النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    الدولة
    Iraq - Baghdad
    المشاركات
    105

    افتراضي الى بغداد الحبيبة .... وهل بقي فيك رمق ؟؟؟؟

    [align=justify]السادة مشرف وأعضاء المنتدى
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    هل تتذكرون الفتاة الجميلة الطاهرة التي اسمها ( بغداد ) ؟
    وهل خلق الله مثلك في الدنيا اجمعها ؟
    وهل عذب الله غيرك في الدنيا اجمعها ؟
    بغداد كان عمرها في بداية العشرينيات , كانت طالبة في كلية علوم الدنيا في جامعة الحضارات والتاريخ , سكنت بغداد في بلاد اسمها العالم , في مدينة اسمها دار السلام لم يولد احد في الدنيا في زمانها منذ أن ولدت ولحد الآن لم يسمع عن جمالها وعفتها وطهارتها وذكائها وأسلوبها وطريقة كلامها وفلسفتها في الحياة .
    جاؤوها من جميع العالم يطلبون يدها فرفضت وأبت إلا أن تتزوج من ابن محلتها ومدينتها وبلدها .
    بغداد لم تكن تعشق احد معيناً , بل كانت تعشق صفات رجل معين .
    الغريب في الموضوع أنها بقيت لسنوات طويلة جداً بنفس نظارتها وجمالها وشبابها بل الأغرب من ذلك أن كل سنة كانت تمر عليها تعود بها وبشبابها وجمالها بسنة إلى الوراء وتحيط بها بهالة من جمال من نوع آخر .
    وهكذا اشتهرت بغداد يوماً بعد اخر بين كل الفتيات ممن كن في عمرها والأصغر منها والأكبر كذلك .
    بغداد الفتاة العربية الأصيلة كانت لا تروم التخرج من الكلية والدراسة بصورة عامة فكانت تؤمن بأن ارثها من العلوم يحتم عليها أن تستمر في الدراسة والتحليل والتمنطق والتأويل أكثر فأكثر , حيث كانت تقول لكل زميلاتها ممن كن مخلصات لها أو حسودات على حد السواء إن العلم أفق بعيد قريب لا تنتهي نقاطه عند حد معين .
    وبسبب كل ما ذكر أصبحت هذه الفتاة المميزة المنفردة طمعاً وهدفاً للكثيرين من الشبان المغرورين والمتغطرسين الذين كانوا يسمعون من أهليهم عن بغداد هذه , وحين كبروا ضنوا سهواً أن بغداد كبرت و لربما شابت ايضاً , غير أن الجميع وجدوا أن بغداد هي هي لم تكبر أبداً في عمرها لكنها كبرت في كل شئ عدا ذلك , وأصبحت مناراً للعالم وضوءاً ساطعاً وشهرة وجمال وشباب وعقل وعلم وفهم , مما زادهم فيها طمعاً .
    فهب فرسان العالم والمغامرين بالتنافس على النيل منها حلماً انهم سيحضون بها ذات يوم .
    طبعاً بغداد كانت تعلم بكل ما يحاك حولها وكان أهلها أهل كرم وجاه وفضل وعلم وهم يعلمون أيضاً أن ابنتهم بغداد في خطر .
    لم تكن بغداد أبداً تنتمي لطائفة أو ذهب معين , فقد كانت مسلمة فقط , تشهد أن لا اله إلا الله وان محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم رسول الله , فقد وضعت بغداد في قلبها السليم الأبيض المؤمن قبر الكاظمين ( الإمام موسى الكاظم وابنه الإمام الجواد عليهما السلام ) ووضعت في الوقت نفسه قبر ( الإمام أبي حنيفة النعمان رضي الله عنه ) , وكانت تقول للجميع كلاهما في قلبي لان الأخير نهل من الأول علومه وأنا نهلت منهم علومي جميعاً .
    صحيح أن أهل بغداد انقسموا بين شيعي وسني وفيهم مسيح وصابئة وغيرهم , غير أنهم كانوا إخوة في الله متحابين فيما بينهم وتربطهم أواصر أقوى في تشكيلها من نسيج المجتمع المذهبي الديني الواحد , وهذا ما زاد الحقد والطمع على بغداد وأهلها .

