على الكورد ليكون راضياً عنهم؟.. اذا كانت رغبته ان ترسل القيادة الكوردية قوات البيشمركه الى بغداد ووسط العراق فأن الموقف الكوردي ازاء ذلك كان واضحا في المؤتمر الصحفي الذي عقد في صلاح الدين الخميس الماضي حيث صرح الرئيس مسعود البارزاني وبكل وضوح انه لن يرسل قوات البيشمركه الى وسط العراق وانه لم يطلب منه ذلك وانه لا يرى في ذلك مصلحة.
وقد أوضحنا ذلك على صفحات "التآخي".. تصريحات سيادته وكذلك في افتتاحية التآخي 16/تموز/2006 تحت عنوان الدور الكوردي في اعادة الامن الى العراق.
ونؤكد هنا ذلك اننا الكورد لم ولن نسكب الزيت على النار بل كنا وسنعمل جاهدين من أجل ايقاف الصراع الطائفي في العراق ومن اجل لم شمل البيت العراقي ونحن لسنا بمتفرجين بل نحن كنا ولم نزل نحاول بشتى السبل ان نجمع بين الاخوة ودعوتهم الى التخلي عن صراعهم الذي لن يجدي ولن يجلب غير الدمار للعراق.
واننا بهذه المناسبة نلفت النظر الى زيارة الدكتور نوري المالكي رئيس الوزراء الى اربيل والروح الايجابية العالية التي سادت حديثه ومحاورته من قبل اعضاء المجلس الوطني الكوردستاني وكذلك الى المؤتمر الصحفي المشترك بينه وبين رئيس وزراء اقليم كوردستان. كانت مواقف واضحة لاتضعنا في موقف المتفرج بل يهمنا امر العراق والعراقيين ولانود ان ندرج الادلة فنحن لسنا في موضع دفاع وان كان رئيس مجلس البرلمان قد رغب في اتهامنا ولكننا نقول ان التحالف الكوردستاني يعمل بوحي من مبادئه وقناعته الوطنية العراقية والقومية والسياسية ليس الا.