    ورغم أن بغداد تعرضت حتى لمحاولات اختطاف عديدة يذكرها التاريخ وقد خطط وحاول الكثيرون من الغرباء اغتصابها والنيل من عفتها ووصلوا لها حيناً , إلا أن بغداد بقيت عذراء بفضل أهلها وغيرتهم سنين عليها , ولا يتوقع البعض أن هذا الموضوع كان سهلاً على أهلها بل أن ذلك أثقلهم وأتعبهم وافقدهم أحبة وأصدقاء ومخلصين كثر , وكل ذلك من اجل بغداد .

    ذات يوم جاء أهل بغداد وقد ضاقوا ذرعاً بالطامعين وقرروا تزويج بغداد بشاب كفؤ لها , إن ذلك كان ليس هيناً أبداً وقد فشلوا أهل بغداد في تزويج ابنتهم الحبيبة الطاهرة العفيفة , حيث أنهم لم يجدوا من هو كفؤ لها .
    وكان ذلك خطأهم الأكبر إذا أنهم لو تمحصوا ودققوا لوجدوا الكثيرين من الشباب ممن هم كفؤ لها .
    على أية حال , فقد جاء ذات يوم احد الشباب من سكان بلادها الذين أضاع فيهم الدهر معنى الصدق والكرامة والشرف , ودفعه في ذلك الحاقدون ومهدوا له وسيروا الطريق تحت قدميه الحافيتين , واركبوه دبابات الحماية التي نشرها أهل بغداد لحماية ابنتهم , وتكالبت مع يديه الملطختين بدماء أبرياء من أهل محلته وسكنه ليتحدث باسم الدفاع عن الشريكة في الوطن ( بغداد ) وكأنه كان يخال نفسه ويحتسبها نفس المعتصم الذي سمع عنه ولم يقرأ في سطوره شيئا , كان هذا الشاب المغرور المعدوم الأحمق يصب جل همه لكي ينال من بغداد عنوة , وبسبب المد الذي وفره له أعداء بغداد والدعم اللامتناهي , دخل بين أهلها ونالها وبكل يسر , من دون أي مقاومة تذكر من أهلها .
    تزوجت بغداد من ذلك الشاب ولم تبدي اعتراضاً عليه ابتداءً فقد جاءها مدججاً بالسلاح ومزنراً بحزام ناسف كانت محتوياته الحرمان والألم الممزوج بالحقد بسبب البيئة البائسة التي نشأ فيها وترعرع , حقاً أن بغداد غرها شكله ودهائه , وللأسف أغوى بغداد بما لديه من صفات رجولية مظهرية فقط , تنامى ذلك لديه من المد الذي وفرته له بغداد بسبب شهرتها وطهارتها وعنفوانها وجمالها وشبابها والحلي والمجوهرات التي ملئت جيدها ومعاصمها وإذنيها وكل شئ من حولها .
    تباهى هذا الشاب كثيراً في بغداد وباهى بها الدنيا اجمع ولم يكن يعلم انه قد أرى العالم مفاتن حسناء دنياها مما زاد ولع وشغف العالم بها أكثر وأكثر , وليته لم يفعل ذلك .
    بدأ بعد ذلك رجل بغداد هذا يريد أن يقاتل من اجل بغداد وباسم بغداد بحجة الدفاع عنها .
    استنفذ كل ما بقي لبغداد من مال وحلال وحلي ومجوهرات , ونالت بغداد الفتاة الجميلة بعض سهام ونبال ورماح عدوها وعدو زوجها الجاهل .
    تشوه جزء من وجه بغداد لكنها بقيت هي الأجمل ليس في عين زوجها فقط بل في عيون كل الدنيا .
    بغداد التي لم تكن تكبر في عمرها كبرت وشاب جزء من شعر رأسها غير أنها بقيت رغم كل ما أصابها سيدة المجتمع المرموقة ذات النظارة والجمال المنفرد .
    زوجها لم يكتفي بما أصاب بغداد من ويلات ونسي أن وجهها قد تشوه من ضرب النبال والسهام والرماح , ونسي ايضاً أن بغداد أصبحت بلا جواهر وبلا حلي , فغره جمالها مرة أخرى وقال في نفسه أن بغداد جميلة الجميلات حتى من دون حلي وقرر وبغباء مفعم بدل أن يستعيد لها ما فقدته عل شبابها يعود إليها ذات يوم , قرر أن يعيد إليها مجوهراتها بسرقة مجوهرات سيدة أخرى تسكن بجوارها في بلدها العالم .
    ومن دون أن يأخذ رأي أهلها مرة أخرى فعل فعلته الشنعاء واغتصب تلك السيدة الجارة واستباح حرماتها .
    ورغم أن تلك الجارة عذبت بغداد كثيراً من قبل وهذا ما يعرفه الكل غير أن طريقة الاستباحة هذه كانت تخلوا من أي مبرر ووسيلة .
    بغداد كانت صامتة فقد علمها زوجها وعلم أهلها الصمت وعدم الكلام وجعلها وأهليها كالأموات لا يسمع صوتهم , فقد طغى وتجبر عليهم كثيراً .
    السيدة الجارة كان أهلها لديهم علاقات واسعة بشبان وأسياد العالم , وكان لأهلها صفقات تجارية عظيمة مع هؤلاء فاستنجدوا ليعيدوا ابنتهم المغتصبة وليعيدوا كل ما اغتصب منها , واجتمعوا وقرروا ذلك .
    بغداد والسهام والنبال والسيوف والمنجنيق هذه المرة تعود لتضرب وجهها الحسن .
    انتهى زمن شباب بغداد , أصبحت بعد ذلك عجوز لا تملك من الدنيا غير عفتها وشرفها المورثين من أهلها .
    أدارت الدنيا بوجهها عن بغداد الحبيبة وتركتها ظلماء باكية تحت سطوة زوجها الأبله الذي لم يكن يعي أي زوجة هي لديه كانت ومازالت رغم كل ما حصل لها .
    وبعد حين أصبحت بغداد ولكي ينهي أعدائها الذين أرادوا النيل منها في السابق عرضة لان تنتهي حكايتها ولكي يمسحوا حتى تاريخها الحافل النبيل من قبل أن يتزوج بها هذا الشاب الطائش الحاقد الذي لا يعي ما تعنيه بغداد لكل شباب العالم , واستغل الأعداء الحاقدين ضعف زوجها وقلة خبرته رغم تجاربه البائسة الغبية العديدة واتخذوا من الجروح التي نشأت في وجه بغداد ذريعة في أن هذه الجروح مدعاة لانتشار الوباء والمرض الذي تركه زوجها في وجهها , وقرروا بهذه الحجة الانتقام لبغداد من زوجها من جهة ولمعالجة الجروح التي قالوا انها مصدر للوباء والمرض من جهة أخرى .
    كل هذا وأهل بغداد صامتين كالأموات لم يبق فيهم رمق ولم تبق فيهم قوة ليوقفوا سيل وجموع الحاقدين وليطلقوا بغداد من زوجها الكهل الهرم الذي أخرف في أواخر عمره .
    عجزوا أهل بغداد عن فعل أي شئ يقي ابنتهم شر هذه الهجمة البربرية , فقد وضع زوج ابنتهم بغدادهم كما وضع طارق بن زياد جيشه فقال لهم البحر من ورائكم والعدو من إمامكم , غير أن البحر كان هذا عميقاً جداً حتى أن شاطئه بلغ عمقه الآلاف الأمتار , وان العدو الذي إمامهم كان كاسحاً مرعباً لأنه لم يكن أمامهم فقط بل كان واقفاً في كل حدب وصوب حتى انه ملئ البحر الذي خلفهم هذا فضلاً عن أن السماء امتلأت بغربان عدوهم هذا .
    وضن البعض أن زوج بغداد سيدافع عنها حتى آخر رمق فيه هو والمقربون منه غير أن المقربون منه كانوا أول المتخاذلين واشد والد الخائنين لزوجها .
    بغداد تستغيث .... بغداد تصرخ .... بغداد تبكي ..... بغداد .... يابغداد .
    العالم مذهول , فالبعض يقول أن زوجها سيحميها ... البعض الآخر يقول لا أن أهلها سيحمونها ... والبعض الآخر يقول كلا ستهلك بغداد فهذه نهايتها .
    أهل بغداد يصرخون ... كبارها ... شيبها ... شبابها ... وصغارها ... ذكور وإناث يتصارخون ...................بغداد .
    زوجها الأحمق عندما وجد انه هالك .... ودعها قائلاً الخيانة ... تركها بين يدي أعدائها وذهب لمكان بعيد .
    أهلها أصابهم الذهول والهلع .
    احتلها أعدائها أخيراَ ووضعوا الملح في جروحها .... وصبوا الزيت على نار وجنتيها ... قال لها أعدائها .... موتي يا أيتها العجوز .
    بعد أن تركها زوجها واغتصبها أعدائها رغم كبر سنها وشيبها الذي ملئ رأسها ..... حملت بغداد ( بغداد الآن حبلى ) !!!!!
    في رحمها توأمين زوجين احدهما توأم شيعي , والآخر سني .
    وكلاهما ليسا لأبوين من أهلها فلا التوأم الشيعي من أب شيعي ولا التوأم السني من أب سني , فهما من أبوين لا دين لهما .
    يقتتلان داخل رحم أمهما بغداد العجوز حتى أن القتال بينهما تعدا ليكون بين التوأم الشيعي نفسه والتوأم السني نفسه .
    هذا يقول بغداد أمي وذاك يقول بل هي أمي ... وكلاهما ليسا أبناء بغداد لأنها أكرهت على الحمل فيهما .
    فهل سيبقى في بغداد رمق لكي تلدهما حيين ليقتتلا على بطن أمهما وجسدها ؟؟؟؟؟؟؟


    إلى كل من قرأ هذا المقال ارجوا منه أن يدعو دعائي هذا :
    يارب يا خالق بغداد .... هلا أنزلت غضبك على هذه الأجنة الشيطانية في رحم بغداد ... هلا أمت هذين التوأمين في بطنها دون أن يخرجا حيين إلى هذه الدنيا ... نعدك ربي إننا سنخرج هذين التوأمين بعد موتهما من بطن بغداد قبل أن تموت هي الأخرى .... وإننا سنعيد إليها الأمل من جديد , وسنداوي جروحها ونعمل على إرجاعها إلى أهلها الحقيقيين بعونك يا رب .

    تحياتي للجميع .
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أخوكم مستطرق العراق .[/align]



    [glow1=FF0000][glow=CC0000][align=center]مــــــــــــــــوطني
    عافاك الله يا عـــــــراق[/align] [/glow]
    [/glow1]

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    الدولة
    بغداد-سامراء-والمهجر!
    المشاركات
    115

    افتراضي

    بارك الله فيك
    الحقيقة قد يُقتل الإنسان هماً وحرماناً حتى يقرأ مثل هذا الكلام
    الذي ربما البعض يقول عنه شاعري أو أحلام
    لكنه بحق هو بقية الرحمة والمعاني الخالدة التي تشكلت في الإنسان العراقي
    لدي كلام كثير يختلج في النفس لكن اختصره بدعاء أن يحفظ الله العراق ويكشف الغمة.
    اللهم احفظ العراق

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني